مساهمة المتحف الوطني تأتي من منطلق رؤيته في تقديم القيادة للصناعة المتحفية في سلطنة عُمان، حيث تجلت في إعداد عدد من مشاريع المناقصات خلال المراحل الأولى من المشروع ذات الصلة بالاستشارات والدراسات التمهيدية، وتطوير الإطار العام لقصة السرد المتحفي، وتقديم المشورة ضمن برنامج الاقتناء والبرنامج المساحي والمعايير البيئية لعرض المقتنيات وحفظها.

كم هي السعادة التي تغمرنا ونحن نرى إماطة اللثام عن صرح متحفي سامق بمعانيه ومكنوناته وتجلياته المُهيبة بافتتاح مُتحف (عُمان عبر الزمان)، هذا الصرح التاريخي والأنموذج المعماري الفريد من نوعه؛ والذي تبلورت فكرة إنشائه انطلاقًا من فكرٍ حكيمٍ لأعز الرجال وأنقاهم السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - بإنشاء متحف يبرز تاريخ عُمان عبر الحقب الزمنية المختلفة، بدءًا من أواخر عصور ما قبل التاريخ (منذ 800 مليون عام) وانتهاءً بعصر النهضة المباركة؛ وذلك تأكيدًا على الهوية التاريخية لولاية منح بأصالتها وتاريخها الممتد عبر مسيرة طويلة من الزمن، من آثار قلعتي «الفيقين والبلاد» وحارة البلاد العريقة. ويتبنّى المتحف عرض القصة المتحفية بقالب عصري ومتفرد من خلال تطبيق أحدث تقنيات العرض المتحفية بأسلوب تفاعلي وجذاب لزواره الكرام، بالإضافة إلى تبنّي تقنيات في التصميم تُستخدَم لأول مرة تماشيًا مع أفضل المعايير والممارسات المتحفية في العالم.

ويتشرف المتحف الوطني بأن يكون جزءًا من هذا المشروع الوطني الواعد؛ من خلال تقديم الاستشارات المتحفية، وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية لمتحف (عُمان عبر الزمان) خلال الفترات الماضية، إلى جانب الإسهام في تقديم الدعم فيما يتعلق بقصة السرد المتحفي، وحفظ وصون المقتنيات الأثرية، كما يعرض متحف (عُمان عبر الزمان) عددًا من مقتنيات المتحف الوطني ضمن برنامج الإعارة، ونحن ماضون في التعاون وتقديم الدعم اللازم لمتحف (عُمان عبر الزمان)، فهنيئًا لسلطنة عُمان ولنا جميعًا هذا المشروع الوطني الذي سيُضيف إلى إنجازات القطاع المتحفي في سلطنة عُمان.

الأمين العام للمتحف الوطني