بينما كنت أتجوَّل في مواقع التواصل الاجتماعي، وقعت عيني على منشور في منصة الانستجرام يحمل صورةً كُتب عليها "كابوس"، بدا لي المنشور أنه ملصق لفيلم سينمائي، فشدَّ انتباهي، لأغوص أكثر باحثا عن ماهية هذا الفيلم الذي أثار فضولي لاكتشافه ومتابعته، وخاصة أنني وجدت منشورا آخر بالثيمة ذاتها يحمل عنوان "حمارة القايلة"، ليتضح لي أن العمل عبارة عن مسلسل تلفزيوني منفصل الحلقات من إنتاج منصة "ستارز بلي" للمحتوى المرئي، وكل حلقة تحمل عنوانا مختلفا، ومن تلك الحلقات حلقة "حمارة القايلة" الذي قام بدور البطولة فيه الفنان الإماراتي الصاعد عبدالله المهيري وإخراج ماجد الأنصاري وتمثيل الفنانة العراقية آلاء شاكر والفنان البحريني محمد العلوي وعدد من الممثلين.
ذكَّرني المسلسل بمقال كتبته الكاتبة العمانية "هدى حمد" تتحدث فيه عن الأساطير العربية، أو الخليجية، وإمكانية توظيفها في أفلامنا أو أعمالنا الدرامية الخليجية، إذ أكدت أن الكثير من تلك الأساطير والقصص الخيالية تشكل مصدر إلهام وتحفظ الموروث الشعبي، فهل حقق هذا العمل هذه الغاية؟! عقدتُ العزم على تحميل تطبيق "ستارز بلي" والاشتراك فيه بغية رؤية الحلقة التي شدتني من خلال المنشور، وقد بدأت بالحلقة الرابعة من المسلسل، حلقة "حمارة القايلة" التي قُدمت بفكرة مختلفة عن الحكاية التقليدية، فكانت مستوحاة منها ومصدر إلهام لصاحب فكرة العمل ياسر الياسري، ودارت أحداث الحلقة في الكويت عام 1988، حول الطالب "عمر" الذي يطارده رجل يرتدي قناع حمار، رآه لأول مرة يقتل شخصا، ثم بدأ يطارده، في الممرات، والبيت، والمدرسة، يحكي "عمر" قصة الرجل الغريب لأمه، ولأخيه، ولأصدقائه بالمدرسة، فكانت ردود الآخرين بين مصدق ومكذب، لتدور أحداث العمل بين الخوف والترقب والقلق من المجهول أو القلق من الحقيقة الغامضة، فهل ما يراه "عمر" حقيقة واقعية ملموسة، أم خيالا يجول في عقله فقط! يطرح العمل العديد من التساؤلات، هل الإيمان بالخوف يقود إلى خوف أكبر؟ هل فقدان أحد الأعزاء، كوفاة الجد، يمكن أن يأخذ المرء إلى خيالات سوداوية تقوده إلى الجنون؟ هل يستغل ضعاف النفوس الأساطير للإيقاع بالآخرين؟ وهل تصرفات المرء الخاطئة -مثل التدخين بالخفاء- يدفع إلى القلق لدرجة الوقوع في التهيؤات؟ وغيرها من التساؤلات التي ترد إلى ذهن المتلقي أثناء متابعة هذا العمل بكل ما فيه من جماليات وإتقان وحرفية عالية.
تميز العمل بأداء قوي للفنان الإماراتي عبدالله المهيري الذي أدى دور "عمر"، إذ اتقن اللهجة الكويتية لينقل المتلقي إلى البيئة الكويتية من خلال حواره القوي وتصرفاته العفوية في بيئة حاكت تفاصيل الكويت، رغم أن العمل قد صوِّر بالكامل في إمارة دبي، إلى جانب ذلك زاد التصوير من إتقان العمل، إذ أنتج العمل بصورة هوليوودية لا تقل عن إنتاجات أفلام الرعب العالمية، وكذلك امتزاج المؤثرات الصوتية مع المَشاهد البصرية ربط المتلقي بالعمل ونجح في شد انتباهه من بداية العمل حتى نهايته.
يقول عبدالله المهيري في حديث خاص لـ"عمان": "بداية تلقيت اتصالات من قبل الجهة المنتجة (شركة ستارز بلي) من ياسر الياسري، عرفت أن العمل ذو خمس حلقات منفصلة، كل حلقة مستوحاة من أسطورة عربية شعبية، وكان من نصيبي المشاركة في حلقة (حمارة القايلة) التي يعرفها الكثير ويعرف حكايتها من خلال بعض المسلسلات والكتب و"الحزاوي" التي يحدثنا عنها الأهل، فتكوَّن لي تصورٌ بأن العمل سيكون تقليديا عاديا، ولكن أبهرني النص حيث وجدته مختلفا كليا، فعقدت العزم على المشاركة بأفضل ما لدي وتقمص شخصية (عمر) وهي أصغر مني سنا وتعيش في زمن لم أعش فيه ولها جانب نفسي خاص، فكان عليَّ أن أعيشها في كل التفاصيل، وحقيقة كان للبروفات دور كبير في تقمص الشخصية ولتوجيهات المخرج ماجد الأنصاري الأثر الكبير في تعايشي معها".
نجح عبدالله في إتقان اللهجة الكويتية في العمل، ويقول: "اللهجة الكويتية ليست غربية على المجتمع الخليجي، فقد دخلت الدراما الكويتية كل بيت، وشاهد أغلب الخليجيين المسرحيات الكويتية، وهذا جانب أكسبني اللهجة، إضافة إلى جانب أُسري، فقد عاشت والدتي لفترة طويلة مع أسرتها في دولة الكويت وهي إلى الآن تتحدث باللهجة الكويتية التي تربت عليها، كما أن هذا ليس العمل الوحيد لي باللهجة الكويتية فقد سبق لي أن اشتغلت في أعمال كويتية مثل (ساق البامبو) مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله، و(كسر الخواطر) مع الفنانَين القديرَين أسمهان توفيق وحسين المنصور".
لا يتوقف تفاعل الجمهور مع العمل الفني، إذ يتضح ذلك من خلال المنشورات التي يقوم بها الجمهور في مواقع التواصل الاجتماعي، وحول ردود الأفعال قال عبدالله: "أعيش أجمل لحظات النجاح، وجميل أن يكلل التعب والجهد في العمل بالنجاح والإشادة الجماهيرية، حيث كان العمل متعبا لكافة فريق العمل، إذ عمل الجميع بإتقان وتفانٍ وعلى قلب رجل واحد، وكان الجميع حريصا على أدق التفاصيل، فما أن أنسى تفصيلةً بسيطة يذكرني الجميع بها، وأعتقد أن النجاح نتيجة طبيعية للعمل الجاد الجماعي".
الإتقان في تأدية دور "عمر" لم يكن الأول بالنسبة لعبدالله، إنما استمرار لبناء فني تأسس في عدة مجالات فنية، فقد سبق لعبدالله المهيري أن شارك في أعمال مسرحية منها مسرحية "أشياء لا تصلح للاستهلاك الآدمي"، ومسرحية "الديمنو"، ومسرحية "ما زال الثلج يسقط"، وهي أعمال لكبار المؤلفين والمخرجين، كما دخل عبدالله في مجال التأليف المسرحي والإخراج، إذ قدم عملا مسرحيا بعنوان "قصة"، كما شارك في العديد من الأفلام السينمائية منها فيلم "الكمين"، إضافة إلى الأعمال الدرامية.
ويحرص عبدالله المهيري على إتقان كل عمل يقدم له، ويصف اشتغاله على النص بـ "مذاكرة خاصة للشخصية"، تلك المذاكرة التي يمارس فيها طقوسه وحيدا، فيرسم الشخصية في خياله، ويضع لها بُعدا تاريخيا، ويحاول تصوير مظهره، ويقول: "ليس من الصعب أن أعيش المراهقة، لأنني أعيشها فعلا في حياتي، ولكن كان من الصعب أن أعيش دور مراهق في زمن لم أعش فيه، ولكن كل صعب ممتع".
"من هو عبدالله المهيري؟"، كان سؤالا أخيرا، وأجاب قائلا: "ممثل إماراتي، بدأت العمل في 2011 من خلال ورشة فنية من تقديم الفنان عبدالله صالح، والأستاذ محمد سعيد السلطي، ورآني الفنان مروان عبدالله صالح واختارني لأكون بطل مسرحيته في مهرجان دبي لمسرح الشباب، وهذه البداية التي انطلقت من خلالها إلى عالم التمثيل المسرحي والسينمائي والدرامي، ومؤخرا قبل حوالي 3 سنوات بدأت في كتابة النصوص، وشهدت نصوصي قبولا، ومن خلال ما سبق تكوّنت لي رؤية إخراجية، فبدأت العام الماضي بالإخراج بتكليف من مسرح دبي الوطني، وكان أول عمل من إخراجي قد حقق العديد من الجوائز وإشادة من الجمهور، واليوم أرى أنني تحولت من الممثل إلى الشمولية، فصار عندي حب بالتمثيل والكتابة والإخراج".
ذكَّرني المسلسل بمقال كتبته الكاتبة العمانية "هدى حمد" تتحدث فيه عن الأساطير العربية، أو الخليجية، وإمكانية توظيفها في أفلامنا أو أعمالنا الدرامية الخليجية، إذ أكدت أن الكثير من تلك الأساطير والقصص الخيالية تشكل مصدر إلهام وتحفظ الموروث الشعبي، فهل حقق هذا العمل هذه الغاية؟! عقدتُ العزم على تحميل تطبيق "ستارز بلي" والاشتراك فيه بغية رؤية الحلقة التي شدتني من خلال المنشور، وقد بدأت بالحلقة الرابعة من المسلسل، حلقة "حمارة القايلة" التي قُدمت بفكرة مختلفة عن الحكاية التقليدية، فكانت مستوحاة منها ومصدر إلهام لصاحب فكرة العمل ياسر الياسري، ودارت أحداث الحلقة في الكويت عام 1988، حول الطالب "عمر" الذي يطارده رجل يرتدي قناع حمار، رآه لأول مرة يقتل شخصا، ثم بدأ يطارده، في الممرات، والبيت، والمدرسة، يحكي "عمر" قصة الرجل الغريب لأمه، ولأخيه، ولأصدقائه بالمدرسة، فكانت ردود الآخرين بين مصدق ومكذب، لتدور أحداث العمل بين الخوف والترقب والقلق من المجهول أو القلق من الحقيقة الغامضة، فهل ما يراه "عمر" حقيقة واقعية ملموسة، أم خيالا يجول في عقله فقط! يطرح العمل العديد من التساؤلات، هل الإيمان بالخوف يقود إلى خوف أكبر؟ هل فقدان أحد الأعزاء، كوفاة الجد، يمكن أن يأخذ المرء إلى خيالات سوداوية تقوده إلى الجنون؟ هل يستغل ضعاف النفوس الأساطير للإيقاع بالآخرين؟ وهل تصرفات المرء الخاطئة -مثل التدخين بالخفاء- يدفع إلى القلق لدرجة الوقوع في التهيؤات؟ وغيرها من التساؤلات التي ترد إلى ذهن المتلقي أثناء متابعة هذا العمل بكل ما فيه من جماليات وإتقان وحرفية عالية.
تميز العمل بأداء قوي للفنان الإماراتي عبدالله المهيري الذي أدى دور "عمر"، إذ اتقن اللهجة الكويتية لينقل المتلقي إلى البيئة الكويتية من خلال حواره القوي وتصرفاته العفوية في بيئة حاكت تفاصيل الكويت، رغم أن العمل قد صوِّر بالكامل في إمارة دبي، إلى جانب ذلك زاد التصوير من إتقان العمل، إذ أنتج العمل بصورة هوليوودية لا تقل عن إنتاجات أفلام الرعب العالمية، وكذلك امتزاج المؤثرات الصوتية مع المَشاهد البصرية ربط المتلقي بالعمل ونجح في شد انتباهه من بداية العمل حتى نهايته.
يقول عبدالله المهيري في حديث خاص لـ"عمان": "بداية تلقيت اتصالات من قبل الجهة المنتجة (شركة ستارز بلي) من ياسر الياسري، عرفت أن العمل ذو خمس حلقات منفصلة، كل حلقة مستوحاة من أسطورة عربية شعبية، وكان من نصيبي المشاركة في حلقة (حمارة القايلة) التي يعرفها الكثير ويعرف حكايتها من خلال بعض المسلسلات والكتب و"الحزاوي" التي يحدثنا عنها الأهل، فتكوَّن لي تصورٌ بأن العمل سيكون تقليديا عاديا، ولكن أبهرني النص حيث وجدته مختلفا كليا، فعقدت العزم على المشاركة بأفضل ما لدي وتقمص شخصية (عمر) وهي أصغر مني سنا وتعيش في زمن لم أعش فيه ولها جانب نفسي خاص، فكان عليَّ أن أعيشها في كل التفاصيل، وحقيقة كان للبروفات دور كبير في تقمص الشخصية ولتوجيهات المخرج ماجد الأنصاري الأثر الكبير في تعايشي معها".
نجح عبدالله في إتقان اللهجة الكويتية في العمل، ويقول: "اللهجة الكويتية ليست غربية على المجتمع الخليجي، فقد دخلت الدراما الكويتية كل بيت، وشاهد أغلب الخليجيين المسرحيات الكويتية، وهذا جانب أكسبني اللهجة، إضافة إلى جانب أُسري، فقد عاشت والدتي لفترة طويلة مع أسرتها في دولة الكويت وهي إلى الآن تتحدث باللهجة الكويتية التي تربت عليها، كما أن هذا ليس العمل الوحيد لي باللهجة الكويتية فقد سبق لي أن اشتغلت في أعمال كويتية مثل (ساق البامبو) مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله، و(كسر الخواطر) مع الفنانَين القديرَين أسمهان توفيق وحسين المنصور".
لا يتوقف تفاعل الجمهور مع العمل الفني، إذ يتضح ذلك من خلال المنشورات التي يقوم بها الجمهور في مواقع التواصل الاجتماعي، وحول ردود الأفعال قال عبدالله: "أعيش أجمل لحظات النجاح، وجميل أن يكلل التعب والجهد في العمل بالنجاح والإشادة الجماهيرية، حيث كان العمل متعبا لكافة فريق العمل، إذ عمل الجميع بإتقان وتفانٍ وعلى قلب رجل واحد، وكان الجميع حريصا على أدق التفاصيل، فما أن أنسى تفصيلةً بسيطة يذكرني الجميع بها، وأعتقد أن النجاح نتيجة طبيعية للعمل الجاد الجماعي".
الإتقان في تأدية دور "عمر" لم يكن الأول بالنسبة لعبدالله، إنما استمرار لبناء فني تأسس في عدة مجالات فنية، فقد سبق لعبدالله المهيري أن شارك في أعمال مسرحية منها مسرحية "أشياء لا تصلح للاستهلاك الآدمي"، ومسرحية "الديمنو"، ومسرحية "ما زال الثلج يسقط"، وهي أعمال لكبار المؤلفين والمخرجين، كما دخل عبدالله في مجال التأليف المسرحي والإخراج، إذ قدم عملا مسرحيا بعنوان "قصة"، كما شارك في العديد من الأفلام السينمائية منها فيلم "الكمين"، إضافة إلى الأعمال الدرامية.
ويحرص عبدالله المهيري على إتقان كل عمل يقدم له، ويصف اشتغاله على النص بـ "مذاكرة خاصة للشخصية"، تلك المذاكرة التي يمارس فيها طقوسه وحيدا، فيرسم الشخصية في خياله، ويضع لها بُعدا تاريخيا، ويحاول تصوير مظهره، ويقول: "ليس من الصعب أن أعيش المراهقة، لأنني أعيشها فعلا في حياتي، ولكن كان من الصعب أن أعيش دور مراهق في زمن لم أعش فيه، ولكن كل صعب ممتع".
"من هو عبدالله المهيري؟"، كان سؤالا أخيرا، وأجاب قائلا: "ممثل إماراتي، بدأت العمل في 2011 من خلال ورشة فنية من تقديم الفنان عبدالله صالح، والأستاذ محمد سعيد السلطي، ورآني الفنان مروان عبدالله صالح واختارني لأكون بطل مسرحيته في مهرجان دبي لمسرح الشباب، وهذه البداية التي انطلقت من خلالها إلى عالم التمثيل المسرحي والسينمائي والدرامي، ومؤخرا قبل حوالي 3 سنوات بدأت في كتابة النصوص، وشهدت نصوصي قبولا، ومن خلال ما سبق تكوّنت لي رؤية إخراجية، فبدأت العام الماضي بالإخراج بتكليف من مسرح دبي الوطني، وكان أول عمل من إخراجي قد حقق العديد من الجوائز وإشادة من الجمهور، واليوم أرى أنني تحولت من الممثل إلى الشمولية، فصار عندي حب بالتمثيل والكتابة والإخراج".