shfafiah@yahoo.com
يمتلك قطاع السياحة في سلطنة عمان إمكانيات هائلة لتأسيس شركات مساهمة عامة تستفيد من المقومات السياحية العديدة في مختلف محافظات البلاد، غير أنه من الملاحظ أن عدد شركات السياحة المدرجة في بورصة مسقط قليل، إذ يبلغ عددها 7 شركات، كما أن أنشطتها محدودة وتقتصر على إدارة فندق أو منتجع ولم تتجه بعدُ إلى إدارة مشروعات سياحية متكاملة، ولعل هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل نتائج الشركات ضعيفة ويقلل من حضورها على شاشات التداول في بورصة مسقط.
يبلغ إجمالي رؤوس أموال شركات السياحة المدرجة في بورصة مسقط 55.6 مليون ريال عماني من بينها 27.9 مليون ريال عماني لشركة ظفار للسياحة التي تستحوذ على 50% من إجمالي رؤوس الأموال، ويبلغ رأسمال شركة ضيافة الصحراء 7.9 مليون ريال عماني، و6.2 مليون ريال عماني لمنتجع شاطئ صلالة، و5 ملايين ريال عماني لشركة أوبار للفنادق والمنتجعات، و3.4 مليون ريال عماني لفنادق الخليج - عمان، و3 ملايين ريال عماني للشركة العالمية لإدارة الفنادق، وحوالي 2.1 مليون ريال عماني لشركة فنادق الباطنة. وعلى الرغم من أن شركة ظفار للسياحة التي تمتلك فندق ويندهام جاردن في ولاية مرباط تخطط لمشروع طموح يتم تنفيذه في نفس الموقع إلا أنه من الملاحظ أن المشروع تأخر كثيرا، وفي تقريرها للنصف الأول من العام الجاري قالت الشركة إنها حصلت على الترخيص المبدئي للمجمع السياحي المتكامل الذي سيكون له -حسب تصريح الشركة- تأثير وقيمة كبيرة لجذب المستثمرين المحليين والدوليين، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ العديد من أعمال البناء في المنتجع وأنه تم تكليف مكتب استشارات هندسية بتصميم 88 وحدة سكنية ستطرح للبيع بعد الانتهاء من إعداد الرسومات التفصيلية واستكمال جميع الإجراءات الرسمية وسيكون إضافة رائعة للمنتجع.
عندما نلقي نظرة على أداء شركات السياحة في النصف الأول من العام الجاري نجد أن 5 شركات سجلت خسائر، فيما استطاعت الشركة العالمية لإدارة الفنادق التي تدير فندق شيدي مسقط التحول من الخسائر إلى الأرباح مسجلة أرباحا عند 145 ألف ريال عماني مقابل خسائر تجاوزت 1.4 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من العام الماضي، وقالت الشركة في تقريرها للمساهمين إن الأسواق الرئيسية المستهدفة لم تحقق التقديرات المتوقعة إلا أن إدارة الفندق تمكنت من رفع نسبة الإشغال من الأسواق الثانوية وهو ما أدى إلى بعض الانتعاش، ومن جهتها قالت شركة ضيافة الصحراء التي تنتهي سنتها المالية في نوفمبر من كل عام إن أرباحها الصافية ارتفعت في النصف الأول من سنتها المالية الحالية إلى 1.2 مليون ريال عماني مقابل نحو 1.1 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من العام الماضي، ولم تتأثر الشركة كثيرا بجائحة «كوفيد-19» نظرا لأن عملها يتركز في بناء وامتلاك وتشغيل مقرات سكنية دائمة لمقاولي شركة تنمية نفط عمان في فهود ونمر وريما.
وعلى الرغم من تحقيق 5 شركات خسائر إلا ثلاث شركات منها قلّصت خسائرها وهي فنادق الخليج - عمان التي تراجعت خسائرها من 565 ألف ريال عماني إلى ألفي ريال عماني، وأوبار للفنادق والمنتجعات التي تراجعت خسائرها من 499 ألف ريال عماني إلى 461 ألف ريال عماني، وشركة منتجع شاطئ صلالة التي تراجعت خسائرها من 476 ألف ريال عماني إلى 389 ألف ريال عماني، فيما سجلت شركة ظفار للسياحة أعلى الخسائر عند 668 ألف ريال عماني، ورغم هذه الخسائر تمتلك الشركة الكثير من عناصر القوة التي يمكن استغلالها في تحقيق النمو للشركة والعودة إلى الأرباح خاصة أن محافظة ظفار تحظى بمناخ استثنائي على مدار العام خاصة في فصل الصيف الذي يشهد إقبالا خليجيا كبيرا على المحافظة، كما ارتفعت خسائر شركة فنادق الباطنة من 240 ألف ريال عماني إلى 307 آلاف ريال عماني، ولم تعلق الشركة في تقريرها على أسباب الخسائر إلا أنها قالت إن تراجع إيراداتها يرجع إلى المنافسة من الفنادق الأخرى وحرب الأسعار بحسب وصفها. وبشكل عام أرجعت الشركات خسائرها إلى استمرار تأثيرات جائحة «كوفيد-19» التي أثرت كثيرا على قطاع السياحة العالمي.
وعلى الرغم من الأداء غير المواتي خلال النصف الأول من العام الجاري تتطلع أغلب الشركات إلى أن يكون النصف الثاني أفضل أداء خاصة في الربع الأخير من العام مع انطلاق موسم السياحة الشتوية في شهر أكتوبر المقبل.
إلا أنه رغم ذلك يظل قطاع السياحة في حاجة إلى استثمارات كبيرة تسهم في تفعيل أداء القطاع وتتيح لأكبر شريحة من المواطنين الاستفادة من مكاسبه، وكما نعلم فإن مجموعة عمران وصناديق التقاعد مساهمة في بعض الشركات التي أشرنا إليها سابقا وهو ما يجعلنا نوجه الدعوة إليها لتأسيس شركات مساهمة عامة تحقق مكاسب أكبر من هذا القطاع الذي لم توظف إمكانياته بالشكل المطلوب حتى الآن.
محمد الشيزاوي - كاتب عماني
يمتلك قطاع السياحة في سلطنة عمان إمكانيات هائلة لتأسيس شركات مساهمة عامة تستفيد من المقومات السياحية العديدة في مختلف محافظات البلاد، غير أنه من الملاحظ أن عدد شركات السياحة المدرجة في بورصة مسقط قليل، إذ يبلغ عددها 7 شركات، كما أن أنشطتها محدودة وتقتصر على إدارة فندق أو منتجع ولم تتجه بعدُ إلى إدارة مشروعات سياحية متكاملة، ولعل هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل نتائج الشركات ضعيفة ويقلل من حضورها على شاشات التداول في بورصة مسقط.
يبلغ إجمالي رؤوس أموال شركات السياحة المدرجة في بورصة مسقط 55.6 مليون ريال عماني من بينها 27.9 مليون ريال عماني لشركة ظفار للسياحة التي تستحوذ على 50% من إجمالي رؤوس الأموال، ويبلغ رأسمال شركة ضيافة الصحراء 7.9 مليون ريال عماني، و6.2 مليون ريال عماني لمنتجع شاطئ صلالة، و5 ملايين ريال عماني لشركة أوبار للفنادق والمنتجعات، و3.4 مليون ريال عماني لفنادق الخليج - عمان، و3 ملايين ريال عماني للشركة العالمية لإدارة الفنادق، وحوالي 2.1 مليون ريال عماني لشركة فنادق الباطنة. وعلى الرغم من أن شركة ظفار للسياحة التي تمتلك فندق ويندهام جاردن في ولاية مرباط تخطط لمشروع طموح يتم تنفيذه في نفس الموقع إلا أنه من الملاحظ أن المشروع تأخر كثيرا، وفي تقريرها للنصف الأول من العام الجاري قالت الشركة إنها حصلت على الترخيص المبدئي للمجمع السياحي المتكامل الذي سيكون له -حسب تصريح الشركة- تأثير وقيمة كبيرة لجذب المستثمرين المحليين والدوليين، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ العديد من أعمال البناء في المنتجع وأنه تم تكليف مكتب استشارات هندسية بتصميم 88 وحدة سكنية ستطرح للبيع بعد الانتهاء من إعداد الرسومات التفصيلية واستكمال جميع الإجراءات الرسمية وسيكون إضافة رائعة للمنتجع.
عندما نلقي نظرة على أداء شركات السياحة في النصف الأول من العام الجاري نجد أن 5 شركات سجلت خسائر، فيما استطاعت الشركة العالمية لإدارة الفنادق التي تدير فندق شيدي مسقط التحول من الخسائر إلى الأرباح مسجلة أرباحا عند 145 ألف ريال عماني مقابل خسائر تجاوزت 1.4 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من العام الماضي، وقالت الشركة في تقريرها للمساهمين إن الأسواق الرئيسية المستهدفة لم تحقق التقديرات المتوقعة إلا أن إدارة الفندق تمكنت من رفع نسبة الإشغال من الأسواق الثانوية وهو ما أدى إلى بعض الانتعاش، ومن جهتها قالت شركة ضيافة الصحراء التي تنتهي سنتها المالية في نوفمبر من كل عام إن أرباحها الصافية ارتفعت في النصف الأول من سنتها المالية الحالية إلى 1.2 مليون ريال عماني مقابل نحو 1.1 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من العام الماضي، ولم تتأثر الشركة كثيرا بجائحة «كوفيد-19» نظرا لأن عملها يتركز في بناء وامتلاك وتشغيل مقرات سكنية دائمة لمقاولي شركة تنمية نفط عمان في فهود ونمر وريما.
وعلى الرغم من تحقيق 5 شركات خسائر إلا ثلاث شركات منها قلّصت خسائرها وهي فنادق الخليج - عمان التي تراجعت خسائرها من 565 ألف ريال عماني إلى ألفي ريال عماني، وأوبار للفنادق والمنتجعات التي تراجعت خسائرها من 499 ألف ريال عماني إلى 461 ألف ريال عماني، وشركة منتجع شاطئ صلالة التي تراجعت خسائرها من 476 ألف ريال عماني إلى 389 ألف ريال عماني، فيما سجلت شركة ظفار للسياحة أعلى الخسائر عند 668 ألف ريال عماني، ورغم هذه الخسائر تمتلك الشركة الكثير من عناصر القوة التي يمكن استغلالها في تحقيق النمو للشركة والعودة إلى الأرباح خاصة أن محافظة ظفار تحظى بمناخ استثنائي على مدار العام خاصة في فصل الصيف الذي يشهد إقبالا خليجيا كبيرا على المحافظة، كما ارتفعت خسائر شركة فنادق الباطنة من 240 ألف ريال عماني إلى 307 آلاف ريال عماني، ولم تعلق الشركة في تقريرها على أسباب الخسائر إلا أنها قالت إن تراجع إيراداتها يرجع إلى المنافسة من الفنادق الأخرى وحرب الأسعار بحسب وصفها. وبشكل عام أرجعت الشركات خسائرها إلى استمرار تأثيرات جائحة «كوفيد-19» التي أثرت كثيرا على قطاع السياحة العالمي.
وعلى الرغم من الأداء غير المواتي خلال النصف الأول من العام الجاري تتطلع أغلب الشركات إلى أن يكون النصف الثاني أفضل أداء خاصة في الربع الأخير من العام مع انطلاق موسم السياحة الشتوية في شهر أكتوبر المقبل.
إلا أنه رغم ذلك يظل قطاع السياحة في حاجة إلى استثمارات كبيرة تسهم في تفعيل أداء القطاع وتتيح لأكبر شريحة من المواطنين الاستفادة من مكاسبه، وكما نعلم فإن مجموعة عمران وصناديق التقاعد مساهمة في بعض الشركات التي أشرنا إليها سابقا وهو ما يجعلنا نوجه الدعوة إليها لتأسيس شركات مساهمة عامة تحقق مكاسب أكبر من هذا القطاع الذي لم توظف إمكانياته بالشكل المطلوب حتى الآن.
محمد الشيزاوي - كاتب عماني