"الذرية الذرية": الوضع في محطة زابوريجيا النووية لا يزال "محفوفاً بالمخاطر"
زيلينسكي في منطقة خيرسون المحتلة جزئيا من روسيا
عواصم "رويترز" "أ ف ب": هاجمت طائرات مسيرة روسية مدنا أوكرانية وقصفت صواريخ بناية سكنية لكن خبراء عسكريين أوكرانيين وبريطانيين توقعوا أن هجوما بريا مستمر منذ أشهر على باخموت شرق أوكرانيا قد يكون في سبيله لأن يتوقف بعد أن واجه مقاومة شرسة.
وشنت القوات الروسية موجة من الضربات الجوية في شمال وجنوب أوكرانيا بينما كان الرئيس فلاديمير بوتين يودع "صديقه العزيز" الزعيم الصيني شي جين بينغ أمس بعد زيارة استمرت يومين لموسكو.
لكن المقاومة التي يقوم بها مدافعون أوكرانيون في باخموت، التي تشهد أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، دفعت المخابرات العسكرية البريطانية إلى الاعتقاد بأن هجوم روسيا على المدينة ربما يفقد زخمه.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث لنشرتها الاستخباراتية الأربعاء إنه لا يزال هناك خطر من احتمال محاصرة القوات الأوكرانية في باخموت.
واتفقت هيئة الأركان العسكرية الأوكرانية على أن الإمكانات الهجومية الروسية في باخموت آخذة في التراجع.
وفي إظهار للتحدي، نشر مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقطع فيديو له وهو يوزع ميداليات على القوات التي قال إنها بالقرب من خط المواجهة في باخموت.
وأصبحت باخموت هدفا رئيسيا لموسكو التي تعتبر المدينة نقطة انطلاق نحو استكمال غزوها لمنطقة دونباس شرق أوكرانيا.
وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في تقرير نشرته صباح اليوم "يواصل العدو شن عمليات هجومية ويعاني من خسائر فادحة ويفقد كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية".
وأضافت "المدافعون الأوكرانيون يصدون العديد من هجمات العدو على مدار الساعة في المناطق المجاورة لباخموت وبوهدانيفكا وبريدتشين" موضحة أن العديد من التجمعات السكنية بالقرب من خط التماس تعرضت للقصف.
وذكر الجيش الأوكراني أن 660 جنديا روسيا و13 دبابة ونظام دفاع جوي واحد و11 ناقلة جند مدرعة دُمرت في اليوم السابق.
ولم يتسن لرويترز التحقق من التقارير الواردة من ساحة المعركة.
وخلال ليل الأربعاء، دوت صفارات الإنذار في أنحاء متفرقة من العاصمة ومناطق من شمال أوكرانيا. وقال الجيش الأوكراني إنه أسقط 16 من أصل 21 طائرة انتحارية إيرانية الصنع من طراز شاهد.
وكافح أفراد الإطفاء حريقا في مبنيين سكنيين متجاورين في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا حيث قال مسؤولون إن شخصا واحدا على الأقل لقي حتفه وأصيب 33 آخرون في هجوم صاروخي روسي مزدوج.
وقال أندري نيبيتوف وهو قائد شرطة محلي إن ثمانية أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب سبعة في رجيشيف الواقعة على ضفاف نهر جنوبي العاصمة كييف بعد أن قصفت طائرة مسيرة اثنين من مساكن الطلاب الجامعيين وكلية.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر "يجب ألا يصبح هذا ‘مجرد يوم آخر‘ في أوكرانيا أو في أي مكان آخر في العالم. يحتاج العالم إلى قدر أكبر من الوحدة والعزم على هزيمة الإرهاب الروسي بشكل أسرع وحماية الأرواح". وأرفق بالتغريدة مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة ويظهر انفجار مبنى.
وتناثر الزجاج والحطام والسيارات المهشمة في فناء ومرأب سيارات في زابوريجيا. ونقل عمال الطوارئ المصابين ومن لا يستطيعون السير.
وتقدر منظمات دولية أن تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا ستصل إلى 411 مليار دولار أي ما يزيد بنسبة 2.6 مرة على الناتج المحلي الإجمالي للبلاد العام الماضي.
الوحدة الصينية الروسية
شكلت استضافة الرئيس الصيني في موسكو هذا الأسبوع أكبر لفتة دبلوماسية يقدم عليها بوتين منذ أن أعلن الحرب قبل 13 شهرا.
وأشار الزعيمان إلى بعضهما البعض "بالصديق العزيز" وتعهدا بالتعاون الاقتصادي وأدانا الغرب ووصفا العلاقات بينهما بأنها أفضل من أي وقت مضى.
وقال شي وهو يودع بوتين "والآن ثمة تغييرات لم تحدث في مئة عام. وعندما نكون معا ندفع بهذه التغييرات قدما".
ورد عليه بوتين قائلا "أتفق معك" وقال له شي "أرجوك أن تعتني بنفسك يا صديقي العزيز".
لكن التصريحات العلنية لم تتطرق بشكل ملحوظ إلى التفاصيل ولم يأت شي على ذكر الصراع في أوكرانيا تقريبا طوال زيارته بخلاف قوله إن الصين لديها "موقف محايد".
ودعا البيت الأبيض بكين إلى الضغط على روسيا للانسحاب. وانتقدت واشنطن توقيت زيارة شي التي تأتي بعد أيام من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بوتين لاتهامات بارتكاب جرائم حرب.
واقترحت الصين خطة سلام لأوكرانيا رفضها الغرب إلى حد كبير ووصفها بأنها غامضة على أحسن تقدير أما على أسوأ تقدير فقد اعتبرها حيلة لكسب الوقت حتى يعيد بوتين تنظيم صفوف قواته.
وتقول أوكرانيا إنه لا يمكن أن يتحقق السلام دون أن تنسحب روسيا من الأراضي المحتلة. وترى روسيا إنه ينبغي على كييف الإقرار بالحقائق على الأرض بعد إعلانها ضم قرابة خمس الأراضي الأوكرانية إليها.
"محفوفاً بالمخاطر"
حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي من أنّ الوضع في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا لا يزال "محفوفاً بالمخاطر" بسبب استمرار انقطاع خط كهربائي من جرّاء ضربة صاروخية روسية.
وقال غروسي في بيان إنّ "آخر خط كهربائي" مخصّص للاستخدام في الحالات الطارئة لا يزال "مقطوعاً وقيد الإصلاح" منذ الأول من مارس.
ويضمن هذا الخط للمحطة استمرار ربطها بالشبكة الكهربائية إذا ما انقطع خط الكهرباء الأساسي الذي يزوّدها بالكهرباء.
والكهرباء عنصر أساسي للسلامة والأمن النوويين في المحطّة، لا سيّما لأنّها تضمن تبريد المفاعلات النووية.
وفي بيانه قال غروسي إنّ المحطّة تتزوّد منذ ثلاثة أسابيع بالكهرباء من خط خارجي رئيسي واحد بجهد 750 كيلوفولت، و"أيّ ضرر (قد يصيب هذا الخط) سيؤدّي إلى انقطاع التيّار الخارجي بالكامل عن المحطّة".
وشدّد المدير العام على أنّ "السلامة النووية داخل (المحطة) لا تزال في حالة محفوفة بالمخاطر".
وأضاف "أدعو مرة أخرى جميع الأطراف إلى الالتزام بضمان السلامة النووية للمحطة وحماية أمنها".
وفي 9 مارس انقطعت المحطّة عن شبكة الكهرباء الأوكرانية لمدة 11 ساعة من جرّاء ضربة روسية. ويومها تمّ تشغيل مولّدات الطوارئ التي تعمل بالديزل لتأمين حدّ أدنى من التيار لاستمرار عمل أنظمة الأمان.
ويومها قال غروسي "نحن نلعب بالنار".
ووافقه رأيه وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي قال إنّ "هذا خرق خطير للأمن النووي تسبّبه روسيا ... زابوريجيا هي أكبر محطّة للطاقة النووية في أوروبا، وروسيا تهدّد أمن القارة الأوروبية بأكملها، بما في ذلك روسيا".
وإذا انقطعت إمدادات الكهرباء عن أنظمة التبريد في المحطة، فيمكن أن يتسبّب ارتفاع درجة حرارة وقود المفاعلات في وقوع حادث نووي شبيه بما حدث في فوكوشيما باليابان في 2011.
ويحتلّ الجيش الروسي محطة زابوريجيا منذ مارس 2022، بعد تسعة أيام من بدء الحرب في أوكرانيا.
"إعلان حرب"
حذر مسؤول روسي كبير من أن قيام دولة أجنبية بتوقيف الرئيس فلاديمير بوتين في ضوء المذكرة التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية الأسبوع الفائت، سيكون بمثابة "إعلان حرب" على موسكو.
ومساء الاربعاء، قال الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف، وهو حاليا المسؤول الثاني في مجلس الأمن الروسي، "لنتصور الأمر .. رئيس دولة هي قوة نووية يتوجه مثلا الى ألمانيا حيث يتم توقيفه. ما سيكون ذلك؟ إعلان حرب على روسيا".
واضاف مدفيديف المعروف بتصريحاته العالية النبرة أنه إذا حصل ذلك "فإن كل قدراتنا من صواريخ وسواها ستسقط على البوندستاغ (البرلمان الألماني) ومكتب المستشار وما الى ذلك".
ويأتي هذا التحذير بعدما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية التي مقرها في لاهاي الأسبوع الفائت مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جريمة حرب عبر "ترحيل" أطفال أوكرانيين في أطار هجوم موسكو على أوكرانيا.
والأربعاء، نددت المحكمة بـ"تهديدات" تتعرض لها مصدرها موسكو، بعدما أعلن القضاء الروسي فتح تحقيق جنائي بحق العديد من قضاتها ومدعيها كريم خان.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، توعد مدفيديف المحكمة بضربة صاروخية، داعيا قضاتها الى "النظر مليا في السماء".
ولا تعترف موسكو بصلاحية المحكمة الجنائية الدولية، ووصفت مذكرة التوقيف بحق بوتين بأنها "باطلة قانونا".
زيلينسكي في خيرسون
جال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم في منطقة خيرسون المحتلة جزئيا من روسيا في جنوب أوكرانيا، وذلك غداة زيارته الجبهة الشرقية.
وزار زيلينسكي خصوصا بلدة بوساد-بوكروفسكي التي تعرضت لدمار كبير واحتلتها موسكو حتى انسحاب الجيش الروسي في خريف 2022، بحسب صور نشرتها الرئاسة.
كما زار زيلينسكي محطة لتوليد الكهرباء تضررت خلال القصف الذي استهدف منشآت الطاقة الأوكرانية طوال فصل الشتاء.
وأوضح حساب الرئاسة على تلغرام أن هذه الجولة ركّزت على إعادة الإعمار في منطقة خيرسون حيث ترأس زيلينسكي اجتماعا حول هذا الموضوع.
واحتلت روسيا منذ بداية غزوها في فبراير 2022، جزءا كبيرا من منطقة خيرسون بما فيه عاصمتها التي تحمل الاسم نفسه.
لكنّ هجوما مضادا أوكرانيا أجبر القوات الروسية على الانسحاب من الجزء الشمالي والتراجع في نوفمبر الماضي إلى الجانب الآخر من نهر دنيبرو.
إلا أن المنطقة المحررة، وهي منطقة زراعية رئيسية في أوكرانيا، خصوصا مدينة خيرسون، أصبحت هدفا لقصف روسي منتظم.
والأربعاء، زار زيلينسكي مواقع عسكرية قرب مدينة باخموت الواقعة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا، ثم منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا.
زيلينسكي في منطقة خيرسون المحتلة جزئيا من روسيا
عواصم "رويترز" "أ ف ب": هاجمت طائرات مسيرة روسية مدنا أوكرانية وقصفت صواريخ بناية سكنية لكن خبراء عسكريين أوكرانيين وبريطانيين توقعوا أن هجوما بريا مستمر منذ أشهر على باخموت شرق أوكرانيا قد يكون في سبيله لأن يتوقف بعد أن واجه مقاومة شرسة.
وشنت القوات الروسية موجة من الضربات الجوية في شمال وجنوب أوكرانيا بينما كان الرئيس فلاديمير بوتين يودع "صديقه العزيز" الزعيم الصيني شي جين بينغ أمس بعد زيارة استمرت يومين لموسكو.
لكن المقاومة التي يقوم بها مدافعون أوكرانيون في باخموت، التي تشهد أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، دفعت المخابرات العسكرية البريطانية إلى الاعتقاد بأن هجوم روسيا على المدينة ربما يفقد زخمه.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث لنشرتها الاستخباراتية الأربعاء إنه لا يزال هناك خطر من احتمال محاصرة القوات الأوكرانية في باخموت.
واتفقت هيئة الأركان العسكرية الأوكرانية على أن الإمكانات الهجومية الروسية في باخموت آخذة في التراجع.
وفي إظهار للتحدي، نشر مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقطع فيديو له وهو يوزع ميداليات على القوات التي قال إنها بالقرب من خط المواجهة في باخموت.
وأصبحت باخموت هدفا رئيسيا لموسكو التي تعتبر المدينة نقطة انطلاق نحو استكمال غزوها لمنطقة دونباس شرق أوكرانيا.
وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في تقرير نشرته صباح اليوم "يواصل العدو شن عمليات هجومية ويعاني من خسائر فادحة ويفقد كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية".
وأضافت "المدافعون الأوكرانيون يصدون العديد من هجمات العدو على مدار الساعة في المناطق المجاورة لباخموت وبوهدانيفكا وبريدتشين" موضحة أن العديد من التجمعات السكنية بالقرب من خط التماس تعرضت للقصف.
وذكر الجيش الأوكراني أن 660 جنديا روسيا و13 دبابة ونظام دفاع جوي واحد و11 ناقلة جند مدرعة دُمرت في اليوم السابق.
ولم يتسن لرويترز التحقق من التقارير الواردة من ساحة المعركة.
وخلال ليل الأربعاء، دوت صفارات الإنذار في أنحاء متفرقة من العاصمة ومناطق من شمال أوكرانيا. وقال الجيش الأوكراني إنه أسقط 16 من أصل 21 طائرة انتحارية إيرانية الصنع من طراز شاهد.
وكافح أفراد الإطفاء حريقا في مبنيين سكنيين متجاورين في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا حيث قال مسؤولون إن شخصا واحدا على الأقل لقي حتفه وأصيب 33 آخرون في هجوم صاروخي روسي مزدوج.
وقال أندري نيبيتوف وهو قائد شرطة محلي إن ثمانية أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب سبعة في رجيشيف الواقعة على ضفاف نهر جنوبي العاصمة كييف بعد أن قصفت طائرة مسيرة اثنين من مساكن الطلاب الجامعيين وكلية.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر "يجب ألا يصبح هذا ‘مجرد يوم آخر‘ في أوكرانيا أو في أي مكان آخر في العالم. يحتاج العالم إلى قدر أكبر من الوحدة والعزم على هزيمة الإرهاب الروسي بشكل أسرع وحماية الأرواح". وأرفق بالتغريدة مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة ويظهر انفجار مبنى.
وتناثر الزجاج والحطام والسيارات المهشمة في فناء ومرأب سيارات في زابوريجيا. ونقل عمال الطوارئ المصابين ومن لا يستطيعون السير.
وتقدر منظمات دولية أن تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا ستصل إلى 411 مليار دولار أي ما يزيد بنسبة 2.6 مرة على الناتج المحلي الإجمالي للبلاد العام الماضي.
الوحدة الصينية الروسية
شكلت استضافة الرئيس الصيني في موسكو هذا الأسبوع أكبر لفتة دبلوماسية يقدم عليها بوتين منذ أن أعلن الحرب قبل 13 شهرا.
وأشار الزعيمان إلى بعضهما البعض "بالصديق العزيز" وتعهدا بالتعاون الاقتصادي وأدانا الغرب ووصفا العلاقات بينهما بأنها أفضل من أي وقت مضى.
وقال شي وهو يودع بوتين "والآن ثمة تغييرات لم تحدث في مئة عام. وعندما نكون معا ندفع بهذه التغييرات قدما".
ورد عليه بوتين قائلا "أتفق معك" وقال له شي "أرجوك أن تعتني بنفسك يا صديقي العزيز".
لكن التصريحات العلنية لم تتطرق بشكل ملحوظ إلى التفاصيل ولم يأت شي على ذكر الصراع في أوكرانيا تقريبا طوال زيارته بخلاف قوله إن الصين لديها "موقف محايد".
ودعا البيت الأبيض بكين إلى الضغط على روسيا للانسحاب. وانتقدت واشنطن توقيت زيارة شي التي تأتي بعد أيام من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بوتين لاتهامات بارتكاب جرائم حرب.
واقترحت الصين خطة سلام لأوكرانيا رفضها الغرب إلى حد كبير ووصفها بأنها غامضة على أحسن تقدير أما على أسوأ تقدير فقد اعتبرها حيلة لكسب الوقت حتى يعيد بوتين تنظيم صفوف قواته.
وتقول أوكرانيا إنه لا يمكن أن يتحقق السلام دون أن تنسحب روسيا من الأراضي المحتلة. وترى روسيا إنه ينبغي على كييف الإقرار بالحقائق على الأرض بعد إعلانها ضم قرابة خمس الأراضي الأوكرانية إليها.
"محفوفاً بالمخاطر"
حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي من أنّ الوضع في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا لا يزال "محفوفاً بالمخاطر" بسبب استمرار انقطاع خط كهربائي من جرّاء ضربة صاروخية روسية.
وقال غروسي في بيان إنّ "آخر خط كهربائي" مخصّص للاستخدام في الحالات الطارئة لا يزال "مقطوعاً وقيد الإصلاح" منذ الأول من مارس.
ويضمن هذا الخط للمحطة استمرار ربطها بالشبكة الكهربائية إذا ما انقطع خط الكهرباء الأساسي الذي يزوّدها بالكهرباء.
والكهرباء عنصر أساسي للسلامة والأمن النوويين في المحطّة، لا سيّما لأنّها تضمن تبريد المفاعلات النووية.
وفي بيانه قال غروسي إنّ المحطّة تتزوّد منذ ثلاثة أسابيع بالكهرباء من خط خارجي رئيسي واحد بجهد 750 كيلوفولت، و"أيّ ضرر (قد يصيب هذا الخط) سيؤدّي إلى انقطاع التيّار الخارجي بالكامل عن المحطّة".
وشدّد المدير العام على أنّ "السلامة النووية داخل (المحطة) لا تزال في حالة محفوفة بالمخاطر".
وأضاف "أدعو مرة أخرى جميع الأطراف إلى الالتزام بضمان السلامة النووية للمحطة وحماية أمنها".
وفي 9 مارس انقطعت المحطّة عن شبكة الكهرباء الأوكرانية لمدة 11 ساعة من جرّاء ضربة روسية. ويومها تمّ تشغيل مولّدات الطوارئ التي تعمل بالديزل لتأمين حدّ أدنى من التيار لاستمرار عمل أنظمة الأمان.
ويومها قال غروسي "نحن نلعب بالنار".
ووافقه رأيه وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي قال إنّ "هذا خرق خطير للأمن النووي تسبّبه روسيا ... زابوريجيا هي أكبر محطّة للطاقة النووية في أوروبا، وروسيا تهدّد أمن القارة الأوروبية بأكملها، بما في ذلك روسيا".
وإذا انقطعت إمدادات الكهرباء عن أنظمة التبريد في المحطة، فيمكن أن يتسبّب ارتفاع درجة حرارة وقود المفاعلات في وقوع حادث نووي شبيه بما حدث في فوكوشيما باليابان في 2011.
ويحتلّ الجيش الروسي محطة زابوريجيا منذ مارس 2022، بعد تسعة أيام من بدء الحرب في أوكرانيا.
"إعلان حرب"
حذر مسؤول روسي كبير من أن قيام دولة أجنبية بتوقيف الرئيس فلاديمير بوتين في ضوء المذكرة التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية الأسبوع الفائت، سيكون بمثابة "إعلان حرب" على موسكو.
ومساء الاربعاء، قال الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف، وهو حاليا المسؤول الثاني في مجلس الأمن الروسي، "لنتصور الأمر .. رئيس دولة هي قوة نووية يتوجه مثلا الى ألمانيا حيث يتم توقيفه. ما سيكون ذلك؟ إعلان حرب على روسيا".
واضاف مدفيديف المعروف بتصريحاته العالية النبرة أنه إذا حصل ذلك "فإن كل قدراتنا من صواريخ وسواها ستسقط على البوندستاغ (البرلمان الألماني) ومكتب المستشار وما الى ذلك".
ويأتي هذا التحذير بعدما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية التي مقرها في لاهاي الأسبوع الفائت مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جريمة حرب عبر "ترحيل" أطفال أوكرانيين في أطار هجوم موسكو على أوكرانيا.
والأربعاء، نددت المحكمة بـ"تهديدات" تتعرض لها مصدرها موسكو، بعدما أعلن القضاء الروسي فتح تحقيق جنائي بحق العديد من قضاتها ومدعيها كريم خان.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، توعد مدفيديف المحكمة بضربة صاروخية، داعيا قضاتها الى "النظر مليا في السماء".
ولا تعترف موسكو بصلاحية المحكمة الجنائية الدولية، ووصفت مذكرة التوقيف بحق بوتين بأنها "باطلة قانونا".
زيلينسكي في خيرسون
جال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم في منطقة خيرسون المحتلة جزئيا من روسيا في جنوب أوكرانيا، وذلك غداة زيارته الجبهة الشرقية.
وزار زيلينسكي خصوصا بلدة بوساد-بوكروفسكي التي تعرضت لدمار كبير واحتلتها موسكو حتى انسحاب الجيش الروسي في خريف 2022، بحسب صور نشرتها الرئاسة.
كما زار زيلينسكي محطة لتوليد الكهرباء تضررت خلال القصف الذي استهدف منشآت الطاقة الأوكرانية طوال فصل الشتاء.
وأوضح حساب الرئاسة على تلغرام أن هذه الجولة ركّزت على إعادة الإعمار في منطقة خيرسون حيث ترأس زيلينسكي اجتماعا حول هذا الموضوع.
واحتلت روسيا منذ بداية غزوها في فبراير 2022، جزءا كبيرا من منطقة خيرسون بما فيه عاصمتها التي تحمل الاسم نفسه.
لكنّ هجوما مضادا أوكرانيا أجبر القوات الروسية على الانسحاب من الجزء الشمالي والتراجع في نوفمبر الماضي إلى الجانب الآخر من نهر دنيبرو.
إلا أن المنطقة المحررة، وهي منطقة زراعية رئيسية في أوكرانيا، خصوصا مدينة خيرسون، أصبحت هدفا لقصف روسي منتظم.
والأربعاء، زار زيلينسكي مواقع عسكرية قرب مدينة باخموت الواقعة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا، ثم منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا.