تزخر ولاية دماء والطائيين بمحافظة شمال الشرقية بمقومات طبيعية فريدة تجتذب إليها محبي الطبيعة طوال العام، وهو الأمر الذي يدعو الأهالي إلى تكرار المطالبة بسرعة العمل على تنمية وتطوير الجانب السياحي في الولاية وإقامة مشاريع تنموية تعزز ما تتمتع به الولاية من ثراء متنوع في الطبيعة والتضاريس، ومن ذلك العيون والأودية الجارية طوال العام والجبال الشاهقة والكهوف القديمة، التي تعد واحدة من أبرز المقومات التي تدعو لإقامة وتنفيذ مشاريع تنموية وسياحية تلبي رغبة وتطلعات الزوار والسياح.

ويؤكد الأهالي على أن إقامة المشاريع ستعزز مكانة الولاية كوجهة سياحية واعدة وتنشط الجانب الاقتصادي وتنعش الحركة التجارية وتسهم في توفير فرص عمل كثيرة لأبناء الولاية.

قلة الخدمات

وقال سلطان بن سالم الذخري: يعاني السياح عند زيارتهم للولاية من قلة الخدمات المتاحة، مثل عدم توفر الخدمات العامة، إلا في مكانين فقط في متنزه الغبرة ومتنزه الشخرة الذي لم يتم تطويره وصيانته منذ سنوات.

وأضاف: رغم تخصيص ميزانية لتطوير المحافظات، وتنفيذ العديد من المشاريع السياحية في السنوات الأخيرة لتطوير البنية الأساسية السياحية في جميع أنحاء البلاد، ولكن لم يكن لولاية دماء والطائيين نصيب منها في تطوير الجانب السياحي، مشيرا إلى أن دماء والطائيين تتمتع بمقومات سياحية، وخاصة لعشاق سياحة المغامرات ولكن ما زالت تفتقر لأبسط الخدمات، إلى جانب النقص في الأنشطة السياحية من قبل الهيئات المعنية لترويج السياحة الداخلية.

ويضيف الذخري: نطالب من الجهات المعنية تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في المناطق السياحية في الولاية، وتوفير المزيد من الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في السياحة، وتشجيع المزيد من السياح على زيارة هذه المناطق واستكشاف ما تقدمه من جمال وتراث وثقافة.

مشاريع استثمارية

من جانبه قال يوسف بن مبارك السوطي: تتميز ولاية دماء والطائيين عن غيرها من الولايات بتنوعها الجغرافي العجيب واختلاف تضاريسها الرائعة والمميزة بحيث تملك الكثير من المقومات السياحية، منها على سبيل المثال لا الحصر الحصون القديمة والأبراج والآثار التي لها آلاف السنين، والعيون المائية العذبة والأودية التي تتدفق مياهها طوال العام، والجبال الشامخة التي تجذب هواة التسلق وعشاق المغامرات، والكهوف التي تحتاج إلى مزيد من الاستكشاف والبساتين الخضراء بنخيلها الباسقات وثمارها اليانعة، ومع كل هذه المقومات يبقى أبناء الولاية يتساءلون عن أسباب تأخر بعض المؤسسات الحكومية في تكملة البنية الأساسية، والدور الغائب للقطاع الخاص في الجانب السياحي، حيث يمكن أن نقول إن هذه الولاية كنز لم يكتشف حتى الآن من قبل المستثمرين، وجوهرة نفيسة غالية الثمن لم يرها الكثير من السياح، فمع توفر رأس المال والأفكار الإبداعية والآراء الملهمة يمكن تحقيق الغايات المنشودة.

ويضيف السوطي: يبقى الأمل يحدو كل محب لهذه الولاية العريقة لأن تكتمل البنية الأساسية بجميع مرافقها وملحقاتها التي يحتاجها السائح، وأن يتم التركيز على المشاريع الاستثمارية من القطاعين الحكومي والخاص كالفنادق والحدائق مثلا، والمشاريع السياحية لخدمة هواة المغامرات ومحبي الاستكشاف، كما تحتاج الولاية إلى الترويج السياحي الممنهج والمدروس بمختلف الوسائل المتاحة، وبكل الطرق المتوفرة لتصل روعة جمالها إلى السائح الأجنبي، كما نتمنى أن نرى مجمعات سياحية ذات طابع تراثي تقليدي كالبيوت القديمة التقليدية على سفوح الجبال لتطل على الأودية في أماكن محددة بتصميم راق يعكس التراث والأصالة، حيث يتمكن السائح من قضاء أروع اللحظات في هذه المخيمات ستبقى عالقة في ذاكرته طوال حياته وسيزورها مرات ومرات كل ما سنحت له الفرصة وسيروج لها عند الآخرين، ونتمنى كذلك إقامة مهرجان سنوي تعرض فيه الحرف والصناعات التقليدية والفنون الشعبية التي تتناسب مع قيمنا وعاداتنا الحميدة، وإقامة الندوات العلمية والمؤتمرات التي تعرف الناس بشكل عام والسائح بشكل خاص بدماء والطائيين، كما نطمح أن يتم التنسيق مع خبراء الاستكشاف وعشاق المغامرات لاكتشاف «كهف بو هبان» في بلدة سوط، وجعله مزارا سياحيا مميزا.

منشآت فندقية

وقال زياد بن مانع الحسني: إن ولاية دماء والطائيين تمثل أهمية قصوى للسياحة لما تمتلكه من مقومات وتضاريس طبيعية جميلة وموقع قريب من محافظة مسقط، حيث تتنوع المقومات الطبيعية بالولاية بين الجبال والوديان والسفوح الجميلة والمزارع الخضراء التي تسر الناظرين، إلا أن كل هذه المقومات بحاجة ماسة إلى عناية تامة من المؤسسات ذات الصلة حتى تتم الاستفادة من السياحة بالولاية، وأهم تلك الاحتياجات تتمثل حول البنية الأساسية التي من المهم أنها تواكب الإقبال الجميل على الولاية من السياح، وأهمها هو إنشاء فنادق أو شقق فندقية وحديقة مركزية ومتنزهات ذات طابع جميل يتضمن مماشي وألعاب أطفال تلبي تطلعات الأسر وأطفالها، كما تفتقر بعض المواقع السياحية إلى دورات المياه.

أراض استثمارية

وقال سعادة عبدالله بن علي الحمحامي عضو مجلس الشورى بولاية دماء والطائيين: تقوم بعض المؤسسات الحكومية بتنفيذ بعض أعمال البنية الأساسية، أما فيما يخص القطاع السياحي فإن الوزارة المعنية لم تقم بتنفيذ أي مشروع يخدم القطاع السياحي في الولاية، رغم مطالبات أبناء الولاية، على الرغم من أن تضاريس الولاية المتميزة والمقومات التي تنعم بها تجعلها من أحسن المواقع السياحية لكونها تجمع بين الجبال المرتفعة والعيون المائية والكهوف والأودية الجميلة التي تشكل أنهارا جارية، إضافة إلى القلاع والحصون والمسارات الجبلية والأفلاج وغيرها من المقومات السياحية.

ويشير الحمحامي إلى أن اهتمام الجهات المعنية بالجانب السياحي في الولاية سوف يعزز الجانب الاقتصادي، إضافة إلى المساهمة في إيجاد فرص عمل مختلفه لأبناء الولاية، وينعش الحركة الاقتصادية والتجارية في الولاية، مؤكدا أن المقومات السياحية جاهزة وتحتاج إلى بعض الإضافات التي تخدم الأفواج السياحية.

ويضيف الحمحامي: إن وزارة التراث والسياحة لديها بعض الأراضي بالولاية مخصصة لإقامة بعض المشاريع التي تخدم السائح كالفنادق وغيرها، إلا أنه وللأسف الشديد فإن بعض المستثمرين لم يبادروا بإقامة المشاريع رغم مرور فترة زمنية طويلة، فهنا نأمل من الوزارة أن تكون أكثر جدية مع المستثمرين أو سحب الأرض وطرحها للاستثمار مرة أخرى، وأكد الحمحامي أن الولاية تحتاج إلى إقامة حدائق تخدم القاطنين والزائرين إليها.