يكشف المؤشر العالمي للقوة الناعمة 2022، الصادر عن مؤسسة براند فاينانس في إنجلترا، مفاهيم المعرفة والسلام والتفاهم وما حققته الدول ومدى استخدام القوة الناعمة في تحقيق التصورات الإيجابية التي تهدف إليها الدول في علاقاتها الداخلية والخارجية، ولهذا فإن المؤشر يعتمد على سبع ركائز هي (الأعمال والتجارة، والحوكمة، والعلاقات الدولية، والثقافة والتراث، والإعلام والاتصالات، والتعليم والعلوم، والناس والقيم). وهي ركائز تمثل القوى الناعمة باعتبارها أداة للسياسات والتجارة الخارجية.
يعرِّف المؤشر القوة الناعمة التي ظهرت كمصطلح في العام 1990 على يد جوزيف ناي، بأنها تلك القوة التي (تجعل الآخر يريد ما تريده أنت). إنها السُلطة الخفية القائمة على التفاهم والرضا والسلام، بدلا من العنف والإكراه والحروب؛ فقوة الأمم اليوم تعتمد على قدرتها على جذب الآخرين وبناء علاقات خارجية قائمة على مفاهيم الإيجابية والسلام، وهي مفاهيم تتأسس على "ثقافة الدولة واقتصادها وقيمها السياسية وسياساتها الخارجية وعلاقاتها الاجتماعية ومؤسساتها الأكاديمية القوية وسيادة القانون" – حسب المؤشر –، ولهذا فإن المؤشر يبدأ بقياس مدى نجاح الدول في إدارة تعافيها من وباء كوفيد 19 على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، وقدرتها على تخطي هذه المرحلة.
فلقد احتلت أمريكا المرتبة الأولى في المؤشر، متقدمة عن نتيجتها في العام الماضي بخمس مراتب بسبب "التغيير الهائل في درجة الاستجابة لفيروس كوفيد19" – كما جاء في التقرير -، إضافة إلى ارتفاع في مقياس السمعة والحوكمة، على الرغم من أن البيانات الخاصة بـركيزة (الناس والقيم) منخفظة بشكل كبير بسبب المشكلات الاجتماعية التي تظهر بشكل مستمر، وتؤثر على التصورات الدولية بشأن قدرة أمريكا في حل تلك المشكلات، إلاَّ أن أداء الولايات المتحدة في ركيزة الثقافة والتراث كان جيدا؛ فهي بحسب التقرير "المنتِج الأعلى ربحا في العالم من الثقافة الشعبية، وخاصة في مجالات السينما والتلفزيون والموسيقى"، حيث أصبحت (مؤثرة في الفنون والترفيه)، مما وسَّع تقدمها في العلامات التجارية الوطنية، وأسهمت شركاتها (الأمازون، ونتفليكس، وديزني، وجوجل، وأبل وغيرها) في التوسع عالميا بما حققته من سعة إعلامية على مستوى العالم، إضافة إلى دعم الإنتاج الثقافي المحلي للثقافة الشعبية سواء أكانت لثقافتها الوطنية أو للثقافات الأخرى بدءا من (ألعاب الحبار في كوريا الجنوبية، وحتى ثقافة التاج في المملكة المتحدة).
وكما تقدَّمت الولايات المتحدة، صعدت أيضا المملكة البريطانية المتحدة؛ حيث انتعشت بعد كوفيد19، رغم تأثير انسحابها من الاتحاد الأوروبي، مما أثَّر على نتيجة ألمانيا في المؤشر فكانت في المرتبة الثالثة، تأتي بعدها الصين التي صعدت بأربع مراتب؛ فبالإضافة إلى سياسة الصين في إدارة الجائحة، وما يسمى بـ (دبلوماسية اللقاحات)، فإن ما عرضته من مساعدات على البلدان في العالم في (شكل معدات حماية شخصية ولقاحات تم التبرع بها)، ساعدها في التقدم خاصة في ركيزة (الناس والقيم)، وإضافة إلى ما (ستقدمه الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022 من دفعة لقوتها الناعمة في العام المقبل)، فإن استراتيجية الإعلام والاتصالات أسهمت مساهمة كبيرة في التسويق الجيد لخططها وما تنفذه، وما تحققه من استثمارات خاصة على مستوى الثقافة والتراث، مما مكَّن من تسويق منتجاتها وعلاماتها التجارية عالميا.
هكذا يمضي التقرير في سرد تسلسل الدول وأوضاعها ضمن الركائز السبع؛ حيث جاءت في المرتبة الخامسة اليابان، ثم فرنسا، فكندا في المرتبة السابعة، تليها سوسيرا، ثم روسيا التي تقدمت أربع مراتب تحت تحفظ المؤشر عليها بسبب تداعيات حربها مع أوكرانيا، لتكون إيطاليا في المرتبة العاشرة. أما سلطنة عُمان فقط كانت من بين الـ (50) دولة الأولى المتقدمة في مؤشر القوة الناعمة لهذا العام، حيث جاءت في المرتبة (49) متقدمة عن مرتبتها في العام الماضي، والذي يكشفه أيضا تقدمها في الركائزة كلها تقريبا خاصة في العلاقات الدولية، والإعلام والاتصالات والثقافة والتراث، مما أدى إلى تقدم على مستوى التجارة والأعمال، الأمر الذي يكشف العناية السامية بالقطاعات الثقافية والإعلامية التي تُعد ذات أهمية كبرى في التسويق والترويج وبالتالي تمكين القطاعات الاقتصادية والسياحية وغيرها، إضافة إلى تلك العلاقات الدولية القائمة على التبادل المشترك، والدعوة للتفاهم والسلام.
إن سلطنة عُمان تقدم جهودا واضحة في دعم القطاعات الثقافية والاجتماعية والإعلامية بهدف تمكين القيم وتعظيم قدرتها على التأثير الإيجابي في المجتمع المحلي والدولي، ولهذا فإن ذلك كله سيشكل أساسا في تحقيق تطلعات الدولة في دعم العلامات التجارية، وفق أهداف وغايات وطنية واضحة، الأمر الذي يؤسس لنتائج تلك الركائز والقطاعات التي تقوم عليها القوة الناعمة وتتأثر بها العلامة التجارية الوطنية؛ ذلك لأن هذه العلامة تتأثر بالصورة الذهنية التي تؤسس ثقافة الدولة وعلاقاتها الداخلية، وبالتالي قدرتها على جذب السيَّاح والمستثمرين والمواهب، فعُمان لديها مهارات وقدرات وإمكانات واسعة يمكن الاستفادة منها محليا ودوليا خاصة في قطاع الثقافة والإعلام.
يكشف لنا مؤشر القوة الناعمة أهمية هذه القطاعات في "إعادة تنظيم وإدارة أنشطة العلامات التجارية، وخلق صور إيجابية في الخارج" – حسب ما ورد فيه –، ومثالا على ذلك فإن كوريا الجنوبية اتخذت من مبادرة (كوريا موثوقة وكريمة) للترويج للقيم التي يقوم عليها المجتمع الكوري (المشاركة والاعتبار والاحترام والتواصل والوحدة)، والتي تم من خلالها تأسيس استراتيجية لتعزيز القوة الناعمة وتطويرها، بما يضمن دعم العلامات التجارية في كوريا ويوسِّع نطاق انتشارها عالميا. هكذا أيضا في أستراليا وسويسرا التي تعتمد على ترسيخ مبادئ القوة الناعمة من خلال هُويتها الوطنية والمحافظة على صورتها الذهنية المرتبطة بثقافتها في الخارج. وعمان واحدة أيضا من تلك الدول التي تحافظ على هُويتها وترسيخ صورتها الذهنية في العالم بما يتناسب مع قيمها المجتمعية وآفاق تطلعاتها، وما نحتاج إليه هو تعظيم هذه القيمة وترسيخها بما يدعم العلامات التجارية ونمو الاستثمارات.
قدَّم المجلس الثقافي البريطاني في جامعة أدنبرة دراسة بعنوان (القوة الناعمة اليوم. قياس التأثير والتأثر)، محاولا الكشف عن نتائج هذه القوة في العلاقات الثقافية الدولية من ناحية والممارسات التي تقوم بها الدول من أجل تعزيز القوة الناعمة وتمكينها واستثمار قدرتها على المستوى الاقتصادي من ناحية ثانية، فمن خلال دراسة تأثير القوة الناعمة على العلامات التجارية في بريطانيا، يخبرنا التقرير أن "القوة الناعمة تزيد من الصادرات، حيث تكون صادرات الدولة أعلى إذا اعتبرها المستورد تمارس تأثيرا عالميا أكثر إيجابية. هذا التأثير له دلالة إحصائية واقتصادية؛ أي زيادة صافية بنسبة 1% في التأثيرات الإيجابية المُتصوَّرة التي ترفع الصادرات بحو 0.8%" – حسب الدراسة -.
إن دول العالم اليوم تسعى إلى الاستفادة من قوتها الناعمة وتمكين ثقافتها ونشرها من خلال الإعلام ووسائل التقنية المختلفة التي تسعى إلى تعظيم لغتها وثقافتها وتراثها ورياضاتها، وبالتالي ازدهارها الاقتصادي، فما نقدمه من صور ذهنية عن أوطاننا وما نؤسسه من إمكانات للقوة الناعمة وفُرص لاستثمارها سيكون له تأثير مباشر على فرص الاستثمار، ولهذا فإن دراسة المجلس البريطاني الثقافي تؤكد أن الكيفية التي تعمل بها المؤسسات الإعلامية والثقافية، وما يقدمه المجتمع وأفراده من أنماط ثقافية واجتماعية وإعلامية عبر القنوات المتعددة كفيل بترسيخ الصورة الذهنية الإيجابية للدولة، وبالتالي فتح آفاق لنتائج القوة الناعمة وتأثيرها على السياحة والاقتصاد.
إننا جميعا مسؤولون عن تلك الأنماط الإيجابية التي نقدِّم بها وطننا، وعن تعظيم مفاهيم ثقافتنا وحضارتنا الراسخة وقيمنا الاجتماعية دعما للممارسة الناجحة للقوة الناعمة التي تسعى إليها الدولة. فلنكن واجهة لوطننا بما نقدمه من ثقافة وفكر ومفاهيم اجتماعية داعية للإيجابية، معزِّزة للسلام والتفاهم.
يعرِّف المؤشر القوة الناعمة التي ظهرت كمصطلح في العام 1990 على يد جوزيف ناي، بأنها تلك القوة التي (تجعل الآخر يريد ما تريده أنت). إنها السُلطة الخفية القائمة على التفاهم والرضا والسلام، بدلا من العنف والإكراه والحروب؛ فقوة الأمم اليوم تعتمد على قدرتها على جذب الآخرين وبناء علاقات خارجية قائمة على مفاهيم الإيجابية والسلام، وهي مفاهيم تتأسس على "ثقافة الدولة واقتصادها وقيمها السياسية وسياساتها الخارجية وعلاقاتها الاجتماعية ومؤسساتها الأكاديمية القوية وسيادة القانون" – حسب المؤشر –، ولهذا فإن المؤشر يبدأ بقياس مدى نجاح الدول في إدارة تعافيها من وباء كوفيد 19 على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، وقدرتها على تخطي هذه المرحلة.
فلقد احتلت أمريكا المرتبة الأولى في المؤشر، متقدمة عن نتيجتها في العام الماضي بخمس مراتب بسبب "التغيير الهائل في درجة الاستجابة لفيروس كوفيد19" – كما جاء في التقرير -، إضافة إلى ارتفاع في مقياس السمعة والحوكمة، على الرغم من أن البيانات الخاصة بـركيزة (الناس والقيم) منخفظة بشكل كبير بسبب المشكلات الاجتماعية التي تظهر بشكل مستمر، وتؤثر على التصورات الدولية بشأن قدرة أمريكا في حل تلك المشكلات، إلاَّ أن أداء الولايات المتحدة في ركيزة الثقافة والتراث كان جيدا؛ فهي بحسب التقرير "المنتِج الأعلى ربحا في العالم من الثقافة الشعبية، وخاصة في مجالات السينما والتلفزيون والموسيقى"، حيث أصبحت (مؤثرة في الفنون والترفيه)، مما وسَّع تقدمها في العلامات التجارية الوطنية، وأسهمت شركاتها (الأمازون، ونتفليكس، وديزني، وجوجل، وأبل وغيرها) في التوسع عالميا بما حققته من سعة إعلامية على مستوى العالم، إضافة إلى دعم الإنتاج الثقافي المحلي للثقافة الشعبية سواء أكانت لثقافتها الوطنية أو للثقافات الأخرى بدءا من (ألعاب الحبار في كوريا الجنوبية، وحتى ثقافة التاج في المملكة المتحدة).
وكما تقدَّمت الولايات المتحدة، صعدت أيضا المملكة البريطانية المتحدة؛ حيث انتعشت بعد كوفيد19، رغم تأثير انسحابها من الاتحاد الأوروبي، مما أثَّر على نتيجة ألمانيا في المؤشر فكانت في المرتبة الثالثة، تأتي بعدها الصين التي صعدت بأربع مراتب؛ فبالإضافة إلى سياسة الصين في إدارة الجائحة، وما يسمى بـ (دبلوماسية اللقاحات)، فإن ما عرضته من مساعدات على البلدان في العالم في (شكل معدات حماية شخصية ولقاحات تم التبرع بها)، ساعدها في التقدم خاصة في ركيزة (الناس والقيم)، وإضافة إلى ما (ستقدمه الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022 من دفعة لقوتها الناعمة في العام المقبل)، فإن استراتيجية الإعلام والاتصالات أسهمت مساهمة كبيرة في التسويق الجيد لخططها وما تنفذه، وما تحققه من استثمارات خاصة على مستوى الثقافة والتراث، مما مكَّن من تسويق منتجاتها وعلاماتها التجارية عالميا.
هكذا يمضي التقرير في سرد تسلسل الدول وأوضاعها ضمن الركائز السبع؛ حيث جاءت في المرتبة الخامسة اليابان، ثم فرنسا، فكندا في المرتبة السابعة، تليها سوسيرا، ثم روسيا التي تقدمت أربع مراتب تحت تحفظ المؤشر عليها بسبب تداعيات حربها مع أوكرانيا، لتكون إيطاليا في المرتبة العاشرة. أما سلطنة عُمان فقط كانت من بين الـ (50) دولة الأولى المتقدمة في مؤشر القوة الناعمة لهذا العام، حيث جاءت في المرتبة (49) متقدمة عن مرتبتها في العام الماضي، والذي يكشفه أيضا تقدمها في الركائزة كلها تقريبا خاصة في العلاقات الدولية، والإعلام والاتصالات والثقافة والتراث، مما أدى إلى تقدم على مستوى التجارة والأعمال، الأمر الذي يكشف العناية السامية بالقطاعات الثقافية والإعلامية التي تُعد ذات أهمية كبرى في التسويق والترويج وبالتالي تمكين القطاعات الاقتصادية والسياحية وغيرها، إضافة إلى تلك العلاقات الدولية القائمة على التبادل المشترك، والدعوة للتفاهم والسلام.
إن سلطنة عُمان تقدم جهودا واضحة في دعم القطاعات الثقافية والاجتماعية والإعلامية بهدف تمكين القيم وتعظيم قدرتها على التأثير الإيجابي في المجتمع المحلي والدولي، ولهذا فإن ذلك كله سيشكل أساسا في تحقيق تطلعات الدولة في دعم العلامات التجارية، وفق أهداف وغايات وطنية واضحة، الأمر الذي يؤسس لنتائج تلك الركائز والقطاعات التي تقوم عليها القوة الناعمة وتتأثر بها العلامة التجارية الوطنية؛ ذلك لأن هذه العلامة تتأثر بالصورة الذهنية التي تؤسس ثقافة الدولة وعلاقاتها الداخلية، وبالتالي قدرتها على جذب السيَّاح والمستثمرين والمواهب، فعُمان لديها مهارات وقدرات وإمكانات واسعة يمكن الاستفادة منها محليا ودوليا خاصة في قطاع الثقافة والإعلام.
يكشف لنا مؤشر القوة الناعمة أهمية هذه القطاعات في "إعادة تنظيم وإدارة أنشطة العلامات التجارية، وخلق صور إيجابية في الخارج" – حسب ما ورد فيه –، ومثالا على ذلك فإن كوريا الجنوبية اتخذت من مبادرة (كوريا موثوقة وكريمة) للترويج للقيم التي يقوم عليها المجتمع الكوري (المشاركة والاعتبار والاحترام والتواصل والوحدة)، والتي تم من خلالها تأسيس استراتيجية لتعزيز القوة الناعمة وتطويرها، بما يضمن دعم العلامات التجارية في كوريا ويوسِّع نطاق انتشارها عالميا. هكذا أيضا في أستراليا وسويسرا التي تعتمد على ترسيخ مبادئ القوة الناعمة من خلال هُويتها الوطنية والمحافظة على صورتها الذهنية المرتبطة بثقافتها في الخارج. وعمان واحدة أيضا من تلك الدول التي تحافظ على هُويتها وترسيخ صورتها الذهنية في العالم بما يتناسب مع قيمها المجتمعية وآفاق تطلعاتها، وما نحتاج إليه هو تعظيم هذه القيمة وترسيخها بما يدعم العلامات التجارية ونمو الاستثمارات.
قدَّم المجلس الثقافي البريطاني في جامعة أدنبرة دراسة بعنوان (القوة الناعمة اليوم. قياس التأثير والتأثر)، محاولا الكشف عن نتائج هذه القوة في العلاقات الثقافية الدولية من ناحية والممارسات التي تقوم بها الدول من أجل تعزيز القوة الناعمة وتمكينها واستثمار قدرتها على المستوى الاقتصادي من ناحية ثانية، فمن خلال دراسة تأثير القوة الناعمة على العلامات التجارية في بريطانيا، يخبرنا التقرير أن "القوة الناعمة تزيد من الصادرات، حيث تكون صادرات الدولة أعلى إذا اعتبرها المستورد تمارس تأثيرا عالميا أكثر إيجابية. هذا التأثير له دلالة إحصائية واقتصادية؛ أي زيادة صافية بنسبة 1% في التأثيرات الإيجابية المُتصوَّرة التي ترفع الصادرات بحو 0.8%" – حسب الدراسة -.
إن دول العالم اليوم تسعى إلى الاستفادة من قوتها الناعمة وتمكين ثقافتها ونشرها من خلال الإعلام ووسائل التقنية المختلفة التي تسعى إلى تعظيم لغتها وثقافتها وتراثها ورياضاتها، وبالتالي ازدهارها الاقتصادي، فما نقدمه من صور ذهنية عن أوطاننا وما نؤسسه من إمكانات للقوة الناعمة وفُرص لاستثمارها سيكون له تأثير مباشر على فرص الاستثمار، ولهذا فإن دراسة المجلس البريطاني الثقافي تؤكد أن الكيفية التي تعمل بها المؤسسات الإعلامية والثقافية، وما يقدمه المجتمع وأفراده من أنماط ثقافية واجتماعية وإعلامية عبر القنوات المتعددة كفيل بترسيخ الصورة الذهنية الإيجابية للدولة، وبالتالي فتح آفاق لنتائج القوة الناعمة وتأثيرها على السياحة والاقتصاد.
إننا جميعا مسؤولون عن تلك الأنماط الإيجابية التي نقدِّم بها وطننا، وعن تعظيم مفاهيم ثقافتنا وحضارتنا الراسخة وقيمنا الاجتماعية دعما للممارسة الناجحة للقوة الناعمة التي تسعى إليها الدولة. فلنكن واجهة لوطننا بما نقدمه من ثقافة وفكر ومفاهيم اجتماعية داعية للإيجابية، معزِّزة للسلام والتفاهم.