يلزمنا المنطق أن نعترف بأن كل امرأة في هذا الكون تستحق التكريم والعناية والاحتفاء بها، كون المرأة مسؤولة عن الحفاظ على الجنس البشري وعلى استمرارية التناسل والحياة على هذا الكوكب، فهي المُرضعة والمربية والحنونة، إضافة إلى كون النساء ملاذات آمنة للعاطفة والحب على مدار التاريخ. فأقيمت لأجلهن الصروح المعمارية وكُتِبت فيهن أجمل الكلمات، ورسمت لهن أبدع اللوحات، بل يقول عالم الاجتماع والأنثربولوجيا الفرنسي كلود ليفي شتراوس " إن لقاء الرجل والمرأة هو الأرضية التي التقت عليها الطبيعة والثقافة أول مرة، بل ونقطة البداية وأصل الثقافة بأسرها"، ويشاركه الكاتب البولندي زيجمونت باومان (1925-2017) في الفكرة ذاتها إذ كتب باومان في كتاب سلسلة السيولة "ولدت الثقافة من لقاء الرجل والمرأة وفي ذلك اللقاء أبدعت الثقافة لأول مرة فن التمايز".
يتوجب أن تكرم المرأة كل يوم وليس في يوم محدد، والمرأة الجديرة بالتكريم قبل غيرها هي المرأة التي تصنع من ضعفها مجدا ومن وهنها قوة، وتقيم على رصيف المعاناة تماثيل النصر والنجاح. فالمرأة الأرملة التي فقدت زوجها وربت صغارها اليتامى حتى أكملوا دراستهم وانطلقوا في الحياة بنجاح تستحق التكريم، فهي ضحت بعمرها وحياتها وتخلت عن رغباتها لأجل أبنائها، والمرأة الجديرة بالتكريم أيضا المرأة المُعلمة التي تركت أهلها وأولادها وذهبت لأداء مهنة التعليم - أنبل رسالة في الوجود- في مناطق نائية تفتقر إلى الخدمات الأساسية، وأقامت في منطقة لا تعرفها وخلقت معارف وأهالي جددا. والنساء المستحقات للتكريم أيضا الطالبات المتغربات لأجل العلم والمعرفة، يذهبن بعيدا لينقلن المعارف والخبرات للوطن. والمرأة الجديرة بالتكريم أيضا الطبيبة والممرضة اللتان تُعرضان حياتهما للخطر وهما على تماس مباشر مع المرضى والأمراض الفتاكة، فتواصلان عملهما في بيئة تُستجدى فيها البسمة والفرح. والنساء المستحقات للتكريم أيضا ربات البيوت اللواتي يبقين في ديارهن في عمل دؤوب لأجل راحة الأبناء والأهل والزوج والأخوة، والمرأة التي تستحق التكريم أيضا الراعية التي تصحى مع الفجر وتهتم بكل شؤون الماشية ثم تسرح بها إلى الجبال والأودية وتؤوب في المساء، مثلها مثل الفلاحة في الحقل والمزرعة. والمرأة الجديرة بالاحترام الشرطية والجندية وممن يعمل في السلك العسكري والأمني، والمرأة الجديرة بالتكريم المحاضرة في الجامعة والفنية المختبرات والمهندسة أينما قادها تخصصها، والموظفة في مكاتب المؤسسات العامة أو الخاصة، والمرأة المستحقة للتكريم أيضا المرأة النشطة لأجل تحديث القوانين والتشريعات وتطالب بتعديلها للحصول على المزيد من الحقوق والعدالة، والمرأة المطلوب تكريمها الرسامة والكاتبة والراوية التي تحكي للأطفال حكايات الماضي وتنقل إليهم الثقافة التي تلقتها في صغرها، وهي بذلك تُمثل مكتبة وذاكرة للماضي منوط بها مهمة التجسير بين الأجيال، ومن استمع مثلي لحكايات الجدات والخالات والأمهات والأخوات الكبيرات يدرك معنى ذلك. والمرأة المستحقة للتكريم أيضا الحرفية الصانعة والمنتجة لصناعات حرفية تُعبّر عن الثقافة المجتمعية، فهي بحرفتها ومهاراتها لا تقدم لنا منتجا ماديا فحسب، بل معرفة ثقافية مصاحبة للحرفة والمهنة.
إن التكريم المستحق للمرأة لا يرتبط بالمقابل المادي، بل التكريم المعنوي فالمرأة العاملة تستحق العمل في ظروف مناسبة تراعي حاجاتها الفيسيولوجية والنفسية، كما أنها بحاجة للتفرغ من العمل أثناء الحمل وبعد الولادة، وربة البيت تحتاج إلى معونة مادية ومعنوية معا.
فالمجتمع السليم هو المجتمع الذي يتعاون طرفاه للنهوض به وتقديم الأفضل له. نُذكر فقط بأن المرأة في مجتمعات أخرى أنقذت شعوبها من الضياع، ففي ألمانيا على سبيل المثال أعادت المرأة الألمانية بناء ألمانيا من جديد بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، فمعظم الرجال إما أسرى لدى الحلفاء أو جرحى أو قتلوا في الحرب، لهذا قامت ألمانيا على أكتاف النساء وجهودهن.
أخيرا نقول إن المرأة الجديرة بالتقدير امرأة مجهولة بالنسبة لنا ولا نعرفها ولكنها تستحق المكانة العالية الرفيعة، نظيرا لما تقدمه لنفسها ومجتمعها.
يتوجب أن تكرم المرأة كل يوم وليس في يوم محدد، والمرأة الجديرة بالتكريم قبل غيرها هي المرأة التي تصنع من ضعفها مجدا ومن وهنها قوة، وتقيم على رصيف المعاناة تماثيل النصر والنجاح. فالمرأة الأرملة التي فقدت زوجها وربت صغارها اليتامى حتى أكملوا دراستهم وانطلقوا في الحياة بنجاح تستحق التكريم، فهي ضحت بعمرها وحياتها وتخلت عن رغباتها لأجل أبنائها، والمرأة الجديرة بالتكريم أيضا المرأة المُعلمة التي تركت أهلها وأولادها وذهبت لأداء مهنة التعليم - أنبل رسالة في الوجود- في مناطق نائية تفتقر إلى الخدمات الأساسية، وأقامت في منطقة لا تعرفها وخلقت معارف وأهالي جددا. والنساء المستحقات للتكريم أيضا الطالبات المتغربات لأجل العلم والمعرفة، يذهبن بعيدا لينقلن المعارف والخبرات للوطن. والمرأة الجديرة بالتكريم أيضا الطبيبة والممرضة اللتان تُعرضان حياتهما للخطر وهما على تماس مباشر مع المرضى والأمراض الفتاكة، فتواصلان عملهما في بيئة تُستجدى فيها البسمة والفرح. والنساء المستحقات للتكريم أيضا ربات البيوت اللواتي يبقين في ديارهن في عمل دؤوب لأجل راحة الأبناء والأهل والزوج والأخوة، والمرأة التي تستحق التكريم أيضا الراعية التي تصحى مع الفجر وتهتم بكل شؤون الماشية ثم تسرح بها إلى الجبال والأودية وتؤوب في المساء، مثلها مثل الفلاحة في الحقل والمزرعة. والمرأة الجديرة بالاحترام الشرطية والجندية وممن يعمل في السلك العسكري والأمني، والمرأة الجديرة بالتكريم المحاضرة في الجامعة والفنية المختبرات والمهندسة أينما قادها تخصصها، والموظفة في مكاتب المؤسسات العامة أو الخاصة، والمرأة المستحقة للتكريم أيضا المرأة النشطة لأجل تحديث القوانين والتشريعات وتطالب بتعديلها للحصول على المزيد من الحقوق والعدالة، والمرأة المطلوب تكريمها الرسامة والكاتبة والراوية التي تحكي للأطفال حكايات الماضي وتنقل إليهم الثقافة التي تلقتها في صغرها، وهي بذلك تُمثل مكتبة وذاكرة للماضي منوط بها مهمة التجسير بين الأجيال، ومن استمع مثلي لحكايات الجدات والخالات والأمهات والأخوات الكبيرات يدرك معنى ذلك. والمرأة المستحقة للتكريم أيضا الحرفية الصانعة والمنتجة لصناعات حرفية تُعبّر عن الثقافة المجتمعية، فهي بحرفتها ومهاراتها لا تقدم لنا منتجا ماديا فحسب، بل معرفة ثقافية مصاحبة للحرفة والمهنة.
إن التكريم المستحق للمرأة لا يرتبط بالمقابل المادي، بل التكريم المعنوي فالمرأة العاملة تستحق العمل في ظروف مناسبة تراعي حاجاتها الفيسيولوجية والنفسية، كما أنها بحاجة للتفرغ من العمل أثناء الحمل وبعد الولادة، وربة البيت تحتاج إلى معونة مادية ومعنوية معا.
فالمجتمع السليم هو المجتمع الذي يتعاون طرفاه للنهوض به وتقديم الأفضل له. نُذكر فقط بأن المرأة في مجتمعات أخرى أنقذت شعوبها من الضياع، ففي ألمانيا على سبيل المثال أعادت المرأة الألمانية بناء ألمانيا من جديد بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، فمعظم الرجال إما أسرى لدى الحلفاء أو جرحى أو قتلوا في الحرب، لهذا قامت ألمانيا على أكتاف النساء وجهودهن.
أخيرا نقول إن المرأة الجديرة بالتقدير امرأة مجهولة بالنسبة لنا ولا نعرفها ولكنها تستحق المكانة العالية الرفيعة، نظيرا لما تقدمه لنفسها ومجتمعها.