الناس في السابق يصعدون إلى سطوح منازلهم لسماع صوت أذان المغرب للإفطار -
لكل شخص ذكريات ومواقف مع شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمحبة والألفة والمغفرة بين المسلمين. وقد كان لنا وقفة ببلدة المحيول بولاية عبري، والتقينا مع سالم بن سعيد الفارسي لمعرفة ذكرياته مع شهر رمضان المبارك، وكيف كان الناس في السابق يتحرون رؤية هلال شهر رمضان، وكيف يقضون أيامهم وليالي رمضان سابقا، وأنواع الوجبات الرمضانية التي كانت تتوفر لديهم، وأهم الأعمال التي كان الأهالي يقومون بها خلال أيام شهر الرحمة، بالإضافة إلى معرفة بعض المواقف الصعبة التي مروا بها سابقا خلال شهر رمضان، وكيفية معرفة أوقات الإفطار والسحور، والتعرف على المظاهر الاجتماعية التي كان الناس يمارسونها في السابق وأصبحت قليلة في وقتنا الحاضر.
كيفية تحري الهلال
يحدثنا في البداية سالم بن سعيد الفارسي فيقول: أول رمضان صمته كان في أوائل الستينيات وذلك في فصل الصيف، وقد أمرني بالصيام والدي، وكان الصيام في ذاك الزمان وخاصة خلال فترة الصيف فيه تعب ومشقة؛ نظرًا لارتفاع درجة الحرارة وخاصة للصغار بسبب عدم توفر الكهرباء والمكيفات في زماننا السابق.
ويضيف قائلاً: كان الأهالي ببلدة المحيول بولاية عبري التي أقطن بها يراقبون الهلال بشكل مستمر لمعرفة دخول وخروج الأشهر وفي يوم 29 من شهر شعبان يجتمع أهالي القرية في منطقة مرتفعة داخل الحارة؛ لتحري رؤية هلال شهر رمضان الفضيل، وكذلك الحال لتحري رؤية هلال شوال، وفي حال رؤية الهلال يطلق الأهالي الأعيرة النارية من فوهة البنادق استبشارًا بقدوم الشهر الفضيل لإبلاغ الأهالي بالقرية برؤية الهلال استعدادا للصيام في اليوم التالي.
ويتابع قائلا: صادفنا في إحدى السنوات في فترة الستينيات أن أكملنا صيام شهر رمضان ثلاثين يوما، واكتشفنا في فترة الظهيرة أن بعض القرى المحيطة بنا قد رأت الهلال ولكننا أكملنا صيامنا من منطلق حديث الرسول الكريم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته.
قضاء نهار رمضان
وعن كيفية قضاء نهار رمضان في السابق يقول: كان الأهالي ببلدة المحيول بولاية عبري يقضون نهار شهر رمضان في السابق ففي فترة الصباح كان الأهالي يمارسون أعمالهم في المزارع ومتابعة الحيوانات من جمال وأغنام حتى يقترب موعد صلاة الظهر وبعدها يعود الجميع للاغتسال وتلاوة القرآن الكريم والتحدث في الأمور الدينية داخل مسجد البلدة لحين موعد إقامة الصلاة وبعدها يأخذ الجميع قسطا من الراحة حتى صلاة العصر ثم يعودون لبيوتهم لتفقد أمورهم واحتياجاتهم.
ويضيف قائلا: كان الأهالي في السابق يأكلون وقت الإفطار بعضا من الوجبات الخفيفة كالتمر واللبن والشوربة بالعدس مع احتساء القهوة، والبعض كانوا يأكلون الثريد والهريس والدنجو.
ويستتبع قائلا: لقد مررت بمواقف صعبة أثناء الصيام بسبب طبيعة الحياة الصعبة التي كنا نعيشها وخاصة في فصل الصيف؛ بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وقد كان الأهالي يأكلون من المحاصيل الزراعية التي كانوا يزرعونها بأنفسهم كالحبوب والبقوليات والبصل والثوم والتمور وكانت حياة الناس بسيطة جدا ويسودها طابع الألفة والمحبة والتزاور فيما بينهم.
استخدام الأواني الفخارية للمياه
وعن كيفية حصولهم على المياه في السابق يقول: كان الأهالي ببلدة المحيول يحصلون على المياه من فلج البلدة، ويحتفظون به في الجحال والأواني الفخارية التي تساعد على بقاء الماء باردًا، وكان الأهالي في السابق لا تتوفر لديهم الساعات لمعرفة أوقات الإفطار والسحور، وإنما كنا نعتمد على غروب الشمس وطلوع الفجر لمعرفة تواقيت الإفطار والسحور، بالإضافة إلى الاعتماد على النجوم لمعرفة مختلف التواقيت في الليل.
ويضيف قائلا: لقد كان الناس في السابق يصعدون إلى سطوح منازلهم، وذلك لسماع صوت آذان المغرب للإفطار، وأما القريبون من المسجد فيخرجون أمام منازلهم لسماع الآذان.
الزيارات المستمرة للأرحام
وعن المظاهر الاجتماعية التي كان الناس يمارسونها في السابق خلال شهر رمضان يقول: إن من المظاهر الاجتماعية التي كانت سائدة لدى أفراد المجتمع في السابق خلال شهر رمضان التي نفتقدها حاليًا تتثمل في الزيارات المستمرة للأرحام والأقارب وعزائم القهوة بين الجيران طيلة شهر رمضان حيث كان الأهالي يجتمعون كل ليلة في منزل أحد الجيران لتناول القهوة البسيطة كالتمر وأكل الهريس والموز المحلي وبعض منهم كان يعمل وجبة الثريد للجيران.
ويختتم الفارسي حديثه قائلا: كان الناس في السابق يشترون قطع ثوب ملابس العيد من سوق عبري وكانت النساء تقوم بتفصيلها وخياطتها، ومن أهم مظاهر احتفال الأهالي بالعيد في السابق أنهم كانوا يطلقون الأعيرة النارية من فوهات بنادقهم من بعد صلاة الفجر وحتى وقت صلاة العيد؛ وذلك فرحة واستبشارًا بقدوم العيد السعيد وبعد الانتهاء من خطبة العيد يقوم الأهالي بعمل رماية لـ«الشبح»، وبعدها يبدأ الفرح بالعيد بفن العيالة الذي يبدأ من مصلى العيد إلى مكان تجمع الأهالي ببلدة المحيول، ويستمر فن العيالة بعد الوصول لحوالي نصف ساعة، وبعدها تبدأ الفنون الشعبية التقليدية الأخرى كفن الرزحة والعازي وغالبًا ما يكون إطلاق النار مصاحبًا لهذه الفنون، وبعد الانتهاء من الفنون الشعبية يتجه الجميع لزيارة أرحامهم وأهاليهم وكبار السن في البلدة، وفي ثاني أيام العيد كان الأهالي يخصصونه لذبح أضاحي العيد، واليوم الثالث كان مخصصا لعمل المشاكيك، واليوم الرابع كان مخصصا لعمل الشواء مع عمل ركض عرضة البوش.
لكل شخص ذكريات ومواقف مع شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمحبة والألفة والمغفرة بين المسلمين. وقد كان لنا وقفة ببلدة المحيول بولاية عبري، والتقينا مع سالم بن سعيد الفارسي لمعرفة ذكرياته مع شهر رمضان المبارك، وكيف كان الناس في السابق يتحرون رؤية هلال شهر رمضان، وكيف يقضون أيامهم وليالي رمضان سابقا، وأنواع الوجبات الرمضانية التي كانت تتوفر لديهم، وأهم الأعمال التي كان الأهالي يقومون بها خلال أيام شهر الرحمة، بالإضافة إلى معرفة بعض المواقف الصعبة التي مروا بها سابقا خلال شهر رمضان، وكيفية معرفة أوقات الإفطار والسحور، والتعرف على المظاهر الاجتماعية التي كان الناس يمارسونها في السابق وأصبحت قليلة في وقتنا الحاضر.
كيفية تحري الهلال
يحدثنا في البداية سالم بن سعيد الفارسي فيقول: أول رمضان صمته كان في أوائل الستينيات وذلك في فصل الصيف، وقد أمرني بالصيام والدي، وكان الصيام في ذاك الزمان وخاصة خلال فترة الصيف فيه تعب ومشقة؛ نظرًا لارتفاع درجة الحرارة وخاصة للصغار بسبب عدم توفر الكهرباء والمكيفات في زماننا السابق.
ويضيف قائلاً: كان الأهالي ببلدة المحيول بولاية عبري التي أقطن بها يراقبون الهلال بشكل مستمر لمعرفة دخول وخروج الأشهر وفي يوم 29 من شهر شعبان يجتمع أهالي القرية في منطقة مرتفعة داخل الحارة؛ لتحري رؤية هلال شهر رمضان الفضيل، وكذلك الحال لتحري رؤية هلال شوال، وفي حال رؤية الهلال يطلق الأهالي الأعيرة النارية من فوهة البنادق استبشارًا بقدوم الشهر الفضيل لإبلاغ الأهالي بالقرية برؤية الهلال استعدادا للصيام في اليوم التالي.
ويتابع قائلا: صادفنا في إحدى السنوات في فترة الستينيات أن أكملنا صيام شهر رمضان ثلاثين يوما، واكتشفنا في فترة الظهيرة أن بعض القرى المحيطة بنا قد رأت الهلال ولكننا أكملنا صيامنا من منطلق حديث الرسول الكريم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته.
قضاء نهار رمضان
وعن كيفية قضاء نهار رمضان في السابق يقول: كان الأهالي ببلدة المحيول بولاية عبري يقضون نهار شهر رمضان في السابق ففي فترة الصباح كان الأهالي يمارسون أعمالهم في المزارع ومتابعة الحيوانات من جمال وأغنام حتى يقترب موعد صلاة الظهر وبعدها يعود الجميع للاغتسال وتلاوة القرآن الكريم والتحدث في الأمور الدينية داخل مسجد البلدة لحين موعد إقامة الصلاة وبعدها يأخذ الجميع قسطا من الراحة حتى صلاة العصر ثم يعودون لبيوتهم لتفقد أمورهم واحتياجاتهم.
ويضيف قائلا: كان الأهالي في السابق يأكلون وقت الإفطار بعضا من الوجبات الخفيفة كالتمر واللبن والشوربة بالعدس مع احتساء القهوة، والبعض كانوا يأكلون الثريد والهريس والدنجو.
ويستتبع قائلا: لقد مررت بمواقف صعبة أثناء الصيام بسبب طبيعة الحياة الصعبة التي كنا نعيشها وخاصة في فصل الصيف؛ بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وقد كان الأهالي يأكلون من المحاصيل الزراعية التي كانوا يزرعونها بأنفسهم كالحبوب والبقوليات والبصل والثوم والتمور وكانت حياة الناس بسيطة جدا ويسودها طابع الألفة والمحبة والتزاور فيما بينهم.
استخدام الأواني الفخارية للمياه
وعن كيفية حصولهم على المياه في السابق يقول: كان الأهالي ببلدة المحيول يحصلون على المياه من فلج البلدة، ويحتفظون به في الجحال والأواني الفخارية التي تساعد على بقاء الماء باردًا، وكان الأهالي في السابق لا تتوفر لديهم الساعات لمعرفة أوقات الإفطار والسحور، وإنما كنا نعتمد على غروب الشمس وطلوع الفجر لمعرفة تواقيت الإفطار والسحور، بالإضافة إلى الاعتماد على النجوم لمعرفة مختلف التواقيت في الليل.
ويضيف قائلا: لقد كان الناس في السابق يصعدون إلى سطوح منازلهم، وذلك لسماع صوت آذان المغرب للإفطار، وأما القريبون من المسجد فيخرجون أمام منازلهم لسماع الآذان.
الزيارات المستمرة للأرحام
وعن المظاهر الاجتماعية التي كان الناس يمارسونها في السابق خلال شهر رمضان يقول: إن من المظاهر الاجتماعية التي كانت سائدة لدى أفراد المجتمع في السابق خلال شهر رمضان التي نفتقدها حاليًا تتثمل في الزيارات المستمرة للأرحام والأقارب وعزائم القهوة بين الجيران طيلة شهر رمضان حيث كان الأهالي يجتمعون كل ليلة في منزل أحد الجيران لتناول القهوة البسيطة كالتمر وأكل الهريس والموز المحلي وبعض منهم كان يعمل وجبة الثريد للجيران.
ويختتم الفارسي حديثه قائلا: كان الناس في السابق يشترون قطع ثوب ملابس العيد من سوق عبري وكانت النساء تقوم بتفصيلها وخياطتها، ومن أهم مظاهر احتفال الأهالي بالعيد في السابق أنهم كانوا يطلقون الأعيرة النارية من فوهات بنادقهم من بعد صلاة الفجر وحتى وقت صلاة العيد؛ وذلك فرحة واستبشارًا بقدوم العيد السعيد وبعد الانتهاء من خطبة العيد يقوم الأهالي بعمل رماية لـ«الشبح»، وبعدها يبدأ الفرح بالعيد بفن العيالة الذي يبدأ من مصلى العيد إلى مكان تجمع الأهالي ببلدة المحيول، ويستمر فن العيالة بعد الوصول لحوالي نصف ساعة، وبعدها تبدأ الفنون الشعبية التقليدية الأخرى كفن الرزحة والعازي وغالبًا ما يكون إطلاق النار مصاحبًا لهذه الفنون، وبعد الانتهاء من الفنون الشعبية يتجه الجميع لزيارة أرحامهم وأهاليهم وكبار السن في البلدة، وفي ثاني أيام العيد كان الأهالي يخصصونه لذبح أضاحي العيد، واليوم الثالث كان مخصصا لعمل المشاكيك، واليوم الرابع كان مخصصا لعمل الشواء مع عمل ركض عرضة البوش.