يحدث التسمم الغذائي بسبب عدم تحمل بعض الأطعمة والشعور بالحساسية تجاه أصناف معينة، وعلى الرغم من أن الأمراض المتعلقة بالأغذية عادة ما يكون تأثيرها قصيرا، فإنه يمكنها في بعض الأحيان أن تشكل خطراً على الحياة بحسب تفاوت تقبل الجسم واختلاف شدة الأعراض، وتوجد بعض الأطعمة "عالية المخاطر" ملوثة بالبكتيريا تزيد من مخاطر حدوث التسمم وتضم منتجات الألبان، والمأكولات البحرية النيئة، والبيض النيء، واللحم غير المطبوخ ولحوم الطيور.

أعراض معوية

وقال الدكتورعبدالمجيد بن صالح القطيطي طبيب طوارئ في المجلس العماني للاختصاصات الطبية: التسمم الغذائي عبارة عن مجموعة من الأعراض المعوية كالغثيان، والقيء، والإسهال، وتقلصات في المعدة وآلام في البطن، وفقدان الشهية وأحياناً حمى التي تحصل نتيجة استهلاك غذاء ملوث بجرثومة، وبمواد غير صالحة للإستهلاك البشري، وتبدأ أعراضه الرئيسية بعد ساعات أو أيام قليلة من تناول الطعام الملوث أو شربه، وقد يسبب التسمم الغذائي أيضا مضاعفات كتهيج القولون ، ويعد الجو الحار والرطب بيئة مثالية لتكاثر الجراثيم والطفيليات، لذلك ترتفع حالات التسمم الغذائي في فصل الصيف، وينصح بالنظافة أثناء إعداد الطعام.

وأوضح القطيطي إلى أن التسمم الغذائي يحدث عندما يستهلك الشخص طعاماً أو شراباً ملوثاً بإحدى الجراثيم المعروفة المسببة للالتهابات المعوية، وتقسم الجراثيم إلى 3 فئات رئيسية فيروسية، وبكتيرية، وطفيلية، ويعد فيروس "نوروفيروس" المسبب الأكثر شيوعا للتسمم الغذائي بنسبة 50% من حالات التسمم، لكن أعراضه تكون أقل حدة ويتعافى المريض منها دون الحاجة إلى صرف مضادات حيوية ، مضيفا إلى أن التسمم البكتيري والطفيلي يكون أقل انتشاراً وأكثر حدة، ويحتاج المريض عادة إلى مضادات حيوية للقضاء عليه.

مضاعفات التسمم الغذائي

وأضاف الدكتور عبدالمجيد إلى أن الجفاف من أكثر مضاعفات التسمم الغذائي الخطيرة وينتج عنه فقدان الماء والأملاح والمعادن الأساسية، ويصاب الرضع وكبار السن والأشخاص المصابون بضعف في جهاز المناعة أو بأمراض مزمنة بالجفاف الشديد عندما يفقدون سوائل أكثر مما يمكنهم تعويضه كنتيجة، وفي هذه الحالة قد يحتاجون إلى دخول المستشفى وتلقي سوائل من خلال الوريد، والأطفال أكثر عرضة للإصابة بالجفاف بسبب التقيؤ، خصوصاً إذا كان مصحوباً بإسهال.

وعن طرق الوقاية من التسمم الغذائي يقول: يثلوث الطعام المسبب للمرض بعدة طرق من أهمها سوء التنظيف والطهو، وتحضير الطعام من قبل شخص مصاب وبالتالي انتقال العدوى، وتخزين الطعام في بيئة غير صحية ومعرضة لتكاثر الجراثيم، لذا يجب الاهتمام بغسل اليدين، وتنظيف الطعام وحسن طهوه، تنظيف أواني الطهي والأكل، وحفظ الأطعمة بالطرق الصحيحة، ومن الأخطاء الشائعة تخزين الأرز المطبوخ في درجة حرارة الغرفة، حيث تتكاثر بكتيريا (سيريوس العصوية) المسببة للتسمم الغذائي ، وينصح بتخزين الطعام في الدرجات الحرارية المناسبة لنوع الطعام.

ودعى القطيطي المواطنين المسافرين خارج الدولة إلى أخذ الاحتياطات واختيار الأماكن المناسبة للأكل، وشرب المشروبات المعلبة، وغلي ماء الطبخ، وخصوصاً الماء المجهز لتحضير حليب الرضع، حيث أنهم عرضة للالتهابات المعوية كذلك.

طرق علاجه

ووضح القطيطي طرق علاج التسمم الغذائي بالقوا: أن معظم الحالات المرضية ذاتية التحديد ويلاحظ المصاب تحسن الأعراض بعد 24 ساعة من بدايتها، ويكون العلاج بالراحة، وتخفيف الأعراض بأدوية الغثيان والقيء، ومسكنات الألم، وتعويض ما يفقده الجسم من سوائل، مشيرا إلى أن المريض يمكنه تعويض الفقد بشرب الماء والمشروبات الرياضية الخالية من الكافيين كـ(بوكاري سويت) و (جاتوريد)، وأكل الموز، والبسكويت المملح، ومنتجات الألبان المحتوية على البكتيريا المفيدة (البروبيوتيك)، أما في حالات الألم الشديد، والإسهال المصحوب بالدم فعندها أنصح بزيارة أقرب مؤسسة صحية.