shialoom@gmail.com
تصدمنا بعض المفاهيم، ليس لغرابتها على الذاكرة، أو أنها أول مرة «تحل في دارنا» ولكن لما يقوم الناس أنفسهم بتغريبها عن حقيقتها، ووجود حالات الانفصام بين المعنى والنص، وهو انفصام يبتدعه الناس أكثر من أن المعنى يحمل دلالات تذهب إلى معان أخرى غير ما يشير إليه المعنى الظاهر، سواء في النطق «النص» أو في الفهم المباشر، والذي لا يحتاج أصلا لأن يجتهد الناس فيه، إلا لمن يريد أن يحوره عن معناه الذي هو عليه وفقط.
هنا جملة رائعة، تنطبق على هذه الرؤية نصها: «ثابت في نصه، متحرك في معناه» وفي ذلك أن النصوص عادة، قد لا تعطي معاني مباشرة، ولكن تتضح معانيها من خلال ما يقوم به الناس من توظيف على الواقع، فكلمة «مدير» وهو المعنى الآتي من إدارة الشيء، أو المجموعة، أو الفريق، أي أن المعنى المشار إليه معنى عملي بامتياز، ولا يفترض أن يُحَمَّلَ معنى سفسطائيا لا يصل إلى نتيجة، بقدر ما يوجد نوعا من الهرج والمرج الذي لا فائدة منه على الإطلاق، وكذا جميع المسميات أو الألقاب ما علا من درجة «مدير» وما دونه، ويفترض أن الناس لا حاجة لهم إن أغرقوا هذه المسميات بمعاني التبجيل المبالغ فيها، أو لم يفعلوا، فالنص واضح، وبالتالي فما الضرورة لأن تحمل المعاني فوق ما تحتمل، إلا إذا كانت هناك مظنة من إثم أكثر منها مظنة من صلاح.
ويأتي مفهوم «الشخصية الاعتبارية» كواحدة من هذه المفاهيم التي تربك معاني حقيقتها، وهذا الإرباك ناتج عن حرص الناس على تحوير المعنى الحقيقي لـ «الشخصية الاعتبارية» مع أن الفهم العلمي لـ«الشخصية الاعتبارية» يذهب إلى المؤسسة العامة، أكثر منه إلى الإنسان الفرد، فالمؤسسات هي المخولة بحمل معنى الشخصية الاعتبارية، وليس الأفراد، ولذلك فالمناصب العامة في مستوياتها المختلفة، لا يمكن تحويرها أو تجييرها لأن تنقل الإنسان من حالته الطبيعية إلى الحالة الاعتبارية، وإلا أوقعنا أنفسنا في الفهم الخاطئ للمفاهيم، أو أننا ندرك هذه الحقيقة، ولكننا نجازف بمعان استثنائية لا يفترض أن تحل في غير موقعها، ولذلك فالفهم الشعبي لـ«الشخصية الاعتبارية» يذهب إلى كل من يُقَلَّدْ منصبا رفيعا في مختلف المؤسسات، أو من يصل بموهبة ما إلى التميز، كالفنانين -في مختلف صنوف الفن- أو الشعراء، أو أعضاء المجالس التشريعية، فهؤلاء حسب الفهم الشعبي أنهم شخصيات اعتبارية عامة، وهو ما يتنافى مع الفهم العلمي لهذا المسمى.
إذن؛ فما بين أن تكون شخصا طبيعيا، أو تكون شخصا اعتباريا، حسب الفهم الشعبي، هو نقلك من حالتك التي ولدت عليها «شخصية طبيعية» إلى مستوى معين من مستويات الحياة اليومية «شخصية اعتبارية» وهي المستويات التي يوجدها الناس على أنها الوسيلة لنقل فلان من الناس لتأدية غرض معين، مع أن كلا المسميين، لا يجتمعان على اسم واحد، وإن اجتمعا على فترة الانتهاء، حيث كلاهما معرضان للزوال عاجلا أو آجلا.
والإشكالية في «الاعتبارية» أن تضع صاحبها بصورة دائمة في امتحان مستمر، فكل صغيرة وكبيرة من سلوكياته اليومية (قصدها أو لم يقصدها) محاسب عليها، مع تعرضه للغمز واللمز في أي مجلس تطأه قدماه، بالإضافة إلى حفر الألسنة لكل خطوة يخطوها، ولو في شؤونه الخاصة، ولست أدري إن كان من ألبسهم الفهم الشعبي الشخصية الاعتبارية، يستعذبون كل ذلك أم يجدونه كلفة باهظة الثمن؟
تصدمنا بعض المفاهيم، ليس لغرابتها على الذاكرة، أو أنها أول مرة «تحل في دارنا» ولكن لما يقوم الناس أنفسهم بتغريبها عن حقيقتها، ووجود حالات الانفصام بين المعنى والنص، وهو انفصام يبتدعه الناس أكثر من أن المعنى يحمل دلالات تذهب إلى معان أخرى غير ما يشير إليه المعنى الظاهر، سواء في النطق «النص» أو في الفهم المباشر، والذي لا يحتاج أصلا لأن يجتهد الناس فيه، إلا لمن يريد أن يحوره عن معناه الذي هو عليه وفقط.
هنا جملة رائعة، تنطبق على هذه الرؤية نصها: «ثابت في نصه، متحرك في معناه» وفي ذلك أن النصوص عادة، قد لا تعطي معاني مباشرة، ولكن تتضح معانيها من خلال ما يقوم به الناس من توظيف على الواقع، فكلمة «مدير» وهو المعنى الآتي من إدارة الشيء، أو المجموعة، أو الفريق، أي أن المعنى المشار إليه معنى عملي بامتياز، ولا يفترض أن يُحَمَّلَ معنى سفسطائيا لا يصل إلى نتيجة، بقدر ما يوجد نوعا من الهرج والمرج الذي لا فائدة منه على الإطلاق، وكذا جميع المسميات أو الألقاب ما علا من درجة «مدير» وما دونه، ويفترض أن الناس لا حاجة لهم إن أغرقوا هذه المسميات بمعاني التبجيل المبالغ فيها، أو لم يفعلوا، فالنص واضح، وبالتالي فما الضرورة لأن تحمل المعاني فوق ما تحتمل، إلا إذا كانت هناك مظنة من إثم أكثر منها مظنة من صلاح.
ويأتي مفهوم «الشخصية الاعتبارية» كواحدة من هذه المفاهيم التي تربك معاني حقيقتها، وهذا الإرباك ناتج عن حرص الناس على تحوير المعنى الحقيقي لـ «الشخصية الاعتبارية» مع أن الفهم العلمي لـ«الشخصية الاعتبارية» يذهب إلى المؤسسة العامة، أكثر منه إلى الإنسان الفرد، فالمؤسسات هي المخولة بحمل معنى الشخصية الاعتبارية، وليس الأفراد، ولذلك فالمناصب العامة في مستوياتها المختلفة، لا يمكن تحويرها أو تجييرها لأن تنقل الإنسان من حالته الطبيعية إلى الحالة الاعتبارية، وإلا أوقعنا أنفسنا في الفهم الخاطئ للمفاهيم، أو أننا ندرك هذه الحقيقة، ولكننا نجازف بمعان استثنائية لا يفترض أن تحل في غير موقعها، ولذلك فالفهم الشعبي لـ«الشخصية الاعتبارية» يذهب إلى كل من يُقَلَّدْ منصبا رفيعا في مختلف المؤسسات، أو من يصل بموهبة ما إلى التميز، كالفنانين -في مختلف صنوف الفن- أو الشعراء، أو أعضاء المجالس التشريعية، فهؤلاء حسب الفهم الشعبي أنهم شخصيات اعتبارية عامة، وهو ما يتنافى مع الفهم العلمي لهذا المسمى.
إذن؛ فما بين أن تكون شخصا طبيعيا، أو تكون شخصا اعتباريا، حسب الفهم الشعبي، هو نقلك من حالتك التي ولدت عليها «شخصية طبيعية» إلى مستوى معين من مستويات الحياة اليومية «شخصية اعتبارية» وهي المستويات التي يوجدها الناس على أنها الوسيلة لنقل فلان من الناس لتأدية غرض معين، مع أن كلا المسميين، لا يجتمعان على اسم واحد، وإن اجتمعا على فترة الانتهاء، حيث كلاهما معرضان للزوال عاجلا أو آجلا.
والإشكالية في «الاعتبارية» أن تضع صاحبها بصورة دائمة في امتحان مستمر، فكل صغيرة وكبيرة من سلوكياته اليومية (قصدها أو لم يقصدها) محاسب عليها، مع تعرضه للغمز واللمز في أي مجلس تطأه قدماه، بالإضافة إلى حفر الألسنة لكل خطوة يخطوها، ولو في شؤونه الخاصة، ولست أدري إن كان من ألبسهم الفهم الشعبي الشخصية الاعتبارية، يستعذبون كل ذلك أم يجدونه كلفة باهظة الثمن؟