• ينتظر النور بعد تأخر٤ سنوات من الأعمال الإنشائية




3 سنوات و11 شهرًا مرت على تأخر جاهزية مشروع سوق السمك بولاية السيب، بعد أن استبشر بائعو وصيادو ومرتادو سوق السمك بولاية السيب منذ (8) سنوات بإنشائه عوضًا عن السوق الحالي المتهالك، وما كادت أعمال المشروع تبدأ حتى توقفت عند مرحلة الأسقف دون إكماله أو تطور في بنائه، الأمر الذي أقلق جميع من كانوا ينتظرون انتهاء الأعمال بفارغ الصبر، وزاد القلق عدم وجود شفافية في توضيح سير العمل في المشروع من قبل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ببيان حول أسباب التوقف، وتم توجيه خطاب رسمي من «جريدة عمان» إلى الوزارة تضمّن محاور للتعرُّف على أسباب تأخير اكتمال سوق الأسماك الجديد بولاية السيب، ونسبة الإنجاز والتكلفة الإجمالية، بالإضافة إلى التعرُّف على مرافق المشروع، والبدائل الموضوعة للتسهيل على البائعين والمستهلكين خلال فترة تشييد المشروع، إلا أنه حتى كتابة هذه السطور لم تتم الإجابة على تلك الاستفسارات منذ تقديمها في شهر يوليو الماضي. وانطلقت «جريدة عمان» للموقع لأخذ آراء الصيادين والبائعين والمستهلكين، والوقوف على معاناتهم من انعدام النظافة في السوق القديم، وأصبح غير مهيأ لمزاولة بيع الأسماك؛ لانسداد مواسير تصريف الفضلات، وإفراز روائح كريهة، بالإضافة إلى انزعاج الكثيرين من فساد كميات كبيرة من الأسماك بسبب حرارة الصيف، مطالبين بالتسريع في إكمال السوق الجديد لحاجتهم الماسة له.


  • ٤ سنوات




- هلال الصارمي: وعود لا متناهية لإكمال تنفيذ مشروع السوق الجديد بنهاية العام الحالي والمؤشرات لا توحي بذلك

وقال سعادة هلال بن حمد الصارمي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية السيب: إن مشروع سوق الأسماك الجديد خُطط له قبل (8) سنوات بعد المطالبات المتتالية مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، والسوق الحالي يُعد غير مهيأ ومناسب؛لتهالكه من الأنواء المناخية المختلفة وتصدع أرضيته، بالإضافة إلى ذلك أصبح لا يتسع للكم الهائل من المرتادين والبائعين، كما يعد غير منظم لحركة السير بين جلب منتجات الأسماك وبين مرتادي السوق.

وأضاف سعادته: إن السوق الجديد لا يزال قيد الإنشاء، وأكمل (٤) سنوات ولم يتم الانتهاء من إنجازه، مشيرًا إلى تأخر تنفيذه طوال هذه السنوات رغم متابعتي الشخصية مع الوزير السابق مرات عديدة أثناء جلسات مجلس الشورى، وأثناء زياراتي الخاصة لمقر الوزارة، وتمت الإفادة والتحجج بالأزمة المالية ولاحقتها أزمة كورونا، إلى جانب ذلك تم إعطاء وعود لا متناهية بشأن إكمال تنفيذه، والانتهاء منه بنهاية العام الجاري، إلا أنه لا توجد مؤشرات واضحة لإكماله بنهاية العام الحالي، حيث ما زال متوقفًا منذ فترة طويلة عند مرحلة الأسقف المسنودة على الأعمدة، موضحًا أنه من خلال متابعته الميدانية ولقائه باستشاري المشروع أن أسباب التأخير هي أمور مالية بين الوزارة والمقاول، مشيرًا لمناقشته مع الوزير السابق عن آلية العمل البطيئة في تنفيذ المشروع.


  • خدمات متهالكة




- سالم الفوري: السوق الحالي خدماته الأساسية متهالكة وأصبح لا يخدم الحركة التجارية

من جانبه، قال سالم بن محمد بن عبدالله الفوري، عضو المجلس البلدي بولاية السيب: إن السوق الحالي أصبح قديمًا ولا يخدم الحركة التجارية الكبيرة، بالإضافة إلى أن أغلب خدماته الأساسية صارت متهالكة ولا تلبي احتياجات المواطنين والتجار، في حين أن ولاية السيب من الولايات الكبيرة وذات كثافة سكانية عالية، ويرتاد السوق مستهلكون من مختلف الولايات وليس مقتصرًا على سكان ولاية السيب.

وأضاف الفوري: لقد استبشرنا بخبر بناء سوق جديد للأسماك، وبمواصفات تتماشى مع التطور والتنمية الحديثة، إلا أنه مع الأسف لا يزال المشروع قيد التنفيذ مكملًا (٥) سنوات منذ البدء في تنفيذه، وخلال متابعاتنا مع المسؤولين والمختصين لمناقشة أسباب توقف المشروع وتأخير الانتهاء من تشييده علمنا أن هناك خلافات مع المقاول وتم تغييره، كما أنه في آخر متابعتنا وُعِدنا بالانتهاء من تنفيذه في نهاية العام الجاري، بينما نرى أن المشروع لا يزال شبه متوقف في التشييد دون تطور.


  • تدني النظافة




- صيادون وبائعون: مستوى النظافة معدوم في السوق الحالي وأصبح مصدرًا لتجمع البكتيريا والميكروبات وسهولة انتشارها ونقل الأمراض

أما الصياد خليل بن جمعة الفوري فقال: إن السوق الحالي يعد من أنشط أسواق الأسماك على مستوى سلطنة عمان، ولكن مع الأسف أصبح لا يرقى لمستوى ولاية السيب؛ لقدمه وتأثر أرضيته وتصدعها، إلى جانب ذلك أصبحت الفضلات تفرز روائح كريهة؛ لانسداد مواسير التصريف، مما يؤدي إلى مضايقة كل من يرتاد السوق أو المارة بجانبه، وقد أكمل على هذه الحال أكثر من شهرين والمصارف مغطاة بألواح غير مجدية وخطيرة لعدم تثبيتها بشكل مناسب، كما أن فترة الصيف تعد من أصعب الفترات للبائعين والصيادين والمرتادين، حيث إن الأسماك تتأثر جودتها بسبب الحرارة الزائدة وعدم وجود تكييف، بالإضافة إلى أن أصحاب الأمراض المزمنة لا يستطيعون مواصلة التسوّق أو البقاء في السوق، مما يسبب نفور المستهلكين من الشراء، ونحن كبائعين وصيادين بحاجة ملحة للسوق الجديد لأهميته لنا ولمرتادي السوق، متسائلًا: إلى متى ننتظر!

وذكر حمود بن هاشل بن جمعة السلطي، مقطع أسماك بالسوق: إن النظافة في السوق الحالي معدومة، وفي عصرنا الحالي سرعان ما تنتشر الأمراض؛ بسبب تناقل الفيروسات عن طريق الميكروبات والجراثيم، وكذلك صنابير المياه وغيرها من الخدمات لمزاولي أي خدمة بالسوق أصبحت جميعها متهالكة، ومعظم مرتادي السوق نلاحظهم يستاؤون من مستوى النظافة الحالي، ما يقلل حركة السوق، مما يؤدي إلى توجههم للمراكز التجارية الحديثة.

ويأمل السلطي في التسريع من الانتهاء من تنفيذ السوق الجديد، مشيرًا إلى أنه لا بد من تشجيع المستهلكين والزوار لزيارة مثل هذه الأسواق، مناشدًا بأن يكون الزي موحدًا لكل مزاولي المهن في السوق.


  • مطالبات مالية




في حين يقول يوسف بن إبراهيم الوهيبي، بائع سمك: كنت عضوا في لجنة سنن البحر على مستوى سلطنة عمان لـ (7) سنوات، وخلال تلك الفترة كانت هناك اجتماعات دورية بمكتب الوالي وتمت المطالبة بإنشاء سوق جديد، وحسب المتابعة أثناء تشييد المشروع تم إشعارنا بالانتهاء من إنجازه في عام 2017، إلا أنه لم يرَ النور حتى وقتنا الحاضر، مع العلم بأنه تم الاجتماع مع استشاري المشروع ومع نائب مدير الدائرة في عام 2019، مشيرَين خلال الاجتماع إلى أنه سيتم الانتهاء من المشروع بشكل كامل خلال (6) أشهر أي بنهاية عام 2019، مبينًا أنه من خلال المتابعات المستمرة اتضح أن أسباب التأخير هي مطالبات مالية متأخرة للمقاول من الوزارة، حيث إن الوزارة قامت بعمل إضافات أخرى على المشروع خارج نطاق الاتفاقية إلى أن وصلت بتفاقم المبالغ المطالب بها من قبل المقاول.

وأضاف الوهيبي: هناك أفواج سياحية من مختلف الجنسيات تأتي للسوق، بالإضافة إلى رحلات لطلبة من مختلف المدارس، ولكن مع الأسف السوق الحالي لا يواكب رؤية الزائرين والمرتادين، كما أن معظم الزبائن أصبحوا يفضلون التوجه وشراء الأسماك من المراكز التجارية رغم ارتفاع أسعارها مقارنة بأسعار السوق.


  • جراثيم وبكتيريا




أما المواطن حمود العويسي فيقول: إن عدم تغطية قنوات تصريف الفضلات والمواسير أدى إلى سقوط عدد من كبار السن أمام أعيننا، كما أن تصدع الأرضية والمخلفات بالسوق جعل المستهلكين ينفرون من القدوم إليه، بالإضافة إلى ذلك أصبحت معظم المغاسل متكسرة، مناشدًا التوضيح بشفافية حول تأخر إنجاز مشروع سوق السمك الجديد والتسريع بإكماله. أما أيمن بن سليمان البلوشي، بائع ومقطع أسماك فيقول: إن مكان تقطيع الأسماك في حالة يرثى لها، حيث إن قاعدة التقطيع المستخدمة عبارة عن ألواح خشبية تغطي تكسر الأرضية وتصدعها، وبدورها تعمل على جمع الجراثيم والبكتيريا لعدم نظافة المكان، كما أنه لا يوجد تكييف أو أنظمة شفط الروائح لخارج السوق.

وناشد البلوشي الوزارة لمتابعة أسباب التأخير في انتهاء مشروع سوق السمك الجديد، مشيرًا إلى أن هناك مشروعات لأسواق أسماك في ولايات أخرى تم تنفيذها رغم بدء مرحلة إنشائها بعد هذا السوق، كما طالب بتوضيح أسباب التأخر للعوام حتى تعم الشفافية في نسبة إنجاز المشروعات وقطع الشائعات.

يذكر أنه تم توقيع اتفاقية إنشاء سوق الأسماك بولاية السيب في نوفمبر من عام 2017 على مساحة إجمالية تقدر بنحو (7040) مترًا مربعًا، على أن يتم تنفيذ المشروع وتسليمه خلال (12) شهرًا من توقيع الاتفاقية.