دشنت وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض برنامج التمكين في الصحة العامة في مجال الوبائيات التطبيقية الأساسية بهدف تمكين المشاركين ورفع كفاءتهم في الترصد الوبائي وفي التقصيات، وجمع البيانات الصحية كاملة وتحليلها، وذلك بالتعاون مع مركز مراقبة ومكافحة الأمراض الأمريكي ورابطة الشرق متوسطية للصحة المجتمعية.

وأكد الدكتور سيف بن سالم العبري مدير عام مراقبة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة أنه منذ الوهلة الأولى لانطلاقة النهضة العمانية الحديثة والإنسان العماني يعد محور التنمية في شتى المجالات، وأن الصحة هي إحدى الركائز الأساسية للتنمية، فقد أولت الحكومة الرشيدة اهتماما بالغا بالمجالات التي تعزز صحة الفرد وصحة المجتمع، كما أن الأمراض السارية هي الهاجس الأكبر حاليا الذي يؤرق صحة المواطن، لذا فقد أطلقت عدة برامج تعنى بمكافحة الأمراض السارية ومن أهمها برامج مكافحة مرض الملاريا المتوطن والسائد في تلك الفترة والسل الرئوي والرمد وغيرها، ومن أجل استمرارية هذه البرامج، فقد أيقنت وزارة الصحة أن النجاح لن يتحقق إلا بوجود كوادر صحية ميدانية مؤهلة ومدربة على أكمل وجه، لذا سعت الوزارة لبناء قدرات هذه الكوادر من خلال عمل الدورات وحلقات العمل التدريبية، التي كان من بينها افتتاح معهد الصحة العامة في عام 1991، وكانت من ضمن مخرجاته الكثير من الكوادر التي قادت هذه البرامج نحو النجاح، وأن سلطنة عمان حققت نجاحات باهرة وحصلت على المراتب العالمية العليا.

وأوضحت ريشل نيلسون ــ نائبة المدير الإقليمي لمكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وممثلة مركز مكافحة الأمراض الأمريكي، أن مشوار سلطنة عمان في الوبائيات الحلقية بدأ منذ فترة طويلة، وأنه قد تم ذلك بالتعاون مع برنامج الوبائيات في المملكة العربية السعودية، ويوجد حاليا أكثر من 18 خريجا يقودون قسم الوبائيات في سلطنة عمان، وحلقة العمل هذه تعد فرصة جيدة لتدريب الكوادر الشابة على الوبائيات الحلقية مثل الترصد والتفشيات الوبائية ومن ثم التدرج بعدها من المتوسط للمتقدم في مجال التدريب بشكل عام.

وقال الدكتور فارس اللامي ممثل الشبكة الشرق أوسطية للصحة العامة ومستشار الصحة العامة في الأمفنيت: إن عائلتنا كبرت في برنامج تدريب الوبائيات الميدانية في إقليم شرق المتوسط بانضمام سلطنة عمان لتصبح الدولة الثالثة عشرة التي تنضم للبرنامج في الإقليم، وأن مقيمي هذا البرنامج سوف يحضون على مدى الثلاثة أشهر القادمة بالفرصة الجيدة لتعزيز قدراتهم الفنية، مما سيمكنهم من إدارة نظام رصد الصحة العامة وتفعيله على الوجه الأكمل، فضلا عن الانخراط في أنشطة التقصي الوبائي في سلطنة عمان، وأشار بأنهم سيلتحقون في برامج تدريبية تشمل التدريب الميداني واستكمال المشاريع الميدانية، وذلك إيمانا منهم أن المهارات التي سيكتسبونها في هذا التدريب ستكون انعكاسا لأهداف وزارة الصحة.

الجدير بالذكر، أن البرنامج الذي دشن برعاية سعادة الدكتورة / فاطمة بنت محمد العجمية ـ وكيلة وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية والتخطيط بوزارة الصحة عبارة عن مجموعة من حلقات العمل، تتخللها فترات تدريبية ميدانية مدة كل دورة ثلاثة أشهر، ويسبق انطلاق الدورة إقامة حلقة عمل تستمر لثلاثة أيام تبدأ غدا الثلاثاء وتختتم الخميس القادم، لهدف إعداد 12 موجها من اختصاصي الصحة العامة واختصاصي الوبائيات من مختلف محافظات سلطنة عمان سيشرفون على المشاركين ميدانيا.