في الذاكرة الذاتية مع القراءة عموما، ومع الكتاب خاصة، أتذكر أنني منذ أواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي، وقد وعيت على الحياة بالاطلاع على بعض الكتب بقراءات بسيطة، ولا تمثل لي شيئا معرفيا في ذلك السن اليافع، كان ذلك البيت الذي أعيش فيه، إذ كان الوالد ـ رحمه الله ـ يملك مكتبة صغيرة لا بأس في تنوعها، فتضم العديد من الكتب الدينية والأدبية والتراثية، ومنها كتب الشعر الذي يهتم به الوالد اهتماما كبيرا في حياته، إلى جانب بعض الكتب الجغرافية والحكم والمعارف العامة في المجال الاجتماعي، وبعدما دخلت أنا وأخي الأكبر مدرسة الكتاتيب بمدينة صلالة، كان ذلك بأمر الوالد الذي كان مسافرا في ذلك الوقت، وطالب من الأسرة أن نبدأ التعلم بالكتاتيب، وهي الفترة التمهيدية للدراسة النظامية بعد ذلك، كما هو سائد في الكثير من المجتمعات العربية، والتي كانت في بلادنا ـ كما هو معروف ـ مقتصرة على المرحلة الابتدائية في عهد السلطان سعيد بن تيمور في كل عُمان.. في تلك الفترة بدأ اهتمامي بالقراءة يزداد انجذابا، وكانت مكتبة المنزل هي الزاد الأكبر في القراءة كما أشرت آنفا، مع اطلاعي على بعض المجلات الثقافية والسياسية، التي تأتي مع عودة بعض المسافرين إلى بلادهم في بعض الأعوام، وأغلبها مجلات من مصر وفي فترة المد القومي الناصري، ومع وعينا لأحداث الثورة في ظفار وزيادة الأوضاع توترا في أواخر الستينات من القرن الماضي، وتم منع السفر للخارج، زاد اهتمامي بالقراءة ومتابعة الإذاعات والأخبار عموما بما يجري من أحداث في بلادنا، لكن الأحداث تسارعت، مع التغيير في الثالث والعشرين من يوليو 1970، وتولي السلطان قابوس بن سعيد ـ تغمده الله بالرحمة والمغفرة ـ مقاليد الحكم في البلاد، كانت نقلة كبيرة ومنعطفا ضخما في عُمان في الجوانب الفكرية والثقافية والاقتصادية، لم أنم ليلتها حتى الصباح، وخرجت البلاد من العزلة السياسية، وقائمة الممنوعات التي ترزح فيها البلاد في كل مناطقها..
وفي الأعوام الأولى لتولي السلطان قابوس الحكم، فتحت الأبواب على مصراعيها في بلادنا في كل المسارات، وتراجعت الثورة في ظفار بعد الدعوات للعودة للوطن ونبذ الماضي، بمقولة السلطان قابوس المأخوذة من القرآن الكريم:(عفا الله عمّا سلف)، وعاد المئات من المقاتلين في السنوات الأولى، وأتيح المجال للنهضة المعاصرة التي لم تعشها عُمان منذ عقود طويلة، بما فيها التعليم الأفضل والثقافة والحياة الجديدة وكل متعلقاتها، كما تعيشها الدول الأخرى، ومنها المكتبات الخاصة لبيع الكتب، كما أنشأ مكتب إعلام ظفار مكتبة عامة في صلالة، وطاقة ومرباط، وسدح، تضم بعض الكتب والمجلات والصحف العمانية والعربية، إلى جانب بعض الكتب، ويتم فتحها على فترتين للعامة، كما فُتحت مكتبة بمكتب إعلام ظفار في عام 1972 للجمهور، وهي الفترة التي عملت فيها بمكتب الإعلام، وكانت بداية المراحل الأولى للدراسة غير المنتظمة بالنسبة لي والقراءة المستمرة، مع بعض الشباب الذين جمعوا بين العمل والوظيفة، إذ كانت الظروف متاحة آنذاك للجمع بينهما، كما أشرت في بعض المقالات إلى تأسيس الإعلام بعد التغيير. كانت البداية الحقيقية للقراءة الأكثر جدية، وكلما وجدت الفرصة مواتية للقراءة قصدت هذه المكتبة لأطلع على كل جديد في عالم المعرفة.
وفعلا تعّرفت في ذلك الوقت على كتابات كبار الكتاب العرب الذين أصبح صيتهم معروفا وبارزا في الساحة السياسية والفكرية والثقافية العربية، من أمثال: عباس محمود العقاد، وطه حسين، ومصطفى صادق الرافعي، وميخائيل نعيمة، وأحمد حسن الزيات، وعلي الطنطاوي، وتوفيق الحكيم، وأنيس منصور وغيرهم من الكتاب.. لكن أكثر ما جذبني للقراءة، كتابات الصحفيين العرب وبعض مؤلفاتهم، في أوائل السبعينات من القرن الماضي، التي تنشرها الصحف العربية، لا سيما الكاتب الشهير محمد حسنين هيكل، والكاتب اللبناني سليم اللوزي، وناصر الدين النشاشيبي، ونشأت التغلبي، ومحمد جلال كشك، ثم مصطفى أمين بعد خروجه من السجن، وغيرهم من الكتاب المشاهير في حقبة الخمسينات والستينات. مع الوعي الذي بدأ يزداد اقترابا، للأفكار والتوجهات والصراعات الفكرية والسياسية في ذلك الوقت، ومنها قراءة الكتب المختلفة والمجلات، وخاصة السياسية والفكرية.
بعد التفرغ للدراسة الجامعية في مصر، في بداية الثمانينات من القرن الماضي، تواصل اهتمامي بالكتب مع بعض الزملاء بزيارة المكتبات العامة، أو المعارض الدولية التي تقام في القاهرة كل عام، أو المعارض التي تقام في بعض الأقاليم القريبة من القاهرة، كما أننا كطلبة، نحرص كثيرا على المتابعة والشراء من معرض الكتاب الذي ينظمه سنويا نادي الطلبة العمانيين بالقاهرة، وهذا المعرض يُدعم من قبل إدارة النادي، لتشجيع وتنمية القراءة الحرة، وتقام على هذا المعرض بعض المحاضرات الثقافية والفكرية لكبار المفكرين والأكاديميين من مصر ومن خارجها، وكانت فترة خصبة فكريا، وسط حراك فكري وسياسي في مصر بعد قيام التعددية السياسية والصحف المملوكة للأحزاب، وكنا ـ الطلبة ـ نأخذ معنا أعدادا كبيرة من الكتب مع نهاية كل عام دراسي، وكنت أتفرغ لقراءة الكتب في فترة الإجازة الدراسية، وأصبحت بحمد الله لا أفارق الكتاب يوما، ولساعات طويلة أحيانا، إذا وجدت الفرصة المواتية، وبعد انتهاء الدراسة الجامعية، ثم تبعتها الدراسات العليا بعد الجامعة في مصر لمدة عامين، فحرصت خلالها على شراء الكتب من بعض دور النشر.
بعد تنظيم معرض مسقط الدولي للكتاب عام 1992، اعتبر المثقفون العمانيون، هذا الحدث نقلة نوعية للفكر والثقافة واقتناء الكتاب كل بحسب ميله الفكري، لكون المعرض الدولي السنوي، خطوة مهمة وثاقبة لزيادة الوعي بالفكر في شتى مجالاته، وإقامة المعارض الكبيرة تفتح الآفاق وتنمي روح المعرفة لكل الأجيال، وخاصة القراءة الجادة، إذ أصبحت من أهم وسائل تكوين الوعي الاجتماعي الإيجابي، بين المهتمين بالقراءة، في كل المجالات الفكرية، والسياسية، والافتصادية، وقيم الإنسان المعاصر، حيث أصبحت القراءة تعد أداة مكملة للجهود الرامية إلى التعليم المستمر، وإلى رفع مستويات الرؤية الحضارية، لزيادة المعارف والمهارات المختلفة، التي تجمع بين الوعي الذاتي للشخص القارئ ومحيطه، ومنها أقرب الناس إليه، كما أنها تدفع الناس دفعا وسلوكا إلى منطلق حياة أكثر نشاطا وابتكارا، من حيث ترشيد وتنظيم القراءة المستمرة على مستوى الأمة، بما يهدف إلى الاستخدام الأكمل والأمثل للكتاب المفيد، ويذكر الكاتب صخر الغزالي، أن فوائد إيجابيات القراءة كثيرة لا نستطيع عدها، لعل أهمها: «الثراء والارتقاء الفكري والمعرفي: فالإنسان إذا لم يزدد معرفة وعلما لا يبقى كما هو بل يسوء استخدامه لما تحت يديه من علوم لأن معيار التصحيح والنضج غير متوفر، فحقيقة العلوم والمعارف تراكمي، لذلك فالقراءة إنضاج وتصحيح للعلوم والمعارف، ومن لم يقرأ ولم يكتب فإن علومه قد تتعرض للانقراض والضعف والترهل ـ كما أنها أقوى أمام ـ الانقياد الأعمى: فلدى الإنسان القارئ وعي وفهم للحياة أكثر من غيره لما يضيفه من خبرات وتجارب الآخرين، كما أن لديه القدرة على تحليل الواقع والأحداث والخروج بمقاربة للحقيقة والصواب بما يملك من اطّلاع على خبرات وتجارب السابقين». ويروي الدكتور محمد حامد الأحمري في إحدى محاضراته عن القراءة وأثرها وتأثيرها في الحياة،:« إن أهداف القراءة والكتابة حراثة العقل وتقليبه وتجديده، وإنقاذه من الترهل والموت البطيء وليس طمأنته إلى ما هو عليه، فإذا أصبحت القراءة قيدا جديدًا لذواتنا فعلينا أن نعاود النظر في غايتنا من القراءة ومما نقرؤه، لأن القراءة نافذة نحو الحياة والقوة والمعرفة والمتعة والعلاج، وليست وسيلة للركود ولا حبسا للفهم والعقل».
إن إقامة المعارض السنوية أو الدورية، للكتاب خطوة إيجابية ومهمة في هذه المرحلة التي تعيشها في كل مجتمعاتها، حيث غدت القراءة ركيزة ثقافية في حياة المجتمعات المعاصرة وبالرغم من تفوق الوسائل الإعلامية وتشويقها، إلا أن الكتاب سيظل الهاجس الفكري والمعين القوي في التثقيف الذاتي للإنسان مهما تسارعت وتطورت الوسائل التقنية الثقافية الأخرى، لكن هل أثرت وسائط الإعلام الجديد، ووسائل التواصل الاجتماعي على القراءة ؟
عبدالله العليان كاتب وباحث في القضايا السياسية والفكرية مؤلف كتاب «حوار الحضارات في القرن الحادي والعشرين»
وفي الأعوام الأولى لتولي السلطان قابوس الحكم، فتحت الأبواب على مصراعيها في بلادنا في كل المسارات، وتراجعت الثورة في ظفار بعد الدعوات للعودة للوطن ونبذ الماضي، بمقولة السلطان قابوس المأخوذة من القرآن الكريم:(عفا الله عمّا سلف)، وعاد المئات من المقاتلين في السنوات الأولى، وأتيح المجال للنهضة المعاصرة التي لم تعشها عُمان منذ عقود طويلة، بما فيها التعليم الأفضل والثقافة والحياة الجديدة وكل متعلقاتها، كما تعيشها الدول الأخرى، ومنها المكتبات الخاصة لبيع الكتب، كما أنشأ مكتب إعلام ظفار مكتبة عامة في صلالة، وطاقة ومرباط، وسدح، تضم بعض الكتب والمجلات والصحف العمانية والعربية، إلى جانب بعض الكتب، ويتم فتحها على فترتين للعامة، كما فُتحت مكتبة بمكتب إعلام ظفار في عام 1972 للجمهور، وهي الفترة التي عملت فيها بمكتب الإعلام، وكانت بداية المراحل الأولى للدراسة غير المنتظمة بالنسبة لي والقراءة المستمرة، مع بعض الشباب الذين جمعوا بين العمل والوظيفة، إذ كانت الظروف متاحة آنذاك للجمع بينهما، كما أشرت في بعض المقالات إلى تأسيس الإعلام بعد التغيير. كانت البداية الحقيقية للقراءة الأكثر جدية، وكلما وجدت الفرصة مواتية للقراءة قصدت هذه المكتبة لأطلع على كل جديد في عالم المعرفة.
وفعلا تعّرفت في ذلك الوقت على كتابات كبار الكتاب العرب الذين أصبح صيتهم معروفا وبارزا في الساحة السياسية والفكرية والثقافية العربية، من أمثال: عباس محمود العقاد، وطه حسين، ومصطفى صادق الرافعي، وميخائيل نعيمة، وأحمد حسن الزيات، وعلي الطنطاوي، وتوفيق الحكيم، وأنيس منصور وغيرهم من الكتاب.. لكن أكثر ما جذبني للقراءة، كتابات الصحفيين العرب وبعض مؤلفاتهم، في أوائل السبعينات من القرن الماضي، التي تنشرها الصحف العربية، لا سيما الكاتب الشهير محمد حسنين هيكل، والكاتب اللبناني سليم اللوزي، وناصر الدين النشاشيبي، ونشأت التغلبي، ومحمد جلال كشك، ثم مصطفى أمين بعد خروجه من السجن، وغيرهم من الكتاب المشاهير في حقبة الخمسينات والستينات. مع الوعي الذي بدأ يزداد اقترابا، للأفكار والتوجهات والصراعات الفكرية والسياسية في ذلك الوقت، ومنها قراءة الكتب المختلفة والمجلات، وخاصة السياسية والفكرية.
بعد التفرغ للدراسة الجامعية في مصر، في بداية الثمانينات من القرن الماضي، تواصل اهتمامي بالكتب مع بعض الزملاء بزيارة المكتبات العامة، أو المعارض الدولية التي تقام في القاهرة كل عام، أو المعارض التي تقام في بعض الأقاليم القريبة من القاهرة، كما أننا كطلبة، نحرص كثيرا على المتابعة والشراء من معرض الكتاب الذي ينظمه سنويا نادي الطلبة العمانيين بالقاهرة، وهذا المعرض يُدعم من قبل إدارة النادي، لتشجيع وتنمية القراءة الحرة، وتقام على هذا المعرض بعض المحاضرات الثقافية والفكرية لكبار المفكرين والأكاديميين من مصر ومن خارجها، وكانت فترة خصبة فكريا، وسط حراك فكري وسياسي في مصر بعد قيام التعددية السياسية والصحف المملوكة للأحزاب، وكنا ـ الطلبة ـ نأخذ معنا أعدادا كبيرة من الكتب مع نهاية كل عام دراسي، وكنت أتفرغ لقراءة الكتب في فترة الإجازة الدراسية، وأصبحت بحمد الله لا أفارق الكتاب يوما، ولساعات طويلة أحيانا، إذا وجدت الفرصة المواتية، وبعد انتهاء الدراسة الجامعية، ثم تبعتها الدراسات العليا بعد الجامعة في مصر لمدة عامين، فحرصت خلالها على شراء الكتب من بعض دور النشر.
بعد تنظيم معرض مسقط الدولي للكتاب عام 1992، اعتبر المثقفون العمانيون، هذا الحدث نقلة نوعية للفكر والثقافة واقتناء الكتاب كل بحسب ميله الفكري، لكون المعرض الدولي السنوي، خطوة مهمة وثاقبة لزيادة الوعي بالفكر في شتى مجالاته، وإقامة المعارض الكبيرة تفتح الآفاق وتنمي روح المعرفة لكل الأجيال، وخاصة القراءة الجادة، إذ أصبحت من أهم وسائل تكوين الوعي الاجتماعي الإيجابي، بين المهتمين بالقراءة، في كل المجالات الفكرية، والسياسية، والافتصادية، وقيم الإنسان المعاصر، حيث أصبحت القراءة تعد أداة مكملة للجهود الرامية إلى التعليم المستمر، وإلى رفع مستويات الرؤية الحضارية، لزيادة المعارف والمهارات المختلفة، التي تجمع بين الوعي الذاتي للشخص القارئ ومحيطه، ومنها أقرب الناس إليه، كما أنها تدفع الناس دفعا وسلوكا إلى منطلق حياة أكثر نشاطا وابتكارا، من حيث ترشيد وتنظيم القراءة المستمرة على مستوى الأمة، بما يهدف إلى الاستخدام الأكمل والأمثل للكتاب المفيد، ويذكر الكاتب صخر الغزالي، أن فوائد إيجابيات القراءة كثيرة لا نستطيع عدها، لعل أهمها: «الثراء والارتقاء الفكري والمعرفي: فالإنسان إذا لم يزدد معرفة وعلما لا يبقى كما هو بل يسوء استخدامه لما تحت يديه من علوم لأن معيار التصحيح والنضج غير متوفر، فحقيقة العلوم والمعارف تراكمي، لذلك فالقراءة إنضاج وتصحيح للعلوم والمعارف، ومن لم يقرأ ولم يكتب فإن علومه قد تتعرض للانقراض والضعف والترهل ـ كما أنها أقوى أمام ـ الانقياد الأعمى: فلدى الإنسان القارئ وعي وفهم للحياة أكثر من غيره لما يضيفه من خبرات وتجارب الآخرين، كما أن لديه القدرة على تحليل الواقع والأحداث والخروج بمقاربة للحقيقة والصواب بما يملك من اطّلاع على خبرات وتجارب السابقين». ويروي الدكتور محمد حامد الأحمري في إحدى محاضراته عن القراءة وأثرها وتأثيرها في الحياة،:« إن أهداف القراءة والكتابة حراثة العقل وتقليبه وتجديده، وإنقاذه من الترهل والموت البطيء وليس طمأنته إلى ما هو عليه، فإذا أصبحت القراءة قيدا جديدًا لذواتنا فعلينا أن نعاود النظر في غايتنا من القراءة ومما نقرؤه، لأن القراءة نافذة نحو الحياة والقوة والمعرفة والمتعة والعلاج، وليست وسيلة للركود ولا حبسا للفهم والعقل».
إن إقامة المعارض السنوية أو الدورية، للكتاب خطوة إيجابية ومهمة في هذه المرحلة التي تعيشها في كل مجتمعاتها، حيث غدت القراءة ركيزة ثقافية في حياة المجتمعات المعاصرة وبالرغم من تفوق الوسائل الإعلامية وتشويقها، إلا أن الكتاب سيظل الهاجس الفكري والمعين القوي في التثقيف الذاتي للإنسان مهما تسارعت وتطورت الوسائل التقنية الثقافية الأخرى، لكن هل أثرت وسائط الإعلام الجديد، ووسائل التواصل الاجتماعي على القراءة ؟
عبدالله العليان كاتب وباحث في القضايا السياسية والفكرية مؤلف كتاب «حوار الحضارات في القرن الحادي والعشرين»