- انبرى عدد من الكُتاب والإعلاميين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي ومن يدخل في فئة «حشرِ من الناس عيد» الأسبوع الفائت للدفاع عن وجهة نظرهم المتضادة حول مواصفات من يجب أن يزور خريف محافظة ظفار واشتد النقاش بين الجانبين حتى حسبنا أن كل مشاكلنا قد حُلت ولم يتبق منها سوى هذه الإشكال في الوقت الذي نوّلي فيه ظهورنا لقضايا أهم هي بأمسّ الحاجة لمثل هذه الاستماتات في النقاش. وفي غمرة الهجمات والهجمات المضادة بين الطرفين نشر المركز الوطني للإحصاء والمعلومات مؤخرًا تقريره السنوي حول حالات الطلاق في سلطنة عُمان والذي ألقى بظلالِ قاتمة على حالة الاستقرار الأُسري.

وأشار التقرير إلى أن حالات الطلاق سجلت ارتفاعًا العام الفائت 2021 وبلغ 3837 حالة طلاق مقارنة بـ 3426 حالة في العام 2020. وبحسب التقرير فإن عدد حالات الطلاق تصل إلى 10 حالات يوميًا في مختلف المحافظات وهو ما يدعو إلى القلق بسبب انعكاس ذلك على استقرار المجتمع وتماسكه وقدرته على الإنتاج كما أنه يدعو كذلك للبحث المعمق في أسباب هذه الظاهرة من قبل الجهات المختصة ومراكز البحث المختلفة.

وإذا كان مرض «كوفيد-19» الذي شلّ حركة الاقتصاد العالمي والمحلي بطبيعة الحال لفترة ليست بالقصيرة وما زالت آثاره باقية حتى اليوم قد دفع بحالات الطلاق للازدياد بسبب تسريح الموظفين والعُمال وعدم قدرة المشاريع الصغيرة والمتوسطة على الصمود وتورط أصحابها في قروض يواجه بعضهم المحاكمات فإنه لا ينبغي تجاهل أن هناك إشكالات أُخرى يتوجب الالتفات إليها من أهمها زواج الأقارب والزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي والزواج في سن مبكرة والافتقار إلى ثقافة الزواج وكيفية إدارة الحياة الزوجية وهي زيجات عادة ما تُمنى بالفشل الذريع. مثل هذه القضايا بحاجة إلى احتدام النقاش بين النخُب وتستحق أن ترتفع لها الهاشتاجات في تويتر وأبناء عمه من مواقع التواصل الاجتماعي.

- ‏في أحد منشوراته على منصة «فيس بوك» يرى الدكتور هلال الحجري أن العودة إلى الاسم القديم للمعبيلة وهو «قيقا» أفضل لسببين، يعتبر الدكتور هلال أن السبب الأول يكمن في أن الاسم «بحسب رأيه موسيقي وجميل» رغم أنني لا أرى أين يكمن ذلك الجمال أما السبب الثاني فأنه سيصحح الصورة النمطية المتشكلة حاليًا عن المعبيلة.

والدكتور هلال قد أخذ المعبيلة أنموذجًا للمسميات التي يجب أن يُعاد النظر فيها فإن هناك أسماء لمدن وقرى كثيرة لم تعُد مسمياتها مقبولة ونحن في العام 2022 كما أنها لا تعكس الصورة الحقيقية للحضور العماني في التاريخ والحضارة الإنسانية ومع ما قدمه الإنسان العُماني مساهمات جليلة للثقافات العربية والإسلامية والعالمية.

- تظل الإجابة على سؤال: لماذا يتغيب أئمة المساجد المعينين من قبل الحكومة عن معظم صلوات اليوم معلقًا لا إجابة له من قِبل كافة الأطراف وأولهم الإمام نفسه. ومن باب الفضول وملاحظة أن المسجد الذي أرتاده غالبًا لا يوجد له إمام ثابت توجهت بسؤال مختصر لأحد وكلاء المسجد يتعلق بسر تعدد اختياراته اليومية للإمام ولماذا لا يوجد للمسجد إمام أو إمامين ثابتين ؟ وكان جوابه صادمًا إذ قال: «منَ اختارهم متطوعين جزاهم الله خيرًا» و« بو تسأل عنهم الله يذِكرهم بالخير ما متفيقين بسبب انشغالاتهم وارتباطاتهم». « لقد اعتدنا هذا الغياب كغيرنا من سكان المناطق الأخرى وتفاهمنا كسكان حول من يمكن أن يقوم بدورهم».

وتابع يقول: «إذا حضر وأمّ صلاة ما غاب في الصلاة التي بعدها حتى بات غيابه مألوفًا ونحن بطبيعة الحال لا نملك كسكان للمنطقة آلية تلزمه بالحضور.. مضى ساخرًا، يسِد أنه يخطب بنا الجمعة والعيدين.. يمكن يسووا لهم جهاز بصمة عند مدخل المسجد لتسجيل الحضور والغياب كما تو حاصل في المؤسسات الحكومية والأهلية.. مو دراك يمكن يستوي هذا في يوم من الأيام».

آخر نقطة

نكتشف لاحقًا أن بعض النكبات التي مررنا بها ونحن كارهين كانت «ضرورية» وهامة فمن خلالها أمكن إعادة تقييم حياتنا وإعادة النظر في طبيعة ما أنجزناه وما تعذر إنجازه.. من رحِم تلك النكبات خاصة التي لم نكن نتوقعها يجب أن ننطلق بثقة إلى المستقبل دونما خوف أو وجل فالحياة لا تعترف إلا بالأقوياء.