1- خبراء تعليم

كما تحوّل الكثير من الناس بسبب سهولة الوصول إلى المواقع العالمية المتخصصة في متابعة الطقس إلى خبراء أرصاد جوية "بقدرة قادر" تحوّل آخرون إلى خبراء في التعليم وأساليب التدريس والمناهج، يفتون فيما يجب إقراره لتجويد العملية التربوية وما يجب منعه لتستقيم وما يُفترض إدخاله والإفادة منه من التجارب التربوية الخارجية لترتقي.

ما إن يقترب العام الدراسي الجديد حتى تضج مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات بمطالبات مكررة بتغيير المسؤول الفلاني وتكثيف توظيف المعلمين وبناء المدارس الجديدة وإعادة هيكلة العملية التربوية وتوفير وسائل النقل ذات المواصفات الخاصة متناسين الخطط الموضوعة للنهوض بهذه الجوانب جميعها وحجم الجهود التي تُبذل للارتقاء بالتعليم بدءًا بزيادة المخصصات المالية سنويًّا وانتهاءً بالتفاصيل الصغيرة التي تتصل بتهيئة بيئة الفصل الدراسي التي تحفز على التعلم. يروق للبعض من "قليلي الشغل" الخوض في مسائل كهذه ليس من باب حب المصلحة المبنية على فهم صحيح لواقع العملية التربوية إنما لكون هذا التوجه أمسى موضة سنوية وتطبيقًا للمثل القائل "حشرٍ مع الناس عيد" ولهذا يمر ضجيجهم كل رأس سنة دراسية مرور الكرام.

2 - أدوية لارتفاع ضغط الدم

لن أكون مبالغًا إذا اقترحت على وزارة الصحة أن تعقد المزيد من صفقات شراء أدوية ارتفاع الضغط والكوليسترول والسكري لو استمر حال الشوارع في مسقط على ما هي عليه الآن من ازدحام قاتل.. وربما لن تكتفي بشراء أدوية الضغط بل سيتوجب عليها أيضًا تصنيع واستيراد أدوية مضادة للتوتر والقلق والاكتئاب.

يوم الخميس الفائت أُجبرت على الذهاب إلى أحد المجمعات التجارية المعروفة في عمق مسقط لشراء غرض ما وكانت الساعة حينها الثامنة صباحًا. أول توقف لي كان بعد النزول من جسر حلبان/ الثامنة واستمر 30 دقيقة تبعه توقف آخر عند المخرج الأول للمعبيلة واستمر 20 دقيقة وجاء التوقف الممل الثالث عند مدخل جامعة السلطان قابوس والذي تواصل لمدة 35 دقيقة ثم توقف رابع عند الجسر الذي يربط محافظة الداخلية بالرسيل والذي سرق مني 15 دقيقة.. وصلت ولله الحمد بعد 100 دقيقة يفترض أن تكون 25 فقط، متسائلًا: كيف لموظف يمضي في سيارته كل هذا الوقت يوميًّا في طريقه إلى عمله ولا يُصاب بالضغط أو التوتر؟ كيف سيبدع في هذا العمل أصلًا؟؟

3 - ميثولوجيا "أُم الدويس"

خطر ببالي بعد أن فرغت من تصفح عدد من المواقع الإخبارية على "جوجل" العتيد أن أُخصص بعض الوقت لقراءة موضوع جديد فاخترت "الأساطير والخرافات في منطقة الخليج العربي". وإذا كنت على دراية بأن الأساطير "الميثولوجيا" هي مجموعة من القصص غير الحقيقية التي تتوارثها المجتمعات لأسباب مختلفة فإنني اكتشفت أنه في دول الخليج العربية تُتناقل مجموعة من الأساطير القديمة أشهرها "العووه" و"السعلو أو السعلوّة" و"عجل المحدد" و"حمارة القايلة" و"قصة سرور" و"أم السعف والليف" و"أم الدويس" كنظيراتها التي اشتهرت حول العالم مثل "أبو الهول" و"أثينا" و"أخيري" و"إرم ذات العماد" و"الإكسير" و"البعبع" و"طائر العنقاء" و"الغول".

وعند قراءاتي لتفاصيل الأساطير في الخليج اخترت أسطورة "أم الدويس" لسبب بسيط جدًا وهي أنها معروفة في بعض ولايات محافظتي شمال وجنوب الباطنة، كما أنها شهيرة جدًا في دول الخليج العربية خاصة الشقيقة الجارة دولة الإمارات العربية المتحدة.

"أُم الدويس" كما تذهب موسوعة ويكيبيديا هي "خرافة عن امرأة جميلة من الجن لها رائحة زكية تُشَمُ من مسير يوم وتلاحق الرجال وتجعلهم يفتتنون بجمالها فما إن يقعوا في حبالها حتى تقتلهم وتأكلهم" وهي تخاف من النساء. تقول الأسطورة إن لأم الدويس قدميّ حمار ويدين عبارة عن زوج من الدويس (المناجل) وعيناها عينا قط ولا يوجد مكان محدد لظهورها لكنها قد تظهر لشاب أو عجوز أو فتاة أو امرأة أو طفل حتى، ولكن المشاع أنها تظهر للشباب بغرض إغوائهم.

وبشيء من الفضول واصلت البحث عن أسباب اختلاق هذه الأسطورة ولماذا كانت حاضرة بشدة في هذا الإقليم قديمًا وحتى اليوم فتوصلت إلى أنها وُجدت ربما لتكريس الفضيلة عبر إخافة الرجال من الافتتان بالنساء الغريبات اللاتي لا يترددن في توظيف مختلف حيلهن الحسية والمادية (الإغراء) للإيقاع بهم.

وقد وُظفت هذه الأسطورة لتكريس فكرة كُره "المعصية" في أذهان الأطفال والتي يُحرّضُ عليها الشيطان "المُغوي" مُستغلًا نقاط ضعف الرجل أمام سطوة جمال المرأة أو ممن لا يقاوم سطوة المال أو النفوذ أو السُلطة. في هذه الأسطورة تظهر أداة الإغواء كامرأة جميلة لكنها قد تتجلى في أشكال مختلفة في أساطير أُخرى.

آخر نقطة

وأنت تصارع من أجل أن تضمن لك مكانًا آمنًا تحت الشمس تعترض طريقك مصاعب جمة وإشكالات لا حصر لها بيد أنك يجب أن تتذكر أنه بالصبر والقناعة وتحديد الأولويات فقط تضمن أن تعيش عزيز النفس كريمًا في زمن بغيض لا مكان فيه للحمقى والمتخبطين والمُسوِّفين.