ينتهي عام ليبدأ عام جديد، ليس ببساطة تغيير رقمي كما قد يظن، فنهاية العام الميلادي بداية للكثير من مراجعات دولية، ميزانيات مالية، خطط اقتصادية وأخرى سياسية تبنى على تقييم ما كان خلال عام كامل من المنجز التنموي اقتصاديا واجتماعيا.
وما من أحد يمكنه إنكار ثقل العام الفائت بما تضمنه واحتواه من عوالق جائحة كورونا على العالم في جوانب ما زالت زواياها تحاول نفض غبار كورونا عنها تدريجيا، إضافة إلى مستجدات لم تكن أخف من كورونا، ولعل الحرب الروسية على أوكرانيا في الصدارة من هذه المستجدات.
هذه الحرب غير الواقعة فعليا حتى الآن كلّفت الاتحاد الأوروبي كثيرا من الخسائر، كما أثرت على دول أخرى تعتمد في معيشتها على الواردات الروسية أو الأوكرانية، بل أوكرانيا ذاتها التي تكبدت الكثير من المال و زعزعة الأمن والشتات، إن ارتفاع تكاليف الطاقة وحدها كأحد تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا كلفت أوروبا تريليون دولار تقريبا، في الوقت الذي بدأت فيه للتو أعمق أزمة للطاقة منذ عقود وفقا لوكالة بلومبرج الأمريكية.
أما الصعد الأخرى فلم تك أقل ضررا، ولا أبعد أثرا، حيث خسر في هذا العام المنصرم أغنى 500 ملياردير فى العالم ما يقرب من 1.4 تريليون دولار من ثرواتهم فى عام 2022. يأتي على رأسهم هنا زعيم أكبر منصة للعملات المشفرة في العالم سام بانكمان فرايد، إضافة إلى تأثير الحرب الروسية المدمرة التى أدت إلى فرض عقوبات شديدة على عمالقة الأعمال، ثم إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبايس إكس، والمالك الجديد لتويتر، الذى قلت ثروته 138 مليار دولار عما كان فى العام الماضى، كل ذلك وفقا لوكالة بلومبرج.
تصويت الكونجرس الأمريكي للإفراج عن إقرارات دونالد ترامب الضريبية وتسريبات حول تهربه من دفع الضرائب لما يزيد عن عشر سنوات متضمنة عام 2020، آخر عام في فترة رئاسته لأمريكا، كل ذلك يثير التخوف والريبة من أن العالم ما زال يعيش في دائرة لا تعدو "إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد".
ولا ننسى ما لا يمكن تخيله من تداعيات كل هذه الأزمات على حياة الكثير من الأسر حول العالم، تحديات اقتصادية، وأخرى إنسانية جرّاء الحصار، أو الفقر أو التسريح من الشركات المفلسة أو تلك التي تحاول التعافي من الركود الحاصل، كلها دروس لها أثمان باهظة لا بد أنها دفعت وما زالت قيد الدفع في هذا العام الجديد، لكنها دروس كذلك في ضرورة مضاعفة الحذر من السعي إلى الكسب السريع، على مستوى الأفراد، أو تجنب الرشاوى وتغليب المنفعة على مستوى الشركات الكبرى.
الرقابة الإدارية والمالية في العالم مع تشكل التحديات المعاصرة بحاجة ماسة إلى تحديث وسائل معاصرة للمتابعة، وابتكار معايير أكثر دقة، وتشريع جزاءات أكثر حزما، وتعزيز إمكانات واسعة لتحقيق ضمانات مستقبلية تقلص حجم الخسارات الوطنية، والمؤسسية والمجتمعية المتوقعة إن لم تمنعها.
أما أزمة المناخ وما تضمنته من أعاجيب هذا العام فكثيرة، وأكثر منها ما سيأتي به هذا العام حسب توقعات خبراء المناخ.
ومع كل هذه المتابعات السلبية والإحباطات المرحلية إلا أن لكثير منها خيره القادم إن استقرأنا الضوء خلف العتمة، والأمل بين تلابيب اليأس، فمن تنافس القوى العظمى تبدّى للعالم إمكانية تحويل مركزية السلطة من الغرب إلى قوى تحالفية أخرى تملك إمكانات تكاملية قد تصل بها إلى توجيه مسارات العالم، وقد يكون للوطن العربي خيرة في تنوع البدائل عن سيطرة الحلف الواحد.
وكما أن المصائب تجمع المصابين فإن التحديات التي مر بها العالم خلال عام منصرم ألجأته إلى تحالفات مختلفة، وتشاركات منوّعة على كافة المجالات، لا بدّ أنها مؤشرات لانفراجة قريبة ورخاء مأمول، مهما طالت مدة هذه التحديات أو تنوعت آثارها ولأننا لا نملك إلا الأمل والعمل سنقبض عليهما علّنا نصل بهما إلى أرض ثابتة صلبة، لا تتهافت فيها الرؤى ولا تنحسر معها الأحلام :
" أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها
ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ"
وما من أحد يمكنه إنكار ثقل العام الفائت بما تضمنه واحتواه من عوالق جائحة كورونا على العالم في جوانب ما زالت زواياها تحاول نفض غبار كورونا عنها تدريجيا، إضافة إلى مستجدات لم تكن أخف من كورونا، ولعل الحرب الروسية على أوكرانيا في الصدارة من هذه المستجدات.
هذه الحرب غير الواقعة فعليا حتى الآن كلّفت الاتحاد الأوروبي كثيرا من الخسائر، كما أثرت على دول أخرى تعتمد في معيشتها على الواردات الروسية أو الأوكرانية، بل أوكرانيا ذاتها التي تكبدت الكثير من المال و زعزعة الأمن والشتات، إن ارتفاع تكاليف الطاقة وحدها كأحد تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا كلفت أوروبا تريليون دولار تقريبا، في الوقت الذي بدأت فيه للتو أعمق أزمة للطاقة منذ عقود وفقا لوكالة بلومبرج الأمريكية.
أما الصعد الأخرى فلم تك أقل ضررا، ولا أبعد أثرا، حيث خسر في هذا العام المنصرم أغنى 500 ملياردير فى العالم ما يقرب من 1.4 تريليون دولار من ثرواتهم فى عام 2022. يأتي على رأسهم هنا زعيم أكبر منصة للعملات المشفرة في العالم سام بانكمان فرايد، إضافة إلى تأثير الحرب الروسية المدمرة التى أدت إلى فرض عقوبات شديدة على عمالقة الأعمال، ثم إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبايس إكس، والمالك الجديد لتويتر، الذى قلت ثروته 138 مليار دولار عما كان فى العام الماضى، كل ذلك وفقا لوكالة بلومبرج.
تصويت الكونجرس الأمريكي للإفراج عن إقرارات دونالد ترامب الضريبية وتسريبات حول تهربه من دفع الضرائب لما يزيد عن عشر سنوات متضمنة عام 2020، آخر عام في فترة رئاسته لأمريكا، كل ذلك يثير التخوف والريبة من أن العالم ما زال يعيش في دائرة لا تعدو "إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد".
ولا ننسى ما لا يمكن تخيله من تداعيات كل هذه الأزمات على حياة الكثير من الأسر حول العالم، تحديات اقتصادية، وأخرى إنسانية جرّاء الحصار، أو الفقر أو التسريح من الشركات المفلسة أو تلك التي تحاول التعافي من الركود الحاصل، كلها دروس لها أثمان باهظة لا بد أنها دفعت وما زالت قيد الدفع في هذا العام الجديد، لكنها دروس كذلك في ضرورة مضاعفة الحذر من السعي إلى الكسب السريع، على مستوى الأفراد، أو تجنب الرشاوى وتغليب المنفعة على مستوى الشركات الكبرى.
الرقابة الإدارية والمالية في العالم مع تشكل التحديات المعاصرة بحاجة ماسة إلى تحديث وسائل معاصرة للمتابعة، وابتكار معايير أكثر دقة، وتشريع جزاءات أكثر حزما، وتعزيز إمكانات واسعة لتحقيق ضمانات مستقبلية تقلص حجم الخسارات الوطنية، والمؤسسية والمجتمعية المتوقعة إن لم تمنعها.
أما أزمة المناخ وما تضمنته من أعاجيب هذا العام فكثيرة، وأكثر منها ما سيأتي به هذا العام حسب توقعات خبراء المناخ.
ومع كل هذه المتابعات السلبية والإحباطات المرحلية إلا أن لكثير منها خيره القادم إن استقرأنا الضوء خلف العتمة، والأمل بين تلابيب اليأس، فمن تنافس القوى العظمى تبدّى للعالم إمكانية تحويل مركزية السلطة من الغرب إلى قوى تحالفية أخرى تملك إمكانات تكاملية قد تصل بها إلى توجيه مسارات العالم، وقد يكون للوطن العربي خيرة في تنوع البدائل عن سيطرة الحلف الواحد.
وكما أن المصائب تجمع المصابين فإن التحديات التي مر بها العالم خلال عام منصرم ألجأته إلى تحالفات مختلفة، وتشاركات منوّعة على كافة المجالات، لا بدّ أنها مؤشرات لانفراجة قريبة ورخاء مأمول، مهما طالت مدة هذه التحديات أو تنوعت آثارها ولأننا لا نملك إلا الأمل والعمل سنقبض عليهما علّنا نصل بهما إلى أرض ثابتة صلبة، لا تتهافت فيها الرؤى ولا تنحسر معها الأحلام :
" أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها
ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ"