تصوير: هدى البحرية -
أصبح استخدام التقنيات الحديثة في طرق التعليم من الأساليب التي تعزز مهارات التعلم والفهم لدى الطالب، لذا يلجأ المعلمون إلى التقانة الحديثة في تدريس بعض المناهج لفاعليتها في تنشيط الحواس، وتنمية التفكير الإبداعي، ورفع المستوي التحصيلي.
ولعل الجائحة أتاحت فرصة البحث عن أساليب تكنولوجية حديثة لخلق بيئة تعليمية متطورة للبحث، واستكشاف كل ما هو جديد في عالم التقانة التعليمية الحديثة.
"عمان" التقت مع معلمات وأكاديميات للحديث عن مدى فاعلية استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم، وأبرز الجوانب الإيجابية لتطبيقاتها.
قالت هدى العبرية معلمة مهارات حياتية: تعد الأنشطة من الملامح العامة والمميزة لمواد التعلم بالتقنيات الحديثة التي تساعد على التعلم النشط، وتشجع الطالب على البحث والتفاعل أثناء عملية التعلم، فمهما كانت طبيعة المحتوى إلا أنها ستكون أكثر فاعلية إذا دفعنا الطالب ليكون متعلمًا نشطًا إيجابيًا لا مجرد مستقبل.
ولا يزال بعض المعلمين وأولياء أمور الطلبة يعتقدون أن التقنية تعيق وصول المعلومة، وتهدر وقت التعلم، بينما أثبتت الممارسات التعليمية والتعلم عن بُعد في جائحة كورونا أن استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة داخل أو خارج القاعة الدراسية للتعلم ساعدت في تعزيز عملية التعلم.
وترى أسماء بنت محكوم السليمانية معلمة مادة الكيمياء أن استخدام آليات جديدة في التعليم تساعد على رفع المستوى التحصيلي للطالب من خلال عمل أنشطة صفية من روابط إلكترونية، وعمل اختبارات إلكترونية، بالإضافة إلى عمل ألعاب إلكترونية لرفع إدراك الطالب ومعارفه، فمثلًا في الكيمياء نستخدم مختبرًا افتراضيًا إلكترونيًا؛ لعمل التجارب وبرامج أخرى لرسم مدارات الإلكترونات، وتعزيز الطلبة بحيث تعطي نتائجًا فورية لنتائج تعلمهم، وهذا يساعد المعلم على تقييم الطلبة بشكل أسرع.
وتوضح حليمة المغدرية أن تطبيق التكنولوجيا مع طلبة المراحل الأولى في التعليم، يسهم في النهوض بهذا "الجيل الرقمي"، خاصة وأنّ من المعروف أنّ الطالب في مراحله الأولى كثير الحركة والنشاط، وقد تسهم هذه التكنولوجيا في تفريغ طاقاته الإبداعية بشكل أكثر إيجابيّة، وتنمية التفكير الإبداعي لديه. وهناك طرق سهلة و بسيطة يمكن اتباعها من طرف المدرسين للعمل على إدخال التكنولوجيا إلى الفصول الدراسية، كتوظيف البرامج والتطبيقات الإلكترونية المختلفة من فيديوهات وصور وبرامج الألعاب التعليمية المختلفة التي تجذب انتباه الطالب أكثر من تلقي المعلومة مباشرة من المعلم بشكل تلقيني.
وكشفت عبير الناعبية أن التكنولوجيا في التعليم استطاعت خلق بيئة تعليمية متطورة وأكثر فاعلية، وتطبيق الوسائل التكنولوجية بالطرق الصحيحة وبالأسلوب الذي يتناسب مع المواد العلمية التي تختلف مع اختلاف المواد الدراسية، فمثلًا بعض المواد يجب أن يتم دراستها في المعامل الحديثة المخصصة لها، مثل مادة العلوم و الرياضيات التي تحتاج إلى وسائل للعرض. كما إن للتقنيات الحديثة دور هام ورئيسي في توفير مصدر غزير من المعلومات التي يجب أن يكون الطالب والمعلم على وعي بها، وسهلت تطبيق المناهج الدراسية الحديثة، وفتحت آفاقاً جديدة بين الطالب والمعلم حتى يكونا على اتصال مباشر وذلك من خلال استخدام شبكات الإنترنت الخاصة.
بعد الجائحة
وذكرت سعاد القلهاتية (صعوبات تعلم): إن العديد من برامج التعلم عن بُعد التي ظهرت كحل بديل للتعليم الحضوري في جائحة كوفيد19 جمعت بين أنواع مختلفة من التكنولوجيا أو الوسائط في مسار متنوع كالمنصات التعليمية، ومواقع الإنترنت وتطبيقات الهاتف الذكي، وربما كان التحدي الأكبر ليس المادة العلمية وتوفرها كوسائط متعددة بل قلة خبرات ومهارة المعلمين في استخدامها وخاصة فيما يتعلق بالبث المباشر، وتفعيل أدواته وهذا ما أدى إلى تفاوت كفاءة تقديم المادة العلمية والمناهج بشكل عام وفقا لكفاءة المعلم، وتمكنه من الأدوات التقنية، وشكّل تحديًا وحافزًا للكثير من تطوير مهاراته الرقمية من خلال الاطلاع على تجارب الزملاء، والانضمام لدورات التعلم عن بُعد التي انتشرت وبشكل مجاني في العديد من المنصات في جميع المحافظات التعليمية، وكذلك الحراك الفاعل من مراكز التدريب بتقديم العديد من البرامج الداعمة للمعلم، وتزويده بالكفايات المعينة لتفعيل التعلم عن بُعد بما يضمن تحقق الأهداف التعليمية واستمرار عملية التعلم.
وقالت كاملة بنت خليفة السيابية: أحدثت الجائحة نقلة نوعية في الخبرات، واستكشاف ما هو جديد في عالم التقانة الحديثة، حيث استطاعت التكنولوجيا خلق بيئة تعليمية متطورة عن استخدام التقنيات القديمة، ويمكن ربط التقانة الحديثة مع الأنشطة الترفيهية التعليمية من خلال عرض برامج وتطبيقات مستحدثة تحث الطالب على حب التعلم بأسلوب مشوق ومحفز له على التعلم، وللمعلم دور بارز في خلق بيئة تعليمية محفزة له على التعلم من خلال تطبيقات وبرامج المايكروسوفت.
وأشارت عائشة بنت عيسى الكيومية إلى أن التقانة الحديثة أضافت عنصر المتعة والتشويق لدى الطلبة، كما سهلت توفير كل ما تحتاجه في البيئة الصفية من الأنشطة الترفيهية؛ لتحقيق أهداف الدرس ممزوجة بتنوع البرامج والتطبيقات المشوقة التي تشد الطالب لها، ويستطيع المعلم تقنين هذه التقانة بما يناسب طلابه من استراتيجيات متنوعة للدرس أو استخدام تطبيقات لتعزيز والانضباط في الصف مضيفةً: من بعد الجائحة أصبحت للتقانة نقلة كبيرة في التدريس سهلت للمعلم طرق واستراتيجيات للتدريس، مما زاد شغف المعلم للبحث، والاطلاع على ما هو جديد في التقانة من خلال التواصل مع حسابات في التواصل الاجتماعي من دول أخرى أو المشاركة في دورات عن طريق التعلم عن بُعد والاستفادة من خبراتهم.
وقالت فاطمة سالم الحوسنية معلمة لغة عربية: إن تكنولوجيا التعليم تلعب دورًا رئيسيًا في تنشيط حواس الطالب، لتعامله المباشر معها وتثير انتباه، وتجذبه فتضمن بذلك استمرار وتركيز انتباهه على المادة العلمية والمعروضة عليه، والطالب اليوم يعيي أهمية التكنولوجيا في حياته التعليمية والتعلمية، ويعتمد عليها بنسبة كبيرة وكذلك المعلم وأهمها استخدام التكنولوجيا، وتوظب في التعليم بطريقة صحيحة، وهنا يتطلب بعض الابتكار من المعلمين، ومع تقدم العلم أصبحت التكنولوجيا من أساسيات الحياة اليومية، حيث سارعت سلطنة عمان إلى التجارب مع تلك الجائحة باتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، واعتماد تطبيق نظام التعليم المدمج، وتفعيل المنصات التعليمية وتوظيفها في تعليم أبنائنا الطلبة بما يتفق مع الخطط التربوية الموضوعة، وتحقيق ذلك عبر منصتي "منظرة الصفوف الحلقة الأولى من (1-4)، ومنصة كلاس روم لصفوف الحلقة الثانية، والتعليم ما بعد الأساسي، وتقديم حزمة من البرامج التدريبية عن بُعد للهيئات التدريبية والإشرافية والإدارية لتمكنهم من إيجاد طرق مبتكرة للتعليم.
استراتيجيات التدريس
وقالت بدرية الحضرمية مديرة مدرسة مدينة السلطان قابوس للتعليم الأساسي (1-4): أصبح للتكنولوجيا دورًا هامًا وفعالًا في تطوير المنظومة التعليمية وتحقيق أهدافها. وقد سعت إدارة المدرسة من أجل توفير وسائل التقانة الحديثة مثل الشاشات التعليمية، والشاشة التفاعلية، والبروجتر التفاعلي، وتدريب العاملين بالمدرسة على كيفية استخدامها. كما أنها سعت على إشراك المعلمات في برامج إنمائية وكيفية تفعيل التقانة الحديثة في التدريس.
وبينت عائشة حمود المقيمية مديرة مدرسة عبيدة بنت مسلم صباحي أن إدارة المدرسة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطبيق المعلمات لأساليب واستراتيجيات تدريس حديثة، وذلك من خلال تنفيذ العديد من المشاغل والحلقات التدريبية في فرق عمل مختلفة حسب كل تخصصه، ثم متابعة أثر ذلك التدريب أثناء الزيارات الإشرافية، وقياس مدى تقدم أداء المعلمة والمستويات التحصيلية للطلبة، كما تحفز إدارة المدرسة المعلمات المبادرات لتنفيذ المشروعات التربوية التي تهدف لتجويد الأساليب الحديثة في التدريس بالدعم الفني والتكريم المستمر.
التقنيات الناشئة
وقالت الدكتورة ميمونة العبرية أستاذة مساعد في تكنولوجيا التعليم والتعلم بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس: نظرا للتطور التكنولوجي المتسارع في التعليم وظهور بما يسمى "التقنيات الناشئة"، فإن اتباع الطرق الحديثة من استراتيجيات التعلم وطرق التدريس المبنية على نظريات التعلم التي تواكب هذا التطور التكنولوجي أصبح ضرورة ملحة، وليس خيار للمعلمين، ويجب على المعلمين اكتساب مبادئ النظرية البنائية القائمة على التعلم النشط والبنائي والتعاوني والحقيقي والموجه بتوظيف التكنولوجيا المناسبة لتنفيذ استراتيجيات التعلم وأنشطة التعلم المرتبطة بها بفاعلية، من أجل إعداد جيل لديه مهارات التفكير العليا، ويكون قادرًا على تطبيقها في سياقات أخرى خارج حدود الفصل الدراسي، وبالتالي فإن الطالب يكون عضوًا نشطًا في عملية التعلم، مكتسبًا مهارات التعلم البنائي، والمناقشة والحوار والتواصل، وتقبل وجهات النظر المختلفة، وتشكيل معرفة جديدة من خلال خبراته العلمية، ومشاركة المعرفة مع الآخرين، ويكون قادرًا للانخراط في المجتمعات التنافسية العالمية كل حسب ميوله ورغباته.
وقالت الدكتورة فاطمة بنت محمد الكاف أستاذة مساعد في كلية التربية قسم المناهج والتدريس بجامعة السلطان قابوس: طورت تقنيات التعليم خلال العقد الماضي بشكل سريع، وأصبح على المعلم استخدام تكنولوجيا المعدات والأجهزة بفاعلية عند تقديم التعليم، وهناك على الأقل خمس تقنيات يمكن للمعلم أن يستخدمها، وهي المواد المطبوعة مثل البرامج التعليمية، ودليل الدروس، والمقررات الدراسية، والتكنولوجيا المعتمدة على الصوت تكنولوجيا السمعيات مثل الأشرطة والبث الإذاعي، والتلفونات، بالإضافة إلى الرسوم الإلكترونية مثل اللوحة الإلكترونية، والفاكس، وتكنولوجيا الفيديو مثل التلفزيون التربوي، والتلفزيون العادي، والفيديو المتفاعل، وأشرطة الفيديو وأقراص الفيديو، ومن التقنيات أيضًا الحاسوب وشبكاته التي تتضمن الحاسوب التعليمي، ومناقشات البريد الإلكتروني، وشبكة الإنترنت ومناقشات الفيديو الرقمي.
وإذا كانت هناك طرق متعددة مشهورة للتدريس، فإن ذلك يرجع في الأصل إلى أفكار المربين عبر العصور عن الطبيعة البشرية، وطبيعة المعرفة ذاتها، كما يرجع إلى ما توصل إليه علماء النفس عن ماهية التعلم، وهذا ما يجعلنا نقول أن هناك جذورًا تربوية ونفسية لطرائق التدريس.
أصبح استخدام التقنيات الحديثة في طرق التعليم من الأساليب التي تعزز مهارات التعلم والفهم لدى الطالب، لذا يلجأ المعلمون إلى التقانة الحديثة في تدريس بعض المناهج لفاعليتها في تنشيط الحواس، وتنمية التفكير الإبداعي، ورفع المستوي التحصيلي.
ولعل الجائحة أتاحت فرصة البحث عن أساليب تكنولوجية حديثة لخلق بيئة تعليمية متطورة للبحث، واستكشاف كل ما هو جديد في عالم التقانة التعليمية الحديثة.
"عمان" التقت مع معلمات وأكاديميات للحديث عن مدى فاعلية استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم، وأبرز الجوانب الإيجابية لتطبيقاتها.
قالت هدى العبرية معلمة مهارات حياتية: تعد الأنشطة من الملامح العامة والمميزة لمواد التعلم بالتقنيات الحديثة التي تساعد على التعلم النشط، وتشجع الطالب على البحث والتفاعل أثناء عملية التعلم، فمهما كانت طبيعة المحتوى إلا أنها ستكون أكثر فاعلية إذا دفعنا الطالب ليكون متعلمًا نشطًا إيجابيًا لا مجرد مستقبل.
ولا يزال بعض المعلمين وأولياء أمور الطلبة يعتقدون أن التقنية تعيق وصول المعلومة، وتهدر وقت التعلم، بينما أثبتت الممارسات التعليمية والتعلم عن بُعد في جائحة كورونا أن استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة داخل أو خارج القاعة الدراسية للتعلم ساعدت في تعزيز عملية التعلم.
وترى أسماء بنت محكوم السليمانية معلمة مادة الكيمياء أن استخدام آليات جديدة في التعليم تساعد على رفع المستوى التحصيلي للطالب من خلال عمل أنشطة صفية من روابط إلكترونية، وعمل اختبارات إلكترونية، بالإضافة إلى عمل ألعاب إلكترونية لرفع إدراك الطالب ومعارفه، فمثلًا في الكيمياء نستخدم مختبرًا افتراضيًا إلكترونيًا؛ لعمل التجارب وبرامج أخرى لرسم مدارات الإلكترونات، وتعزيز الطلبة بحيث تعطي نتائجًا فورية لنتائج تعلمهم، وهذا يساعد المعلم على تقييم الطلبة بشكل أسرع.
وتوضح حليمة المغدرية أن تطبيق التكنولوجيا مع طلبة المراحل الأولى في التعليم، يسهم في النهوض بهذا "الجيل الرقمي"، خاصة وأنّ من المعروف أنّ الطالب في مراحله الأولى كثير الحركة والنشاط، وقد تسهم هذه التكنولوجيا في تفريغ طاقاته الإبداعية بشكل أكثر إيجابيّة، وتنمية التفكير الإبداعي لديه. وهناك طرق سهلة و بسيطة يمكن اتباعها من طرف المدرسين للعمل على إدخال التكنولوجيا إلى الفصول الدراسية، كتوظيف البرامج والتطبيقات الإلكترونية المختلفة من فيديوهات وصور وبرامج الألعاب التعليمية المختلفة التي تجذب انتباه الطالب أكثر من تلقي المعلومة مباشرة من المعلم بشكل تلقيني.
وكشفت عبير الناعبية أن التكنولوجيا في التعليم استطاعت خلق بيئة تعليمية متطورة وأكثر فاعلية، وتطبيق الوسائل التكنولوجية بالطرق الصحيحة وبالأسلوب الذي يتناسب مع المواد العلمية التي تختلف مع اختلاف المواد الدراسية، فمثلًا بعض المواد يجب أن يتم دراستها في المعامل الحديثة المخصصة لها، مثل مادة العلوم و الرياضيات التي تحتاج إلى وسائل للعرض. كما إن للتقنيات الحديثة دور هام ورئيسي في توفير مصدر غزير من المعلومات التي يجب أن يكون الطالب والمعلم على وعي بها، وسهلت تطبيق المناهج الدراسية الحديثة، وفتحت آفاقاً جديدة بين الطالب والمعلم حتى يكونا على اتصال مباشر وذلك من خلال استخدام شبكات الإنترنت الخاصة.
بعد الجائحة
وذكرت سعاد القلهاتية (صعوبات تعلم): إن العديد من برامج التعلم عن بُعد التي ظهرت كحل بديل للتعليم الحضوري في جائحة كوفيد19 جمعت بين أنواع مختلفة من التكنولوجيا أو الوسائط في مسار متنوع كالمنصات التعليمية، ومواقع الإنترنت وتطبيقات الهاتف الذكي، وربما كان التحدي الأكبر ليس المادة العلمية وتوفرها كوسائط متعددة بل قلة خبرات ومهارة المعلمين في استخدامها وخاصة فيما يتعلق بالبث المباشر، وتفعيل أدواته وهذا ما أدى إلى تفاوت كفاءة تقديم المادة العلمية والمناهج بشكل عام وفقا لكفاءة المعلم، وتمكنه من الأدوات التقنية، وشكّل تحديًا وحافزًا للكثير من تطوير مهاراته الرقمية من خلال الاطلاع على تجارب الزملاء، والانضمام لدورات التعلم عن بُعد التي انتشرت وبشكل مجاني في العديد من المنصات في جميع المحافظات التعليمية، وكذلك الحراك الفاعل من مراكز التدريب بتقديم العديد من البرامج الداعمة للمعلم، وتزويده بالكفايات المعينة لتفعيل التعلم عن بُعد بما يضمن تحقق الأهداف التعليمية واستمرار عملية التعلم.
وقالت كاملة بنت خليفة السيابية: أحدثت الجائحة نقلة نوعية في الخبرات، واستكشاف ما هو جديد في عالم التقانة الحديثة، حيث استطاعت التكنولوجيا خلق بيئة تعليمية متطورة عن استخدام التقنيات القديمة، ويمكن ربط التقانة الحديثة مع الأنشطة الترفيهية التعليمية من خلال عرض برامج وتطبيقات مستحدثة تحث الطالب على حب التعلم بأسلوب مشوق ومحفز له على التعلم، وللمعلم دور بارز في خلق بيئة تعليمية محفزة له على التعلم من خلال تطبيقات وبرامج المايكروسوفت.
وأشارت عائشة بنت عيسى الكيومية إلى أن التقانة الحديثة أضافت عنصر المتعة والتشويق لدى الطلبة، كما سهلت توفير كل ما تحتاجه في البيئة الصفية من الأنشطة الترفيهية؛ لتحقيق أهداف الدرس ممزوجة بتنوع البرامج والتطبيقات المشوقة التي تشد الطالب لها، ويستطيع المعلم تقنين هذه التقانة بما يناسب طلابه من استراتيجيات متنوعة للدرس أو استخدام تطبيقات لتعزيز والانضباط في الصف مضيفةً: من بعد الجائحة أصبحت للتقانة نقلة كبيرة في التدريس سهلت للمعلم طرق واستراتيجيات للتدريس، مما زاد شغف المعلم للبحث، والاطلاع على ما هو جديد في التقانة من خلال التواصل مع حسابات في التواصل الاجتماعي من دول أخرى أو المشاركة في دورات عن طريق التعلم عن بُعد والاستفادة من خبراتهم.
وقالت فاطمة سالم الحوسنية معلمة لغة عربية: إن تكنولوجيا التعليم تلعب دورًا رئيسيًا في تنشيط حواس الطالب، لتعامله المباشر معها وتثير انتباه، وتجذبه فتضمن بذلك استمرار وتركيز انتباهه على المادة العلمية والمعروضة عليه، والطالب اليوم يعيي أهمية التكنولوجيا في حياته التعليمية والتعلمية، ويعتمد عليها بنسبة كبيرة وكذلك المعلم وأهمها استخدام التكنولوجيا، وتوظب في التعليم بطريقة صحيحة، وهنا يتطلب بعض الابتكار من المعلمين، ومع تقدم العلم أصبحت التكنولوجيا من أساسيات الحياة اليومية، حيث سارعت سلطنة عمان إلى التجارب مع تلك الجائحة باتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، واعتماد تطبيق نظام التعليم المدمج، وتفعيل المنصات التعليمية وتوظيفها في تعليم أبنائنا الطلبة بما يتفق مع الخطط التربوية الموضوعة، وتحقيق ذلك عبر منصتي "منظرة الصفوف الحلقة الأولى من (1-4)، ومنصة كلاس روم لصفوف الحلقة الثانية، والتعليم ما بعد الأساسي، وتقديم حزمة من البرامج التدريبية عن بُعد للهيئات التدريبية والإشرافية والإدارية لتمكنهم من إيجاد طرق مبتكرة للتعليم.
استراتيجيات التدريس
وقالت بدرية الحضرمية مديرة مدرسة مدينة السلطان قابوس للتعليم الأساسي (1-4): أصبح للتكنولوجيا دورًا هامًا وفعالًا في تطوير المنظومة التعليمية وتحقيق أهدافها. وقد سعت إدارة المدرسة من أجل توفير وسائل التقانة الحديثة مثل الشاشات التعليمية، والشاشة التفاعلية، والبروجتر التفاعلي، وتدريب العاملين بالمدرسة على كيفية استخدامها. كما أنها سعت على إشراك المعلمات في برامج إنمائية وكيفية تفعيل التقانة الحديثة في التدريس.
وبينت عائشة حمود المقيمية مديرة مدرسة عبيدة بنت مسلم صباحي أن إدارة المدرسة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطبيق المعلمات لأساليب واستراتيجيات تدريس حديثة، وذلك من خلال تنفيذ العديد من المشاغل والحلقات التدريبية في فرق عمل مختلفة حسب كل تخصصه، ثم متابعة أثر ذلك التدريب أثناء الزيارات الإشرافية، وقياس مدى تقدم أداء المعلمة والمستويات التحصيلية للطلبة، كما تحفز إدارة المدرسة المعلمات المبادرات لتنفيذ المشروعات التربوية التي تهدف لتجويد الأساليب الحديثة في التدريس بالدعم الفني والتكريم المستمر.
التقنيات الناشئة
وقالت الدكتورة ميمونة العبرية أستاذة مساعد في تكنولوجيا التعليم والتعلم بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس: نظرا للتطور التكنولوجي المتسارع في التعليم وظهور بما يسمى "التقنيات الناشئة"، فإن اتباع الطرق الحديثة من استراتيجيات التعلم وطرق التدريس المبنية على نظريات التعلم التي تواكب هذا التطور التكنولوجي أصبح ضرورة ملحة، وليس خيار للمعلمين، ويجب على المعلمين اكتساب مبادئ النظرية البنائية القائمة على التعلم النشط والبنائي والتعاوني والحقيقي والموجه بتوظيف التكنولوجيا المناسبة لتنفيذ استراتيجيات التعلم وأنشطة التعلم المرتبطة بها بفاعلية، من أجل إعداد جيل لديه مهارات التفكير العليا، ويكون قادرًا على تطبيقها في سياقات أخرى خارج حدود الفصل الدراسي، وبالتالي فإن الطالب يكون عضوًا نشطًا في عملية التعلم، مكتسبًا مهارات التعلم البنائي، والمناقشة والحوار والتواصل، وتقبل وجهات النظر المختلفة، وتشكيل معرفة جديدة من خلال خبراته العلمية، ومشاركة المعرفة مع الآخرين، ويكون قادرًا للانخراط في المجتمعات التنافسية العالمية كل حسب ميوله ورغباته.
وقالت الدكتورة فاطمة بنت محمد الكاف أستاذة مساعد في كلية التربية قسم المناهج والتدريس بجامعة السلطان قابوس: طورت تقنيات التعليم خلال العقد الماضي بشكل سريع، وأصبح على المعلم استخدام تكنولوجيا المعدات والأجهزة بفاعلية عند تقديم التعليم، وهناك على الأقل خمس تقنيات يمكن للمعلم أن يستخدمها، وهي المواد المطبوعة مثل البرامج التعليمية، ودليل الدروس، والمقررات الدراسية، والتكنولوجيا المعتمدة على الصوت تكنولوجيا السمعيات مثل الأشرطة والبث الإذاعي، والتلفونات، بالإضافة إلى الرسوم الإلكترونية مثل اللوحة الإلكترونية، والفاكس، وتكنولوجيا الفيديو مثل التلفزيون التربوي، والتلفزيون العادي، والفيديو المتفاعل، وأشرطة الفيديو وأقراص الفيديو، ومن التقنيات أيضًا الحاسوب وشبكاته التي تتضمن الحاسوب التعليمي، ومناقشات البريد الإلكتروني، وشبكة الإنترنت ومناقشات الفيديو الرقمي.
وإذا كانت هناك طرق متعددة مشهورة للتدريس، فإن ذلك يرجع في الأصل إلى أفكار المربين عبر العصور عن الطبيعة البشرية، وطبيعة المعرفة ذاتها، كما يرجع إلى ما توصل إليه علماء النفس عن ماهية التعلم، وهذا ما يجعلنا نقول أن هناك جذورًا تربوية ونفسية لطرائق التدريس.