• مهتمون: أشجار الغاف البحري تتسبب في تدهور التربة وتخريب قنوات الأفلاج وجفاف العيون




تواجه البيئة العمانية خطر انتشار أشجار الغاف البحري «المسكيت» على حساب الأشجار المحلية، فما إن تنمو بالقرب من أي شجرة أخرى سرعان ما تقضي عليها، لكثافة أفرعها وتوغل جذورها عميقا في باطن الأرض.

وعلى الرغم من أوراقها الخضراء دائما فإن أضرارها أكثر من فوائدها، ومع بدء انتشارها قبل سنوات حاولت الجهات المعنية مكافحة انتشارها والقضاء عليها، إلا أن الواقع يعكس الانتشار الواسع لهذه الشجرة في جميع الولايات بلا استثناء، وسط المزارع والأودية والجبال.

وقد أثبتت الدراسات مدى الضرر الذي تسببه هذه الشجرة على البيئة العمانية، حيث إنها تسبب أضرارا للحيوانات عند التغذية بأوراقها أو ثمارها، وكذلك قساوة أشواكها، إضافة إلى الضرر الذي تسببه للأشجار البرية المحلية والأشجار المزروعة في حال نموها في المزارع، كما يمتد تأثيرها الضار إلى تغيير مجاري الأودية من خلال سرعة نموها في الأودية وقدرتها على إغلاق معابر الأودية وتغيير مساراتها، لقوة جذوعها وكثافة أغصانها.


  • أضرار عديدة




وأكد محمد بن سعيد الهنائي أحد المهتمين بالشأن البيئي أن شجرة المسكيت تساعد على تكاثر وانتشار الآفات الزراعية، وتقوم بتخريب قنوات الأفلاج وتؤدي لجفاف عيون الأفلاج، وتستحوذ بشكل كبير على الأراضي ومنها الزراعية، وتسهم في تدهور التربة وامتصاص العناصر الغذائية والقضاء على الأشجار والنباتات البرية المحلية وتدهور الغطاء النباتي والمراعي الطبيعية، وتستنزف المياه، حيث يمكن أن تمتد جذورها لعمق يصل لأكثر من 80 مترا، بالإضافة إلى أنها تساعد على زيادة الجفاف والتصحر، كما أن بذورها وورقها يؤذيان المواشي ويصيبانها ببعض الأمراض تؤدي لنفوقها بشكل مستمر، وتتسبب الشجرة كذلك في نشر الأمراض مثل الحساسية والربو للإنسان.

وأوضح الهنائي أن شجرة المسكيت الواحدة تستطيع أن تحمل ما يقارب ثلاثة آلاف بذرة قادرة على تغطية مساحات كبيرة في وقت زمني قصير مشكّلة غابات من أشجار الغاف البحري الضارة.

وتحدث الهنائي عن أهداف مبادرته التطوعية من أجل بيئة خضراء وقال: اجتثاث أشجار الغاف البحري الضارة هو ما تهدف إليه مبادرة «المسكيت يهدد بيئتنا»، التي بدأت في عام 2018 واستطاعت اجتثاث ما يقارب 200 شجرة بجهود وإمكانيات فردية.

وأوضح أنه يمكن القضاء على هذه الأشجار منذ بداية نموها، حيث أثبتت عملية الحرق نجاحها، مشيرا إلى أن عملية الحرق لا تنجح في أغلب الأماكن وذلك حين تكون بالقرب من أعمدة الإنارة والكهرباء أو المنازل و«العزب» والمزارع والأشجار المحلية أو النخيل.

ووصف محمد الهنائي الجهود التي تُبذل من قبل الجهات المعنية بأنها ضعيفة مقابل توسع وسرعة انتشار هذه الشجرة، وقال إن بعض الأشخاص ما زالوا يزرعون شجرة المسكيت ويعتنون بها وفي المقابل هناك جهود تُبذل لاقتلاعها والتخلص منها، مشيرا على سبيل المثال إلى ثلاث شجرات على مدخل سوق السيب، متسائلا كيف نغير ثقافة الناس وإقناعهم بأن هذه الشجرة ضارة وخطرة وهناك جهات تزرعها؟!

وأكد الهنائي على أهمية تشكيل فرق ميدانية في كل محافظة ومن كل الجهات المعنية بالزراعة والبيئة ومن القطاعين العام والخاص والفرق الأهلية والتطوعية والمجالس البلدية وغيرها من الجهات، ووضع خطة لمحاصرة هذه الشجرة ومنع انتشارها، وقبل ذلك يجب اجتثاثها من المنازل والمزارع و«العزب» وبعض المؤسسات والشركات، لأن هذه الأشجار تنشر البذور، موضحا أن نجاح هذه المهمة يرتبط بعمل خطة في كل محافظة للقضاء على «المسكيت».


  • شجرة دخيلة




من جانبه قال سهيل بن سالم بن سعيد بيت سعيد إن خطورة شجرة المسكيت تكمن في أنها من الأشجار الغازية والدخيلة في بيئتنا وهي تنافس الأشجار والشجيرات المحلية على الماء، كما أن لها أشواكا سامة وتنتشر بسرعة،

مشيرا إلى أن هناك فرقا تطوعية بمحافظة ظفار تنبهت إلى تأثيرها السلبي وقامت بتسخير الجهود لمنع انتشارها خصوصا عند قواعد الجبال لكي لا تنتقل الشجرة وتصل إلى سفوح وأعالي الجبال في الأماكن التي فيها كثافة من الأشجار المحلية والنادرة والمعمرة.

واقترح سهيل بيت سعيد على الجهات المعنية أن تكثف من الندوات في الإعلام وفي التواصل الاجتماعي عن خطورة شجرة المسكيت، وأن تخاطب المجتمع المحلي بضرورة محاربة المسكيت في الأحياء وفي المزارع والأماكن المهجورة.


  • أثرها على المراعي




وفي جعلان بني بوعلي قال عبدالله بن علي بن سالم العريمي إن شجرة المسكيت قضت على الكثير من الأشجار البرية والمراعي ومياه الآبار الجوفية التي أصبحت بسببها غير صالحة للاستخدام، موضحا أن فريق أبو فشيغة التطوعي بذل جهودا لمكافحة شجرة المسكيت الضارة، واستطاع أن يقضي على آلاف الأشجار بشتى السبل كالحرق والاقتلاع والقص وبمساهمات أهلية لاستئجار المعدات والأدوات اللازمة للعمل، مؤكدا على أن الفريق يكثف جهوده في أيام الإجازات الرسمية ويستغل وجود أغلب الموظفين في قراهم.

وبين العريمي أن شجرة المسكيت تتميز بسرعة النمو والانتشار ومقاومتها لظروف الطبيعة، لذلك يتطلب مواصلة الجهود لإزالتها.

وناشد عبدالله العريمي وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للنظر في مطالبات الأهالي منذ 2018م حول هذا الموضوع والاهتمام بهذا الجانب ودعم الفرق ومساندتها ووضع حل جذري لهذه الآفة التي تهدد البيئة ومقوماتها الطبيعية.


  • الوزارة لم ترد




وتواصلت «عمان» منذ أشهر مع المختصين بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه لاستيضاح جهودهم في التخلص من هذه الشجرة، إلا أنه لم يتم الرد.