حفل اجتماع الجمعية العمومية العادية للاتحاد العماني لكرة القدم بنقاشات هادئة وتبادل لحوارات تهم أندية اللعبة في سلطنة عمان، أهمها ضرورة زيادة الدعم المالي للأندية وعقود اللاعبين وضعف مكافآت المراحل السنية. وفي بداية اجتماع الجمعية ألقى هلال بن علي السناني الأمين العام والمدير التنفيذي بالاتحاد العماني لكرة القدم نيابة عن رئيس مجلس إدارة الاتحاد كلمة أشار فيها إلى جهودهم في الارتقاء بأعمال الاتحاد ومساهمتهم في التطور الملموس بالمستوى الفني لجميع مسابقات الاتحاد، مؤكدا أنه على الرغم من التحديات التي واجهت الاتحاد في الموسم الرياضي 2022/ 2023 ، إلا أنه عكف على تنفيذ أنشطته ومسابقاته المحلية ومشاركاته الخارجية والدولية لجميع المنتخبات، كما هنأ السناني أعضاء الجمعية العمومية بفوز المنتخب الوطني الأول بالمركز الثاني في خليجي 25 بالبصرة، مضيفا أن نقاشات اجتماع الجمعية العمومية العادية تصب في مصلحة تطوير كرة القدم العمانية. وقد أقيم الاجتماع بفندق كروان بلازا بمنطقة العرفان بحضور 38 ممثلا للأندية.

عقود اللاعبين

وقد ناقشت الجمعية العمومية عقود اللاعبين والمحترفين وفق معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأكد الأعضاء في هذا الجانب على ضرورة التعامل مع هذه المعايير بمرونة أكثر ومراعاة ظروف والإمكانيات المالية للأندية، وعلى أن تتم إعادة صياغة عقود اللاعبين بتخصصية وقانونية مع الاستعانة بالخبرات الخارجية.

وفي هذا المجال تطرق الشيخ علي بن أحمد الرواس رئيس مجلس إدارة نادي ظفار لقضية عقود اللاعبين الأجانب ومنح مقدم عقد للاعب، مبينا أن مراجعة العقود تتم إلكترونيا بدون مراجعة بشرية، وعليه طرح أعضاء الجمعية العمومية فكرة عمل عقد موحد لجميع اللاعبين باتفاق جميع الأندية، وأضاف الرواس فيما يخص اللاعبين البراعم: إنه من الضروري دعم لاعبي المراحل السنية ومعاملتهم معاملة لاعبي الفريق الأول بالنادي، وجاءت ردود أعضاء الجمعية أنه تمت مناقشة دعم الفئات السنية وزيادة المخصصات المالية لهم لتتساوى مع لاعبي العموم، بينما أكد عبدالمحسن المرهوبي رئيس مجلس إدارة نادي الكامل والوافي على ضرورة تعزيز الموازنات المالية وزيادة مداخيل الأندية لتوازي حجم إنفاقها في كل موسم، وإعادة النظر في المكافآت المالية الضعيفة للمراحل السنية وضرورة زيادتها خلال الفترة المقبلة.

وضع خطة واضحة للتطوير

كما اعتمدت الجمعية تقرير أعمال الاتحاد وتتضمن الأنشطة التي تم القيام بها منذ اجتماع الجمعية العمومية العادية السابقة، وأكد الأعضاء على أهمية وضع خطة واضحة لتطوير رياضة كرة القدم في سلطنة عمان وتجويد أعمال الاتحاد، مشيرين إلى تكثيف المسابقات والبطولات التي تستهدف المراحل السنية، كما اقترح رئيس مجلس الاتحاد العماني لكرة القدم ضرورة التعامل مع فرق المراحل السنية بمثل معاملة الفرق الأولى في الأندية الرياضية، كما طالب أعضاء الجمعية بإعادة النظر إلى جوائز مسابقات وبطولات المراحل السنية لتحفيز وتشجيع الشباب والناشئين وضمان استمراريتهم في اللعبة، وتجاوب مجلس إدارة الاتحاد لهذا المطلب موضحا أنه تم وضع آلية لدراسة الجوائز المقررة لمسابقات المراحل السنية.

تقديم الميزانية الموحدة

وتطرقت الجمعية إلى تقديم الميزانية العمومية السنوية الموحدة ومراجعة قوائم الأرباح والخسائر بالإضافة إلى تقرير مراقب الحسابات الخارجي المستقل، ولفت أعضاء الجمعية إلى الحاجة لتفاصيل أكثر عن قوائم الأرباح والمصروفات والفائض وكيفية استغلاله، واعتمدت الجمعية البيانات المالية المدققة لعام 2022 كما اعتمدت موازنة الاتحاد لعام 2023. ثم تطرق أعضاء الجمعية للحديث عن الجوانب المالية إلى يجب مناقشتها مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب وذلك لتكبد بعض الأندية صرف مستحقات اللاعبين وتأخرها لأكثر من 4 أشهر لعدم قدرة الأندية على دفعها في الوقت المناسب مما يؤدي إلى خروج بعض اللاعبين من الأندية، موضحين أن الاتحاد يقع عليه ضغط كبير بسبب تقليص ميزانياته سنويا، ولهذه الأسباب يجب على الاتحاد والأندية التوجه للوزارة لحل هذه الأزمة، مؤكدين على أن الأزمة المالية تؤثر بشكل مباشر على أداء الأندية وعزوفها عن ممارسة الألعاب، فأغلب الأندية ليس بمقدرتها تشكيل فرق إلا في لعبة واحدة، وأن يتم التأكيد على الوزارة أن الرياضة من أهم القطاعات التي تستحق المزيد من الدعم وتشجيع الشباب للانخراط فيها واستثمار طاقاتهم ومواهبهم في الطريق الصحيح وتوفير بيئة رياضية خصبة ومناسبة لهم.

عدم جدوى إقامة دوري الدرجة الثانية

بعدها ناقشت الجمعية جدوى إقامة دوري الدرجة الثانية في الموسم الرياضي المقبل، وما له من تبعات مالية على الأندية، مع تحفظ الأندية على إقامته لما له من الأثر السلبي الواضح، وضرورة نقل المخصصات المالية المراد صرفها في دوري الدرجة الثانية إلى دوري الدرجة الأولى من أجل تطوير الأخير، وقال الشيخ عامر الشنفري في ذلك: إنه يجب تطوير المسابقات الرياضية ووضع رؤية بعيدة المدى لجدوى إقامة دوري الدرجة الثانية، مشيرا إلى أن المخصصات المالية التي يتم وضعها لدوري الدرجة الأولى قليلة وعليه فإن استحداث دوري جديد يكبد الأندية خسائر إضافية.

تقليص دعم الأندية

من جانبه تطرق هلال البوسعيدي رئيس مجلس إدارة نادي الرستاق لقضية تقليص دعم الأندية، والاستغناء عن بعض الكفاءات، وعدم قدرة الأندية على ممارسة أكثر من لعبة بسبب نقص الموارد المالية، مؤكدا على ضرورة طرح فكرة زيادة دعم الأندية في اجتماع ملتقى القيادات الذي سيعقد خلال الأيام المقبلة، مبينا أن الوضع السيئ للأندية وصل بها إلى عدم قدرتها على دفع رواتب اللاعبين لعدة أشهر.

انضمام ناديي العامرات وإزكي

وباركت الجمعية العمومية والأندية الحاضرة انضمام ناديي العامرات وازكي إلى مصاف أندية الاتحاد العماني لكرة القدم، وقانونية انضمامهما بالتزكية وذلك على الرغم أن العامرات لديه إشكالية في عدم وجود شعار للنادي حتى الآن والختم الخاص بالنادي، وتم حل ذلك بإرسال بعض النماذج لوزارة الثقافة والرياضة والشباب لتدشين الشعار بأسرع وقت، والختم مرتبط بالشعار، وعليه فإن الناديين انتسبا إلى الاتحاد العماني لكرة القدم.

مشاركات أبناء الجاليات وتقنية الفار

وتداولت الجمعية الحديث حول تسجيل اللاعبين من الجاليات المقيمة في سلطنة عمان وانتسابهم للأندية، وأوضح مجلس الإدارة آلية الانتساب، واقترح المجلس على أعضاء الجمعية بضم اللاعبين اليمنيين إلى الأندية ومعاملتهم معاملة اللاعبين المحليين في دوري الدرجة الأولى، وطالب الأعضاء أن تتم تجربة هذا الأمر على لاعب واحد فقط مبدئيا وفق معايير وشروط محددة على أن تتم بعد ذلك دراسات المخرجات وتقييمها. كما تمت مناقشة تقنية (الفار)، وأنه تم التواصل مع الشركات ذات الاختصاص والنظر إلى كل متطلباتها، والتطبيق يحتاج إلى فترة تجريبية من 8 إلى 12 شهرا، وتم الاجتماع مع الجهات المعنية خلال الفترة الماضية لمعرفة عدد الكاميرات والمستلزمات الأخرى المتعلقة بهذه التقنية.

بعدها دار الحديث حول أحقية مشاركة فريق من الجامعات في دوري كرة القدم للصالات والذي يأتي بتنظيم من الاتحاد العماني لكرة القدم، والرد جاء بأحقية مشاركة أي فريق ينتمي إلى أي مؤسسة وذلك حسب النظام المتبع آسيويا ودوليا.

كما أكد أعضاء الجمعية على أهمية مراقبة أعمال الفرق الأهلية ووضع بعض اللوائح القانونية التي تنظم بطولاتها ومسابقاتها، وأن يفرض الاتحاد رسوما على الفرق الأهلية لتنظيم أي مسابقة وأنه لا بد من الرجوع للاتحاد لتنفيذ أي عمل، ومشيرين إلى أنه لوحظ في الفترة الأخيرة انضمام بعض اللاعبين المسجلين رسميا في منتخبات الاتحاد إلى هذه الفرق دون وجود رقابة قانونية عليهم. وتسأل أعضاء الجمعية عن مدى قانونية مشاركة فرق من الجامعات والكليات في دوري الصالات والشواطئ بجانب فرق تمثل الأندية؟ ووضح رئيس مجلس الإدارة في هذا الشأن أنه من الممكن مشاركة أي فريق له تبعية أو يمثل مؤسسة مثل الجامعات والكليات الحكومية والخاصة، كما تضمنت أعمال الجمعية العمومية عملية ترشيح لسد الشواغر في تشكيل لجنتي الانضباط والأخلاق والاستئناف.

إعفاء الأندية من الرسوم والعقوبات

وطالب خلفان الزيدي رئيس مجلس إدارة نادي نزوى بإعفاء الأندية من الرسوم المترتبة على دوريات المراحل السنية، وإعفائها أيضا من العقوبات، مع مراعاة المكافآت المالية والعمل على زيادتها لتتساوى مع لاعبي العموم. أما الشيخ علي الرواس رئيس مجلس إدارة نادي ظفار فطالب بردع الجهات التي تنظم بطولات عشوائية خارج إطار الأندية، مما يقلص من عدد المواهب وندرتها، مبينا أنه من الواجب على أي جهة تسعى لتنظيم بطولات أهلية أخذ تصريح مسبق لإقامتها.