الأناضول: رغم أن زيارة المدينة المنورة غرب السعودية ليس لها أي رابط أو صلة بالحج، إلا أنها مهوى أفئدة ضيوف الرحمن قبل وبعد أداء مناسك الحج التي تنطلق نهاية الشهر الجاري.
وتتقاطر هذه الأيام تباعا وفود ضيوف الرحمن، إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ للصلاة في المسجد النبوي، وزيارة أبرز المعالم الإسلامية في «طيبة الطيبة»، كما تلقب المدينة.
وبلغ إجمالي عدد الحجاج الذين وصلوا إلى المدينة المنورة لأداء فريضة الحج لهذا العام 1438هـ، حتى صباح أمس، 310 آلاف حاج، وفق الإحصائية التي أعلنتها المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة، التي تعد واحدة من أبرز القطاعات التي نذرت نفسها لخدمة ضيوف الرحمن.
وشرعت المدينة المنورة منذ، يوم 24 يوليو الماضي، في استقبال طلائع وفود الحجاج .
ومع أن زيارة المسجد النبوي ليست شرطاً، أو واجباً في الحج، بل ليس لها أي رابط أو صلة بالحج، وليس لها إحرام، إلا أن ضيوف الرحمن يحرصون على زيارة المسجد النبوي، إما قبل بدء أداء مناسك الحج أو بعد اختتامها.ويُسن للزائر الذهاب إلى المدينة النبوية للصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، الذي تعّد الصلاة فيه خيراً من ألف صلاة فيما سواه، عدا المسجد الحرام، ثم يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.ويحرص حجاج بيت الله الحرام، على زيارة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وزيارة أبرز المعالم الإسلامية في «طيبة»، مثل مسجدي «قُباء» و«القبلتين».
وهناك العديد من الأحاديث النبوية التي تبين فضل الصلاة في المسجد النبوي، حيث قال صلى الله عليه وسلم «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وقال صلى الله عليه وسلم «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى».ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم اختار الرسول مكانه بنفسه وأمر ببنائه وشارك في البناء بيديه الكريمتين صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وصلى فيه الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان.وأكملت جميع الإدارات الحكومية والجهات المعنية بالمدينة المنورة استعداداتها لاستقبال ضيوف الرحمن، منذ وصولهم بمطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة وحتى مغادرتهم إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج.وشرعت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة منذ بدء توافد طلائع حجاج بيت الله الحرام على المدينة المنورة في تنفيذ خططها التشغيلية لحج هذا العام 1438هـ.وقال مدير إدارة شؤون الزيارة بوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي ياسر بن محسن الجيار في بيان أصدرته اطلعت عليه «الأناضول» أنه يتم استقبال الحجاج عن طريق الفريق المؤهل في الإدارة لاستقبال الحجاج القادمين من مختلف دول العالم.وبين أنه يتم توفير خدمات نوعية مميزة لهم، والترحيب بهم وإهدائهم ماء زمزم ومطويات إرشادية وكتيبات توجيهية بلغاتهم لتساعدهم على أداء مناسكهم على الوجه المطلوب، وزيارة المسجد النبوي والتعرف على آداب زيارته.بدوره، أوضح وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي علي بن سليمان العبيد أن خطة الوكالة في حج هذه العام تتمثل أهدافها العامة في تهيئة المسجد النبوي ومرافقه وتشغيل كافة الخدمات «لتؤدى الفروض في جو من الخشوع والطمأنينة والراحة».
وبين أن الخطة تتضمن «استمرار فتح أبواب المسجد النبوي أربع وعشرين ساعة وعددها 100 باب ، وتوفير ماء زمزم المبرد».وبين أنه يتم خلال موسم الحج توفير كميات إضافية من ماء زمزم بزيادة عدد الترامس المقدمة للزوار بعدد 15 ألف حافظة مع الكاسات النظيفة ذات الاستخدام الواحد وتوزيعها في أنحاء المسجد ومضاعفة ما ينقل منه من مكة المكرمة ليصل إلى 300 طن من ماء زمزم.
وأوضح أن من مهام الوكالة أيضا التوجيه والإرشاد الديني للزوار والمصلين وتيسير وتسهيل السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وزيادة الدروس العلمية التي تعنى بالعقيدة الإسلامية وأحكام الحج والعمرة.
وأضاف: أيضا إلى جانب الإجابة على الفتاوى المتعلقة بالعبادة والحج والعمرة وآداب زيارة المسجد النبوي.وبين أن خطة الوكالة ترتكز في مجال التوجيه والإرشاد أيضا على «توفير ما يحتاجه المسجد النبوي من المصاحف وترجمات معاني القرآن بعدة لغات وتوزيعها في أنحاء المسجد ، وإقامة حلقات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم ».
وعن أبرز المستجدات للخطط التشغيلية للوكالة هذا العام أوضح وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي أنه تم تشغيل 1076 نافورة للشرب في ساحات المسجد النبوي، وكذلك تشغيل 837 نقطة وضوء في ساحات المسجد النبوي.
وتابع : كما تم استحداث أربع مراكز لحفظ الأمتعة بالجهة الجنوبية والشمالية من ساحات المسجد النبوي وعرض الدليل الإرشادي للمسجد النبوي وما حوله على شاشات إلكترونية لاستفادة الحجاج والزوار منها واستخدام الشاشات الإلكترونية في التوجيه والإرشاد وأثناء زيارة النساء للروضة الشريفة .
وفي إطار استعداداتها أيضا لخدمة ضيوف الرحمن، أكملت «المؤسسة الأهلية للأدلاء» بالمدينة المنورة، التي تعد واحدة من أبرز القطاعات المخصصة لخدمة ضيوف الرحمن كافة التجهيزات، لمرافقها المتمثلة في 56 مرفقاً تابعاً للمؤسسة هي: 17 مكتب خدمة ميداني، و 16 مكتبا مساندا، و 12 إدارة، إضافة إلى ثمان لجان، وثلاثة مراكز استقبال.والأدلاء طائفة من أهل المدينة المنورة كرّست نفسها وجهدها ووقتها لخدمة ضيوف الرحمن، منذ عدة قرون؛ وتهدف إلى إرشاد الزوار والقادمين إلى المسجد النبوي الشريف ومساعدتهم في أمورهم اليومية السكنية والصحية والمعيشية.