shialoom@gmail.com
منذ أعمارنا الصغيرة، ونحن نبحث عن ذواتنا الباحثة لها عن موطئ قدم، في خضم أمواج الحياة المتلاطمة، نبحث عنها لأننا نريد أن نكون، ونريد أن نشعر بقيمتنا كأفراد فاعلين؛ ولو على مستوى محيطنا الصغير، وهذا التَكَوِّنْ هو الذي يستنزف أعمارنا، وقوانا المادية والمعنوية على حد سواء، حيث تسرقنا السنون العجاف فلا ندري كيف بلغنا من العمر عتيا، ومع هذا التطواف الممتد، ومع اكتشاف هذه الحقيقة في أوقاتنا المتأخرة -غالبا- تكون هناك الكثير من مباهج الحياة قد انسلت من بين أيدينا، لنعود نندب حظوظنا، وأمانينا، وشيئا من طموحاتنا، يحدث كل هذا؛ لأننا لا نزال نبحث عن أنفسنا؛ حتى في هذا الوقت المتأخر من أعمارنا، ولكن؛ «هل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟» يقينا؛ لا، ولكننا نظل مزهوين بأنفسنا.
الحياة -بطبيعتها- لا تقدم خدمات مجانية إطلاقا، فلابد أن يكون هناك دَين مسترد لأي عطاء، هذا المسترد يتمثل في أعمارنا المتوارية، وفي فتواتنا المتعاقبة «ضعفا» وفي صحتنا المتأرجحة، وفي إدراكاتنا المتنامية، وفي خبراتنا التي تدفعنا لمراجعة خطواتنا المتوثبة في كل مرة، وفي علاقاتنا بالآخر، وفي توادنا، وتحاسدنا، وفي أفراحنا، وأتراحنا، وفي مشاكساتنا، وفي خضم هذه اللوحة الفسيفسائية للحياة تتموضع حيواتنا لرصد كل ما يمكن أن تستفيد منه، أو ترفضه، أو تضيف إليه، وتأتي المحصلة في آخر النفق، حيث يظهر ضوء ما؛ فإما أن تسعدنا، وإما أن تضعنا في خاصرة الزمن بين ذكريات، ومواقف، تضعنا في مأزق المعاناة التي لا نريد، ويا ليت لو أن هناك متسعا من الزمن للتعويض، فما ذهب قد فات، وما تبقى -ربما- لا يكفي لإعادة تعبئة الرصيد.
(لسنا تائهين) لأننا ندرك الخطوة التالية من أين تبدأ، ولكن المشكلة في ما بعد الخطوة الأولى، حيث تتعدد الخطوات، وتتشعب المسالك، فنحتار بين صواب تحيطه مجموعة من المعوقات، وبين خطأ يبدو أن الطريق إليه سالكا، فالصحيح غالبا لا يعطينا ذلك الاتساع للمضي قدما، فهناك حدود تلزمنا، والآخر له دائرته الخاصة، وهناك تكاليف، وواجبات، وهناك التزامات خاصة وعامة، وهذه تجاذبات كلها تعيق من يريد أن ينطلق وفق هواه، وما تمليه عليه نفسه، فيقف عند حد ما، لا يود تجاوزه خوف الوقوع في المحظور؛ فحساب ذلك عسير، وشديد، أما الخطأ فمساحته واسعة، ومغرية، ولكنه يظل خطأ وخطرًا ومحظورًا؛ ويكفيه ذلك.
البحث عن الذات أمر مشروع، وفق قيم: الأمانة، والصدق، والرضا، والتعاون في غير تكلف، والتواضع في غير خضوع، والكرم في غير إسراف، والحياد في غير تمثيل، والشعور بالقوة في غير تَكَبُّرْ، والغنى في غير تَبَطُّرْ، وهل الوصول إلى هذا التوازن المحكم سهل ويسير؟ أقول نعم، كلما استطاع أحدنا أن يعتق نفسه من الطمع، فلا تطمع لما عند الآخر، فالآخر مثلك يسعى، ويكسب الرهان، ولا يعنيك من أي الطرق اختصر مسافة الوصول، فهذا شأنه، وليس شأنك، فأنت في هذه اللحظة معني بذاتك، وليس بذوات الآخرين، أعي تماما أن هذا الأمر ليس سهلا، ولا يسيرا، حيث طوال سني العمر، ونحن نعيش حالة التجاذب بيننا وبين ذواتنا المستنفرة.
منذ أعمارنا الصغيرة، ونحن نبحث عن ذواتنا الباحثة لها عن موطئ قدم، في خضم أمواج الحياة المتلاطمة، نبحث عنها لأننا نريد أن نكون، ونريد أن نشعر بقيمتنا كأفراد فاعلين؛ ولو على مستوى محيطنا الصغير، وهذا التَكَوِّنْ هو الذي يستنزف أعمارنا، وقوانا المادية والمعنوية على حد سواء، حيث تسرقنا السنون العجاف فلا ندري كيف بلغنا من العمر عتيا، ومع هذا التطواف الممتد، ومع اكتشاف هذه الحقيقة في أوقاتنا المتأخرة -غالبا- تكون هناك الكثير من مباهج الحياة قد انسلت من بين أيدينا، لنعود نندب حظوظنا، وأمانينا، وشيئا من طموحاتنا، يحدث كل هذا؛ لأننا لا نزال نبحث عن أنفسنا؛ حتى في هذا الوقت المتأخر من أعمارنا، ولكن؛ «هل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟» يقينا؛ لا، ولكننا نظل مزهوين بأنفسنا.
الحياة -بطبيعتها- لا تقدم خدمات مجانية إطلاقا، فلابد أن يكون هناك دَين مسترد لأي عطاء، هذا المسترد يتمثل في أعمارنا المتوارية، وفي فتواتنا المتعاقبة «ضعفا» وفي صحتنا المتأرجحة، وفي إدراكاتنا المتنامية، وفي خبراتنا التي تدفعنا لمراجعة خطواتنا المتوثبة في كل مرة، وفي علاقاتنا بالآخر، وفي توادنا، وتحاسدنا، وفي أفراحنا، وأتراحنا، وفي مشاكساتنا، وفي خضم هذه اللوحة الفسيفسائية للحياة تتموضع حيواتنا لرصد كل ما يمكن أن تستفيد منه، أو ترفضه، أو تضيف إليه، وتأتي المحصلة في آخر النفق، حيث يظهر ضوء ما؛ فإما أن تسعدنا، وإما أن تضعنا في خاصرة الزمن بين ذكريات، ومواقف، تضعنا في مأزق المعاناة التي لا نريد، ويا ليت لو أن هناك متسعا من الزمن للتعويض، فما ذهب قد فات، وما تبقى -ربما- لا يكفي لإعادة تعبئة الرصيد.
(لسنا تائهين) لأننا ندرك الخطوة التالية من أين تبدأ، ولكن المشكلة في ما بعد الخطوة الأولى، حيث تتعدد الخطوات، وتتشعب المسالك، فنحتار بين صواب تحيطه مجموعة من المعوقات، وبين خطأ يبدو أن الطريق إليه سالكا، فالصحيح غالبا لا يعطينا ذلك الاتساع للمضي قدما، فهناك حدود تلزمنا، والآخر له دائرته الخاصة، وهناك تكاليف، وواجبات، وهناك التزامات خاصة وعامة، وهذه تجاذبات كلها تعيق من يريد أن ينطلق وفق هواه، وما تمليه عليه نفسه، فيقف عند حد ما، لا يود تجاوزه خوف الوقوع في المحظور؛ فحساب ذلك عسير، وشديد، أما الخطأ فمساحته واسعة، ومغرية، ولكنه يظل خطأ وخطرًا ومحظورًا؛ ويكفيه ذلك.
البحث عن الذات أمر مشروع، وفق قيم: الأمانة، والصدق، والرضا، والتعاون في غير تكلف، والتواضع في غير خضوع، والكرم في غير إسراف، والحياد في غير تمثيل، والشعور بالقوة في غير تَكَبُّرْ، والغنى في غير تَبَطُّرْ، وهل الوصول إلى هذا التوازن المحكم سهل ويسير؟ أقول نعم، كلما استطاع أحدنا أن يعتق نفسه من الطمع، فلا تطمع لما عند الآخر، فالآخر مثلك يسعى، ويكسب الرهان، ولا يعنيك من أي الطرق اختصر مسافة الوصول، فهذا شأنه، وليس شأنك، فأنت في هذه اللحظة معني بذاتك، وليس بذوات الآخرين، أعي تماما أن هذا الأمر ليس سهلا، ولا يسيرا، حيث طوال سني العمر، ونحن نعيش حالة التجاذب بيننا وبين ذواتنا المستنفرة.