(1)
ماذا ستكتبون في يومياتكم؟ وهل كتابة اليوميات فعل جاد ومشروع حياة؟
حسنا، تُعد كتابة اليوميات من بين أحد أهم مصادر التخييل الإبداعي والتوثيق التاريخي. لذلك فإن محرك البحث جوجل يُسهل علينا خطوات كيفية تعلّم كتابة اليوميات من عدة مواقع، فيجري حصرها في فئات للمبتدئين وأخرى للمختصين، وتدرجها مواقع في النوع فتجملها في اثنتي عشرة نوعًا. أبسط هذه الأنواع حسب تقديري هي كتابة اليوميات العادية. ويلخصها جوجل في عدة خطوات، الأولى: تحرير يومياتك إما في مفكرة ورقية أو دفتر كلاسيكي مرقّم أو على الهاتف الذكي. الثانية: اختيار الأداة المناسبة للكتابة، الثالثة: اختيار نظام يومي مناسب بأن يُحدد المرء لنفسه الوقت والمكان المناسبين لتصفية الذهن بحيث تصبح العادة روتينًا يوميًا. الرابعة: وتتصل بسابقتها وتتمثل في خلق الظروف المحيطة المساعدة على الكتابة كالخصوصية وتوفر الهدوء وتجربة أكثر من موقع حتى يصل المرء للوضعية المثالية التي تناسبه. الخامسة: إذا توفر الدفتر المرّقم فهذا سيسهل ترتيب كتابة اليوميات بآلية جيدة أما إذا لم يتوفر فمن المهم وضع التاريخ وتحديد الساعة والدقيقة على دفتر اليوميات التي تقوم بكتابتها وهي قاعدة ذهبية يتعلّم معها المرء التركيز على أحداثه والوقوف عند النجاحات أو التكرارات أو المهملات أو التجاوزات التي مرّت معه في يومه. السادسة: البدء في الكتابة وهي خطوة تأسيسية أولى إذا كان المرء يريد الاكتفاء بالكتابة دون المراجعة، أما الذين يرغبون في متابعة تطورهم النفسي وما يجري معهم وقدرة استجابتهم على امتصاص غضب أو تكوين فكرة فالكتابة تتطور معهم تطورًا جيدًا. وقد تبدأ الكتابة بتدوين الخواطر بدقة شديدة فيكون الدفتر اليومي، كما يقول جوجل كأنه مساحة تُكتب فيها مشاعرك وخواطرك بشكل مجرّد وبسيط فقط لا غير. السابعة: كُّن مبدعًا: وهي طريقة تساعدك في تدريب نفسك على اختيار أسلوب الكتابة المحبب إليك؛ بيوتًا من الشعر أو سيناريوهات أو كتابات من العصف الذهني أو لوحات مرسومة. الثامنة: تعلّم متى تتوقف عن الكتابة فلا تستنزف طاقتك كلها إذا كنت حريص على مواظبة الكتابة يوميًا. التاسعة: عندما تتاح لك فرصة إعادة قراءة ما كتبته فلا تتردد، قمّ بذلك لأنك سوف تكتسب رؤيتك لمِا كتبته للمضي بجدية. العاشرة: استمر في الكتابة فكلما كرّست المزيد من المجهود والوقت للكتابة أصبحت عملية عالية القيمة أكثر، وحاول أن تجعل من كتابة اليوميات عادة ثابتة في حياتك وواظب على استمراريتها. ثم يختم أحد هذه المواقع بالقول الذي أقدرّه لا وجود لقواعد حقيقية لكتابة اليوميات، فافعل ذلك كما تشاء، واحرص على انتخاب ما تكتب فذلك عناء يستحق المثابرة والاستمرارية.
(2)
فيليب لوغون، المنظّر الرئيس لليوميات. وقد سبقته اجتهادات صغيرة. يشير محمود عبدالغني في مقالته (اليوميات الخاصة: هل يجب كتابة الحقيقة؟) إلى عام 1880م عندما نشر السويسري هنري إمييل يوميات له بعنوان: «شذرات من يوميات خاصة»، كما يومئ إلى الموقف الذي اتخذه فيرديناند برونتيير من كتابة لامرأة نشرت يومياتها الشخصية فوصف يومياتها بأنها: «مجرد جنس بسيط، أنثوي، طفولي». وهذا مؤشر واضح على استهجان اعترافات المرء الواقعية والمبالغة عند نشرها على العلن. تمركز جهد لوغون في كتابه: «السيرة الذاتية: الميثاق والتاريخ الأدبي» في الارتقاء بفنية السيرة الذاتية وعلاقتها مع أنواع المتلقين المتباينين، من جهة أخرى، فإن تركيز لوغون على الاهتمام باليوميات وبكتابة وتدوين تفاصيل المعيش اليومي والعادي والهامشي، هي وقفة تدعونا إلى الاهتمام بمكون الصحة النفسية للإنسان. أليست اليوميات شكل من أشكال الاعتراف الخاص؟ أليس في قيام المرء بتسجيل لحظات حميمية تجاه مواقف أو كلمات أو ميول أو خذلان أو صداقات ذابلة أو حبيب مسافر أو صديقة مريضة ما يكشف عن رغبة الإنسان في الاحتماء أو الاعتراف أو طلب الغفران من آخرين أو من الإله؟
من هذا المنطلق، يمكن اعتبار كتابة اليوميات، مسارًا مهما لعودة الإنسان إلى فعل الكتابة اليومي، ونقطة تحول لاتجاه علم النفس المعرفي والطبي الكشف عن إنسان العولمة الذي أخذ يذوب وينصهر برغم اليقينيات التي تقدمها له الحضارة. وسوف يكون شعار اليوميات على نحو من الأنحاء: أُكتب نفسك بكل ضعفك وقوتك.
(3)
رواية «الأيام» لطه حسين، أحد الكتب المؤسسة في كتابة اليوميات، صدرت عام 1929م وكتبها في ثلاثة أجزاء سرد فيها طفولته ونشأته وتعليمه في الأزهر ثم الخروج من القرية وصولًا إلى باريس. «يوميات نائب في الأرياف» لتوفيق الحكيم، صدرت عام 1937م، ويسرد فيها مؤلفها حياة النائب شريف وقصصه في سلك القضاء بالريف المصري. أما الشعر قاسم الشابي فقد وثق لخواطره ونقده للمجتمع في كتابه «مذكرات» الصادر عام 1966م، والناظر إلى تسلسل الكتاب سيجده مؤرخًا بأحداث تنطلق من الأول من يناير إلى السادس من فبراير عام 1930م. لغة الشابي الشاعرية تغلب على مذكراته الناقدة. والذين يعرفون غسان كنفاني الروائي والصحفي المناضل في سرده الجميل الأخاذ يمكنهم التعرف عليه عبر يومياته التي نشرتها مجلة الكرمل بعنوان «أوراق خاصّة غسان كنفاني يوميات 1959-1960م»، وفيها يسرد تفاصيل حياته ونضاله ومرضه وقضايا منها ما يتعلق بالموت والكتابة والحب والتدريس. أما الشاعر أمجد ناصر ففي يومياته «بيروت صغيرة بحجم اليد يوميات من حصار عام 1982م» يوميات يتداخل السياسي فيها بالثقافي والاجتماعي مع الوجودي، حيث الموت والحياة على كفة يد واحدة يسرد من خلالها أمجد ناصر صور بيروت المدينة النموذج الذي كان يمثِّل الديمقراطية، إلى سلعة يتقاسمها سماسرة العالم كله تارة باسم الحرية والمَدنية، وتارة باسم الشهادة! أما الروائي والشاعر المغربي الراحل محمّد خير الدين الذي يكتب بالفرنسية وتُترجم أعماله لاحقا إلى العربية فجاءت يومياته بطعم الصراع ما بين الموت والحياة. ففي «يوميات سرير الموت» يكتب ياسين عدنان عنها قائلا: «... لكن الأعمال الأدبية المكتوبة على خط التماس بين الحياة والموت، تلك التي تكتب الموت وتعيشه في الآن نفسه تبقى نادرة. وقد يكون من أجملها يوميات سرير الموت «...» فيها تمحّي الحدود بين الهشاشة والقوة، بين التوتر والسلم الداخلي.. «...» لم يتردد خير الدين في وصف نفسه في اليوميات بالكلب العجوز الذي يئن من الداء وحيدًا أعزل...إلخ.
ومن عُمان تُعدُّ ثلاثية الأديب محمد الحارثي «عين وجناح: رحلات في الجزر العذراء، زنجبار، تايلاند، فيتنام، الأندلس والربع الخالي»، ومحيط كتمندو، وفلفل أزرق.. رحلتان في سَيلان» المرتكز الأبرز حضورًا في كتابة ليوميات يتمظهر عبرها سيرة للمكان والجغرافيا ممثلًا في أدب الرحلات. حيث يسرد الحارثي بأسلوبه الممزوج باللغة العربية والدارجة المحلية في بعض المواقع الكثير من المواقف والتناقضات عن الناس واختلاف عاداتهم في الطعام واللباس والفن والعشق، عبر الأماكن التي ذهب إليها وعاش فيها.
والقائمة تطول بأسماء شعراء وروائيين ورسامين وفلاسفة ومؤرخين وجدوا في كتابتهم ليومياتهم الحرية وإبداء الرأي في العديد من القضايا والأفكار التي لم يعلنوا التصريح عنها بوضوح، فمنها من ظلت في الأدراج، ومنها مت تم توظيفه في الأدب والفن والسياسة والمطبخ، نشير إليهم للتمثيل لا الحصر وهم: الروائي المغربي «عبداللطيف اللعبي في «شاعر يمرّ»، والشاعر الفلسطيني محمود درويش في «يوميات الحزن العادي»، وأحمد المديني في «فِتَّن كاتب عربي في باريس»، وسوزان سونتاغ في «ولادة ثانية»، ووليد سيف في الشاهد المشهود- سيرة ومراجعات فكرية»، ويوميات سعدالله ونوس، و«اعترافات» القديس أوغسطين، و «الاعترافات» لجان جاك روسو، و«مذكرات كاتبة» لفرجينيا وولف، وفرانز كافكا في يومياته، وغيرهم. وللحديث بقية...
ماذا ستكتبون في يومياتكم؟ وهل كتابة اليوميات فعل جاد ومشروع حياة؟
حسنا، تُعد كتابة اليوميات من بين أحد أهم مصادر التخييل الإبداعي والتوثيق التاريخي. لذلك فإن محرك البحث جوجل يُسهل علينا خطوات كيفية تعلّم كتابة اليوميات من عدة مواقع، فيجري حصرها في فئات للمبتدئين وأخرى للمختصين، وتدرجها مواقع في النوع فتجملها في اثنتي عشرة نوعًا. أبسط هذه الأنواع حسب تقديري هي كتابة اليوميات العادية. ويلخصها جوجل في عدة خطوات، الأولى: تحرير يومياتك إما في مفكرة ورقية أو دفتر كلاسيكي مرقّم أو على الهاتف الذكي. الثانية: اختيار الأداة المناسبة للكتابة، الثالثة: اختيار نظام يومي مناسب بأن يُحدد المرء لنفسه الوقت والمكان المناسبين لتصفية الذهن بحيث تصبح العادة روتينًا يوميًا. الرابعة: وتتصل بسابقتها وتتمثل في خلق الظروف المحيطة المساعدة على الكتابة كالخصوصية وتوفر الهدوء وتجربة أكثر من موقع حتى يصل المرء للوضعية المثالية التي تناسبه. الخامسة: إذا توفر الدفتر المرّقم فهذا سيسهل ترتيب كتابة اليوميات بآلية جيدة أما إذا لم يتوفر فمن المهم وضع التاريخ وتحديد الساعة والدقيقة على دفتر اليوميات التي تقوم بكتابتها وهي قاعدة ذهبية يتعلّم معها المرء التركيز على أحداثه والوقوف عند النجاحات أو التكرارات أو المهملات أو التجاوزات التي مرّت معه في يومه. السادسة: البدء في الكتابة وهي خطوة تأسيسية أولى إذا كان المرء يريد الاكتفاء بالكتابة دون المراجعة، أما الذين يرغبون في متابعة تطورهم النفسي وما يجري معهم وقدرة استجابتهم على امتصاص غضب أو تكوين فكرة فالكتابة تتطور معهم تطورًا جيدًا. وقد تبدأ الكتابة بتدوين الخواطر بدقة شديدة فيكون الدفتر اليومي، كما يقول جوجل كأنه مساحة تُكتب فيها مشاعرك وخواطرك بشكل مجرّد وبسيط فقط لا غير. السابعة: كُّن مبدعًا: وهي طريقة تساعدك في تدريب نفسك على اختيار أسلوب الكتابة المحبب إليك؛ بيوتًا من الشعر أو سيناريوهات أو كتابات من العصف الذهني أو لوحات مرسومة. الثامنة: تعلّم متى تتوقف عن الكتابة فلا تستنزف طاقتك كلها إذا كنت حريص على مواظبة الكتابة يوميًا. التاسعة: عندما تتاح لك فرصة إعادة قراءة ما كتبته فلا تتردد، قمّ بذلك لأنك سوف تكتسب رؤيتك لمِا كتبته للمضي بجدية. العاشرة: استمر في الكتابة فكلما كرّست المزيد من المجهود والوقت للكتابة أصبحت عملية عالية القيمة أكثر، وحاول أن تجعل من كتابة اليوميات عادة ثابتة في حياتك وواظب على استمراريتها. ثم يختم أحد هذه المواقع بالقول الذي أقدرّه لا وجود لقواعد حقيقية لكتابة اليوميات، فافعل ذلك كما تشاء، واحرص على انتخاب ما تكتب فذلك عناء يستحق المثابرة والاستمرارية.
(2)
فيليب لوغون، المنظّر الرئيس لليوميات. وقد سبقته اجتهادات صغيرة. يشير محمود عبدالغني في مقالته (اليوميات الخاصة: هل يجب كتابة الحقيقة؟) إلى عام 1880م عندما نشر السويسري هنري إمييل يوميات له بعنوان: «شذرات من يوميات خاصة»، كما يومئ إلى الموقف الذي اتخذه فيرديناند برونتيير من كتابة لامرأة نشرت يومياتها الشخصية فوصف يومياتها بأنها: «مجرد جنس بسيط، أنثوي، طفولي». وهذا مؤشر واضح على استهجان اعترافات المرء الواقعية والمبالغة عند نشرها على العلن. تمركز جهد لوغون في كتابه: «السيرة الذاتية: الميثاق والتاريخ الأدبي» في الارتقاء بفنية السيرة الذاتية وعلاقتها مع أنواع المتلقين المتباينين، من جهة أخرى، فإن تركيز لوغون على الاهتمام باليوميات وبكتابة وتدوين تفاصيل المعيش اليومي والعادي والهامشي، هي وقفة تدعونا إلى الاهتمام بمكون الصحة النفسية للإنسان. أليست اليوميات شكل من أشكال الاعتراف الخاص؟ أليس في قيام المرء بتسجيل لحظات حميمية تجاه مواقف أو كلمات أو ميول أو خذلان أو صداقات ذابلة أو حبيب مسافر أو صديقة مريضة ما يكشف عن رغبة الإنسان في الاحتماء أو الاعتراف أو طلب الغفران من آخرين أو من الإله؟
من هذا المنطلق، يمكن اعتبار كتابة اليوميات، مسارًا مهما لعودة الإنسان إلى فعل الكتابة اليومي، ونقطة تحول لاتجاه علم النفس المعرفي والطبي الكشف عن إنسان العولمة الذي أخذ يذوب وينصهر برغم اليقينيات التي تقدمها له الحضارة. وسوف يكون شعار اليوميات على نحو من الأنحاء: أُكتب نفسك بكل ضعفك وقوتك.
(3)
رواية «الأيام» لطه حسين، أحد الكتب المؤسسة في كتابة اليوميات، صدرت عام 1929م وكتبها في ثلاثة أجزاء سرد فيها طفولته ونشأته وتعليمه في الأزهر ثم الخروج من القرية وصولًا إلى باريس. «يوميات نائب في الأرياف» لتوفيق الحكيم، صدرت عام 1937م، ويسرد فيها مؤلفها حياة النائب شريف وقصصه في سلك القضاء بالريف المصري. أما الشعر قاسم الشابي فقد وثق لخواطره ونقده للمجتمع في كتابه «مذكرات» الصادر عام 1966م، والناظر إلى تسلسل الكتاب سيجده مؤرخًا بأحداث تنطلق من الأول من يناير إلى السادس من فبراير عام 1930م. لغة الشابي الشاعرية تغلب على مذكراته الناقدة. والذين يعرفون غسان كنفاني الروائي والصحفي المناضل في سرده الجميل الأخاذ يمكنهم التعرف عليه عبر يومياته التي نشرتها مجلة الكرمل بعنوان «أوراق خاصّة غسان كنفاني يوميات 1959-1960م»، وفيها يسرد تفاصيل حياته ونضاله ومرضه وقضايا منها ما يتعلق بالموت والكتابة والحب والتدريس. أما الشاعر أمجد ناصر ففي يومياته «بيروت صغيرة بحجم اليد يوميات من حصار عام 1982م» يوميات يتداخل السياسي فيها بالثقافي والاجتماعي مع الوجودي، حيث الموت والحياة على كفة يد واحدة يسرد من خلالها أمجد ناصر صور بيروت المدينة النموذج الذي كان يمثِّل الديمقراطية، إلى سلعة يتقاسمها سماسرة العالم كله تارة باسم الحرية والمَدنية، وتارة باسم الشهادة! أما الروائي والشاعر المغربي الراحل محمّد خير الدين الذي يكتب بالفرنسية وتُترجم أعماله لاحقا إلى العربية فجاءت يومياته بطعم الصراع ما بين الموت والحياة. ففي «يوميات سرير الموت» يكتب ياسين عدنان عنها قائلا: «... لكن الأعمال الأدبية المكتوبة على خط التماس بين الحياة والموت، تلك التي تكتب الموت وتعيشه في الآن نفسه تبقى نادرة. وقد يكون من أجملها يوميات سرير الموت «...» فيها تمحّي الحدود بين الهشاشة والقوة، بين التوتر والسلم الداخلي.. «...» لم يتردد خير الدين في وصف نفسه في اليوميات بالكلب العجوز الذي يئن من الداء وحيدًا أعزل...إلخ.
ومن عُمان تُعدُّ ثلاثية الأديب محمد الحارثي «عين وجناح: رحلات في الجزر العذراء، زنجبار، تايلاند، فيتنام، الأندلس والربع الخالي»، ومحيط كتمندو، وفلفل أزرق.. رحلتان في سَيلان» المرتكز الأبرز حضورًا في كتابة ليوميات يتمظهر عبرها سيرة للمكان والجغرافيا ممثلًا في أدب الرحلات. حيث يسرد الحارثي بأسلوبه الممزوج باللغة العربية والدارجة المحلية في بعض المواقع الكثير من المواقف والتناقضات عن الناس واختلاف عاداتهم في الطعام واللباس والفن والعشق، عبر الأماكن التي ذهب إليها وعاش فيها.
والقائمة تطول بأسماء شعراء وروائيين ورسامين وفلاسفة ومؤرخين وجدوا في كتابتهم ليومياتهم الحرية وإبداء الرأي في العديد من القضايا والأفكار التي لم يعلنوا التصريح عنها بوضوح، فمنها من ظلت في الأدراج، ومنها مت تم توظيفه في الأدب والفن والسياسة والمطبخ، نشير إليهم للتمثيل لا الحصر وهم: الروائي المغربي «عبداللطيف اللعبي في «شاعر يمرّ»، والشاعر الفلسطيني محمود درويش في «يوميات الحزن العادي»، وأحمد المديني في «فِتَّن كاتب عربي في باريس»، وسوزان سونتاغ في «ولادة ثانية»، ووليد سيف في الشاهد المشهود- سيرة ومراجعات فكرية»، ويوميات سعدالله ونوس، و«اعترافات» القديس أوغسطين، و «الاعترافات» لجان جاك روسو، و«مذكرات كاتبة» لفرجينيا وولف، وفرانز كافكا في يومياته، وغيرهم. وللحديث بقية...