للغيب قوة حاضرة في الوجود المادي، وهي ضرب من علاقة متصلة بوجودنا الإنساني، ذلك أن كثيرا من الأمور المادية يدركها الإنسان الحديث لكنها، في الوقت ذاته، تعتبر، بالنسبة له، في وجه من وجوهها، ضرباً من الغيب.
فالتأمل في مسيرة البشر عبر التاريخ ورصد حياتهم العابرة في سلالات لامتناهية من اتصالها بأزمنة غابرة ضاربة في القدم، يفتح أفق المخيلة البشرية على وجود زمني لا يمكن لأحد أن يدرك مداه (بالرغم من الاجتهادات التي يذكرها علماء الأنثروبولوجيا عبر تقدير للزمن الإنساني على هذه الأرض).
وكان آخر هذه التقديرات ما صدر مؤخرا حيث وجدت دراسة حديثة أنجزها مجموعة من الباحثين في معهد البيانات الضخمة والتابع إلى جامعة أكسفورد ونشرت خلال شهر ديسمبر الماضي والتي تفيد: أن جميع البشر الموجودين على قيد الحياة الآن تعود أصولهم المشتركة إلى أجداد عاشوا فيما يُعرف حديثًا باسم "السودان". وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور أنطوني ويلدر وونس أن هؤلاء الأجداد المذكورين عاشوا منذ أكثر من مليون سنة"
وبالرغم من إمكانية الحجاج حيال هذا الخبر بأن ثمة تقديرا مكانيا أقرب في ظننا إلى الحقيقة هو منطقة مكة المكرمة حيث إن البيت الحرام هو المكان الأقرب إلى عنوان البشر الأول في الزمن القديم نظراً لقول الله في الآية الكريمة: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ" لكن الدراسة العلمية التي تتحدث عن أن للوجود البشري على الأرض نحوا من مليون سنة تعتبر في إيرادها لهذا الرقم الذي هو أكبر بكثير من التقديرات العلمية لعُمر الإنسان على الأرض والتي حددها الكثيرون بنحو من 250 - 300 ألف سنة فقط! تفتح أفقا جديدا لتقديرات قد يتفاجأ بها البشر كلما توغلوا في أبحاثهم العلمية والتاريخية حول وجود الإنسان على هذه الأرض.
نتصور أن وجود الإنسان وتاريخه على هذه الأرض لا يزال جزءا من الغيب الذي لم يدركه الإنسان حتى اليوم على التحديد.
فهناك الكثير من الآثار التي عرف البشر أنها قديمة جدا، وبالرغم من تطور العلوم الحديثة والمعرفة إلا أن بعض ما بناه البشر في التاريخ القديم لا يزال حتى اليوم لغزا كالتقنية التي تم بها بناء الأهرامات المصرية (هل بناها البشر على وجه التحديد؟) التي يقف العلم اليوم عاجزاً عن معرفتها تماما فيما هو في الوقت ذاته يقر بأنها عجيبة من عجائب الدنيا التي خلفها القدماء وعجز البشر حتى اليوم أن يصنعوا مثلها رغم تقدمهم في الاختراعات والتقنيات المتطورة.
وهناك بطبيعة الحال قياسات فنية لعلماء الجيولوجيا يستطيعون بها قياس عمر الأحجار وبالتالي تحدد تاريخ وجودها الأول. فبعض علماء الجيولوجيا كالعالم الأمريكي "روبرت شوك"، من جامعة بوسطن، يرى أن نحت تمثال أبي الهول المصري قد يكون حدث في نهاية العصر الجليدي الأخير أي قرابة 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وهذا زمن متقدم بكثير عن زمن الأسر الفرعونية.
هذه الدراسات التي تكشف لنا عن معلومات جديدة لتعيد لنا التشكيك بما نعرفه من معلومات كنا نظنها معلومات يقينية في علوم مثل التاريخ، تؤكد لنا أن ثمة الكثير من الحقائق ما زالت مطمورة وبعيدة عن متناول معرفتنا المتطورة في العصور الحديثة.
إن العلاقة العضوية بين الإنسان ومادة الأرض هي علاقة تنبئ في تقديرنا عن الكثير من المعطيات التي قد لا تخلو من وجاهة إذا قلنا معها: إن وجود الإنسان على هذه الأرض مرتبط بخلق الأرض أصلاً نتيجة للعلاقة التي تربطه بها، سواءً في مادته العضوية الأولى – طين الأرض – أو في حاجته إلى الأرض التي تم تسخير ما عليها لخدمته بصفته أرقى كائن فيها.
كل يوم تتطور العلوم في شتى المجالات ليكتشف الإنسان من خلالها حقائق مخفية في الحياة والكون، لذا فإن هذا الرقم الجديد الذي يتخطى المليون عام من وجود الإنسان على هذه الأرض بحسب دراسة جامعة أكسفورد، ربما سيعيد التفكير في مفاهيم كثيرة في التاريخ والجغرافيا والأنثروبولوجيا وغيرها.
ولعل من المفارقات العجيبة أن هذه المنطقة؛ منطقة الشرق الأوسط تشير كل الدلائل على أنها المهد الأول للحضارة الإنسانية، وأن البشر انطلقوا منها لغزو نواحي الأرض، كما يدل على ذلك؛ أن أكثر أهل الأرض اليوم هم من أتباع أديان ظهرت في الشرق الأوسط.
فالتأمل في مسيرة البشر عبر التاريخ ورصد حياتهم العابرة في سلالات لامتناهية من اتصالها بأزمنة غابرة ضاربة في القدم، يفتح أفق المخيلة البشرية على وجود زمني لا يمكن لأحد أن يدرك مداه (بالرغم من الاجتهادات التي يذكرها علماء الأنثروبولوجيا عبر تقدير للزمن الإنساني على هذه الأرض).
وكان آخر هذه التقديرات ما صدر مؤخرا حيث وجدت دراسة حديثة أنجزها مجموعة من الباحثين في معهد البيانات الضخمة والتابع إلى جامعة أكسفورد ونشرت خلال شهر ديسمبر الماضي والتي تفيد: أن جميع البشر الموجودين على قيد الحياة الآن تعود أصولهم المشتركة إلى أجداد عاشوا فيما يُعرف حديثًا باسم "السودان". وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور أنطوني ويلدر وونس أن هؤلاء الأجداد المذكورين عاشوا منذ أكثر من مليون سنة"
وبالرغم من إمكانية الحجاج حيال هذا الخبر بأن ثمة تقديرا مكانيا أقرب في ظننا إلى الحقيقة هو منطقة مكة المكرمة حيث إن البيت الحرام هو المكان الأقرب إلى عنوان البشر الأول في الزمن القديم نظراً لقول الله في الآية الكريمة: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ" لكن الدراسة العلمية التي تتحدث عن أن للوجود البشري على الأرض نحوا من مليون سنة تعتبر في إيرادها لهذا الرقم الذي هو أكبر بكثير من التقديرات العلمية لعُمر الإنسان على الأرض والتي حددها الكثيرون بنحو من 250 - 300 ألف سنة فقط! تفتح أفقا جديدا لتقديرات قد يتفاجأ بها البشر كلما توغلوا في أبحاثهم العلمية والتاريخية حول وجود الإنسان على هذه الأرض.
نتصور أن وجود الإنسان وتاريخه على هذه الأرض لا يزال جزءا من الغيب الذي لم يدركه الإنسان حتى اليوم على التحديد.
فهناك الكثير من الآثار التي عرف البشر أنها قديمة جدا، وبالرغم من تطور العلوم الحديثة والمعرفة إلا أن بعض ما بناه البشر في التاريخ القديم لا يزال حتى اليوم لغزا كالتقنية التي تم بها بناء الأهرامات المصرية (هل بناها البشر على وجه التحديد؟) التي يقف العلم اليوم عاجزاً عن معرفتها تماما فيما هو في الوقت ذاته يقر بأنها عجيبة من عجائب الدنيا التي خلفها القدماء وعجز البشر حتى اليوم أن يصنعوا مثلها رغم تقدمهم في الاختراعات والتقنيات المتطورة.
وهناك بطبيعة الحال قياسات فنية لعلماء الجيولوجيا يستطيعون بها قياس عمر الأحجار وبالتالي تحدد تاريخ وجودها الأول. فبعض علماء الجيولوجيا كالعالم الأمريكي "روبرت شوك"، من جامعة بوسطن، يرى أن نحت تمثال أبي الهول المصري قد يكون حدث في نهاية العصر الجليدي الأخير أي قرابة 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وهذا زمن متقدم بكثير عن زمن الأسر الفرعونية.
هذه الدراسات التي تكشف لنا عن معلومات جديدة لتعيد لنا التشكيك بما نعرفه من معلومات كنا نظنها معلومات يقينية في علوم مثل التاريخ، تؤكد لنا أن ثمة الكثير من الحقائق ما زالت مطمورة وبعيدة عن متناول معرفتنا المتطورة في العصور الحديثة.
إن العلاقة العضوية بين الإنسان ومادة الأرض هي علاقة تنبئ في تقديرنا عن الكثير من المعطيات التي قد لا تخلو من وجاهة إذا قلنا معها: إن وجود الإنسان على هذه الأرض مرتبط بخلق الأرض أصلاً نتيجة للعلاقة التي تربطه بها، سواءً في مادته العضوية الأولى – طين الأرض – أو في حاجته إلى الأرض التي تم تسخير ما عليها لخدمته بصفته أرقى كائن فيها.
كل يوم تتطور العلوم في شتى المجالات ليكتشف الإنسان من خلالها حقائق مخفية في الحياة والكون، لذا فإن هذا الرقم الجديد الذي يتخطى المليون عام من وجود الإنسان على هذه الأرض بحسب دراسة جامعة أكسفورد، ربما سيعيد التفكير في مفاهيم كثيرة في التاريخ والجغرافيا والأنثروبولوجيا وغيرها.
ولعل من المفارقات العجيبة أن هذه المنطقة؛ منطقة الشرق الأوسط تشير كل الدلائل على أنها المهد الأول للحضارة الإنسانية، وأن البشر انطلقوا منها لغزو نواحي الأرض، كما يدل على ذلك؛ أن أكثر أهل الأرض اليوم هم من أتباع أديان ظهرت في الشرق الأوسط.