1 - لم تهدأ بعد النقاشات والسجالات والتحليلات التي حظي بها موضوع السماح بالزواج من الخارج فجاءت بين مُحتفية مرحبة وبين متوجسة من النتائج المستقبلية وقلقة وبين رافضة له رفضًا قاطعًا لأسباب تتصل بزيادة معدل العنوسة ومدى قدرة هذا الارتباط على الصمود والاستمرارية.
احتفت شريحة من الرجال بهذا التوجه الذي اعتبروه «مفاجأة سارة» فضجت وسائل التواصل الاجتماعي والمجالس بالتعليقات التي لم تخرج في الغالب عن التأييد بسبب غلاء المهور في بعض المحافظات والرغبة في تغيير الخارطة الوراثية وقلة تكاليف الزواج من الخارج وتعديل أوضاع من سبق لهم الزواج ويعانون الآن من إشكالات مختلفة تجعل زواجهم غير مستقر ولرفض تزويج كبار السن من فتيات صغيرات أو بسبب هشاشة الوضع المالي والاجتماعي.
في الجانب الآخر جاء موقف معظم النساء رافضًا لا يخلو من انحياز واضح للزوجة المواطنة التي رأين فيها امرأة صبورة قادرة على استيعاب العماني بطبيعته النفسية وخصوصيته الاجتماعية والتربوية وإمكاناته المادية وتفاصيل حياته الصغيرة التي هي أدرى بها وأن فتح هذا الباب سيقلل من حظوظ الزواج من المواطنة بنسبة عالية. ما لفت نظري وأنا أتابع ردات الفعل المتباينة على منصات التواصل المختلفة في استبيان مفتوح قيام الكثيرين بعرض تجاربهم الشخصية في الزواج من الخارج أو تجارب أشخاص مقربين منهم وإبداء وجهات نظر موضوعية مُستقاة من الواقع يمكن لأي شخص لديه فكرة الزواج من غير مواطنة الإفادة منها قبل الإقدام على خطوة مصيرية لها ما لها وعليها ما عليها. بطبيعة الحال أنا مقتنع تمامًا أن هناك غاية حكومية محددة ومدروسة بعيدة المدى تود الجهات المختصة تحقيقها من وراء تعديل مهم كهذا ربما هي بحاجة للمزيد من الوقت لتبدأ ملامحها في التشكل.. إنها تترك أمام المواطن والمواطنة الخيار ليقرر الطريقة التي يعيش بها ويتحمل في الوقت نفسه مسؤوليته كاملة إزاء أي قرار يتخذه فرغم تعثر الكثير من زيجات الزواج من الخارج خلال السنوات الماضية إلا أن زيجات كثيرة أخرى نجحت نجاحًا مبهرًا.
2 - غدا سيبدأ الشهر الجديد أي أربعة أسابيع شاقة ماديًا ونفسيًا لكثير من الأسر خاصة تلك التي لم تأخذ في الحُسبان نتائج التوسع والإفراط في نفقات شهر رمضان وعيد الفطر المباركين.
أبواب كثيرة ستكون مؤصدة في وجه من سيسأل عن العون وأعذار جاهزة سيتلقاها معظم من سيلتمسون المساعدة لأن الجميع مر بالظروف نفسها وعانى الأمرّين. وحده الذي «فكر وقدر» سيكون بمنأى عن هذا الإحراج السنوي الذي لا يتعلم معظمنا منه.
3 - عندما يتقدم الإنسان في العُمر وتتجلى له حقيقته التي ظل سنوات طِوال يجهلها.. عندما تتكشف له حقيقة الحياة يستصغر كل شيء فيها وتتقزم في عينيه جميع المُبررات التي ساقها لاتخاذ موقف حاد أو أقدم على فِعل ألحق الضرر بإنسان أكان تحت مسؤوليته أو قريبًا منه.. لا أدري ألهذا السبب يتذكر البعض من أساء له وأخطأ في حقه عندما ينوي الذهاب لأداء فريضة الحج؟ أهو بذلك يعترف بعد سنوات من الجِبر والعنجهية أنه بحاجة ماسة للصفح؟ ضعيف بالغ الضعف؟!
هل استيعاب الإنسان الذي عادة ما يطغى «أن رآه استغنى» حقيقة أنه ليس غنيًا بل فقير إلى الله لا يملك نفسه ولا ماله ولا ولده تجعله يعود إلى إنسانيته؟.. أهو الاقتراب من الموت؟؟.. لكن من يضمن له فرصة البقاء حيًا ليصل إلى هذه النتيجة؟ ماذا لو تخطفه الردى من بين يديّ الحياة دون سابق إنذار؟؟
آخر نقطة
عِراكنا المستمر مع الحياة هو الذي يجعل لأيامنا معنى وإن أسفر عن ما لا نحب.. إن المواقف المختلفة التي نعيشها كل يوم تصنع منا أشخاصًا أكثر صلابة ووعيًا فمن خلال العثرات نتعلم كيف نقف في وجه الريح العاتية ولا نسقط.. نتعرف على كُنه وحقيقة ما ومن حولنا.
عمر العبري كاتب عماني
احتفت شريحة من الرجال بهذا التوجه الذي اعتبروه «مفاجأة سارة» فضجت وسائل التواصل الاجتماعي والمجالس بالتعليقات التي لم تخرج في الغالب عن التأييد بسبب غلاء المهور في بعض المحافظات والرغبة في تغيير الخارطة الوراثية وقلة تكاليف الزواج من الخارج وتعديل أوضاع من سبق لهم الزواج ويعانون الآن من إشكالات مختلفة تجعل زواجهم غير مستقر ولرفض تزويج كبار السن من فتيات صغيرات أو بسبب هشاشة الوضع المالي والاجتماعي.
في الجانب الآخر جاء موقف معظم النساء رافضًا لا يخلو من انحياز واضح للزوجة المواطنة التي رأين فيها امرأة صبورة قادرة على استيعاب العماني بطبيعته النفسية وخصوصيته الاجتماعية والتربوية وإمكاناته المادية وتفاصيل حياته الصغيرة التي هي أدرى بها وأن فتح هذا الباب سيقلل من حظوظ الزواج من المواطنة بنسبة عالية. ما لفت نظري وأنا أتابع ردات الفعل المتباينة على منصات التواصل المختلفة في استبيان مفتوح قيام الكثيرين بعرض تجاربهم الشخصية في الزواج من الخارج أو تجارب أشخاص مقربين منهم وإبداء وجهات نظر موضوعية مُستقاة من الواقع يمكن لأي شخص لديه فكرة الزواج من غير مواطنة الإفادة منها قبل الإقدام على خطوة مصيرية لها ما لها وعليها ما عليها. بطبيعة الحال أنا مقتنع تمامًا أن هناك غاية حكومية محددة ومدروسة بعيدة المدى تود الجهات المختصة تحقيقها من وراء تعديل مهم كهذا ربما هي بحاجة للمزيد من الوقت لتبدأ ملامحها في التشكل.. إنها تترك أمام المواطن والمواطنة الخيار ليقرر الطريقة التي يعيش بها ويتحمل في الوقت نفسه مسؤوليته كاملة إزاء أي قرار يتخذه فرغم تعثر الكثير من زيجات الزواج من الخارج خلال السنوات الماضية إلا أن زيجات كثيرة أخرى نجحت نجاحًا مبهرًا.
2 - غدا سيبدأ الشهر الجديد أي أربعة أسابيع شاقة ماديًا ونفسيًا لكثير من الأسر خاصة تلك التي لم تأخذ في الحُسبان نتائج التوسع والإفراط في نفقات شهر رمضان وعيد الفطر المباركين.
أبواب كثيرة ستكون مؤصدة في وجه من سيسأل عن العون وأعذار جاهزة سيتلقاها معظم من سيلتمسون المساعدة لأن الجميع مر بالظروف نفسها وعانى الأمرّين. وحده الذي «فكر وقدر» سيكون بمنأى عن هذا الإحراج السنوي الذي لا يتعلم معظمنا منه.
3 - عندما يتقدم الإنسان في العُمر وتتجلى له حقيقته التي ظل سنوات طِوال يجهلها.. عندما تتكشف له حقيقة الحياة يستصغر كل شيء فيها وتتقزم في عينيه جميع المُبررات التي ساقها لاتخاذ موقف حاد أو أقدم على فِعل ألحق الضرر بإنسان أكان تحت مسؤوليته أو قريبًا منه.. لا أدري ألهذا السبب يتذكر البعض من أساء له وأخطأ في حقه عندما ينوي الذهاب لأداء فريضة الحج؟ أهو بذلك يعترف بعد سنوات من الجِبر والعنجهية أنه بحاجة ماسة للصفح؟ ضعيف بالغ الضعف؟!
هل استيعاب الإنسان الذي عادة ما يطغى «أن رآه استغنى» حقيقة أنه ليس غنيًا بل فقير إلى الله لا يملك نفسه ولا ماله ولا ولده تجعله يعود إلى إنسانيته؟.. أهو الاقتراب من الموت؟؟.. لكن من يضمن له فرصة البقاء حيًا ليصل إلى هذه النتيجة؟ ماذا لو تخطفه الردى من بين يديّ الحياة دون سابق إنذار؟؟
آخر نقطة
عِراكنا المستمر مع الحياة هو الذي يجعل لأيامنا معنى وإن أسفر عن ما لا نحب.. إن المواقف المختلفة التي نعيشها كل يوم تصنع منا أشخاصًا أكثر صلابة ووعيًا فمن خلال العثرات نتعلم كيف نقف في وجه الريح العاتية ولا نسقط.. نتعرف على كُنه وحقيقة ما ومن حولنا.
عمر العبري كاتب عماني