تُعد النصب التذكارية من معالم المدن الحديثة وأبرز ملامحها بل تطغى النصب التذكارية أحيانا على اسم المدينة، خاصة في عصرنا الحاضر عصر الصورة والأيقونات، فباريس مثلا لا يمكن تخيلها دون برج إيفل ولا لندن دون بيج بن، ولا بيزا بغير برجها المائل ولا نيويورك بلا تمثال الحرية، وغيرها من المآثر التي تُدلل على المدن وتبقيها في الذاكرة. لذلك فإن المعالم المعمارية جزء لا يتجزأ من مكانة المدن وشهرتها.
إن إقامة النصب التذكاري للبحار الصيني تشنغ خه في مدينة صلالة يُعد تجسيدا للاستراتيجية العُمرانية وبوادر تحقق مفهوم أنسنة المدن ثقافيا واستيعابها لحركة التحديث والنهوض المقررة لها في رؤية 2040. كما يُعد إقامة النصب التذكارية في الميادين أو الساحات العامة محاولة لإحياء ذاكرة المدن واستعادة الأحداث والمناسبات التي وقعت بها، أو التذكير بالرحالة والمشاهير الذين نزلوا بها.
لقائل أن يقول ما قيمة تشييد الشواهد والمجسمات في الوقت الراهن، فيكون الرد إنها جزء من الترويج الثقافي والسياحي للمدن ومحاولة لاستقطاب أنشطة السياحة العالمية، ولفت أنظار السياح الآسيويين وخاصة السياح الصينيين واليابانيين والكوريين، نظرا لارتفاع دخل الفرد في البلدان المذكورة واهتمامهم بالترفيه والسياحة. أذكر أنني شاركت في مؤتمر إعلامي في إحدى المدن الخليجية وأثناء البرنامج المسائي (العشاء) طُلب من المشاركين الإدلاء بمقترحاتهم حول عدة مواضيع كان أحدها كيفية استقطاب مليون سائح صيني سنويا. ولذلك ننظر إلى النصب التذكاري للرحال الصيني تشنغ خه المعروف عربيا باسم حجي محمود شمس الدين، بأنها خطوة تُذكر فتُشكر لإبراز العلاقات العُمانية الصينية والاستفادة من الشريك الصيني في المجالات الاقتصادية خاصة وأن أنظار العالم تتجه إلى الصين، بل وهناك اهتمام غير مسبوق باللغة الصينية.
كانت السلطنة قد أقامت نصبا تذكاري لرحلة السفينة صحار في مدينة جوانزو الصينية، بمناسبة مرور أربعين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية. وبما أنه الشيء بالشيء يُذكر فقد قابلت في المؤتمر الدولي لأدب الرحالة (الدوحة 2010)، الدكتور الصيني لي قوانجبين رئيس مركز ابن بطوطة لخدمة الترجمة والبحوث وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وأخبرني أنه كان مترجما للوفد الصيني الزائر للسلطنة في العام 1978 أثناء افتتاح السفارة الصينية. وقد تكررت زيارته بعد ذلك، وكان يثني على السلطنة وشعبها.
نأمل ألا يتوقف المشهد على إقامة نصب وحيد أجرد في المنطقة السياحية الواقعة بين الحافة والبليد، بل تشييد نصب تذكارية أخرى تُعرّف بالمشاهير والرحالة والتجار والعلماء الذين مروا بظفار (صلالة الحالية)، وكتبوا عنها من ياقوت الحموي (1179-1229)، والإيطالي ماركو بولو (1254-1324) مرورا بالرحالة العربي المشهور بابن بطوطة (1304-1369)، وبرترام توماس (1892-1950) وويلفريد ثيسجر (1910-2003) وغيرهم من الرحالة والمؤرخين الذين كتبوا عن ظفار وحواضرها (البليد تارة الأحمدي أو المنصورة تارة أخرى، والرباط والدهاريز وعوقد). إن وجود مثل هذه الأسماء المشهورة في التاريخ، يدلل على حضارة مدينة صلالة وعلى أهمية المكان العُماني الذي شكّل نقطة لقاء بين الشرق والغرب. ناهيك على فكرة إخراج المشاهير والرحالة والتجار من بطون الكتب وجدران المتاحف إلى الساحات العامة والميادين، مثلما تفعل البلديات في بعض المدن التي أقام بها الكتاب والموسيقيون، وبذلك يتم خلق عنصر جذب للسياح، وإعادة التذكير بقيمة المثقف وإنتاجه الثقافي.
إننا نتطلع إلى تشييد نصب تذكاري لشجرة اللبان ومنتجها النفيس في المنطقة السياحية الواقعة بين الحافة والبليد، على غرار مجسم شجرة اللبان في (إكسبو دبي 2020)، وذلك لإبراز جمالية المكان، وحتى يتعرف السائح والمقيم على القيمة التاريخية والاقتصادية للبان العماني الذي شهر المنطقة، وصار منتجا يتهافت عليه التجار ومعينا للأسر والعاملين في الحصاد والإنتاج.
ستبقى الثقافة دائما وأبدا أهم عناصر الجذب وأهم الساحات للتفاهم وخلق المزيد من الأصدقاء، لذلك فإن الاستثمار في المنتج الثقافي سيحقق عوائد وفوائد جمة، لذا نأمل المساهمة والمضي قدما في هذا المجال.
إن إقامة النصب التذكاري للبحار الصيني تشنغ خه في مدينة صلالة يُعد تجسيدا للاستراتيجية العُمرانية وبوادر تحقق مفهوم أنسنة المدن ثقافيا واستيعابها لحركة التحديث والنهوض المقررة لها في رؤية 2040. كما يُعد إقامة النصب التذكارية في الميادين أو الساحات العامة محاولة لإحياء ذاكرة المدن واستعادة الأحداث والمناسبات التي وقعت بها، أو التذكير بالرحالة والمشاهير الذين نزلوا بها.
لقائل أن يقول ما قيمة تشييد الشواهد والمجسمات في الوقت الراهن، فيكون الرد إنها جزء من الترويج الثقافي والسياحي للمدن ومحاولة لاستقطاب أنشطة السياحة العالمية، ولفت أنظار السياح الآسيويين وخاصة السياح الصينيين واليابانيين والكوريين، نظرا لارتفاع دخل الفرد في البلدان المذكورة واهتمامهم بالترفيه والسياحة. أذكر أنني شاركت في مؤتمر إعلامي في إحدى المدن الخليجية وأثناء البرنامج المسائي (العشاء) طُلب من المشاركين الإدلاء بمقترحاتهم حول عدة مواضيع كان أحدها كيفية استقطاب مليون سائح صيني سنويا. ولذلك ننظر إلى النصب التذكاري للرحال الصيني تشنغ خه المعروف عربيا باسم حجي محمود شمس الدين، بأنها خطوة تُذكر فتُشكر لإبراز العلاقات العُمانية الصينية والاستفادة من الشريك الصيني في المجالات الاقتصادية خاصة وأن أنظار العالم تتجه إلى الصين، بل وهناك اهتمام غير مسبوق باللغة الصينية.
كانت السلطنة قد أقامت نصبا تذكاري لرحلة السفينة صحار في مدينة جوانزو الصينية، بمناسبة مرور أربعين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية. وبما أنه الشيء بالشيء يُذكر فقد قابلت في المؤتمر الدولي لأدب الرحالة (الدوحة 2010)، الدكتور الصيني لي قوانجبين رئيس مركز ابن بطوطة لخدمة الترجمة والبحوث وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وأخبرني أنه كان مترجما للوفد الصيني الزائر للسلطنة في العام 1978 أثناء افتتاح السفارة الصينية. وقد تكررت زيارته بعد ذلك، وكان يثني على السلطنة وشعبها.
نأمل ألا يتوقف المشهد على إقامة نصب وحيد أجرد في المنطقة السياحية الواقعة بين الحافة والبليد، بل تشييد نصب تذكارية أخرى تُعرّف بالمشاهير والرحالة والتجار والعلماء الذين مروا بظفار (صلالة الحالية)، وكتبوا عنها من ياقوت الحموي (1179-1229)، والإيطالي ماركو بولو (1254-1324) مرورا بالرحالة العربي المشهور بابن بطوطة (1304-1369)، وبرترام توماس (1892-1950) وويلفريد ثيسجر (1910-2003) وغيرهم من الرحالة والمؤرخين الذين كتبوا عن ظفار وحواضرها (البليد تارة الأحمدي أو المنصورة تارة أخرى، والرباط والدهاريز وعوقد). إن وجود مثل هذه الأسماء المشهورة في التاريخ، يدلل على حضارة مدينة صلالة وعلى أهمية المكان العُماني الذي شكّل نقطة لقاء بين الشرق والغرب. ناهيك على فكرة إخراج المشاهير والرحالة والتجار من بطون الكتب وجدران المتاحف إلى الساحات العامة والميادين، مثلما تفعل البلديات في بعض المدن التي أقام بها الكتاب والموسيقيون، وبذلك يتم خلق عنصر جذب للسياح، وإعادة التذكير بقيمة المثقف وإنتاجه الثقافي.
إننا نتطلع إلى تشييد نصب تذكاري لشجرة اللبان ومنتجها النفيس في المنطقة السياحية الواقعة بين الحافة والبليد، على غرار مجسم شجرة اللبان في (إكسبو دبي 2020)، وذلك لإبراز جمالية المكان، وحتى يتعرف السائح والمقيم على القيمة التاريخية والاقتصادية للبان العماني الذي شهر المنطقة، وصار منتجا يتهافت عليه التجار ومعينا للأسر والعاملين في الحصاد والإنتاج.
ستبقى الثقافة دائما وأبدا أهم عناصر الجذب وأهم الساحات للتفاهم وخلق المزيد من الأصدقاء، لذلك فإن الاستثمار في المنتج الثقافي سيحقق عوائد وفوائد جمة، لذا نأمل المساهمة والمضي قدما في هذا المجال.