- آلة القانون رفيقتي أتوق لما تحمله من شجن يعطي إحساسا منقطع النظير

- الموسيقى التقليدية العمانية جزء من التراث ويلعب الإيقاع دورا مهما في بناء الفنون الموسيقية العمانية

- التأليف هو تدوين يتألف من مقطوعة موسيقية بالكلمات أو الصور أو عن طريق برامج حاسوبية

- أفضل اللون الشرقي وهناك محاولات لدمج الموسيقى الغربية مع ما تتطلب الأغنية في الوقت الراهن

- الموسيقى الشعبية والتقليدية تتضمن أساسيات للأغنية تحدد اللحن والكلمات وتعاقب الأوتار

- الموسيقى الكلاسيكية لا تنحصر على مؤلف واحد وقد تتفرع إلى عدة ملحنين بتشارك جميع أعضاء الفرقة

مؤلف وموزع موسيقي وأحد أهم عازفي القانون في سلطنة عمان، بدايته صقلت بالعزف على الجيتار والبيز والبيانو، وتدرج بعدها للتخصص في العزف على آلة القانون بعد انضمامه للفرقة السلطانية الخاصة، حجز مقعدا إلى جانب زملائه بالجمعية العمانية لهواة العود لتحلق موهبته مع فرقة أوتار الشرق.

وهب الضنكي صاحب الأصابع الموسيقية، يعزف على الأوتار لترفرف موسيقاه في المحافل والملتقيات، له مشاركات في العديد من الحفلات بسلطنة عمان، ورافق معظم الفنانين والعازفين العمانيين في حفلاتهم، فضلا عن المشاركات الدولية في كل من روسيا وبيلاروسيا وأمريكا والمملكة المتحدة والصين وكوريا وسنغافورة واليونان وأستراليا، وسمعت نغمته في أهم المسارح العالمية انطلاقا من دار الأوبرا السلطانية مسقط إلى أوبرا روسيا ومسرح جون كينيدي، كما شارك في حفل أولمبياد لندن ممثلا الخليج العربي.

في عام ٢٠١٠ تم منح وهب وسام "حارس السلام" من قبل اللجنة الدولية العامة التابعة لليونيسكو لإسهاماته في نشر الثقافة والسلام.

نتوقف في هذه الأسطر لننصت للعازف العماني وهب الضنكي ويطلعنا على خطوات مسيرته منذ انطلاقته إلى ما حققه من مكانة في الموسيقى العمانية...

- وهب الضنكي الطفل الموهوب كيف تحول إلى موسيقي وفنان؟

بدأت منذ الصغر بموهبة العزف والغناء في وسط عائلة موهوبة موسيقيا. كانت الفرقة لإخوتي، بقيادة أخي الأكبر يحيى الضنكي إلى جانب إخوتي وبعض الجيران وهم بمثابة إخوة لنا. اقتفيت خطاهم وتابعت هوايتي بمدارس سلطنة عمان والعزف وصقلت موهبة الموسيقى بعد الدراسة في المدرسة. وبعدها سنحت لي الفرصة بالتسجيل في الفرقة السلطانية الأولى للفلكلور والموسيقى الشعبية. وتدربت على آلة القانون والعزف بالفرقة ومن هنا بدأت انطلاقتي في الموسيقى. وأصبحت أطور من مستواي الموسيقي، بولوجي إلى مجال التلحين والتوزيع الموسيقي فبدأت بأستوديو تسجيل صغير في البيت. وبعد عدة نجاحات في التسجيل توسع الأستوديو وأصبحت أتعامل مع الملحنين الموسيقيين والموزعين الكبار، لأنتقل إلى عالم التوزيع والتسجيل واكتسبت الخبرة الكافية التي جعلت مني عازفا وموزعا مشهورا في بلادي الحبيبة عمان وخارجها.

- كيف كانت البدايات مع موهبة العزف على القانون؟ وهل هناك آلات أخرى تقوم بالعزف عليها؟

بدايتي كانت في عملي في الفرقة السلطانية الأولى وتدربت على آلة القانون، ووجدت بأنها الآلة الأقرب لي من خلال الإحساس مما جعلني أتوق شغفا للعزف عليها، وهنا كان الاختيار والانطلاقة في العزف عليها.

فاختياري للقانون كان لصوت الآلة نفسها بكل ما تحمله من شجن يأخذ المستمع إلى عالم آخر كما كان إحساسي عندما بدأت الاستماع إليها وأعجبت بصوتها الذي يعطي إحساسا لا منقطعا عند الاستماع إليها. وبالنسبة للآلات التي أعزفها فأنا أعزف على معظم الآلات ما عدا آلات النفخ، لا تروق لي ولكن أحب الاستماع إليها كوني محبا للموسيقى.

وعند العمل في التسجيل لدي كل الآلات للتوزيع الموسيقي ولكني أركز على آلة الأورغ.

- ما هي الخطوات التي تقدمها كعازف ومؤلف وموزع موسيقي؟ وهل هناك مدارس معينة تتجه إليها؟

أركز كعازف ومؤلف وموزع موسيقي في العديد من الثقافات، بما في ذلك الموسيقى الكلاسيكية الغربية، ويتضمن فعل التأليف عادة إنشاء التدوين الموسيقي، مثل القطعة الموسيقية "النوتة"، والتي يؤديها بعد ذلك المؤلف/الملحن أو الموسيقيين الآخرين أو المغنيين. في الموسيقى الشعبية والموسيقى التقليدية، قد تتضمن كتابة الأغاني تقديم خطوط أساسية للأغنية، تسمى "القطعة الافتتاحية"، والتي تحدد اللحن والكلمات وتعاقب الأوتار. في الموسيقى الكلاسيكية، على الرغم من أن التأليف الموسيقي غالبا ما يستخدم التدوين الموسيقي وله مؤلف واحد، فهذا ليس الحال دائما. فالعمل الموسيقي يمكن أن يشمل عدة ملحنين، وغالبا ما يحدث ذلك في الموسيقى الشعبية، إذ يتشارك جميع أعضاء الفرقة في كتابة أغنية، أو في المسرح الغنائي، فيكتب شخص الألحان، ويكتب شخص ثان الكلمات، وينظم شخص ثالث الأغنيات. ويمكن أيضا تأليف مقطوعة موسيقية بالكلمات، أو الصور، عن طريق برامج حاسوبية تفسر أو تدون كيف ينبغي على المغني أو الموسيقي أن ينشئ الأصوات الموسيقية.

- ماذا عن الألوان الموسيقية؟

أتجه إلى الموسيقى التقليدية العمانية كجزء من التراث العماني حيث ظهرت مع بدء النشاط الاجتماعي على أرض عمان. ومعظم الفنون العمانية التقليدية تشمل رقصات تدعمها الآلة الموقعة أكثر من المنغمة، كما يلعب الإيقاع دورا مهما في بناء الفنون الموسيقية العمانية، إلى جانب اللون الخليجي والعربي.

- هل تنتمي للعزف الشرقي؟ وما هي المقامات التي تعزفها؟

نعم أميل إليه كثيرا وأفضله على غيره من الموسيقى، وأهم المقامات التي أعزف عليها هي: مقام الرست، والنهاوند، والحجاز، والبيات، وسيكا، والصبا، ومقام العجم.

- ماذا عن تجارب العزف الغربي؟ هل توجد أية محاولة للدمج بين العزف الشرقي والغربي؟

بالنسبة للعزف الغربي، وكون أخي الكبير عازفا على آلة "الأوبوا" وهو من أقدم الفنانين في الأوركسترا السمفونية، كما أنه معلم قبل أن يكون عازفا، ومعلمي في المقام الأول، فلا بد أن أحب الموسيقى الغربية واميل إليها أحيانا، وهناك محاولات في الدمج بين الموسيقى الغربية والشرقية، وهذا ما يعتمد عليه حاليا في العزف مؤخرا.

- ما هي الأسماء الموسيقية التي أثرت فيك وتركت بصمتها في وجدانك؟

هناك عدة أسماء كبيرة وقد يكون أكثر من اسم ولكني سأذكر البعض منها كالفنان محمد عبد الوهاب، والفنان محمد عبده، والفنان نبيل شعيل، والفنانة شيرين والفنانة ميادة الحناوي، والكثير من الفنانين الكبار وفي الساحة العمانية أذكر الفنان محمد سلطان المقيمي، والفنان سالم علي سعيد، والفنان شادي عمان وابن الساحل الذي تغنى بأغنية "يا مركب الهند يا بودجلين" وعوض محمد حليس وغيرهم الكثير.

- من هم الفنانون الذين توزع لهم؟ وما هي الأغنيات التي قمت بتوزيعها حتى الآن؟

الفنانون الذين تم التعاقد معهم على الصعيد الداخلي هم: الفنان صلاح الزدجالي والفنانة نورة النظيري، وهي فنانة صاعدة وجديدة في الساحة العمانية وصوت حاضر وقوي، والفنان أيمن البوصافي وغيرهم. أما على الصعيد الخارجي فوزعت للفنانة نوال والفنان نبيل شعيل والفنان عبد المجيد عبد الله وبعض من عمالقة الفن.

- ما هي الإمكانيات التي يحتاجها المؤلف الموسيقي لينشر فنه؟

الإمكانيات التي يحتاجها المؤلف الموسيقي تتلخص في أن يكتب، ويخرج، ويؤلف الموسيقى بمختلف أنواعها. كما يؤلف الموسيقى بمجموعة من الأداءات الغنائية والموسيقية في المسرح، فضلا عن الأفلام، وشاشة التلفاز، والألعاب الإلكترونية.

ويختلف المؤلف عن غيره بالتمتع بالأذن الموسيقية، وكثيرا ما يستشيره الموسيقيون ويقوم بتقديم النصائح لهم. وعلى الأرجح، يستطيع المؤلف العزف على أكثر من آلة موسيقية واحدة.

ويتعاون المؤلف الموسيقي في طبيعة عمله مع الموسيقيين الآخرين.

وكونه الشخص الذي يقوم بتأليف الألحان بكل أنواعها، فإنه يبتكر إيقاعا متناسقا، وعليه التنسيق بين عدة عناصر تشمل التناغم، واللحن، والإيقاع، والموسيقى.

- كيف يمكن أن تصنف الموسيقى الحالية في الأغنية العمانية؟

أصبحت الموسيقى ذراعا ناعمة ومؤثرة كناقل لثقافة المجتمع العماني، ونعتقد أن السياق العماني بحاجة إلى هذا الذراع. ومن أهم أهداف الموسيقى العمانية أن تكون مساهمة في تشكيل هذه الذراع المهمة كي تنقل ثقافاتنا على الصعيد الخارجي العالمي. فعندما تنهال علينا أسئلة من دول العالم الآخر والدول العربية مثل الجزائر والمغرب وبلاد الشام وبلدان الخليج المجاورة لسلطنة عمان نرد عليهم بجمالية اللحن. وأصبح للموسيقى العمانية الحالية صيتا وصدى من حيث أنها وصلت للكثير من الدول وأعتقد بأنها حققت أهدافا خارجية لها تأثير إيجابي للوطن العزيز على كل الأصعدة.

- ما هي الخطط المقبلة، وهل لديك أي فكرة لمشروع أو برنامج للعام المقبل 2023؟

أهدافي كثيرة وخططي كثيرة والمشاريع قائمة متى ما سنحت لي الفرصة لأقدم عمل جيد يليق بمستوى الأغنية العمانية، ولن أتخاذل للعمل فيه لأشق الطريق وأحقق أهدافي التي أسعى إليها والتي سوف يكون لها صدى عالميا.