كل من قرأ رواية (متحف البراءة) التي أنهى الأديب التركي أورهان باموق تأليفها في أغسطس 2013م سيراوده زيارة المتُحف الكائن بالقرب من ميدان تقسيم وعلى وجه الخصوص بناية مرحمة بلونها الطيني الأحمر في نيشان طاش. وإذا لم يتمكن القارئ أو الزائر الذي قرأ الرواية من زيارة المتحف لأسباب لا أعرفها، فلا شك عندي أنه سيجعل زيارته له من بين المعالم السياحية لمدينة إسطنبول الضّاجّة بالحياة والناس والألوان وارتفاع الأسعار.
جاء على ظهر غلاف الرواية الصادرة طبعتها الأولى عن دار المدى للإعلام والثقافة والفنون، ترجمة عبدالقادر عبد اللي البالغ عدد صفحاتها (768) جملة تعريفية مقتضبة عن الروائي التركي الحائز في عام 2006م على جائزة نوبل للآداب. أهمُ ما سُجل في الفقرة واستوقفتني هذه السطور: «ولد في إسطنبول وهو ينتمي لأسرة تركية مثقفة. درس العمارة والصحافة قبل أن يتجه إلى الأدب والكتابة ويعد أحد أهم الكتّاب المعاصرين في تركيا، وتُرجمت أعماله إلى أربع وثلاثين لغة حتى الآن، ويقرأه الناس في أكثر من مائة دولة».
تلك العبارة قادتني إلى هذا السؤال: هل فكر أورهان باموق أو خطط أين سيرى نفسه بعد خمس أو عشر سنوات من كتابة الأدب؟ السؤال مهم لأنه يجري مناقشته اليوم في حلقات العمل والورش الخاصة بتنمية الذات. والأسئلة الآن أمامي تتفجر: لماذا اهتم أورهان بعد دراسته «ثلاث سنوات في كلية العمارة في الجامعة التقنية في إسطنبول»، بقرار «أنه لن يكون مهندسا معماريا ورساما، ودرس الصحافة في جامعة إسطنبول»، ثم «في الثالثة والعشرين من عمره قرر أن يكون روائيا، وترك كل شيء ما عدا هذا المجال، وأغلق على نفسه الباب وبدأ يكتب».
هل الانتقال من حرفة ما إلى الأدب انتقال يسير؟ هل الكتابة فعل بسيط؟ لعلّني أعود إلى هذا الموضوع الذي خَصصت له الخزانة الوسائطية في المملكة المغربية ندوة بعنوان: «الندوة الدولية الأولى الكتابة ومِهن الكتاب-2020م» حيث أثارت الندوة من بين محاورها «مساءلة فعل الكتابة، ومفهوم الكتابة في حيثياته المختلفة، والبعد الثقافي والفكري لفعل الكتابة، ومهن الكتابة وصناعة الكتاب». سيظل السؤال موجودا كفعل اختياري في المقام الأول، لكّل من أراد السير على هذه الدرب. وعطفًا على متحف البراءة، فالعنوان يشي بتكريس فعل التذكر والعودة بالزمن إلى مرحلة الحنين. الحنين إلى الماضي والطفولة والنمو والاكتمال.
هذا ما فعله بنا أورهان باموق في تأسيس علاقتنا مع الكائنات الحية في بناء مرحمة، إذ انتقل بنا من حياة الساكنين في العمارة إلى حياة الكتابة. أليست الكتابة شكل من أشكال العمارة والبناء؟
لماذا فستان فوسون؟
«دموع فوسون، العشق، الجرأة، الحداثة، شرطا فوسون،...إلخ» هي عناوين داخلية وضعها المؤلف في الرواية ليدلل على ثيمة الفصل أو أهم ما فيه من لحظات صفاء للنفس ما تلبث أن تتحول إلى اضطراب وألم شديد. فهل أبالغ إذا قلتُ إن فستان فوسون -كغرض مسرحي- يعد مرحلة مهمة من مراحل تطوَّر طُرز الثياب في المجتمع التركي، وليس حصرا للتدليل على أهمية الحب. لقد تردد الحديث عن الثياب وأنواعها في الرواية بأشكال شتى، من بينها مثلا هذا الوصف: «ومن حيث أضطجع أستطيع رؤية نور جيهان تعبث بجوارب والدتي المطرزة الباقية من الخمسينيات، ومشداتها ترابية اللون الظريفة ذات الحبال، وقبعاتها وإيشارباتها...» لكن لفستان فوسون تأثيره المختلف. فالفستان يتيح للأنثروبولوجيين «كشف تغيرات الحياة الاجتماعية» من ناحية، وله قيمة معنوية أكثر من سواه لدى شخصية البطل.
تدور الرواية حول قصص العلاقات الاجتماعية في إسطنبول، ولكن القصة الأبرز هي قصة الحب بين كمال وفوسون وتكوين فكرة تأسيس المُتحف. لا شك أن الرواية نالت أهميتها لدى القراء كلٌ حسب درجة تأثره بها، والأهمية المقصودة هنا، أنها ليست رواية للمثقفين أو مجتمع النخب فحسب، الأهمية هنا، شعبية جدا. حيث يسرد المؤلف على لسان الراوي كمال كيف بدأت علاقة الحب؟ وكيف نمت وتطورت؟ وكيف انقطعت وتوقفت؟ وكيف عادت مرة أخرى لتنقطع من جديد؟
تحفل الرواية بما أنها تدور أحداثها في متحف بالعديد من القطع والكنوز الثمينة. وتُذكرني قطع الإكسسوارات والأحذية والسجائر والأكواب والصحون ورزمة مفاتيح البيوت بإكسسوارات الشخصية المسرحية التي تأتي «للدلالة على كل مكونات الديكور من أغراض وقطع أثاث، سواء كانت مرسومة بطريق خِداع البصر على اللوحة الخلفية أو موجودة فعليا على الخشبة. كما تُطلق على مكونات الزِّي المسرحيّ» بحياة الشخصيات المسرحية والحكاية وفعالية الحكي. فإذا أتيح لي التفكير بعقل المخرج المسرحي تكوين فضاء الخشبة بالاستناد إلى هذه الرواية، هاملة قرطها الذي فجّر النهايات البائسة -وبرغم إهمالي له مثلما فعل كمال في البداية كنت حريصة بالبحث عنه في المتحف- سيكون بالنسبة لي فستان فوسون أبرز علامة يُرتكز عليها فوق الخشبة.
ففستانها لوحده حكاية. إنه بلغة السيميولوجيا عبارة عن غرض. ويقول المعجم المسرحي إن «التحوّل إلى تعبير الغرض لا يعني فقط استخدام تعبير جديد، بل نظرة جديدة يُمكن أن تتلخص بالانتقال من تعامل مع الأكسسوار كمجموعة من الأشياء الثانوية، إلى تعامل مع مكوّن له فرادته وكيانه الخاصّ ودوره الدلالي هو الغرض المسرحي». إن الغاية من تخصيص زاوية في المتحف تحتل صدارة الطابق الأول لفستان فوسون يحقق الهدف من درس الغرض في المسرح. فالفستان كان في البدء مجرد قطعة قماش مادية ملونة وعادية، لكنّه حينما ترتديه شخصية البطلة الرئيسة يُصبح غرضا، وعندما يتم وضعه في مكانة بارزة من المتحف فإنه يكتسب دلالات متداخلة؛ ثقافية واجتماعية واقتصادية.
يصف كمال قائلا:
نقديًا، ظهر استعمال كلمة «غرض» في سبعينيات القرن الماضي بتأثير من علم الأنثربولوجيا عندما حددت أنواع المجتمعات من خلال نوعية الأغراض المستخدمة فيها. يكتب المؤلف على لسان السارد: «أدرك أنني يجب أن أجمع الأشياء التي بدأت بجمعها على مدى تسعة أعوام منذ البداية، ودون أن أعرف لماذا جمعتها، مع الأشياء التي في بيتها، وحتى كل ما في بيتها في مكان ما، ولكنني لم أعرف أين سيكون هذا المكان. لم أجد جوابا لسؤالي إلا بعد سفري. عندما بدأتُ بزيارة المتاحف الصغيرة كلها في العالم، أدركت الأمر بكل عمقه». إن الاستخدامات الخاصة للأشياء هي ما يُكسبها القيمة الثقافية عبر الأزمنة، ويمكن للناظر إلى فستان فوسون كغرض مسرحي تكثيف الدلالات حول عناصر الحياة والحب والفن، ويشار في هذا الجانب إلى الناقدة آن أوبرسفيلد التي رفعت من وظيفة الغرض المسرحي كمرتكز أساسي لتأثيث الفضاء والشخصية المسرحية، في بناء المعنى.
كزائرين لمتحف البراءة، ومتجولين في ردهاته وزواياه سنرى تفاصيل المجموعات الغريبة والشديدة التناقض، وسيقف أحدنا أمام الفستان بألوانه ووروده الصغيرة، ربما سيسأل نفسه: هل حقا هذا هو فستان فوسون؟ وهل هذه أشياء البيت والشارع والحياة في زمن فات؟ الشعور بالسلوان نعمة كبيرة. كان زوار المتحف يحمل كل واحد منهم نسخته من الرواية، يدور في أرجاء المتحف يبحث عن سطر كتبه المؤلف أو عن صورة أو عن مزهرية أو فنجان، ولشد ما أدهشني منظر الطلبة الذين وقفوا أمام الفستان يعدون أزراره، كعلماء إنسانيات أو عشاق هدفهم كما أظن منح حياتهم معنى جديدا. وهذا بالضبط ما يدلل عليه عرض المؤلف على لسان كمال عندما قال: «لا يمكنني أن أعطي أعوام حياتي معنى إلا إذا عرضت الأشياء والمواعين والحلي والألبسة والرسوم التي جمعتها».
جاء على ظهر غلاف الرواية الصادرة طبعتها الأولى عن دار المدى للإعلام والثقافة والفنون، ترجمة عبدالقادر عبد اللي البالغ عدد صفحاتها (768) جملة تعريفية مقتضبة عن الروائي التركي الحائز في عام 2006م على جائزة نوبل للآداب. أهمُ ما سُجل في الفقرة واستوقفتني هذه السطور: «ولد في إسطنبول وهو ينتمي لأسرة تركية مثقفة. درس العمارة والصحافة قبل أن يتجه إلى الأدب والكتابة ويعد أحد أهم الكتّاب المعاصرين في تركيا، وتُرجمت أعماله إلى أربع وثلاثين لغة حتى الآن، ويقرأه الناس في أكثر من مائة دولة».
تلك العبارة قادتني إلى هذا السؤال: هل فكر أورهان باموق أو خطط أين سيرى نفسه بعد خمس أو عشر سنوات من كتابة الأدب؟ السؤال مهم لأنه يجري مناقشته اليوم في حلقات العمل والورش الخاصة بتنمية الذات. والأسئلة الآن أمامي تتفجر: لماذا اهتم أورهان بعد دراسته «ثلاث سنوات في كلية العمارة في الجامعة التقنية في إسطنبول»، بقرار «أنه لن يكون مهندسا معماريا ورساما، ودرس الصحافة في جامعة إسطنبول»، ثم «في الثالثة والعشرين من عمره قرر أن يكون روائيا، وترك كل شيء ما عدا هذا المجال، وأغلق على نفسه الباب وبدأ يكتب».
هل الانتقال من حرفة ما إلى الأدب انتقال يسير؟ هل الكتابة فعل بسيط؟ لعلّني أعود إلى هذا الموضوع الذي خَصصت له الخزانة الوسائطية في المملكة المغربية ندوة بعنوان: «الندوة الدولية الأولى الكتابة ومِهن الكتاب-2020م» حيث أثارت الندوة من بين محاورها «مساءلة فعل الكتابة، ومفهوم الكتابة في حيثياته المختلفة، والبعد الثقافي والفكري لفعل الكتابة، ومهن الكتابة وصناعة الكتاب». سيظل السؤال موجودا كفعل اختياري في المقام الأول، لكّل من أراد السير على هذه الدرب. وعطفًا على متحف البراءة، فالعنوان يشي بتكريس فعل التذكر والعودة بالزمن إلى مرحلة الحنين. الحنين إلى الماضي والطفولة والنمو والاكتمال.
هذا ما فعله بنا أورهان باموق في تأسيس علاقتنا مع الكائنات الحية في بناء مرحمة، إذ انتقل بنا من حياة الساكنين في العمارة إلى حياة الكتابة. أليست الكتابة شكل من أشكال العمارة والبناء؟
لماذا فستان فوسون؟
«دموع فوسون، العشق، الجرأة، الحداثة، شرطا فوسون،...إلخ» هي عناوين داخلية وضعها المؤلف في الرواية ليدلل على ثيمة الفصل أو أهم ما فيه من لحظات صفاء للنفس ما تلبث أن تتحول إلى اضطراب وألم شديد. فهل أبالغ إذا قلتُ إن فستان فوسون -كغرض مسرحي- يعد مرحلة مهمة من مراحل تطوَّر طُرز الثياب في المجتمع التركي، وليس حصرا للتدليل على أهمية الحب. لقد تردد الحديث عن الثياب وأنواعها في الرواية بأشكال شتى، من بينها مثلا هذا الوصف: «ومن حيث أضطجع أستطيع رؤية نور جيهان تعبث بجوارب والدتي المطرزة الباقية من الخمسينيات، ومشداتها ترابية اللون الظريفة ذات الحبال، وقبعاتها وإيشارباتها...» لكن لفستان فوسون تأثيره المختلف. فالفستان يتيح للأنثروبولوجيين «كشف تغيرات الحياة الاجتماعية» من ناحية، وله قيمة معنوية أكثر من سواه لدى شخصية البطل.
تدور الرواية حول قصص العلاقات الاجتماعية في إسطنبول، ولكن القصة الأبرز هي قصة الحب بين كمال وفوسون وتكوين فكرة تأسيس المُتحف. لا شك أن الرواية نالت أهميتها لدى القراء كلٌ حسب درجة تأثره بها، والأهمية المقصودة هنا، أنها ليست رواية للمثقفين أو مجتمع النخب فحسب، الأهمية هنا، شعبية جدا. حيث يسرد المؤلف على لسان الراوي كمال كيف بدأت علاقة الحب؟ وكيف نمت وتطورت؟ وكيف انقطعت وتوقفت؟ وكيف عادت مرة أخرى لتنقطع من جديد؟
تحفل الرواية بما أنها تدور أحداثها في متحف بالعديد من القطع والكنوز الثمينة. وتُذكرني قطع الإكسسوارات والأحذية والسجائر والأكواب والصحون ورزمة مفاتيح البيوت بإكسسوارات الشخصية المسرحية التي تأتي «للدلالة على كل مكونات الديكور من أغراض وقطع أثاث، سواء كانت مرسومة بطريق خِداع البصر على اللوحة الخلفية أو موجودة فعليا على الخشبة. كما تُطلق على مكونات الزِّي المسرحيّ» بحياة الشخصيات المسرحية والحكاية وفعالية الحكي. فإذا أتيح لي التفكير بعقل المخرج المسرحي تكوين فضاء الخشبة بالاستناد إلى هذه الرواية، هاملة قرطها الذي فجّر النهايات البائسة -وبرغم إهمالي له مثلما فعل كمال في البداية كنت حريصة بالبحث عنه في المتحف- سيكون بالنسبة لي فستان فوسون أبرز علامة يُرتكز عليها فوق الخشبة.
ففستانها لوحده حكاية. إنه بلغة السيميولوجيا عبارة عن غرض. ويقول المعجم المسرحي إن «التحوّل إلى تعبير الغرض لا يعني فقط استخدام تعبير جديد، بل نظرة جديدة يُمكن أن تتلخص بالانتقال من تعامل مع الأكسسوار كمجموعة من الأشياء الثانوية، إلى تعامل مع مكوّن له فرادته وكيانه الخاصّ ودوره الدلالي هو الغرض المسرحي». إن الغاية من تخصيص زاوية في المتحف تحتل صدارة الطابق الأول لفستان فوسون يحقق الهدف من درس الغرض في المسرح. فالفستان كان في البدء مجرد قطعة قماش مادية ملونة وعادية، لكنّه حينما ترتديه شخصية البطلة الرئيسة يُصبح غرضا، وعندما يتم وضعه في مكانة بارزة من المتحف فإنه يكتسب دلالات متداخلة؛ ثقافية واجتماعية واقتصادية.
يصف كمال قائلا:
نقديًا، ظهر استعمال كلمة «غرض» في سبعينيات القرن الماضي بتأثير من علم الأنثربولوجيا عندما حددت أنواع المجتمعات من خلال نوعية الأغراض المستخدمة فيها. يكتب المؤلف على لسان السارد: «أدرك أنني يجب أن أجمع الأشياء التي بدأت بجمعها على مدى تسعة أعوام منذ البداية، ودون أن أعرف لماذا جمعتها، مع الأشياء التي في بيتها، وحتى كل ما في بيتها في مكان ما، ولكنني لم أعرف أين سيكون هذا المكان. لم أجد جوابا لسؤالي إلا بعد سفري. عندما بدأتُ بزيارة المتاحف الصغيرة كلها في العالم، أدركت الأمر بكل عمقه». إن الاستخدامات الخاصة للأشياء هي ما يُكسبها القيمة الثقافية عبر الأزمنة، ويمكن للناظر إلى فستان فوسون كغرض مسرحي تكثيف الدلالات حول عناصر الحياة والحب والفن، ويشار في هذا الجانب إلى الناقدة آن أوبرسفيلد التي رفعت من وظيفة الغرض المسرحي كمرتكز أساسي لتأثيث الفضاء والشخصية المسرحية، في بناء المعنى.
كزائرين لمتحف البراءة، ومتجولين في ردهاته وزواياه سنرى تفاصيل المجموعات الغريبة والشديدة التناقض، وسيقف أحدنا أمام الفستان بألوانه ووروده الصغيرة، ربما سيسأل نفسه: هل حقا هذا هو فستان فوسون؟ وهل هذه أشياء البيت والشارع والحياة في زمن فات؟ الشعور بالسلوان نعمة كبيرة. كان زوار المتحف يحمل كل واحد منهم نسخته من الرواية، يدور في أرجاء المتحف يبحث عن سطر كتبه المؤلف أو عن صورة أو عن مزهرية أو فنجان، ولشد ما أدهشني منظر الطلبة الذين وقفوا أمام الفستان يعدون أزراره، كعلماء إنسانيات أو عشاق هدفهم كما أظن منح حياتهم معنى جديدا. وهذا بالضبط ما يدلل عليه عرض المؤلف على لسان كمال عندما قال: «لا يمكنني أن أعطي أعوام حياتي معنى إلا إذا عرضت الأشياء والمواعين والحلي والألبسة والرسوم التي جمعتها».