استطلاع - مازن الشكيلي وأحمد الحاتمي - التسويق الرياضي ما هو إلا استطلاع للرأي والاتجاهات السائدة في السوق، ومن ثم توجيه المنتجات والخدمات الرياضية لتتوافر مع تلك الاتجاهات، ويعرف أيضا بأنه مجموعة من الجهود والأنشطة المستمرة والمتكاملة التي تسهل وتصاحب انتقال السلع والخدمات والأفكار من مصادر إنتاجها إلى مشتريها وبما يؤدي إلى تحقيق الأهداف والمنافع الاقتصادية والاجتماعية للمستهلك والمنتج والمجتمع، كذلك يعرف بأنه النشاط الذي يقوم على تخطيط وتقديم المزيج المتكامل الذي يشبع حاجات ورغبات المستهلكين، محاولاً المواءمة بين أهداف المشتري وأهداف الهيئة وقدرتها في ظل الظروف البيئية المحيطة. وتأتي أهمية التسويق الرياضي للسعي إلى الارتقاء بمستوى الأنشطة الرياضية ومجالات التربية البدنية ورياضة التعليم، والتدريب والإدارة والترويح وجذب اهتمام الجمهور نحو ممارسة الرياضة مع توضيح قيمتها للإنسان وتعزيزها وتدعيمها إلى أن تصبح أسلوب حياة، إلى جانب ما يمكن أن يتحقق من ربح وعائد مادي، فعدم فهم التسويق الرياضي وأهميته يؤكد ضرورة تواجده، كذلك عدم وجود جهاز إداري للتسويق بالمؤسسات الرياضية وعدم وجود متخصصين في التسويق الرياضي بالمؤسسات الرياضية المختلفة يؤكد على أهميته، بالإضافة إلى عدم وضوح أساليب التسويق وتطبيقها في مجالات التربية البدنية والرياضية. قال فهد بن عبدالله الرئيسي مدير عام التطوير والرعاية بوزارة الشؤون الرياضية : التسويق الرياضي بشكل عام هو عبارة عن مجموعة من المهارات والطرق للتواصل مع الرعاة، وحتى ينظر للتسويق دائما ينظر للمنتج الذي يتم من خلاله التسويق، وكوننا نتكلم عن المنتج الرياضي ومكنون النادي الرياضي، فالنادي الرياضي حاليا أو أغلب الأندية حاليا، النشاط الأبرز فيها هو نشاط كرة القدم، ويمكن للأندية حاليا أن تكون لها جهود بين الحين والآخر فياستغلال العلامات التجارية للشركات المعلنة من خلال فائدة للنادي الذي سيقوم من خلالها بالإعلان، لكن يبقى هذا التسويق ضئيلا في حجم ما يفترض أن يملكه النادي من مكونات أخرى، والتحديات الموجودة في هذا الإطار هو عدم امتداد مدة التعاقد إلى مواسم دائما، حيث إذا كان هناك تعاقد يكون لموسم رياضي واحد ولا تتجدد الرعاية أو لا تزيد الرعاية في الجانب الآخر. منخلال اطلاعنا والمراسلة التي تردنا، أو من خلال الإشراف من الوزارة على جانب التسويق، لم نجد خطة للأندية صحيحة أو تدخل في إطار استراتيجية النادي لأعماله المتعددة، منها التسويق الرياضي والترويج الرياضي وإنما تعتمد الأندية اعتمادا كليا على مجالس الإدارات أو على الشخصيات المؤثرة مثل رئيس النادي في علاقاته الشخصية لمجموعة من الرعاة في القطاع الخاص، وقد تصيب في بعض الأحيان وقد تخطئ، وحاليا من التحديات التي قد تواجه الأندية في التسويق أن المبالغ المرصودة للتسويق في الشركات والقطاع الخاص بدأت في التقلص مع تقلص الموازنات العامة، وهناك أندية استطاعت جذب الرعاة في دوري عمانتل بمبالغ متفاوتة، ولكن تظل هذه المبالغ لا تصل للمرتبة التي يطلق عليها بالتسويق العام لتلك الأندية، فمكونات النادي كثيرة ويمكن التسويق من خلالها، حيث يتم التسويق من خلال الملاعب ووسائل النقل في النادي وعمل برامج تستقطب أعضاء الشركات. آن الأوان للأندية أن تخصص أخصائيا للتسويق أو التعاقد مع شركات متخصصة في التسويق. تساوي الإيرادات لا يمكن أن تتساوى إيرادات كل الأندية لأن هناك أندية جماهيرية من خلال بيع الإعلانات وبيع القمصان والحضور الجماهيري يجذب الشركات المعلنة، وأعتقد أنه آن الأوان للأندية أن تتعاقد مع شركات إعلانية متخصصة لكي تقوم بدورها وتضع خطة تسويقية للنادي على مدى الموسم وكيفية الاستفادة من مقومات النادي سواء الجماهيرية خصوصا أندية الصدارة بسبب مشاركاتها الخارجية حيث إن المشاركات الخارجية تعمل على تشجيع شركات على وضع اسمها مع النادي، ولا يقتصر دور وزارة الشؤون الرياضية على مؤتمر عمان الرياضي وإنما من خلال تعزيز إيرادات النادي ولا يكون كل الدعم الذي يتلقاه النادي مقدما من الوزارة فقط وإنما البحث على مصادر دخل أخرى، وذلك من خلال ملتقيات ومؤتمرات وخطط التوعية وتقديم نماذج تسويق على مدار السنوات الماضية. التسويق والظهور الإعلامي وقال مدير عام التطوير والرعاية بوزارة الشؤون الرياضية: في مؤتمر عمان الرياضي 2013 خصصت ورقة عمل كمحور أساسي للتسويق والظهور الإعلامي وأقيم معرض يروج للأندية حيث استطاعت بعض الأندية الحصول على عقود رعاية، فقد قدمت الوزارة أوراق عمل من خلال المؤتمرات الأربعة الماضية، التي كانت تتمحور حول الإدارة المالية للأندية والاتحادات الرياضية وتحديات الاستثمار في المجال الرياضي، وعرضت ثلاث أوراق عمل، تطرقت الى الأندية وتحديات الاستثمار والورقة الثانية تحدثت عن رعاية الفعاليات الرياضية ومسؤولية الرعاية كمسؤولية اجتماعية والورقة الثالثة تكلمت عن تجربة النهضة في مجال الاستثمار والنجاحات الرياضية، فقد كانت هناك نماذج لأندية مجاورة كنادي الجزيرة الرياضي وكان المدير التنفيذي الرياضي الذي قدم تجربة نادي الجزيرة في الإماراتي لاستقطاب الشركات وكيفية استفادة الشركات منه، وفي التجربة الثانية تحدث عنها الدكتور عامر الرواس في المؤتمر الأول عن دور القطاع الخاص عندما كان الرئيس التنفيذي لعمانتل وتطرق الى دور القطاع الخاص في رعاية الأنشطة الرياضية، والتجربة الثالثة تحدث عنها رئيس نادي النهضة المكرم احمد النعيمي فتكلم عن تجربة نادي النهضة في موضوع كيف يكون النادي العماني نموذجا يستطيع أن يستقطب القطاع الخاص في الوضع الذي فيه؟ ولأهمية الموضوع ارتأت الوزارة ان يستكمل في المؤتمر الثاني، وكانت من توصيات المؤتمر العماني الأول وضع آلية أو خطة تحول أصول الأندية إلى علامات تجارية حقيقية يمكن تسويقها كمنتج يمكن من خلاله الوصول إلى الاحتراف كأندية. نموذج المدير التنفيذي وتابع الرئيسي حديثه: تطرق مؤتمر عمان الرياضي الثاني إلى موضوع التسويق لأهميته وتحدث عن أهمية مصادر الدخل والتمويل للهيئات الرياضية واستعرض المؤتمر كذلك مجموعة من المتحدثين، ومن نماذج المؤتمر العماني الثاني: المدير التنفيذي الرياضي بنادي أهل دبي حيث كان أحد الأندية البارزة في ذلك الوقت في مجال التسويق، فقد تحدث المدير التنفيذي عن مقدرة نادي دبي في استقطاب الشركات التجارية، وكذلك من مخرجات هذا المؤتمر إطلاق برنامج يعزز دور مؤسسات الاقتصاد وقطاع الخاص وتوظيفها في المسؤولية الاجتماعية، تطوير ثقافة الاستثمار في المجال الرياضي. كل المؤتمرات الأربعة، ابتداءً من المؤتمر الأول الذي عزز مفهوم الاستثمار الرياضي والتسويق وأخذ النماذج الموجودة في الدول المحيطة الإقليمية مع نماذج موجودة في عمان، واستكملت بعد ذلك الاستثمار في المجال الرياضي بشكل كبير غيّر التسويق، بحيث كيف تستطيع الأندية ان تستقطب الشركات الكبيرة؟. أما المؤتمر الرابع فقد ركز على موضوع الهيئات الرياضية ودور الجمعيات العمومية بحيث كلما أفرزت الجمعيات العمومية مجالس الإدارات تستطيع هذه المجالس المستقرة ان تنظم العمل الإداري في النادي بشكل عام ومنها التسويق الرياضي، وأيضا دور الإعلام من خلال استخدام التواصل الاجتماعي وتكون إحدى الطرق في اتخاذها للنجاح في عملية الترويج للنادي واستقطاب الشركات. مساعدة الأندية وقال فهد الرئيسي: تمت مساعدة بعض الأندية كنادي أهلي سداب للحصول على عقود رعاية من قبل بعض الشركات وذلك من خلال التوعية والتنفيذ في أكثر من مرحلة ونجحت الوزارة في العام الماضي بتوقيع اتفاقية مع شركة تنمية نفط عمان بتزويد وقود للأربعة وأربعين ناديا في السلطنة بواقع ألف ريال لكل ناد بمجموع 44.000 ر.ع لكل الأندية، والأندية تتفاوت في إمكانياتها لكن بعض الأندية مؤهلة لعملية التسويق من خلال الوجهاء في المحافظة وأعضاء الشرف والشركات العاملة في المحافظة، في شمال الباطنة شركة جسور تقدم دعما كبيرا من خلال المسؤولين في التنمية الاجتماعية وقامت ببناء محلات للأندية، وقامت الشركة العمانية للغاز المسال في صور بالعديد من الأعمال الاستثمارية، وهذا الأمر لا يتأتى بجهود النادي بنفسه فقط، بل بالسعي وبالتعاون مع المجتمع المدني، توجد أندية لا تملك شركات كبيرة ولكن تستطيع ان تعمل مع شركات اكبر، حيث إن كل الأندية تمتلك مقومات إن تم استغلالها من الممكن أن تحصل على العائد المنتظر، كما أن للموضوع إيجابيات وسلبياتفي عدم استغلال المقومات الموجودة. فقد بدأت الأنديــــة باستغلال مبلغ المليون ريال عماني من خلال تحسين البنية الأساسية والذي من شأنه ان يساعد الأفكار التسويقية في أن تكون أكــــثر قابلية للنجاح وإيجاد إيرادات أكبر للأندية. كما أن برنامج شجع فريقك الذي يستقطب الفرق الأهلية، حيث استطاعت الفرق الأهلية ومن خلال الإعلانات والحضور الجماهيري وبيع التذاكر أن تزيد من إيراداتها، بالإضافة إلى برنامج صيف الرياضة والشراكة مهمة أكثر من الرعاية، فالرعاية لمرة واحدة وتنتهي أما الشراكة تمتد لفترات طويلة وحتى الشركات تستفيد من الأندية من خلال منشآتها وملاعبها. سلطان الحوسني: لا يوجد مؤشر لخطة تسويقية داخل الأندية - قال الشيخ سلطان بن حميد الحوسني: التسويق للأندية ضعيف مع وجود اجتهادات بسيطة من قبل بعض الأندية، وما زالت الأندية ومسابقاتها غير مغرية لمؤسسات القطاع الخاص لتكون راعية لها، والحضور الجماهيري قليل والتغطية الإعلامية ضعيفة بالإضافة لجودة العمل في تنفيذ البرامج والذي ما زال ضعيفا، هذه كلها عوامل تبعد مؤسسات القطاع الخاص عن رعاية الأندية، ولا أعتقد ان دور التسويق يعود لوزارة الشؤون الرياضية، لأن الوزارة قامت بدورها في تشييد البنى الأساسية للأندية، ويجب على الأندية الاستفادة منها فيما يخدم تطورها من مسابقات وأنشطة وفعاليات تخدمها لإيجاد الرعاة من قبل المؤسسات الخاصة، وتم طرح أوراق عمل في مؤتمر عمان الدولي حول هذا الموضوع، ووجود هذا المؤتمر شيء جيد ولكن المهم هو الاشتغال عليه واعتقد ان المؤتمر بحاجة لمزيد من الشغل . وأضاف: لا توجد تجارب نستطيع الحكم عليها على أنها إيجابية أو سلبية في عملية التسويق للأندية، والاجتهادات الفردية في الأندية ليست مقياسا للإيجابيات أو السلبيات، والمؤسسات الخاصة الداعمة دائما ما تأتي نتيجة علاقات شخصية بين المؤسسة والنادي، وهي غير قائمة على أسس منهجية، وتهيئة النادي لا تتم من خلال النادي وإنما من الفكر الموجود داخل النادي وتهيئة عقول بشرية متخصصة في هذا المجال، ويجب على وزارة الشؤون الرياضية ان تتبنى تأهيل كوادر وطنية شابة متخصصة في هذا الجانب، لكي يقوموا بعمل التسويق الرياضي للنادي. فريد الزدجالي: المؤتمرات التي تعقد تكون حبرا على ورق - قال فريد الزدجالي رئيس الاتحاد العماني للسلة: في اعتقادي لا يوجد هناك تسويق حقيقي للأندية، لأن الأندية لا تملك مصروفات مالية ولا أنظمة مالية تعمل عليها وأغلب الأندية في السلطنة مديونة، ومصروفاتها لا تكفيها لتغطية المصاريف الرياضية ولهذا السبب هناك تأخر في الرياضة في عمان وعدم وجود إدارة مالية صحيحة في الأندية ومعظمها تمر بتخبطات وهذا سبب من أسباب ضعف التسويق، والمفترض من وزارة الشؤون الرياضية القيام بدور كبير في هذا الجانب ولكن معظم الأنظمة لا تشجع على الاستثمار لوجود الكثير من العراقيل، ويجب صرف مكافآت مالية لمجالس إدارات الأندية كغيرها من الرياضات، لأن الكثير من الإدارات تدفع من جيوبها للإنفاق على بعض الفعاليات والمناشط. وأضاف: المؤتمرات التي تصير تكون حبرا على ورق وتمت مناقشة عدة ملفات ولم يتم تنفيذ أي منها. ويضيف: أنا من الناس الذين يؤمنون بالتخطيط الطويل أو القصير المدى، وعلى المسؤولين التطبيق وليس تقديم أفكار دون عمل وعلى المسؤولين الرجوع لتجارب الدول الأخرى، وألمانيا خير دليل على ذلك وهي دولة متطورة جدا في مراحل الشباب والناشئين فيجب دراستها، وكذلك اليابان انتقلت من مرحلة متراجعة جدا الى دولة متقدمة رياضيا، والدول العربية كالبحرين والكويت، يجب نقل أفكارها ومحاولة تطبيقها، ولكن اعتقد العائق هو الجانب المادي ويجب وضع أهداف واقعية قابلة للتحقيق مع وجود خطوات مدروسة بعناية، والتسويق هو إيجابي للنادي وعندما تخطط الأندية التخطيط الصحيح من الممكن أنها تحقق الإنجازات.