السفير السعودي: منفذ الربع الخالي أيقونة اقتصادية تسهم في ارتفاع مستوى التبادل التجاري

شاركت سلطنة عُمان شقيقتها المملكة العربية السعودية أمس احتفالها باليوم الوطني الـ92 في احتفالات نظمتها الأمانة العامة للاحتفالات الوطنية في منفذ الربع الخالي الحدودي والموج مسقط بحضور سعادة عبدالله بن سعود العنزي، سفير المملكة العربية السعودية لدى سلطنة عُمان.

وتضمنت فعاليات الحفل عددًا من اللوحات تجسيدًا للعلاقات الأخوية والتاريخية العميقة التي تربط كلا البلدين الشقيقين، وبدأ صباحا حفل منفذ الربع الخالي بولاية عبري بحضور عدد من المسؤولين من الجانب العُماني والجانب السعودي وجمع من المواطنين وذلك بتقديم معزوفة موسيقية قدمتها موسيقى شرطة عُمان السلطانية، بمصاحبة فريق الظاهرة للهواة الذين قاموا بعمل استعراضات جوية رائعة بالطيران الشراعي أمام ساحة الحفل وهم يحملون أعلام سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وصور جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظة الله ورعاه - وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تلتها لوحات غنائية بمشاركة الفنان عبدالعزيز العبري وشعبية نفذتها فرقة شباب عبري بمحافظة الظاهرة، إلى جانب تقديم عرض للطيران الشراعي والقفز الحر. وإلى جانب ذلك قدمت لوحة غنائية شيقة بعنوان "تحايا الوطن" برفقة الفنان ناصر الحمر، وفي الختام قدمت لوحة غنائية مسجلة بعنوان "من بلادي إلى المملكة العربية السعودية" برفقة الفنان سلطان الريسي.

وفي المساء استمرت الاحتفالات في الموج مسقط بتقديم مقطوعات موسيقية عزفتها فرقة موسيقى البحرية السلطانية العمانية، كما قدمت لوحة غنائية مسجلة جسدت عمق العلاقات المتينة والتواصل والتنسيق المستمر بين القادة عبر المراحل الزمنية من خلال لوحة "سلطنة عمان والمملكة عز وفخر"، كما قدمت إحدى الفرق الشعبية فن العيالة، تلا ذلك تقديم لوحات غنائية وفن الرزفة ابتهاجا باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية.

رافد حيوي

وأكد سعادة السفير السعودي أن الاحتفال يعكس العلاقات الوثيقة والوطيدة بين البلدين، مشيدا بالعلاقات التاريخية التي تربط سلطنة عُمان بالمملكة العربية السعودية وسعي البلدين إلى تعزيز أواصر التعاون على جميع المستويات لما فيه خدمة البلدين والشعبين الشقيقين.

وأوضح سعادته بأن الاحتفال بمنفذ الربع الخالي الحدودي يشير إلى أهمية المنفذ في توطيد العلاقات بين سلطنة عمان والسعودية وأنه يمثل رافدا حيويا مهما في كافة المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والسياحية وأن المنفذ أيقونة اقتصادية بين البلدين وقد أسهم في ارتفاع مستوى التبادل التجاري بين البلدين وأصبحت المملكة العربية السعودية الشريك الثاني لسلطنة عمان.

وأضاف سعادته في تصريحه لجريدة عمان: اليوم الوطني الـ (92) للمملكة العربية السعودية يمثل لنا مناسبة جديرة بالفخر والاعتزاز نستحضر ونستلهم ما بذل من جهود مخلصة وصادقة في سبيل تأسيس دولة عظيمة من عهد المؤسس المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - ومن جاء من بعده الذين ساروا على نهجه وصولا إلى عهدنا الزاهر عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله – وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - الذي تنعم فيه بلادنا بأمن وأمان واستقرار وبناء وتطور وازدهار في كافة مناحي الحياة.

علاقات أخوية

وحول العلاقات بين المملكة وسلطنة عمان أشار سعادته إلى أن العلاقات السعودية العُمانية خلال نصف قرن من الزمن بنيت على مبادئ الدين الأخوة وحسن الجوار والتاريخ المشترك. ومنذ بدايات النهضة المباركة، التي أسسها السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - كانت الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين الشقيقين المتواصلة هي إحدى الركائز الأساسية لتعزيز العلاقات الأخوية، والتي استمرت حتى يومنا هذا وتدخل مرحلة جديدة في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله - تأكيدا منه على أهمية ترسيخ هذه العلاقة التاريخية مع المملكة العربية السعودية، لما فيه خير ومصلحة البلدين الشقيقين.

وأضاف: يعزز العلاقات السعودية العمانية الأساس الاستراتيجي حيث تنطلق من روابط متينة من خلال موقع استراتيجي مهم لكلا منهما على البحار المفتوحة، وتطل المملكة على البحر الأحمر في غربها وعلى الخليج العربي في شرقها، بينما تشرف سلطنة عمان على أحد أهم المضايق البحرية في العالم وشريان الطاقة للعالم وهو مضيق هرمز في أقصى شمال سلطنة عمان وهناك المحيط الهندي وبحر العرب في شرق وجنوب سلطنة عمان علاوة على بحر عمان والخليج العربي. ومن خلال الموقع الاستراتيجي للبلدين الشقيقين تكونت الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبرزت التحركات المثمرة بين قيادة البلدين علاوة على المشاورات والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين خلال الشهور الأخيرة لتوثيق تلك العلاقات، ومن العوامل التي أوجدت تناغما سياسيا واقتصاديا بين البلدين الشقيقين ما تم رصده من تحركات دبلوماسية واقتصادية في كافة المجالات.