ـ زاهر الصخبوري: المتحف حصيلة عشر سنوات من البحث عن القطع الأثرية القديمة

شهدت ولاية نزوى افتتاح أول متحف خاص بالولاية حمل مسمّى " متحف بوابة الماضي" جاء حصيلة أكثر من عشر سنوات من البحث والتقصّي والتخطيط والتنفيذ ومواجهة التحدّيات التي واجهها المواطن زاهر بن عبدالله بن حمد الصخبوري وولده عبدالله لكي يرى المشروع النور سعيا منهما للحفاظ على الموروث التاريخي والعسكري للولاية بصفة عامة ولعموم سلطنة عمان بحواضرها وبواديها، حيث رأى المتحف النور مؤخرا بعد افتتاحه رسميا أمام الجمهور.

أمام هكذا معلم كان لزاما على (عمان) تعريف القارئ بمكنونات هذا الكنز الثمين، حيث اختار مالكه وصاحب الفكرة أن يكون مقرّه مجاورا للتاريخ والعراقة التي تتفرّد بها الولاية، ففي حارة العقر الأثرية اختار مسجد الشواذنة الأثري الذي يعود للقرن السابع الهجري جارا له وعلى بعد مائتي متر من قلعة نزوى أبرز معلم أثري في شبه الجزيرة العربية فكانت حكاية " بوابة الماضي" وكانت هذه الزيارة التي استقبلنا فيها زاهر الصخبوري بالترحاب معرّفا إيانا بالمتحف قائلا: متحف "بوابة الماضي" يعد الأول من نوعه على مستوى ولاية نزوى كمتحف خاص ومتنوّع واخترت له موقعا قريبا من التراث والمآثر، حيث يقع في حارة العقر وبالقرب من مسجد الشواذنة الأثري ويبعد 200 متر تقريبا عن قلعة نزوى جهة الجنوب.

وعن فكرة تجميع المقتنيات وعرضها في المتحف قال : الفكرة قديمة وبدأت في تنفيذها قبل عشر سنوات تقريبا وقد كانت هناك عوامل ساعدتني في ذلك كون نزوى مدينة للتراث والثقافة والتاريخ الحافل الموغل في القدم وجاءت البوادر من خلال شغفي وحبي الكبيرين في تجميع القطع التراثية منذ فترة طويلة، حيث كنت أجمع وأقتني التحف النادرة من الأهالي والأصدقاء وأشتري بعضها من الأسواق وقمت بتخزينها في المنزل كهواية؛ وقال: واصلت اقتناء النوادر من القطع الأثرية أيا كانت نوعها وبدأت تلوح في خاطري فكرة تأسيس متحف خاص وتبلورت إلى واقع بعد أن قررت البدء في تنفيذها سيما وأنني أمتلك بيتا قديما يعود تاريخه إلى أكثر من ٤٠٠ سنة في قرية العقر التراثية ومجاورا للنزل التراثية، إذ تعد حاليا من أشهر الوجهات التراثية السياحية في ولاية نزوى الأمر الذي كان له بالغ الأثر في ترسيخ فكرة افتتاح المتحف لتبدأ بعدها مرحلة التحضير ورحلة السعي الدؤوب خلف الحلم المنتظر والوجهة الجديدة التي ستضيف بصمة تراثية ناجحة -إن شاء الله- حيث وضعت خطة ترميم البيت وتصميمه وإخراجه بالحلة التراثية الجديدة وهذه كانت من أهم الخطوات لنجاح المشروع وخروجه للنور.

إرث عمان العظيم

وعن هدفه من إنشاء المتحف قال: في المقام الأول هو الحفاظ على إرث عمان العظيم وتعريف الأجيال الجديدة بهذا الإرث وإتاحة الفرصة لزائري الولاية وعموم سلطنة عمان بكنوزنا الأثرية والتاريخية، فالمتحف هو بوابه تنقلك إلى تجربة زمنية عبر الماضي كونه يجمع قطعا ومخطوطات وحرفيات من التاريخ العماني الأصيل لكي يعرِّف أجيال الحاضر والمستقبل عن بعض إنجازات أجدادنا وليكون حلقة الوصل بين جذور الماضي وجيل المستقبل كما أنه يعتبر إضافة مثرية للقطاع السياحي في ولاية نزوى، أضف إلى ذلك الحفاظ على المقتنيات الأثرية وإبرازها بشكل أفضل وتعريف الأجيال على الماضي وتاريخ الآباء والأجداد.

أركان ومحتويات عديدة

وحول محتويات المعرض قال زاهر الصخبوري إن المعرض تم تصميمه بجهود فردية وبتعاون ومساندة من أولادي، يتكون المتحف من أركان متنوعة تتمثل في ركن الخناجر وركن النحاسيات وركن السعفيات وركن الفضيات وركن الفخاريات وركن الأسلحة القديمة والسيوف والبنادق وأقسام للأزياء القديمة الحضرية والبدوية وأواني حفظ التمور والألبان بالإضافة إلى بعض المخطوطات القديمة التي ترجع لمئات السنين وهناك الجذوع التي كانت تستخدم في سقوف المنازل وما بها من أبيات وحكم جميلة من بينها جذع مؤرخ في عام 1071 هجري أي أن عمره يزيد على 370 سنة وهناك مقتنيات أخرى متنوعة وانتهز هذه الفرصة لتقديم الشكر لكل من ساندني ودعم فكرتي لتحقيق هذا المنجز وخاصة أفراد عائلتي وأصدقائي ومن الجهات المعنية في وزارة التراث والسياحة لتشجيعها لفكرة المتحف الخاص. مختتما حديثه بالقول إن طموحه لم يتوقف بعد فهناك أفكار للتطوير والتحديث وتزويد المتحف بكل المقتنيات النادرة.