- د. مريم البادية: ضرورة إبلاغ المدرسة بحالة الطفل المصاب بمرض السكري
رغم الاتفاق على أن الطفل المصاب بمرض السكري من النوع الأول يستطيع الذهاب إلى المدرسة إلا أن تضافر الأسرة والمدرسة للحفاظ على صحته أمر بالغ الأهمية إذ لا بد من تزويد إدارة المدرسة بالتقرير الطبي حول حالة الطفل من قبل الطبيب المعالج، كما أن من الأهمية بمكان أن يكون الممرض أو الممرضة في المدرسة ملمين بالمعلومات الكافية للتعامل مع هذه الشريحة من الأطفال.
مع بدء العام الدراسي الجديد وتوجه الطلبة إلى مدارسهم أكدت الدكتورة مريم بنت خميس بن سعيد البادية، استشارية سكري أطفال وغدد صماء بالمركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء في المستشفى السلطاني أن الأطفال المصابين بمرض السكري من النوع الأول قادرون على عيش حياة طبيعية في المنزل والمدرسة كأقرانهم.
- الرعاية الصحية
وأشارت إلى أن مرض السكري من النوع الأول يعد مرضًا مزمنًا وينتج بسبب خلل في الجهاز المناعي بالإضافة إلى تواجد القابلية الوراثية وعوامل بيئية مثل الالتهابات الفيروسية مما يسبب تلف الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس «خلايا بيتا» مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم ويأخذ الأطفال عدة حقن أو أقلام الأنسولين أو يكونون على مضخة الأنسولين بشكل يومي للمحافظة على مستوى السكر في الدم، ويلعب كل من أفراد العائلة وخاصة الوالدين والطاقم التعليمي في المدرسة دورًا مهمًا في الرعاية الصحية للطفل المصاب بالسكري من النوع الأول، مشيرة إلى أن الطفل المصاب بالسكري من النوع الأول يستطيع الذهاب إلى رياض الأطفال أو المدرسة كبقية الأطفال بدون أي استثناء وهذا حق من حقوقه، وغالبًا ما يشعر الوالدان بالقلق بشأن إرسال طفلهم المصاب بالسكري من النوع الأول إلى المدرسة ولذلك من المهم تثقيف الأطفال إذا كانوا في سن النضج حول مرضهم بالمعلومات المهمة التي تخص المرض دون نقل مشاعر الخوف أو القلق إليهم.
وأكدت على أهمية إبلاغ المدرسة بأن الطفل مصاب بمرض السكري من النوع الأول وكذلك الممرض أو الطبيب في الصحة المدرسية مع ضرورة تزويدهم بتقرير طبي من قبل الطبيب المعالج، مع التأكيد على أن إخفاء مرض السكري غير آمن وقد يكون غير صحي من الناحية النفسية والصحية للطفل المصاب، ولا بد للوالدين التواصل مع الطفل المصاب والتحدث إليه على أنه لا يختلف عن الأطفال الآخرين ويمكنه الاستمتاع والمشاركة في جميع الأنشطة المدرسية، وهناك بعض الأطفال وخاصة الراشدين منهم يفضلون بعض الأحيان إخبار فقط إدارة المدرسة والأصدقاء المقربين منهم في الفصل بمرضهم ولا بد من احترام رغبتهم في هذا، بالإضافة إلى ضرورة حمل الطالب بطاقة تعريفيه بأنه مصاب بالسكري من النوع الأول.
وأضافت: ننصح الوالدين بإعطاء أرقام هواتف ولي الأمر للاتصال في الحالات الطارئة وسهولة التواصل بين ولي الأمر وإدارة المدرسة بهدف تعزيز صحة الطفل، كما ننصح أيضًا الوالدين قدر المستطاع التأكد من أن الطفل أخذ وجبة الإفطار وقياس مستوى السكر في الدم وأخذ الجرعة المحددة من الأنسولين قبل الذهاب إلى المدرسة، مضيفة إن من الأشياء التي يجب أن تتواجد في حقيبة الطفل المصاب بالسكري من النوع الأول أو تتواجد في المدرسة هي جهاز قياس معدل السكر في الدم مع وجود شرائط اختبار السكر في الدم وفحص اختبار الكيتون في البول متى استدعت الحالة، وننصح بوجود زجاجة ماء ووجبة خفيفة من الكربوهيدرات سريعة المفعول مثل عصير الفاكهة أو مكعبات السكر الغنية بـ15 جرامًا من الكربوهيدرات لمعالجة انخفاض السكر في الدم عند الضرورة، مع توفر وجبة صحية إضافية لتناولها وقت الفسحة محددة من قبل الوالدين.
- حياة طبيعية
وأوضحت أن مرض السكري يعد مرضًا غير معدٍ وطفل السكري قادر على العيش حياة طبيعية جدًا كباقي زملائه في الفصل ويمكنه المشاركة في جميع الأنشطة المدرسية وحصص الرياضة البدنية ولكن هناك بعض الملاحظات لا بد من معرفتها من قبل المعلمين أو المعلمات مثل إعطاء الطفل الخصوصية عند فحص مستوى السكر في الدم أو أخذ الأنسولين إذا استدعى في وقت الساعات الدراسية والتواصل مع الوالدين وقت الضرورة، وننصح بتفهم سلوك الطفل المريض بالسكري من النوع الأول مثل الحاجة للتبول والسماح له بالذهاب إلى دورات المياه وشرب الماء في أي وقت، وكذلك السماح له بأكل وجبة خفيفة في أوقات محددة حسب روتينه في المنزل، وإبلاغ الوالدين في بعض الحالات مثل وجود حفلات الطعام في المدرسة وأوقات الحصص الرياضية حتى يتمكن ولي الأمر من تعديل خطة العلاج وجرعات الأنسولين، وننصح المعلمين والمعلمات بأن يكونوا على دراية بأعراض هبوط أو انخفاض مستوى السكر في الدم عندما يكون أقل من 4 ملمول لكل لتر وهذه الأعراض مثل الإحساس بالجوع أو التعب أو الضعف المفاجئ أو الارتعاش أو تصبب العرق أو زيادة دقات القلب أو الصداع مع عدم القدرة على التركيز أو تشنجات أو فقدان الوعي وكيفية التصرف وعلاج الهبوط باتباع قاعدة 15 جرامًا من الكربوهيدرات لكل 15 دقيقة أو استخدام إبرة الجلوكاجون وقت الإغماء أو التشنجات.