ـ خالد حاردان: نتوقع ظهور طيور محلية تسهم في إعادة التوازن البيئي بعد نجاح الحملة

ـ الطيور تؤثر على المحاصيل الزراعية وعلى أنشطة الصيادين

ـ دراسات تثبت إمكانية الطيور الغازية نقل عدد من الأمراض دون تأثرها بسبب احتوائها على جهاز مناعي قوي

ـ هيئة البيئة تعمل على دراسة سلوكيات هذه الطيور والاطلاع على تجارب الدول الأخرى في المكافحة

ـ طائر المينا طائرٌ شرس وعدواني وذو طباع حادة، ولديه قدرة عالية على التكاثر السريع

قال خالد بن أحمد حاردان رئيس قسم الدراسات البيئية بمكتب حفظ البيئة بظفار التابع لهيئة البيئة والمشرف العام الميداني على الحملة "تسعى الحملة الوطنية لمكافحة الطيور الغازية في محافظة ظفار على القضاء على الطيور الدخيلة الغازية، رغم كثرة التحديات التي تواجه الأعمال الميدانية لعملية المكافحة نتيجة لحدة ذكاء هذه الطيور وسرعة التغيير في سلوكها مما يصعب التعامل معها، ونسعى من خلال هذه الحملة القضاء على أكبر قدر ممكن من هذه الطيور وكبح تزايد أعداها للوصول الى مستوى التوازن البيئي الذي يسمح للكائنات الحية الأخرى من البقاء وممارسة حيتها الطبيعية في موطنها الأصلي." موضحا لــ"عمان" أن هناك تناقص ملحوظ في عدد الطيور الغازية خاصة طائر المينا، ونتوقع ظهور لأنواع الطيور المحلية التي تساهم في إعادة التوازن البيئي.

وأكد أن نتائج 31 يوم عمل من المكافحة الميدانية منذ انطلاق الحملة قضت على أكثر من 40 ألف من هذه الطيور حتى كتابة هذه الاسطر بمعدل 1170 طائر يوميا، أكثرها من طيورها المينا ما يقارب 30 ألف وقرابة 10 الاف غراب لصعوبة صيده بسبب احساسه العالي وجعله لمسافة أمان كبيرة بينه وبين الرامي. موضحا أن أكثر الطيور الغازية الشائعة هما طائر الغراب الدوري وطائر المينا ، ويعد طائر المينا طائرٌ شرس وعدواني وذو طباع حادة، ولديه قدرة عالية على التكاثر السريع في عدة مرات خلال العام الواحد؛ ما يجعل أعداده تتكاثر بسرعة، ويضيف الكثير من العبء والجهد في عملية المكافحة والحد من انتشاره.

الأقفاص والمصايد

وأوضح مشرف الحملة أن هناك عدة أساليب وتقنيات لمكافحة الطيور الغازية استخدمت في عدد من الدول، منها استخدام الأقفاص المصايد بعد ابتكار أفضل الأقفاص وكون الطيور المستهدفة ذكية وعلى قدر عال من الحذر لم تكن هذه الطريقة مجدية مقابل الأعداد الكبيرة لهذه الطيور رغم الإمساك بعدد من طيور المينا، وكذلك طريقة استعمال الموائد المفتوحة المعزولة، والتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة والمجتمع لإجراء بعض الأعمال التي تساعد الحملة على تحقيق أهدافها، والطريقة الأخرى والأكثر فعالية هي طريقة المكافحة باستخدام السلاح الهوائي، كونها أكثر .

وأضاف"جاء تفعيل هذه الحملة بعد زيادة أعداد الطيور الغازية في المدن والمناطق التي تنتشر فيها بكثافة عالية نتيجة لزيادة النشاط التجاري للبلد، إضافة إلى قدرة هذه الأنواع على التكاثر بسرعة، ومن خلال التجارب والمشاكل التي ظهرت بفعل غزو هذه الطيور لبيئات ليست بموطنها الأصلي اتضح للجميع أضرارها على عدة جوانب منها النظم البيئية من خلال التأثير المباشر على التنوع الأحيائي واحداث خلل في التوازن البيئي بعد خفضها لأعداد بعض هذه الكائنات والقضاء على أخرى نتيجة المنافسة والتغذي عليها، أما فيما يتعلق بالأضرار الاجتماعية اقلاق الراحة العامة من خلال التخريب واصدار أصوات مزعجة وكثرة الأوساخ التي تخلفها، بالإضافة الى جرأتها وشراهتها في الحصول على الطعام خصوصا في الأماكن العامة والمطاعم المفتوحة، ومن الجانب الاقتصادي تؤثر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية وعلى الثمار وعلى بعض أنشطة الصيادين، وعلى الصحة العامة هناك دراسات أثبتت إمكانية نقل هذا الطائر لعدد من الأمراض الى الكائنات الحية الأخرى وكذلك الى الانسان، كونها تحمل مسببات الأمراض البكتيريا والفيروسات دون تأثرها بسبب احتوائها على جهاز مناعي قوي."

واختتم حديثه قائلا "بدأت الحملة في محافظة ظفار 13 ديسمبر 2022م وتستمر لمدة لمدة ثلاثة أشهر، تخللت 3 أسابيع وقف لأعمال المكافحة الميدانية فقط، تم خلال التوقف قيام الفريق البحثي بإجراء عدد من الدراسات والمسموحات الميدانية وتركيب عدد من الموائد المفتوحة لتغذية للطيور الغازية وهي عبارة عن سياج مفتوح من الأعلى (5متر X 6 متر) يتم تزويده بالطعم المفضل لضمان بقائها وعدم نزوحها الى المناطق الجبلية الملاصقة للمدينة أثناء عملية المكافحة باستخدام السلاح الهوائي، كما يمكن استخدامها في عملية التسميم لاحقا بعد ان تعتاد عليها الطيور الغازية والـتأكد من خلوها من أية أنواع أخرى من للطيور المحلية."

200 متطوع

ووصلت الطيور الغازية إلى أراضي سلطنة عُمان بعدة طرق، منها وصول سفن الشحن والبواخر أو توريدها كطيور للزينة، إضافة إلى طريق هجرة الطيور الموسمية، وعملت هيئة البيئة على دراسة سلوكيات هذه الطيور، والاطلاع على تجارب الدول الأخرى في مجال المكافحة، وإعداد دراسة عن آثارها وأضرارها على مختلف الجوانب البيئية والاقتصادية والصحية.

ودعت الهيئة إلى أهمية وعي المجتمع لإنجاح حملة المكافحة التي تحد من انتشار الطيور الغازية، من خلال عدم إلقاء المخلّفات وبقايا الأطعمة في الأماكن العامة، والمحافظة على نظافة الحظائر ومواقع تغذية الحيوانات المستأنسة والدواجن، وإبقاء ثمار الأشجار في المزارع مغطاة ومحمية، والتخلص من الأعشاش إن وجدت سواء في المساكن أو المزارع.

وتم اشراك عدد من الجهات الحكومية والخاصة كبلدية ظفار ووزارة الزراعة والثرة السمكية وموارد المياه ووزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم وشركة بيئة . وشارك في الحملة أكثر من 200 متطوع من مختلف ولايات محافظة ظفار وتم اختيار الرماة الماهرين للاستمرار في عملية الرمي في أماكن تواجد الطيور باستخدام سلاح هوائي ذو دقة عالية في التوصيب والاقل خطرا على سلامة المجتمع، وشمل نطاق المكافحة ولاية صلالة حيث تم التركيز الاعلى للطيور ، بالضاافة إلى عدد من ولايات شرق المحافظة الساحلية كولايات طاقة ومرباط وسدح.