ـ مواطنون يدعون إلى ضرورة التصدي لها ومكافحة استيطانها للمناطق المأهولة بالسكان -

عبر مواطنون عن استيائهم لانتشار الكلاب السائبة بشكل مخيف، وبأعداد كبيرة بين الأحياء السكنية والأماكن المنخفضة مسببة القلق والخوف لهم ولأطفالهم، ناهيك عن إزعاجها الشديد بالنباح المتواصل ليلاً وحتى ساعات الصباح الأولى، مطالبين بإيجاد الحلول السريعة لحل هذه الظاهرة وبمشاركة جميع الجهات المختصة.

وقالت نهى بنت يوسف الزدجالية: إن الكلاب الضالة التي تستوطن بعض الأماكن المنخفضة في الحارات والمناطق السكنية المأهولة بالسكان تشكل خطرًا محدقًا، حيث تكون معظمها مسعورة وشرسة تهاجم بسرعة، لذلك وجب التعامل معها من قبل الجهات المعينة وإيجاد الحلول الفعالة لمواجهة خطرها.

وأضاف سعيد بن ناصر السيابي: إن انتشار الكلاب الضالة في الأحياء السكنية يؤرق الأهالي، وتشكل هذه الظاهرة هاجسًا كبيرًا للأهالي مما قد تسببه من أضرار خاصة على الأطفال، وما تلحقه بهم إصابات، فيخاف معظم الأطفال اللعب خارجًا بسببها وانتشارها الكبير بشكل مجموعات كبيرة.

ظاهرة مقلقة !

وأشار سعود بن حمد الناعبي: أصبح انتشار الكلاب الضالة ظاهرة مقلقة بعد ازدياد أعدادها وانتشارها بين الأحياء السكنية، وخاصة قرب حاويات النفايات، وتخريبها وبعثرة المخلفات والقمامة على الأرض أثناء بحثها عن الطعام، وأعاني منها بسبب خوف أبنائي، حيث تهاجمهم في الصباح الباكر عند توجههم لمدارسهم، فيرفضون الذهاب بالحافلة المدرسية، ويصرون على مرافقتي لهم يوميًا.

ويضيف محمد بن سالم الراسبي: إنه تعرض لهجوم من مجموعة كلاب أثناء ممارسته للرياضة ليلًا، فمع هجوم ما يقارب من 10 كلاب ضالة أصبت بالرعب الشديد، ولم أتحرك من مكاني خوفًا من ردة فعلها ونجوت منها بسلام، وأتخيل أن يمر بموقفي امرأة أو طفل صغير، فماذا ستكون ردة فعلهم وطريقتهم للنجاة ؟

ويقول هلال بن محمد الفارسي: إن بعض الكلاب تحمل أمراضًا خطيرةً بعضها يؤدي إلى الوفاة، أو قد تسبب إعاقات دائمة، ناهيك عن إزعاجها المستمر من الليل إلى الفجر، وصوت نباحها يؤرق نومنا، ويخيف أطفالنا، والمخيف في الأمر سرعة تكاثرها وانتشارها الكبير.

حلول ومقترحات

وقالت بشرى بنت سعيد الهنائية: هناك حلول قد تكون مناسبة للتعامل مع الكلاب الضالة، وتتماشى مع حجم الضرر الذي تتسبب به، كتخصيص مأوى للحيوانات السائبة وفقًا لمعايير محددة، لضمان عدم إلحاق الضرر بها، وإبعادها بالطريقة الصحيحة عن المناطق السكنية، بالإضافة إلى تهذيبها وبيعها لمحبي الكلاب.

وذكر ماجد بن صالح المقبالي أن ترك الكلاب السائبة له أضرار وخيمة، وإن المواطنين والقاطنين يعانون من أضرار تسيب هذه الحيوانات التي تجوب الطرقات والشوارع واقتحامها المزارع وإتلافها المحاصيل وتسبب خسائر فادحة في تلك المحاصيل، كما أن أضرارها يتعدى المزارع، ويصل إلى المنازل لتتغذى على النباتات المزروعة حول المنزل، واقتحامها للحدائق والمتنزهات وإتلافها للمسطحات الخضراء.

وتقترح موزة بنت سالم البلوشية إقامة جمعيات معنية بالرفق بالحيوانات، وتقوم بتبني الكلاب الصغيرة وتربيتها، ومن ثم ترحيلها إلى الأماكن التي بها مأكل ومشرب، والبعض منها يتم تبنيها من أصحاب المزارع من أجل الحراسة وأغلبها تكون ذكورًا، وذلك للحد من انتشارها بين أروقة الأحياء السكنية.

وطرحت زينب بنت أحمد الغافرية فكرة عمل تفعيل جهاز مخصص للبحث عن الكلاب السائبة، أو بمشاركة الأهالي أثناء إبلاغهم عن أماكن وجودها، وتوزيع أقفاص في أماكن الشكوى لاصطيادها ومنع انتشارها بواسطة إيجاد مكان مخصص بعيدًا عن الأحياء السكنية المأهولة لتفادي تكاثرها، وتجنب مخاطرها.

رأي طبي

قال الدكتور زاهر بن عبدالله الخروصي طبيب استشاري طب الأسرة: تكمن خطورة داء الكلب على أنه مرض فيروسي معدٍ ينتقل من لعاب الحيوانات المسعورة إلى البشر عن طريق الخدش أو العض، وفي حالات أخرى قد ينتشر عند دخول اللعاب المصاب إلى جرح مفتوح أو الأغشية المخاطية مثل: الفم أو العينين، ويحدث إذا لعق حيوان مصاب بالعدوى جرحًا مفتوحًا في الجلد.

ويضيف: يمكن التعرف على الحيوان المصاب من خلال سلوكه العدواني المفرط وهياجه المستمر غير المبرر وإفرازات اللعاب الغزيرة.

ويجب التنويه بإن الوقاية خير من العلاج، ولذلك يجب الابتعاد عن الكلاب السائبة المسعورة قدر الإمكان وعدم إثارتها، بالإضافة إلى تحصين الحيوانات بمصل داء الكلب، وخاصة لمن يتعاملون معها مباشرة بحكم عملهم علاجًا وتربيةً.

ونوه الخروصي بضرورة عمل برامج تثقيفية عن سلوكيات الكلاب والوقاية من العض وتستهدف الأطفال والبالغين، وعمل برنامج للتطعيم المضاد لداء الكلب التي تسهم في خفض معدلات الإصابة بداء الكلب والأعباء المالية الناتجة عن علاج عض الكلاب، وتشمل أنشطة نشر الوعي بشأن الوقاية منه ومكافحته.

الأمراض المشتركة

وأكدت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على حماية المواطنين والمقيمين من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وخاصة الأمراض الخطيرة القاتلة مثل مرض السعار الذي يصيب الكلاب من خلال سن وتطبيق القوانين والتشريعات اللازمة لمكافحته والسيطرة عليه، وعمل برامج إرشادية لتوعية مربي الثروة الحيوانية بخطورة المرض وكيفية الوقاية منه، وتوفير لقاح السعار لتحصين الحيوانات المعرضة للعدوى حول بؤر الإصابة، بالإضافة إلى توفير مستلزمات التشخيص المخبري لسرعة فحص العينات من الحيوانات المشتبه بإصابتها بالسعار، والأهم من ذلك التنسيق مع المختصين بوزارة الصحة عند ثبوت حالات الإصابة بالسعار في الحيوانات لفحص المتعاملين مع هذه الحيوانات، والتنسيق مع المختصين لاتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء على القطط والكلاب السائبة أو الحيوانات البرية الشاردة بأماكن وجود الإصابات.

تعاون مستمر

وأكدت شرطة عمان السلطانية تعاونها مع كافة الجهات الحكومية المكلفة بالتعامل مع الكلاب السائبة، والتنسيق الدائم والمستمر إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

وتواصلت "عمان" مع بلدية مسقط للتعرف على عدد البلاغات المسجلة لدى مركز اتصالات مسقط بالبلدية المتعلقة بالحيوانات السائبة ولم تحصل على الرد بهذا الخصوص.