الشباب هم جوهر الأمم ومحور تنميتها، وهدف خططها المستقبلية. إنهم عماد المجتمعات، والمُحرِّك الرئيس لنموها المعرفي والفكري، لهذا فإن أهداف التنمية تقوم بهم وعليهم، ومستوى التطوُّر والإبداع والابتكار لا يرتقي سوى بأفكار الشباب وتطلعاتهم وقدرتهم على التجديد ومهارتهم في حل المشكلات.
ولأن الشباب هم المستقبل، فإن الدولة تحرص على مشاركتهم الإيجابية في الأنشطة والمبادرات واتخاذ القرارات، بل في تحديد التطلعات والآمال المستقبلية للتنمية الوطنية من خلال المشاركة في الرؤى المستقبلية، إضافة إلى الاستراتيجيات والخطط التنموية الخاصة بالقطاعات الإنمائية، وفتح آفاق المشاركة المجتمعية بما يتناسب وتلك الرؤى والخطط من ناحية، وتيسيرها من خلال العمل بأشكاله المختلفة من ناحية أخرى.
إن اهتمام الدولة بالشباب بشكل خاص يعود إلى تلك الأهمية، والخصوصية التي تتطلَّب وعيا وإدراكا للمرحلة المقبلة التي تحتاج إلى الكثير من العناية والرعاية والدعم والتمكين، لذا فإن هذا الاهتمام يستوجب إيجاد ما يُسمى بالسياسة الوطنية للشباب، وهي سياسة تقوم على تلك الخطط التي تهدف إلى (تطوير أداء الشباب وتمكينهم لتعليم وتطوير أنفسهم وتنمية روح الابتكار لديهم) -حسب تعريف دراسة أفضل السياسات الشبابية في العالم مع التركيز على المنطقة العربية) الصادر عن مركز الشباب العربي في أبوظبي- فهذه السياسة مسؤولة عن تنفيذ البرامج والمشروعات والأنشطة التي تجعل من الشباب قوة مجتمعية إيجابية ومتطلِّعة نحو التنمية والتطوير في المجتمع.
والحق أن سلطنة عُمان من الدول التي أولت الشباب عناية فائقة، ليس من خلال تعزيز مشاركتهم الإيجابية في المشروعات المجتمعية وحسب، بل أيضا في دعم تطلعاتهم وتمكين قدراتهم من خلال التدريب والتأهيل، ومراجعة السياسات والتشريعات بما يتناسب وتلك التطلعات، ومدى مواكبتها لآفاق التطور التقني والمعرفي المتسارع، الذي يتطلَّب سياسات شبابية داعمة وقادرة على استيعاب ذلك التطور وإمكانات الإفادة منه بما يمكِّن الشباب من تعزيز قدرتهم ومهاراتهم وتعظيم دورهم في التنمية الوطنية.
إن التنمية البشرية التي اعتنت بها الدولة منذ بداية النهضة وذلك الاهتمام الكبير الذي يحظى به الشباب اليوم، جعلهم واعين للتغيرات التي طرأت على العالم ومن بينها عُمان، خاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة التي شهِد فيها العالم تقلبات وعدم استقرار في النواحي المختلفة خاصة الاقتصادية والصحية وبالتالي الاجتماعية والثقافية والبيئية، الأمر الذي كشف عن الكثير من التحديات التي تواجه المجتمعات بشكل عام، وفئة الشباب بشكل خاص، مما دفع البعض إلى حالة (عدم اليقين) كما تطلق عليها التقارير العالمية، وهي حالة من الاضطراب النفسي الاجتماعي التي طرأت على بعض المجتمعات نتيجة للمرحلة الصعبة التي مرَّت بها.
إلَّا أننا اليوم ونحن نشهد الكثير من التطورات والتغيرات الإيجابية في الدولة من النواحي الاقتصادية بشكل خاص، فإن الكثير من هؤلاء الشباب ينظرون بتفاؤل نحو تطلعات المستقبل؛ فبالرغم من التحديات والصعاب التي يواجهها البعض في سبيل الارتقاء بمستويات معيشية اقتصادية واجتماعية أفضل، فإن هناك الكثير من الشباب ممن يُعدون نماذج مشرِّفة في الإبداع والابتكار، والاعتماد على النفس في تحقيق مشروعاتهم الاقتصادية، إضافة إلى أولئك الذين يُسهمون في تقديم بلادهم بما يليق بها في العالم.
إن الشباب في عُمان متطلِّعون نحو مستقبل بلادهم، مساهمون بفاعلية في التنمية الوطنية، قادرون على تحقيق أهداف الرؤية الوطنية «عمان 2040»؛ فنحن نجدهم في المحافل الإقليمية والدولية، ونسمع أصواتهم مناقشين ومحاورين ومدافعين عن بلادهم وهُويتها، ولعل ما يقدمه الإعلام العماني من تعريف بهؤلاء الشباب جدير بالاهتمام والمتابعة؛ ذلك لأنهم نماذج إيجابية للشباب العماني الذي يُعد قدوة لغيره في عمان وخارجها. إنهم قدوة بما يقدمونه، وما يسهمون به من مبادرات ومشروعات ذات آفاق اقتصادية واجتماعية وثقافية واعدة.
فالشباب العماني بما استثمرت فيه الدولة من تعليم وتعلُّم قادر على استيعاب متطلبات المرحلة المقبلة، على الرغم من أن البعض يُشكِّك في ذلك بما يراه من بعض التجاوزات التي قد تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من المواقع، فإن ذلك لا يُعد أساسا للحكم بل مرحلة من (عدم اليقين) التي قد يمُّر بها بعض الشباب نتيجة للكثير من التحديات التي تواجههم في الحياة، فما نعوِّل عليه هنا هو وعيهم جميعا وقدرتهم على تخطي الأزمات، وقدرتهم على تأسيس أنماط معرفية مستمدة من حضارتهم وثقافة مجتمعهم، الأمر الذي يجعلهم مقبلين على الحياة بإيجابية، مستفيدين من كل ما تقدمه لهم الدولة من تسهيلات وإمكانات في تحقيق طموحهم وتطلعات مجتمعهم.
في تصنيف مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية MenaCC لأكثر الشباب العربي تفاؤلا ورفاهية لعام 2023 جاءت عُمان في المرتبة السادسة عربيا، وفي المرتبة الرابعة في مؤشر تنمية الشباب، وذكر التصنيف - حسب موقع المركز - أن عُمان في (الصفوف الأمامية لأكثر الشباب العربي تفاؤلا ورفاهية)؛ يعزي التصنيف ذلك لما تتميَّز به عُمان من (ميل للإيجابية والتسامح والسلام والتضامن)، إضافة إلى ما تقوم به الدولة من جهود فاعلة في ملف الباحثين عن عمل، وتذليل (التحديات التي تواجه تنمية الشباب واندماجهم السريع في مراكز اتخاذ القرار).
يذكر التصنيف أيضا أن عُمان قد تقدمت في مؤشر التفاؤل، ويعزي ذلك إلى أسباب عدة منها الاستقرار السياسي، و(استمرار أولويات عمل الحكومة على دعم الحياة الكريمة للشباب العماني وزيادة انفتاحه على محيطه العربي والإقليمي والدولي دون الدخول في خيارات الانحياز أو الاصطفاف)، إضافة إلى الاستقرار الاقتصادي الذي يتمثَّل في استمرار تعزيز إيرادات النفط وصعود إيرادات أخرى بديلة ومتنوعة، و(تحسُّن أداء عمان الإيجابي في مؤشرات مختلفة مثل الأمن والاستقرار والجريمة ومكافحة الفساد ودعم المشاركة الشبابية الواسعة في مراكز صنع القرار)، الأمر الذي دعم تحسن مؤشر التفاؤل لدى العمانيين.
إن هذا التصنيف يكشف تلك النظرة الإيجابية التي ينظر بها العالم إلى الشباب العماني، القادر على حمل الأمانة، والمشاركة الفاعلة في تنمية وطنه، وبالتالي الكشف عن قدراته وإمكاناته، لذا فإن زيادة الاستثمار في الشباب ودعمهم من خلال تنميتهم وإيجاد سياسة شبابية واضحة، وتعزيز مشاركتهم المجتمعية الفاعلة، وتمكين دورهم في صناعة القرار، كل ذلك سيكون له الأثر الكبير في ضمان فاعلية مشاركتهم من ناحية، وتوجيه طاقاتهم في خدمة وطنهم وبنائه من ناحية أخرى، بما يُسهم في تسريع تحقيق أهداف الرؤية الوطنية، وبالتالي تحقيق الرفاه المجتمعي الذي تطمح إليه الرؤية المستقبلية.
إن الشباب هم مستقبل هذا الوطن، لذلك فإن الثقة في قدراتهم وإمكاناتهم أحد أهم أسباب تمكين دورهم الفاعل في المجتمع خاصة في تنمية المحافظات، والمشاركة الفاعلة في تحقيق أهدافها الوطنية، من خلال تبنّي سياسات تدعم تطلعات هؤلاء الشباب، وتُسهم في دعم تفاؤلهم ودافعيتهم للعمل.
عائشة الدرمكية باحثة متخصصة في مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة
ولأن الشباب هم المستقبل، فإن الدولة تحرص على مشاركتهم الإيجابية في الأنشطة والمبادرات واتخاذ القرارات، بل في تحديد التطلعات والآمال المستقبلية للتنمية الوطنية من خلال المشاركة في الرؤى المستقبلية، إضافة إلى الاستراتيجيات والخطط التنموية الخاصة بالقطاعات الإنمائية، وفتح آفاق المشاركة المجتمعية بما يتناسب وتلك الرؤى والخطط من ناحية، وتيسيرها من خلال العمل بأشكاله المختلفة من ناحية أخرى.
إن اهتمام الدولة بالشباب بشكل خاص يعود إلى تلك الأهمية، والخصوصية التي تتطلَّب وعيا وإدراكا للمرحلة المقبلة التي تحتاج إلى الكثير من العناية والرعاية والدعم والتمكين، لذا فإن هذا الاهتمام يستوجب إيجاد ما يُسمى بالسياسة الوطنية للشباب، وهي سياسة تقوم على تلك الخطط التي تهدف إلى (تطوير أداء الشباب وتمكينهم لتعليم وتطوير أنفسهم وتنمية روح الابتكار لديهم) -حسب تعريف دراسة أفضل السياسات الشبابية في العالم مع التركيز على المنطقة العربية) الصادر عن مركز الشباب العربي في أبوظبي- فهذه السياسة مسؤولة عن تنفيذ البرامج والمشروعات والأنشطة التي تجعل من الشباب قوة مجتمعية إيجابية ومتطلِّعة نحو التنمية والتطوير في المجتمع.
والحق أن سلطنة عُمان من الدول التي أولت الشباب عناية فائقة، ليس من خلال تعزيز مشاركتهم الإيجابية في المشروعات المجتمعية وحسب، بل أيضا في دعم تطلعاتهم وتمكين قدراتهم من خلال التدريب والتأهيل، ومراجعة السياسات والتشريعات بما يتناسب وتلك التطلعات، ومدى مواكبتها لآفاق التطور التقني والمعرفي المتسارع، الذي يتطلَّب سياسات شبابية داعمة وقادرة على استيعاب ذلك التطور وإمكانات الإفادة منه بما يمكِّن الشباب من تعزيز قدرتهم ومهاراتهم وتعظيم دورهم في التنمية الوطنية.
إن التنمية البشرية التي اعتنت بها الدولة منذ بداية النهضة وذلك الاهتمام الكبير الذي يحظى به الشباب اليوم، جعلهم واعين للتغيرات التي طرأت على العالم ومن بينها عُمان، خاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة التي شهِد فيها العالم تقلبات وعدم استقرار في النواحي المختلفة خاصة الاقتصادية والصحية وبالتالي الاجتماعية والثقافية والبيئية، الأمر الذي كشف عن الكثير من التحديات التي تواجه المجتمعات بشكل عام، وفئة الشباب بشكل خاص، مما دفع البعض إلى حالة (عدم اليقين) كما تطلق عليها التقارير العالمية، وهي حالة من الاضطراب النفسي الاجتماعي التي طرأت على بعض المجتمعات نتيجة للمرحلة الصعبة التي مرَّت بها.
إلَّا أننا اليوم ونحن نشهد الكثير من التطورات والتغيرات الإيجابية في الدولة من النواحي الاقتصادية بشكل خاص، فإن الكثير من هؤلاء الشباب ينظرون بتفاؤل نحو تطلعات المستقبل؛ فبالرغم من التحديات والصعاب التي يواجهها البعض في سبيل الارتقاء بمستويات معيشية اقتصادية واجتماعية أفضل، فإن هناك الكثير من الشباب ممن يُعدون نماذج مشرِّفة في الإبداع والابتكار، والاعتماد على النفس في تحقيق مشروعاتهم الاقتصادية، إضافة إلى أولئك الذين يُسهمون في تقديم بلادهم بما يليق بها في العالم.
إن الشباب في عُمان متطلِّعون نحو مستقبل بلادهم، مساهمون بفاعلية في التنمية الوطنية، قادرون على تحقيق أهداف الرؤية الوطنية «عمان 2040»؛ فنحن نجدهم في المحافل الإقليمية والدولية، ونسمع أصواتهم مناقشين ومحاورين ومدافعين عن بلادهم وهُويتها، ولعل ما يقدمه الإعلام العماني من تعريف بهؤلاء الشباب جدير بالاهتمام والمتابعة؛ ذلك لأنهم نماذج إيجابية للشباب العماني الذي يُعد قدوة لغيره في عمان وخارجها. إنهم قدوة بما يقدمونه، وما يسهمون به من مبادرات ومشروعات ذات آفاق اقتصادية واجتماعية وثقافية واعدة.
فالشباب العماني بما استثمرت فيه الدولة من تعليم وتعلُّم قادر على استيعاب متطلبات المرحلة المقبلة، على الرغم من أن البعض يُشكِّك في ذلك بما يراه من بعض التجاوزات التي قد تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من المواقع، فإن ذلك لا يُعد أساسا للحكم بل مرحلة من (عدم اليقين) التي قد يمُّر بها بعض الشباب نتيجة للكثير من التحديات التي تواجههم في الحياة، فما نعوِّل عليه هنا هو وعيهم جميعا وقدرتهم على تخطي الأزمات، وقدرتهم على تأسيس أنماط معرفية مستمدة من حضارتهم وثقافة مجتمعهم، الأمر الذي يجعلهم مقبلين على الحياة بإيجابية، مستفيدين من كل ما تقدمه لهم الدولة من تسهيلات وإمكانات في تحقيق طموحهم وتطلعات مجتمعهم.
في تصنيف مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية MenaCC لأكثر الشباب العربي تفاؤلا ورفاهية لعام 2023 جاءت عُمان في المرتبة السادسة عربيا، وفي المرتبة الرابعة في مؤشر تنمية الشباب، وذكر التصنيف - حسب موقع المركز - أن عُمان في (الصفوف الأمامية لأكثر الشباب العربي تفاؤلا ورفاهية)؛ يعزي التصنيف ذلك لما تتميَّز به عُمان من (ميل للإيجابية والتسامح والسلام والتضامن)، إضافة إلى ما تقوم به الدولة من جهود فاعلة في ملف الباحثين عن عمل، وتذليل (التحديات التي تواجه تنمية الشباب واندماجهم السريع في مراكز اتخاذ القرار).
يذكر التصنيف أيضا أن عُمان قد تقدمت في مؤشر التفاؤل، ويعزي ذلك إلى أسباب عدة منها الاستقرار السياسي، و(استمرار أولويات عمل الحكومة على دعم الحياة الكريمة للشباب العماني وزيادة انفتاحه على محيطه العربي والإقليمي والدولي دون الدخول في خيارات الانحياز أو الاصطفاف)، إضافة إلى الاستقرار الاقتصادي الذي يتمثَّل في استمرار تعزيز إيرادات النفط وصعود إيرادات أخرى بديلة ومتنوعة، و(تحسُّن أداء عمان الإيجابي في مؤشرات مختلفة مثل الأمن والاستقرار والجريمة ومكافحة الفساد ودعم المشاركة الشبابية الواسعة في مراكز صنع القرار)، الأمر الذي دعم تحسن مؤشر التفاؤل لدى العمانيين.
إن هذا التصنيف يكشف تلك النظرة الإيجابية التي ينظر بها العالم إلى الشباب العماني، القادر على حمل الأمانة، والمشاركة الفاعلة في تنمية وطنه، وبالتالي الكشف عن قدراته وإمكاناته، لذا فإن زيادة الاستثمار في الشباب ودعمهم من خلال تنميتهم وإيجاد سياسة شبابية واضحة، وتعزيز مشاركتهم المجتمعية الفاعلة، وتمكين دورهم في صناعة القرار، كل ذلك سيكون له الأثر الكبير في ضمان فاعلية مشاركتهم من ناحية، وتوجيه طاقاتهم في خدمة وطنهم وبنائه من ناحية أخرى، بما يُسهم في تسريع تحقيق أهداف الرؤية الوطنية، وبالتالي تحقيق الرفاه المجتمعي الذي تطمح إليه الرؤية المستقبلية.
إن الشباب هم مستقبل هذا الوطن، لذلك فإن الثقة في قدراتهم وإمكاناتهم أحد أهم أسباب تمكين دورهم الفاعل في المجتمع خاصة في تنمية المحافظات، والمشاركة الفاعلة في تحقيق أهدافها الوطنية، من خلال تبنّي سياسات تدعم تطلعات هؤلاء الشباب، وتُسهم في دعم تفاؤلهم ودافعيتهم للعمل.
عائشة الدرمكية باحثة متخصصة في مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة