1 - كل يوم تطالعنا مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بوجه جديد مجهول سيُطلق عليه لاحقًا صفة «مشهور» تُتداول مقاطعه في الهواتف النقالة وتطلبه الشركات الكبيرة منها والصغيرة وأصحاب المشاريع للترويج لمنتجاتها.. ينطلق الوجه المغمور من خلال حركة غير مألوفة ليس من المهم أن تجرح الذوق العام أو آداب وتقاليد المجتمع ليتحول بقدرة قادر إلى «مُروج مطلوب» يُتاجر بالإسفاف ولا يعرف لصناعة المحتوى المفيد طريقًا.
ولأننا نعيش زمن التفاهة لا يحتاج مثل هؤلاء لعناء كثير من أجل تحقيق الانتشار الذي يسعون إليه فتحصد مقاطعهم أكبر عدد من المشاهدات والإعجاب في فترة قصيرة فعدد الذين لا يبحثون عن المحتوى «المحترم» والإضافة يفوق بكثير عدد من ينقبون عن أشخاص جادين ومحتوى يخدم المُتابع.
ورغم امتعاض عقلاء هذا العالم من ظهور أشخاص كهؤلاء من الجنسين بين كل فترة وأُخرى ومن انتشار موضة «مشاهير السوشل ميديا» كالنار في الهشيم إلا أنه يمكن تفهُم أن ما يقدمونه- وأغلبهم من فئة المراهقين- على منصات التواصل الاجتماعي مُطلقة الحرية غير قابل للعيش طويلًا وهو كالفقاعات التي سرعان ما تتلاشى في الهواء إذا ما اصطدمت بقليل من الوعي المجتمعي والتجاهل.
ما يصعب فهمه بحق هوس بعض من نُجِلهم ونقدرهم من الأكاديميين والمُتخصصين في مجالات حيوية مختلفة بالتواجد على هذه المنصات وعدم تقديمهم للمحتوى المنتظر منهم بل إصرارهم على إثارة الرأي العام من خلال الزج بأطروحات سطحية مثيرة للجدل تبحث عن عدد « اللايكات» ولا تقدم المعلومة التي ترتقي بوعي الناس وتسعى إلى تحقيق فائدة المجتمع.
إذا لا تثريب على مراهق يملك الفائض من الوقت والفراغ وتنقصه الاهتمامات أن يكون مهوسًا بارتياد هذه المنصات والعالم الافتراضي خاصة «تويتر» وأن يلهث وراء الشهرة والكسب المادي بقليل جهد وعناء لكن العتب أن يُصيب هذا المرض ممن يُعول عليهم حمل راية التنوير كونهم حملة شهادات ينتمون إلى مؤسسات تعليمية مرموقة ومتخصصين في قطاعات مهمة فبوقوع من نعتبرهم نخبة المجتمع في هذا الشِرك يكون الأمر جللًا وبحاجة ماسة إلى علاج فوري وحاسم.
2 - يُصرُ كُتاب السيناريو في الدراما المحلية خاصة والخليجية عمومًا على إقحام شخصية «المُعاق» سواء أكان ذهنيًا أو جسديًا داخل النص دون غاية واضحة أو هدف محدد يخدم القضية التي يعالجها العمل الدرامي.
تحضر هذه الشخصية التي تلعب دورًا هامشيًا عادة ومنذ سنوات من أجل الإضحاك والتسلية فوجودها في الغالب عبثي غير مؤثر في مجريات الأحداث وكأنها أداة لجذب أكبر عدد ممكن من المُشاهدين ليس إلا.
الشيء الملفت في أعمالِ كهذه أن قضايا وهموم ذوي الإعاقة الحقيقية والتي تهم أُسر كثيرة في المجتمع تكون مُغيبة أو غير مُنتبَهُ لها ولا تدخل ضمن أولويات كاتب السيناريو على العكس تمامًا مما يحدث في الدراما العالمية التي تنظر إلى أن طرَق قضايا ذوي الإعاقة وتقديمها هو بمثابة أولوية ومسؤولية وأنه يجب تسليط الضوء على هموم الشخص المُعوق من باب أنه إنسان «مُختلف» بحاجة إلى الدعم النفسي والمعنوي ليكون فاعلًا في المجتمع وله دور مؤثر.
يغيب عن كاتب السيناريو أو مخرج العمل الدرامي الذي يوظف في عمله شخصية المُعوق من أجل الترفيه عن المشاهد أن هناك في البيوت أُسرا تتألم وهي تتلقى طرحه المُنحاز لتحقيق الربح والانتشار لأن بين أفرادها معوقًا.. كانت تتمنى على صانع محتوى الفيلم أو المسلسل وهو في موقع القادر على التأثير أن يدعمها معنويًا ونفسيًا وأن ينتصر لقضاياها وإشكالاتها.. أن يكتب لا ليروج لعمله الفني إنما ليقدم رؤى حقيقية تساعد على التخفيف من معاناتها ودمجه طفلها في المجتمع وتذليل المصاعب التي تقف دون الإفادة من مواهبه.
آخر نقطة
ما يدعو للحزن أن بعضهم بلغ به هوس ارتياد منصات التواصل الاجتماعي خاصة «تويتر» طلبًا للشهرة حد الإدمان ما أدخله في مآزق كثيرة أثرت سلبًا على استقراره النفسي والأسري وعلاقاته الاجتماعية ومصالحه الشخصية والمُحددات الأخلاقية للمجتمع.
عمر العبري كاتب عماني
ولأننا نعيش زمن التفاهة لا يحتاج مثل هؤلاء لعناء كثير من أجل تحقيق الانتشار الذي يسعون إليه فتحصد مقاطعهم أكبر عدد من المشاهدات والإعجاب في فترة قصيرة فعدد الذين لا يبحثون عن المحتوى «المحترم» والإضافة يفوق بكثير عدد من ينقبون عن أشخاص جادين ومحتوى يخدم المُتابع.
ورغم امتعاض عقلاء هذا العالم من ظهور أشخاص كهؤلاء من الجنسين بين كل فترة وأُخرى ومن انتشار موضة «مشاهير السوشل ميديا» كالنار في الهشيم إلا أنه يمكن تفهُم أن ما يقدمونه- وأغلبهم من فئة المراهقين- على منصات التواصل الاجتماعي مُطلقة الحرية غير قابل للعيش طويلًا وهو كالفقاعات التي سرعان ما تتلاشى في الهواء إذا ما اصطدمت بقليل من الوعي المجتمعي والتجاهل.
ما يصعب فهمه بحق هوس بعض من نُجِلهم ونقدرهم من الأكاديميين والمُتخصصين في مجالات حيوية مختلفة بالتواجد على هذه المنصات وعدم تقديمهم للمحتوى المنتظر منهم بل إصرارهم على إثارة الرأي العام من خلال الزج بأطروحات سطحية مثيرة للجدل تبحث عن عدد « اللايكات» ولا تقدم المعلومة التي ترتقي بوعي الناس وتسعى إلى تحقيق فائدة المجتمع.
إذا لا تثريب على مراهق يملك الفائض من الوقت والفراغ وتنقصه الاهتمامات أن يكون مهوسًا بارتياد هذه المنصات والعالم الافتراضي خاصة «تويتر» وأن يلهث وراء الشهرة والكسب المادي بقليل جهد وعناء لكن العتب أن يُصيب هذا المرض ممن يُعول عليهم حمل راية التنوير كونهم حملة شهادات ينتمون إلى مؤسسات تعليمية مرموقة ومتخصصين في قطاعات مهمة فبوقوع من نعتبرهم نخبة المجتمع في هذا الشِرك يكون الأمر جللًا وبحاجة ماسة إلى علاج فوري وحاسم.
2 - يُصرُ كُتاب السيناريو في الدراما المحلية خاصة والخليجية عمومًا على إقحام شخصية «المُعاق» سواء أكان ذهنيًا أو جسديًا داخل النص دون غاية واضحة أو هدف محدد يخدم القضية التي يعالجها العمل الدرامي.
تحضر هذه الشخصية التي تلعب دورًا هامشيًا عادة ومنذ سنوات من أجل الإضحاك والتسلية فوجودها في الغالب عبثي غير مؤثر في مجريات الأحداث وكأنها أداة لجذب أكبر عدد ممكن من المُشاهدين ليس إلا.
الشيء الملفت في أعمالِ كهذه أن قضايا وهموم ذوي الإعاقة الحقيقية والتي تهم أُسر كثيرة في المجتمع تكون مُغيبة أو غير مُنتبَهُ لها ولا تدخل ضمن أولويات كاتب السيناريو على العكس تمامًا مما يحدث في الدراما العالمية التي تنظر إلى أن طرَق قضايا ذوي الإعاقة وتقديمها هو بمثابة أولوية ومسؤولية وأنه يجب تسليط الضوء على هموم الشخص المُعوق من باب أنه إنسان «مُختلف» بحاجة إلى الدعم النفسي والمعنوي ليكون فاعلًا في المجتمع وله دور مؤثر.
يغيب عن كاتب السيناريو أو مخرج العمل الدرامي الذي يوظف في عمله شخصية المُعوق من أجل الترفيه عن المشاهد أن هناك في البيوت أُسرا تتألم وهي تتلقى طرحه المُنحاز لتحقيق الربح والانتشار لأن بين أفرادها معوقًا.. كانت تتمنى على صانع محتوى الفيلم أو المسلسل وهو في موقع القادر على التأثير أن يدعمها معنويًا ونفسيًا وأن ينتصر لقضاياها وإشكالاتها.. أن يكتب لا ليروج لعمله الفني إنما ليقدم رؤى حقيقية تساعد على التخفيف من معاناتها ودمجه طفلها في المجتمع وتذليل المصاعب التي تقف دون الإفادة من مواهبه.
آخر نقطة
ما يدعو للحزن أن بعضهم بلغ به هوس ارتياد منصات التواصل الاجتماعي خاصة «تويتر» طلبًا للشهرة حد الإدمان ما أدخله في مآزق كثيرة أثرت سلبًا على استقراره النفسي والأسري وعلاقاته الاجتماعية ومصالحه الشخصية والمُحددات الأخلاقية للمجتمع.
عمر العبري كاتب عماني