ـ مراجعة الدروس خلال الأسبوع أولوية حتى نمنع من تراكمها مستقبلا

ـ ينبغي تخصيص وقت محدد للعب والأهل مطالبون بوضع خطة خلال الشهر الفضيل

مع حلول شهر رمضان وقرب امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني يفكر طلبة المدارس في كيفية تنظيم الوقت بين المذاكرة والصيام وتخصيص وقت العبادة، خاصة أنهم يقضون النهار في المدارس، مما يجعل الوقت المتبقي للطالب الفترة المسائية فقط، ليحاول الاستذكار بها، ودعا معلمو الهيئة التدريسية على ضرورة تنظيم وقت الطالب، وأن يعمل على تحديد الهدف المراد تحقيقه، وأن لا يعمل بشكل عشوائي، مشيرين على ضرورة الابتعاد عن الممارسات الخاطئة مثل السهر لمشاهدة البرامج التلفزيونية، واللعب مع الأصدقاء، وقضاء الساعات الطويلة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تأخذ من وقتهم للمذاكرة.

ولمعرفة كيف ينظم الطلبة وقتهم للمذاكرة خلال شهر رمضان، وكيف يذاكر الطلبة؟ التقت «عمان» مع عدد من الطلبة، حيث يقول الطالب يعرب بن علي الحارثي في الصف الحادي عشر: اعتبر الوقت ضيقا، خصوصا مع قرب الاختبارات النهائية، والتوفيق بين متطلبات المذاكرة والاستعداد للامتحانات مع صيام رمضان أمر صعب، لأن الصيام يسبب أحيانا الصداع والكسل مما يؤثر على قدرتي على المذاكرة والتركيز، لذا وضعت وقت المذاكرة بعد صلاة التراويح، أما خلال الإجازة، فتكون في الفترة النهارية إلى بعد صلاة التراويح، ولأسرتي دور كبير في تهيئة الجو المناسب للمذاكرة والتشجيع والتحفيز على المذاكرة أولا بأول.

فيما يقول الطالب فيصل بن خالد الخروصي في الصف العاشر: أعتقد أن شهر رمضان فرصة للاستذكار لما يحمله من تيسير ونفحات روحانية وعزيمة أكبر للعطاء، ولا بد من الاستعداد المبكر للمذاكرة للاختبارات، وقد واجهتني صعوبة في المذاكرة خلال شهر رمضان في فترة النهار؛ لأني أشعر بالتعب والإرهاق بعد عودتي من المدرسة، لذا خصصت وقت المذاكرة بعد الإفطار إلى آخر الليل.

أما الطالبة صفاء بنت حمد القاسمية، فقالت: إن المذاكرة للامتحانات في شهر رمضان مرهقة وصعبة نوعا ما، لذا أنظم وقتي وأخصص جدولا للمذاكرة، وبعد عودتي من المدرسة أخذ قسطا من الراحة، وبعدها أباشر المذاكرة إلى ما بعد صلاة العصر، وبعدها استمر مرة أخرى بعد صلاة التراويح، وأحرص على النوم مبكرا وعدم السهر.

وتقول الطالبة خديجة بنت أحمد الحمدانية: برنامجي المتبع للمذاكرة يتمثل في مراجعة ما قد تعلمته خلال الأسبوع خلال إجازة نهاية الأسبوع، حتى لا تتراكم علي الدروس مستقبلا، وبالتالي عند اقتراب موعد الاختبارات تكون المراجعة علي ميسرة، حيث إني قد راجعت جميع ما سبق دراسته، وبالتالي فمجرد الاسترجاع للمعلومة يكون أيسر من مباشرة إعادة فهمها وحفظها، ولا أظن أن شهر رمضان يجعلنا نشعر بصعوبات للاستعداد للمذاكرة، ربما نشعر ببعض العطش والجوع ولكن هذا طبيعي لأي شخص وليس للطالب فقط.

تنظيم الوقت

وحول كيفية الدارسة في رمضان وكيف ينظم الطلبة وقتهم للمذاكرة في رمضان يقول عمر بن علي الحمادي (معلم مادة الرياضيات): أعددت مخططا حتى يسهل على الطالب تنظيم وقته للمذاكرة، فهنا الطالب يجب أن يكون مرنا في مذاكرته للمواد الدراسية، فمن وجهة نظري، في أيام (الأحد إلى الخميس) من بعد عودة الطالب من المدرسة، عليه أن يأخذ قسطًا من الراحة، ومن ثم يقوم بحل الواجبات التي عليه والمشروعات والأنشطة الأخرى، بعد ذلك من بعد صلاة العصر إلى قبل آذان المغرب يركز فيها الطالب على المواد التي لا تحتاج إلى فهم عميق، وتركيز كبير بحكم -نوعًا ما- أن الطالب في فترة الصيام قد يكون مرهقًا ومتعبا من بعد الدوام المدرسي، وبعد الانتهاء من وجبة الإفطار، بإمكان الطالب أن يأخذ قسطًا من الراحة، ويستمتع بوقته إلى ما قبل النوم، التي يجب عليه أن يقوم بالتحضير والمذاكرة البسيطة للموضوعات التي لم ينته منها في فترة العصر، وبالإضافة إلى الاستعداد لليوم التالي، فهنا لا نستطيع أن نجبر الطلبة على مذاكرة مادة عن غيرها، فكل المواد مهمة بالنسبة له ولمستقبله، وهو من عليه أن يحدد المواد التي يبدأ بمذاكرتها قبل الصيام وبعده على حسب قدرته وإمكانياته، أيضًا لا ننسى أهمية التركيز على فترة الفجر، التي تعد من الأوقات المهمة لمذاكرة الطالب فيها، بحكم أنه لا يوجد شيء يشغل الطالب في هذه الفترة لا سيما وقت الاختبارات.

سلوكيات خاطئة

شدد الحمادي في حديثه على ضرورة اهتمام الطالب بالوقت الذي يقضيه فهناك سلوكيات وممارسات خاطئة مثل كثرة الجلوس وضياع الوقت لمشاهدة البرامج التلفزيونية، مما يسبب في هدر الوقت الذي من الممكن أن يستغل في شيء يفيد الطالب، وكذلك كثرة استخدامهم الهاتف النقال، الذي من الممكن أن يقضي فيه الطالب ساعات طويلة لمتابعة هذا وذاك في مختلف برامج التواصل الاجتماعي، ولاسيما هذه البرامج تعد سلاحا ذو حدين، فسلبياتها تطغى على إيجابيات استخدامها، بالإضافة إلى اعتقاد الطلبة أن شهر رمضان هو الابتعاد عن المذاكرة واستغلاله في اللعب مع الأهل والأصدقاء، وهناك سلوكيات كثيرة يجب أن ينتبه عليها طلبتنا، فما ذكُر هنا للذكر وليس الحصر.

خطة النجاح

كشف الحمادي بعض من النصائح التي يراها أنها مهمة للطلبة قائلا: إن شهر رمضان فرصة فاغتنم هذه الفرصة، فالوقت موجود ومتاح لك ولا تلجأ للأعذار الوهمية واختلاق الظروف والأسباب، و شمر عن ساعديك وتوكل على الله هذه السنوات مصيرية لك ولمستقبلك، فخاصة طلبة الصف العاشر كونها تعد مرحلة مصيرية وحرجة، وهي من تحدد مستقبل الطالب ولتوجهاته، بالإضافة إلى استغلال الوقت بالشيء المفيد لك، فمسلسلات شهر رمضان وبرامجها قد تتكرر وتعُاد في أوقات لاحقة، ولكن الوقت واليوم لا يعود فاستغل كل دقيقة من وقتك في المذاكرة والعبادة وقراءة القرآن، كما على الطالب أن يخصص وقتا بسيطا لممارسة هواياته مع الأهل والأصدقاء لا ضير في ذلك، ولكن يجب أن يلتزم بالوقت المخصص للعب فقط، وأن لا تزيد عليه، ونصح الحمادي بعمل جدول وخطة لشهر رمضان، بالتحديد حتى يعرف الطالب وجهته وطريقه، وأن لا يعمل بشكل عشوائي، فلكل مشكلة خطة يجب أن تنفذها وتتبعها حتى تصل لهدفك.