أثار إعلان هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأسبوع الماضي عزمها وقف بث عدد من محطاتها الإذاعية الناطقة بلغات أجنبية، من بينها الإذاعة العربية، ردود أفعال كثيرة في العالم العربي وبين الناطقين بالعربية في مختلف أنحاء العالم.
انقسم العرب -كالعادة- إلى فريقين في النظر إلى هذا الحدث الإعلامي الضخم وتقييمه. الفريق الأول، ويمثل أغلبية من عبروا عن آرائهم على شبكات التواصل الاجتماعي وفي المنصات الإعلامية المختلفة، تباكى بحنين جارف على مصير إذاعة دولية مهمة ارتبط بها المستمع العربي على مدى سنوات طويلة جاوزت الأربعة وثمانين عاما، وفرت له خلالها نافذة على العالم ومصدرا للمعلومات عن أحداث لم يكن ليسمع بها من إعلامه الوطني، وأسهمت -شئنا أم أبينا- في تشكيل العقل العربي.
الفريق الثاني الذي يمثل الأقلية أعلن صراحة ارتياحه لخطط وقف إذاعة لندن العربية واعتبر أن خروجها من سوق البث الدولي واختفاء صوتها من الأثير هو نهاية سعيدة لآلة شيطانية من آلات الاستعمار القديم والجديد، ووسيلة من وسائل السيطرة على العقول وجمع المعلومات الاستخباراتية من مختلف الدول، ونهاية لتاريخ صلاحية منظف من المنظفات الإعلامية لسمعة بريطانيا والغرب الإمبريالي.
بين هذين الفريقين يقف فريق ثالث متأملا المشهد والحدث والسياق الذي وقع فيه، محاولا تحليل وفهم هذا التحول الكبير في مشهد الإعلام الدولي العابر للدول والقارات، الذي من المتوقع أن يقتصر في المستقبل وتتحكم فيه فقط منصات الإعلام الحكومية من إذاعات ومحطات تلفزيونية ومواقع وشبكات تنشئها وتديرها حكومات دول غنية تبحث لها عن مكانة أرفع في المنظومة الدولية، وتستطيع أن تدبر لها التمويل الكافي للاستمرار في السوق.
دعونا في البداية نتفق على أن غياب إذاعة «بي بي سي» العربية يمثل خسارة كبيرة للإعلام الدولي وخصما عالي التكلفة من رصيد المنافذ الإعلامية الناطقة باللغة العربية على المستوى العالمي، خاصة أنها اكتسبت على مدار تاريخها ثقة قطاعات كبيرة وأجيال متتابعة من المستمعين العرب، خاصة هؤلاء الذين فقدوا، لأسباب كثيرة وفي فترات تاريخية حرجة، ثقتهم في قدرة وكفاءة أنظمتهم الإعلامية الوطنية التي تشكلت بعد الاستقلال، على إحاطتهم بالأخبار العالمية المهمة، وتزويدهم بالمعلومات التي تمكنهم من تكوين آرائهم نحو أحداث وقضايا العالم. ومن الصعب في هذا التوقيت أن يتقدم آخرون لملء الفراغ الذي سوف يحدثه الغياب الطوعي لهذه الإذاعة التي كانت دوما متميزة مهنيًّا وتكنولوجيًّا. صحيح أن هناك تنافسًا دوليًّا تشارك فيه عدة دول كبرى لتقديم خدمات إذاعية عالمية باللغة العربية، غير أنه يكاد يقتصر على الخدمات التلفزيونية، التي تقدمها حاليا دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، وتركيا وغيرها. أما على صعيد خدمات الراديو العربي الدولية التي يمكن للمستمع العربي استقبالها فلم يتبق منها سوى إذاعة مونت كارلو الدولية، وراديو سوا الأمريكي الذي خلف إذاعة صوت أمريكا.
إن السؤال الذي يشغل المتابعين والمهتمين بوقف خدمة بي بي سي العربية هو، لماذا قررت دولة كبيرة مثل بريطانيا وقف هذه الخدمة مع غيرها من الخدمات الإذاعية التي تبث بلغات أخرى وموجهة إلى مليارات البشر الناطقين بالعربية والفارسية والصينية والهندية والإندونيسية والأردية، وغيرها؟ ولماذا تريد بريطانيا الآن أن تفرط فيما بنته من صورة ذهنية على مدى سنوات طويلة عبر هذه الإذاعات؟ وهل يعود الأمر بالفعل إلى الرغبة في توفير عدة ملايين من الجنيهات لميزانية دولة لديها سادس أكبر اقتصاد في العالم، والثالث على المستوى الأوروبي بعد ألمانيا وفرنسا، من خلال خفض نفقات تشغيل وإدارة هذه الخدمات، أم أن هناك أسبابا ودوافع أخرى لذلك؟
في تقديري، بصفتي باحثًا في الإعلام الدولي، أن الأمر أكبر من ذلك، وأن الدافع الاقتصادي ليس هو الدافع الرئيس لوقف عدد كبير من الخدمات الإذاعية لهيئة الإذاعة البريطانية. لقد أدرك البريطانيون، ربما قبل غيرهم، أن المشهد الإعلامي الدولي يشهد تغيرات كثيرة ومتلاحقة على مستوى المحتوى والوسائل والجمهور والتأثير، وأن المستقبل القريب لن يكون فيه مكان للإذاعات ووسائل الإعلام التقليدية، وإنما للمنصات الإعلامية المتكاملة القادرة على مخاطبة جمهور عالمي مختلف عن الجمهور الذي كانت تخاطبه البي بي سي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وأثناء فترة الحرب الباردة، وبعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي، والحرب على الإرهاب وغيرها من الأحداث التي شكلت بيئة خصبة لعمل الإذاعات الدولية الموجهة بلغات أجنبية لكسب القلوب والعقول.
واقع الحال أن إعلام القرن العشرين لم يعد يصلح لمخاطبة جمهور القرن الحادي والعشرين الذي لا يمتلك الصبر أو الوقت، للجلوس والاستماع، على سبيل المثال، إلى نشرة أخبار مفصلة على مدى الساعة أو نصف الساعة، أو متابعة برنامج إذاعي حواري قد يمتد لأكثر من ساعة. إنه جمهور العصر الرقمي، جمهور عصر السرعة، والمسح البصري والسمعي السريع للمحتوى الإعلامي، والقفز المتتالي بين المنصات والمواقع والتطبيقات، والتحول من منصة إعلامية إلى أخرى بضغطة زر. أضف إلى ذلك أنه جمهور لا يحمل في عنقه أي جميل أو ولاء سابق لهيئة الإذاعة البريطانية، مثل جيل الأجداد والآباء، لذا لن ينشغل ولن يؤثر فيه وقف خدمة إذاعية كبيرة وتاريخية بحجم بي بي سي العربية أو استمرارها، لأن لديه وعند أطراف أصابعه بدائل إعلامية لا حصر لها.
من هنا كانت التوقعات البريطانية واضحة بشأن انصراف المستمعين عن خدماتها الدولية التقليدية، وهو ما قادهم إلى التفكير في إعادة التموضع مبكرا وقبل الآخرين في السوق الإعلامي الدولي، عبر خطة طويلة المدى، بدأت بالتحول الكامل إلى الخدمات الإذاعية الرقمية لبعض اللغات، ودمج بعضها. وكان التخلي عن الإرث التاريخي لخدمات الراديو التقليدية الناطقة بلغات أجنبية إحدى آليات هذا التحول وأعلى درجاته.
لا يستطيع أحد أن يلوم الحكومة البريطانية على قرارها إيقاف بث بعض خدمات البي بي سي، ومنها الخدمة العربية لسبب آخر مهم، وهو أن الدول، حتى وإن كانت غنية، ليست ملزمة بتقديم مثل هذه الخدمات، طالما رأت أنها لم تعد تحقق مصالحها في العالم. والواضح أن خدمات البي بي سي أصبحت في السنوات الأخيرة وعلى غير ما رسم لها تمثل عبئا ومصدر إزعاج وصداع دائم للحكومة البريطانية، التي تتلقى ربما بشكل يومي تقريبا انتقادات واعتراضات عديدة من دول وحكومات وجماعات بسبب ما تذيعه البي بي سي من أخبار، وطريقة تناولها وتأطيرها للأحداث العالمية، والأوصاف التي تطلقها على بعض صانعيها. ويمثل طرد صحفيين ومراسلين للهيئة من جانب دول وحكومات عديدة خبرا مألوفا ومتكررا في السنوات الأخيرة. ولا تتوقف هذه الانتقادات عند حد الحكومات الأجنبية ووصل في بعض الأحيان إلى الحكومة البريطانية نفسها. ويشير تاريخ العلاقة بين بي بي سي والحكومة البريطانية إلى أن رئيسة الوزراء الراحلة مارجريت تاتشر كانت تتهم الإذاعة بالانحياز اليساري الليبرالي، وأن تغطيتها الإخبارية لبعض الأحداث والقضايا كانت منحازة وغير مسؤولة.
إن اختفاء الخدمة العربية والخدمات العالمية الأخرى لراديو بي بي سي، يؤذن -في رأيي- بسلسلة قادمة من الغيابات القسرية لإذاعات دولية أخرى، وخروجها من سوق الإعلام الدولي في السنوات القليلة القادمة، وذلك على نمط خروج الصحف الورقية الدولية الذي سبق خروج الإذاعات بسنوات. إنه مشهد إعلامي عالمي جديد يتشكل في الأفق، لن يكون فيه مكان إلا للوسائل والمنصات الإعلامية التي تواكب العصر وتتوافق مع متطلباته، وتستطيع تحمل تكلفته الباهظة.
انقسم العرب -كالعادة- إلى فريقين في النظر إلى هذا الحدث الإعلامي الضخم وتقييمه. الفريق الأول، ويمثل أغلبية من عبروا عن آرائهم على شبكات التواصل الاجتماعي وفي المنصات الإعلامية المختلفة، تباكى بحنين جارف على مصير إذاعة دولية مهمة ارتبط بها المستمع العربي على مدى سنوات طويلة جاوزت الأربعة وثمانين عاما، وفرت له خلالها نافذة على العالم ومصدرا للمعلومات عن أحداث لم يكن ليسمع بها من إعلامه الوطني، وأسهمت -شئنا أم أبينا- في تشكيل العقل العربي.
الفريق الثاني الذي يمثل الأقلية أعلن صراحة ارتياحه لخطط وقف إذاعة لندن العربية واعتبر أن خروجها من سوق البث الدولي واختفاء صوتها من الأثير هو نهاية سعيدة لآلة شيطانية من آلات الاستعمار القديم والجديد، ووسيلة من وسائل السيطرة على العقول وجمع المعلومات الاستخباراتية من مختلف الدول، ونهاية لتاريخ صلاحية منظف من المنظفات الإعلامية لسمعة بريطانيا والغرب الإمبريالي.
بين هذين الفريقين يقف فريق ثالث متأملا المشهد والحدث والسياق الذي وقع فيه، محاولا تحليل وفهم هذا التحول الكبير في مشهد الإعلام الدولي العابر للدول والقارات، الذي من المتوقع أن يقتصر في المستقبل وتتحكم فيه فقط منصات الإعلام الحكومية من إذاعات ومحطات تلفزيونية ومواقع وشبكات تنشئها وتديرها حكومات دول غنية تبحث لها عن مكانة أرفع في المنظومة الدولية، وتستطيع أن تدبر لها التمويل الكافي للاستمرار في السوق.
دعونا في البداية نتفق على أن غياب إذاعة «بي بي سي» العربية يمثل خسارة كبيرة للإعلام الدولي وخصما عالي التكلفة من رصيد المنافذ الإعلامية الناطقة باللغة العربية على المستوى العالمي، خاصة أنها اكتسبت على مدار تاريخها ثقة قطاعات كبيرة وأجيال متتابعة من المستمعين العرب، خاصة هؤلاء الذين فقدوا، لأسباب كثيرة وفي فترات تاريخية حرجة، ثقتهم في قدرة وكفاءة أنظمتهم الإعلامية الوطنية التي تشكلت بعد الاستقلال، على إحاطتهم بالأخبار العالمية المهمة، وتزويدهم بالمعلومات التي تمكنهم من تكوين آرائهم نحو أحداث وقضايا العالم. ومن الصعب في هذا التوقيت أن يتقدم آخرون لملء الفراغ الذي سوف يحدثه الغياب الطوعي لهذه الإذاعة التي كانت دوما متميزة مهنيًّا وتكنولوجيًّا. صحيح أن هناك تنافسًا دوليًّا تشارك فيه عدة دول كبرى لتقديم خدمات إذاعية عالمية باللغة العربية، غير أنه يكاد يقتصر على الخدمات التلفزيونية، التي تقدمها حاليا دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، وتركيا وغيرها. أما على صعيد خدمات الراديو العربي الدولية التي يمكن للمستمع العربي استقبالها فلم يتبق منها سوى إذاعة مونت كارلو الدولية، وراديو سوا الأمريكي الذي خلف إذاعة صوت أمريكا.
إن السؤال الذي يشغل المتابعين والمهتمين بوقف خدمة بي بي سي العربية هو، لماذا قررت دولة كبيرة مثل بريطانيا وقف هذه الخدمة مع غيرها من الخدمات الإذاعية التي تبث بلغات أخرى وموجهة إلى مليارات البشر الناطقين بالعربية والفارسية والصينية والهندية والإندونيسية والأردية، وغيرها؟ ولماذا تريد بريطانيا الآن أن تفرط فيما بنته من صورة ذهنية على مدى سنوات طويلة عبر هذه الإذاعات؟ وهل يعود الأمر بالفعل إلى الرغبة في توفير عدة ملايين من الجنيهات لميزانية دولة لديها سادس أكبر اقتصاد في العالم، والثالث على المستوى الأوروبي بعد ألمانيا وفرنسا، من خلال خفض نفقات تشغيل وإدارة هذه الخدمات، أم أن هناك أسبابا ودوافع أخرى لذلك؟
في تقديري، بصفتي باحثًا في الإعلام الدولي، أن الأمر أكبر من ذلك، وأن الدافع الاقتصادي ليس هو الدافع الرئيس لوقف عدد كبير من الخدمات الإذاعية لهيئة الإذاعة البريطانية. لقد أدرك البريطانيون، ربما قبل غيرهم، أن المشهد الإعلامي الدولي يشهد تغيرات كثيرة ومتلاحقة على مستوى المحتوى والوسائل والجمهور والتأثير، وأن المستقبل القريب لن يكون فيه مكان للإذاعات ووسائل الإعلام التقليدية، وإنما للمنصات الإعلامية المتكاملة القادرة على مخاطبة جمهور عالمي مختلف عن الجمهور الذي كانت تخاطبه البي بي سي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وأثناء فترة الحرب الباردة، وبعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي، والحرب على الإرهاب وغيرها من الأحداث التي شكلت بيئة خصبة لعمل الإذاعات الدولية الموجهة بلغات أجنبية لكسب القلوب والعقول.
واقع الحال أن إعلام القرن العشرين لم يعد يصلح لمخاطبة جمهور القرن الحادي والعشرين الذي لا يمتلك الصبر أو الوقت، للجلوس والاستماع، على سبيل المثال، إلى نشرة أخبار مفصلة على مدى الساعة أو نصف الساعة، أو متابعة برنامج إذاعي حواري قد يمتد لأكثر من ساعة. إنه جمهور العصر الرقمي، جمهور عصر السرعة، والمسح البصري والسمعي السريع للمحتوى الإعلامي، والقفز المتتالي بين المنصات والمواقع والتطبيقات، والتحول من منصة إعلامية إلى أخرى بضغطة زر. أضف إلى ذلك أنه جمهور لا يحمل في عنقه أي جميل أو ولاء سابق لهيئة الإذاعة البريطانية، مثل جيل الأجداد والآباء، لذا لن ينشغل ولن يؤثر فيه وقف خدمة إذاعية كبيرة وتاريخية بحجم بي بي سي العربية أو استمرارها، لأن لديه وعند أطراف أصابعه بدائل إعلامية لا حصر لها.
من هنا كانت التوقعات البريطانية واضحة بشأن انصراف المستمعين عن خدماتها الدولية التقليدية، وهو ما قادهم إلى التفكير في إعادة التموضع مبكرا وقبل الآخرين في السوق الإعلامي الدولي، عبر خطة طويلة المدى، بدأت بالتحول الكامل إلى الخدمات الإذاعية الرقمية لبعض اللغات، ودمج بعضها. وكان التخلي عن الإرث التاريخي لخدمات الراديو التقليدية الناطقة بلغات أجنبية إحدى آليات هذا التحول وأعلى درجاته.
لا يستطيع أحد أن يلوم الحكومة البريطانية على قرارها إيقاف بث بعض خدمات البي بي سي، ومنها الخدمة العربية لسبب آخر مهم، وهو أن الدول، حتى وإن كانت غنية، ليست ملزمة بتقديم مثل هذه الخدمات، طالما رأت أنها لم تعد تحقق مصالحها في العالم. والواضح أن خدمات البي بي سي أصبحت في السنوات الأخيرة وعلى غير ما رسم لها تمثل عبئا ومصدر إزعاج وصداع دائم للحكومة البريطانية، التي تتلقى ربما بشكل يومي تقريبا انتقادات واعتراضات عديدة من دول وحكومات وجماعات بسبب ما تذيعه البي بي سي من أخبار، وطريقة تناولها وتأطيرها للأحداث العالمية، والأوصاف التي تطلقها على بعض صانعيها. ويمثل طرد صحفيين ومراسلين للهيئة من جانب دول وحكومات عديدة خبرا مألوفا ومتكررا في السنوات الأخيرة. ولا تتوقف هذه الانتقادات عند حد الحكومات الأجنبية ووصل في بعض الأحيان إلى الحكومة البريطانية نفسها. ويشير تاريخ العلاقة بين بي بي سي والحكومة البريطانية إلى أن رئيسة الوزراء الراحلة مارجريت تاتشر كانت تتهم الإذاعة بالانحياز اليساري الليبرالي، وأن تغطيتها الإخبارية لبعض الأحداث والقضايا كانت منحازة وغير مسؤولة.
إن اختفاء الخدمة العربية والخدمات العالمية الأخرى لراديو بي بي سي، يؤذن -في رأيي- بسلسلة قادمة من الغيابات القسرية لإذاعات دولية أخرى، وخروجها من سوق الإعلام الدولي في السنوات القليلة القادمة، وذلك على نمط خروج الصحف الورقية الدولية الذي سبق خروج الإذاعات بسنوات. إنه مشهد إعلامي عالمي جديد يتشكل في الأفق، لن يكون فيه مكان إلا للوسائل والمنصات الإعلامية التي تواكب العصر وتتوافق مع متطلباته، وتستطيع تحمل تكلفته الباهظة.