ـ الأصابع الماهرة أبدعت في تزيين المنتجات بالنقوش والزخارف والخطوط المختلفة -
في كل موقع أثري بمحافظة ظفار يوجد حطام الفخار المتناثر والمتوزع على أماكن مختلفة، ويمكن مشاهدة الآثار الطينية في العديد من المواقع التاريخية، مثل: البليد، وريسوت، والشصر، والمحلة، والمغسيل، وحمران، والعديد من المواقع التاريخية و الأثرية، ما يقدم دليلا ساطعا على وجود حضارات عريقة موغلة في التاريخ نالت شهرة واسعة في صناعة الفخار بأنواعه منذ وقت مبكر، وقد ساعد على ذلك توافر "عجينة المدر" التي امتازت بها جبال محافظة ظفار التي تجود بنوعية خاصة لصناعة الأواني الفخارية يتم تشكيلها كيفما شاء " الصانع الماهر" الذي امتهن هذه الحرفة بالوراثة عن الآباء والأجداد عبر الأجيال المتعاقبة.
وأصبحت هذه الصناعة العمانية الأصيلة واسعة الانتشار في الوقت الحاضر؛ كونها لم تتأثر كثيرا بالمنافسة التجارية الخارجية، فلم تواجه صعوبة في مسألة الحد من نشاطها وتطورها، واستطاع الحرفي الماهر التكيف مع مهنته، حيث اخضع أنواع هذه الفخاريات وشكلها وهذبها وفقا لرغبته ومتطلباته على مر العصور.
أغراض متعددة
وتتفرع الصناعات الفخارية إلى أنواع عديدة، منها: الأواني المختلفة التي تستخدم لأغراض شتى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر أواني الجحلة، والقدر، و المنشعة، والمركيز، والكانون، والأكواب، والمباخر، وقوالب صنع الخبز، والحناء، ولكل هذه الأواني أغراض خاصة في حفظ الطعام والشراب، مثل: حفظ العسل والسمن، واللحم المغلي "المعجين"، وحفظ الغلال، ويمكن صناعة هذه الأواني على حسب الحاجة إلى حجمها.
أسلوب التحضير
يقوم صانع أواني الفخار باستخراج المدر من موقعه من بين طبقات الطين العادية، ويمكن رؤية خام المدر بالعين المجردة دون عناء البحث والتحليل، حيث يوجد في قمم الجبال والمنحدرات، ويحضر في منجمه بمسافة أقل من نصف متر تقريبا لإزالة الطبقة العلوية التي تكون غالبا من رسوبيات مختلفة على السطح، ثم يستخرج المدر ويعبأ في أكياس، وينقى الفخار ذا الجودة، ثم تؤخذ الكمية المطلوبة ويطحن على حجر من المساحق الحجرية، ثم يتم نخلها ويستخرج الدقيق الخالص الصافي بعد إزالة الشوائب منه، ثم توضع كمية من هذه العجائن حسب حجم الإناء المطلوب صنعه، ويوضع في وعاء ويسكب عليه الماء باليد دون مساعدة الآلة.
أصابع ماهرة
يقوم الحرفيون بالصناعة ويهذبونها بأصابعهم الماهرة المدربة على هذه الحرفة من واقع الممارسة والتجربة العملية لسنين طويلة، وبعد أن يكتمل حجم الإناء يزين بالنقوش والزخارف وخطوط مختلفة، ثم يترك برهة معينة من الوقت في الشمس؛ لكي يجف وتتماسك أجزاؤه قبل أن يوضع في الفرن، ثم يوضع في فرن " حفرة " خاصة ومهيأة لحرق الإناء غالبا ما تكون من كرب النارجيل جوز الهند أو سماد الحيوانات العادية، ثم يقلب بجوار النار لحظات قبل أن يغمس كليا في النار أو الفرن كي يكتسب القوة والصلابة، ثم يترك في الفرن بتوقيت معلوم قد لا يزيد عن 30 دقيقة تقريبا، بعدها يتم إخراجه من الفرن ويترك ليبرد، حيث يؤخذ كمية من أوراق شجرة الصغوت المحلية وتطحن وتخلط بالماء وتغلي على النار بالماء وتترك لمدة 12 ساعة، وهذه المادة عبارة عن أصباغ يصبغ بها الإناء ويزين بها، إذ يبدو بلون جميل بين الأخضر الفاتح إلى الأصفر، وقد يخالطه احمرار وعندها يصبح الإناء جاهزا للاستعمال
إنتاج الفخار والخزف
ويعد مركز التدريب وإنتاج الفخار والخزف في ولاية بهلا الذي أنشئ عام 1976م وافتتح رسميًا في عام 1986م أول مركز لهذه الصناعة؛ للمحافظة عليها وتطويرها، وتم اختيار ولاية بهلا مقرًا له؛ لوجود أمهر صناع الفخار والخزف فيها، كما يعد المركز مزارا للسيّاح من مختلف الجنسيات الذين يزورونه؛ للتعرف على الحرف التقليدية خاصة صناعة “الفخار”، من حيث كيفية تشكيله، والمراحل التي يمر بها والمنتجات التي تصنع منه.
ومن أهم المنتجات التي يتم صنعها في المركز وتجد رواجًا هي (الجحال)، وهي آنية لتبريد الماء و(الخروس)، وهي أواني فخارية كبيرة تستخدم للتخزين، وكذلك (المجامر أو المباخر) لحرق البخور، و(المزهريات) التي تستخدم لزراعة الشتلات وللزينة، بالإضافة إلى صناعة عدد من المجسمات كالقلاع والحصون وغيرها.
وتُعدُّ بهلاء موطنا لكثير من الصناعات التقليدية الفخارية خاصة، إضافة إلى الصناعات النحاسية والفضية، كما يُمكن للزائر خلال تجوله بها زيارة السوق القديم، وقلعة بهلاء التي تم ضمها ضمن مواقع التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو في عام 1987م.
في كل موقع أثري بمحافظة ظفار يوجد حطام الفخار المتناثر والمتوزع على أماكن مختلفة، ويمكن مشاهدة الآثار الطينية في العديد من المواقع التاريخية، مثل: البليد، وريسوت، والشصر، والمحلة، والمغسيل، وحمران، والعديد من المواقع التاريخية و الأثرية، ما يقدم دليلا ساطعا على وجود حضارات عريقة موغلة في التاريخ نالت شهرة واسعة في صناعة الفخار بأنواعه منذ وقت مبكر، وقد ساعد على ذلك توافر "عجينة المدر" التي امتازت بها جبال محافظة ظفار التي تجود بنوعية خاصة لصناعة الأواني الفخارية يتم تشكيلها كيفما شاء " الصانع الماهر" الذي امتهن هذه الحرفة بالوراثة عن الآباء والأجداد عبر الأجيال المتعاقبة.
وأصبحت هذه الصناعة العمانية الأصيلة واسعة الانتشار في الوقت الحاضر؛ كونها لم تتأثر كثيرا بالمنافسة التجارية الخارجية، فلم تواجه صعوبة في مسألة الحد من نشاطها وتطورها، واستطاع الحرفي الماهر التكيف مع مهنته، حيث اخضع أنواع هذه الفخاريات وشكلها وهذبها وفقا لرغبته ومتطلباته على مر العصور.
أغراض متعددة
وتتفرع الصناعات الفخارية إلى أنواع عديدة، منها: الأواني المختلفة التي تستخدم لأغراض شتى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر أواني الجحلة، والقدر، و المنشعة، والمركيز، والكانون، والأكواب، والمباخر، وقوالب صنع الخبز، والحناء، ولكل هذه الأواني أغراض خاصة في حفظ الطعام والشراب، مثل: حفظ العسل والسمن، واللحم المغلي "المعجين"، وحفظ الغلال، ويمكن صناعة هذه الأواني على حسب الحاجة إلى حجمها.
أسلوب التحضير
يقوم صانع أواني الفخار باستخراج المدر من موقعه من بين طبقات الطين العادية، ويمكن رؤية خام المدر بالعين المجردة دون عناء البحث والتحليل، حيث يوجد في قمم الجبال والمنحدرات، ويحضر في منجمه بمسافة أقل من نصف متر تقريبا لإزالة الطبقة العلوية التي تكون غالبا من رسوبيات مختلفة على السطح، ثم يستخرج المدر ويعبأ في أكياس، وينقى الفخار ذا الجودة، ثم تؤخذ الكمية المطلوبة ويطحن على حجر من المساحق الحجرية، ثم يتم نخلها ويستخرج الدقيق الخالص الصافي بعد إزالة الشوائب منه، ثم توضع كمية من هذه العجائن حسب حجم الإناء المطلوب صنعه، ويوضع في وعاء ويسكب عليه الماء باليد دون مساعدة الآلة.
أصابع ماهرة
يقوم الحرفيون بالصناعة ويهذبونها بأصابعهم الماهرة المدربة على هذه الحرفة من واقع الممارسة والتجربة العملية لسنين طويلة، وبعد أن يكتمل حجم الإناء يزين بالنقوش والزخارف وخطوط مختلفة، ثم يترك برهة معينة من الوقت في الشمس؛ لكي يجف وتتماسك أجزاؤه قبل أن يوضع في الفرن، ثم يوضع في فرن " حفرة " خاصة ومهيأة لحرق الإناء غالبا ما تكون من كرب النارجيل جوز الهند أو سماد الحيوانات العادية، ثم يقلب بجوار النار لحظات قبل أن يغمس كليا في النار أو الفرن كي يكتسب القوة والصلابة، ثم يترك في الفرن بتوقيت معلوم قد لا يزيد عن 30 دقيقة تقريبا، بعدها يتم إخراجه من الفرن ويترك ليبرد، حيث يؤخذ كمية من أوراق شجرة الصغوت المحلية وتطحن وتخلط بالماء وتغلي على النار بالماء وتترك لمدة 12 ساعة، وهذه المادة عبارة عن أصباغ يصبغ بها الإناء ويزين بها، إذ يبدو بلون جميل بين الأخضر الفاتح إلى الأصفر، وقد يخالطه احمرار وعندها يصبح الإناء جاهزا للاستعمال
إنتاج الفخار والخزف
ويعد مركز التدريب وإنتاج الفخار والخزف في ولاية بهلا الذي أنشئ عام 1976م وافتتح رسميًا في عام 1986م أول مركز لهذه الصناعة؛ للمحافظة عليها وتطويرها، وتم اختيار ولاية بهلا مقرًا له؛ لوجود أمهر صناع الفخار والخزف فيها، كما يعد المركز مزارا للسيّاح من مختلف الجنسيات الذين يزورونه؛ للتعرف على الحرف التقليدية خاصة صناعة “الفخار”، من حيث كيفية تشكيله، والمراحل التي يمر بها والمنتجات التي تصنع منه.
ومن أهم المنتجات التي يتم صنعها في المركز وتجد رواجًا هي (الجحال)، وهي آنية لتبريد الماء و(الخروس)، وهي أواني فخارية كبيرة تستخدم للتخزين، وكذلك (المجامر أو المباخر) لحرق البخور، و(المزهريات) التي تستخدم لزراعة الشتلات وللزينة، بالإضافة إلى صناعة عدد من المجسمات كالقلاع والحصون وغيرها.
وتُعدُّ بهلاء موطنا لكثير من الصناعات التقليدية الفخارية خاصة، إضافة إلى الصناعات النحاسية والفضية، كما يُمكن للزائر خلال تجوله بها زيارة السوق القديم، وقلعة بهلاء التي تم ضمها ضمن مواقع التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو في عام 1987م.