رغم أنه لم يشمل أية دولة عربية أو شرق أوسطية، فإن تقرير معهد رويترز للأخبار الرقمية لعام 2022، الذي صدر مؤخرا، يفتح النقاش حول مستقبل الصحافة وبدائلها الرقمية في العالم كله، بما في ذلك في عالمنا العربي، خاصة أنه يتناول بالتفصيل، وفي 164 صفحة، قضايا واتجاهات عديدة ومقارنات تتناول التغطية الإعلامية للحرب في أوكرانيا، وجمهور وسائل الإعلام الرقمية، وتغير عاداته واتجاهاته نحو الأخبار، ونحو الصحفيين.
ويكتسب التقرير أهميته من كونه صادرا عن معهد رويترز لدراسة الصحافة، وهو جزء من قسم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة أكسفورد الشهيرة، ويُمول من جانب مؤسسة رويترز وعدد من المؤسسات الأكاديمية والمؤسسات والمنظمات غير الربحية والشركات الإعلامية. ولذلك فإن قراءته قراءة متعمقة قد تكفينا مشقة البحث عن حلول -توصل لها العالم بالفعل- للتعامل مع أزمة الصحافة، وتجعلنا نخرج من دوامة «إعادة اختراع العجلة» التي ندور فيها دون طائل عندما نواجه مشكلة ما.
يشمل التقرير تحليلا للأسواق الإعلامية في 24 دولة أوروبية، و8 دول من الأمريكيتين، و11 دولة من آسيا، وثلاث دول من إفريقيا، هي كينيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا. وتضمن التقرير نتائج استبيان أجري على عينة ضخمة ضمت نحو 93 ألف من مستهلكي الأخبار الإلكترونية في 46 دولة يمثل عدد سكانها نحو نصف عدد سكان العالم. ولما كان من الصعب استعراض كل ما جاء في التقرير من بيانات وتعليقات وتوصيات، فإننا تعميما للفائدة -خاصة للمسؤولين عن الصحافة والعمل الإخباري في العالم العربي، وكذلك الأكاديميين والباحثين والطلاب في مجال الإعلام، نشير إلى بعض أهم ما ورد فيه، وله انعكاسات مباشرة على مستقبل الصحافة الرقمية بوجه عام ومستقبل الصحافة العربية بوجه خاص.
ولعل أول وأهم النتائج التي توصل إليها التقرير عن طريق استبيان مستخدمي الأخبار الرقمية في العالم، هو أن الكثيرين من الناس في العالم أصبحوا أكثر حذرا في التعرض للأخبار، ويميلون إلى تقنين أو الحد من تعرضهم لها، أو على الأقل لأنواع معينة منها. الباحثون في الإعلام يطلقون على هذه الظاهرة ظاهرة «تجنب الأخبار الانتقائي»، وهي تنتمي إلى نظريات التأثير الانتقائي لوسائل الإعلام التي تبدأ بالتعرض الانتقائي لتصل إلى الإدراك الانتقائي وتنتهي بالأثر الانتقائي. إذا سحبنا هذه النتيجة على جمهور وسائل الإعلام في الدول العربية فإن علينا أن نسأل أنفسنا: هل يتجنب قطاع كبير من جمهورنا التعرض للأخبار؟ الإجابة في ضوء مشاهداتنا وخبراتنا الشخصية، هي نعم بالتأكيد. وربما تكون نسبة من يتجنبون الأخبار لدينا أعلى من المعدلات العالمية، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار اختلاف النظم الإعلامية واتجاه وسائل الإعلام العربية إلى أن تكون إعلام الصوت الواحد والرأي الواحد.
وعلى سبيل المثال فإن نسبة من يتجنبون التعرض للأخبار تصل إلى 54 بالمائة في دولة تأخذ بالتعددية السياسية والإعلامية، ويتاح فيها للجمهور خيارات إعلامية وإخبارية عديدة يمكن أن ينتقي منها مثل البرازيل، فما بالنا بهذه النسبة في دول عربية لا تعرف ولم تعرف على مدار تاريخها المعاصر أي شكل من أشكال التعددية السياسية أو الإعلامية. لا يمنع ذلك الاتجاه العالمي نحو تجنب التعرض للأخبار أن نشير إلى انخفاض تلك النسبة في بعض الدول الآسيوية مثل اليابان إلى 14 بالمائة، وثباتها تقريبا في دول شمال أوروبا مثل الدنمارك وفنلندا عند حد 20 بالمائة.
على أية حال، إذا سلمنا أن تجنب التعرض للأخبار قد أصبح شائعا في العالم كله، فما أسباب ذلك؟ وفقا للاستبيان قدم الذين يتجنبون التعرض للأخبار مجموعة من الأسباب لسلوكهم هذا. فقد قال 43 بالمائة إنهم لا يعرضون أنفسهم للأخبار لأنها معادة ومكررة، ولا جديد فيها، خاصة السياسية منها. وقال 29 بالمائة إنهم يشعرون بالإرهاق من التعرض للأخبار، لذلك يتجنبونها، ونفس النسبة قالت إنهم يعتقدون أنه لا يمكن الوثوق بالأخبار، فيما أرجع 36 بالمائة، خاصة ممن تقل أعمارهم عن 35 عاما عدم إقبالهم على استهلاك الأخبار إلى أن الأخبار تعكر مزاجهم، بالإضافة إلى زيادة شعورهم بالعجز عن فعل أي شيء، وصعوبة فهم الأخبار، وعدم توافر وقت كاف لديهم للأخبار. وترتفع المخاوف من تأثير الأخبار السلبية على الحالة المزاجية لدى 55 بالمائة من عينة المملكة المتحدة، ولدى 49 بالمائة من عينة الولايات المتحدة الأمريكية.
الظاهرة الثانية المهمة التي تضمنها تقرير رويترز للأخبار الرقمية هذا العام هي نجاح جهود بعض المؤسسات الصحفية الكبيرة في العالم في إقناع الجماهير بأن تدفع مقابل المحتوى الذي تقدمه عبر منصات النشر الإلكترونية المختلفة، خاصة عبر الويب وعبر تطبيقات الهواتف الذكية، سواء من خلال الاشتراك أو العضوية أو تقديم التبرعات، وذلك لتقليل اعتمادها على عائدات الإعلان، التي تستأثر بمعظمها المنصات الكبيرة مثل جوجل وميتا «فيسبوك سابقا». وإلى جانب تلك المؤسسات تحولت مؤسسات صحفية في دول أخرى مثل الأرجنتين وكولومبيا واليابان ونيجيريا وكينيا إلى هذا الأسلوب، وقصرت استخدام محتواها الرقمي على المشتركين فيها. ويبدو هذا النظام ناجحا إلى حد كبير إذا علمنا -وفقا لبيانات التقرير- أن 17 بالمائة ممن تم سؤالهم في الاستبيان العالمي يدفعون بالفعل مقابل الأخبار والمقالات التي يحصلون عليها عبر الإنترنت والتطبيقات الذكية. ويزيد معدل دفع الجمهور للحصول على المحتوى الصحفي الرقمي ليصل إلى41 بالمائة في النرويج، و33 بالمائة في السويد، و19 بالمائة في كل من فنلندا والولايات المتحدة الأمريكية، و18 بالمائة في أستراليا و14 بالمائة في ألمانيا.
ويشير التقرير إلى أن الدفع للحصول على الخدمات الصحفية الرقمية يشهد تركيزا على الصحف الكبرى. ففي الولايات المتحدة الأمريكية يذهب نصف الاشتراكات إلى صحف «نيويورك تايمز»، و«واشنطن بوست»، و«وول ستريت جورنال». وفي فنلندا يدفع نصف المشتركين اشتراكات رقمية في الصحيفة الرسمية «هليسنكن سانومات». ولعل من النتائج المدهشة -حسب وصف التقرير- أن الغالبية العظمى من الذين يدفعون مقابل المحتوى الصحفي الرقمي من كبار السن، ويصل متوسط أعمارهم إلى 47 عاما في جميع البلدان المدروسة. في المقابل تعزف الغالبية العظمى من الشباب الذين نشأوا في بيئة رقمية مجانية، عن الدفع مقابل المحتوى الصحفي الرقمي. ففي المملكة المتحدة يمثل المشتركون من الشباب في هذا المحتوى 8 بالمائة فقط. وترتفع هذه النسبة في الولايات المتحدة لتصل إلى 17 بالمائة. هل تستطيع صحفنا العربية إقناع القراء بالاشتراك الرقمي في خدماتها؟ يحتاج الأمر إلى التجريب، مع التركيز على الفئات الأكثر قدرة على الدفع، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة تقديم خدمات صحفية متميزة وغير نمطية تجبر القراء على الاشتراك فيها ومنافسة الوسائط الإعلامية الأخرى التي تستأثر باهتمام الشباب كالخدمات التلفزيونية وخدمات الفيديو والموسيقى والرياضة المدفوعة.
بقي أن نشير إلى ما أكده تقرير رويترز بشأن الأجهزة الأكثر استخداما عالميا للوصول إلى الأخبار الرقمية والحصول عليها. لا يزال الهاتف الذكي هو الجهاز الرقمي الأكثر أهمية للوصول إلى الأخبار مع اختلافات طفيفة في بلدان العالم المختلفة. ففي النرويج وإسبانيا وفنلندا والمملكة المتحدة أصبح الهاتف الذكي هو الوسيلة الأولى للحصول على الأخبار في الصباح، ومع ذلك ما زال الراديو يمثل جزءا مهما من الروتين الصباحي في إيرلندا، وما تزال قراءة الصحف الصباحية تحظى بشعبية كبيرة في هولندا وفنلندا، ويظل التلفزيون له تأثير رئيسي في الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا، والوسيلة المهيمنة في اليابان.
من المهم لمخططي وواضعي السياسات الإعلامية المستقبلية والأكاديميين وطلاب الإعلام في دولنا العربية أن يراجعوا بدقة مثل هذه التقارير التي يمكن البناء عليها، والاستفادة من التجارب العالمية في التعامل مع الأخبار والصحافة الرقمية، حتى لا نظل أسرى لأفكار متواترة من الماضي، وحتى لا نعيد في كل مرة نخطط فيها اختراع العجلة.
أ.د. حسني نصر كاتب مصري وأستاذ في قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس
ويكتسب التقرير أهميته من كونه صادرا عن معهد رويترز لدراسة الصحافة، وهو جزء من قسم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة أكسفورد الشهيرة، ويُمول من جانب مؤسسة رويترز وعدد من المؤسسات الأكاديمية والمؤسسات والمنظمات غير الربحية والشركات الإعلامية. ولذلك فإن قراءته قراءة متعمقة قد تكفينا مشقة البحث عن حلول -توصل لها العالم بالفعل- للتعامل مع أزمة الصحافة، وتجعلنا نخرج من دوامة «إعادة اختراع العجلة» التي ندور فيها دون طائل عندما نواجه مشكلة ما.
يشمل التقرير تحليلا للأسواق الإعلامية في 24 دولة أوروبية، و8 دول من الأمريكيتين، و11 دولة من آسيا، وثلاث دول من إفريقيا، هي كينيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا. وتضمن التقرير نتائج استبيان أجري على عينة ضخمة ضمت نحو 93 ألف من مستهلكي الأخبار الإلكترونية في 46 دولة يمثل عدد سكانها نحو نصف عدد سكان العالم. ولما كان من الصعب استعراض كل ما جاء في التقرير من بيانات وتعليقات وتوصيات، فإننا تعميما للفائدة -خاصة للمسؤولين عن الصحافة والعمل الإخباري في العالم العربي، وكذلك الأكاديميين والباحثين والطلاب في مجال الإعلام، نشير إلى بعض أهم ما ورد فيه، وله انعكاسات مباشرة على مستقبل الصحافة الرقمية بوجه عام ومستقبل الصحافة العربية بوجه خاص.
ولعل أول وأهم النتائج التي توصل إليها التقرير عن طريق استبيان مستخدمي الأخبار الرقمية في العالم، هو أن الكثيرين من الناس في العالم أصبحوا أكثر حذرا في التعرض للأخبار، ويميلون إلى تقنين أو الحد من تعرضهم لها، أو على الأقل لأنواع معينة منها. الباحثون في الإعلام يطلقون على هذه الظاهرة ظاهرة «تجنب الأخبار الانتقائي»، وهي تنتمي إلى نظريات التأثير الانتقائي لوسائل الإعلام التي تبدأ بالتعرض الانتقائي لتصل إلى الإدراك الانتقائي وتنتهي بالأثر الانتقائي. إذا سحبنا هذه النتيجة على جمهور وسائل الإعلام في الدول العربية فإن علينا أن نسأل أنفسنا: هل يتجنب قطاع كبير من جمهورنا التعرض للأخبار؟ الإجابة في ضوء مشاهداتنا وخبراتنا الشخصية، هي نعم بالتأكيد. وربما تكون نسبة من يتجنبون الأخبار لدينا أعلى من المعدلات العالمية، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار اختلاف النظم الإعلامية واتجاه وسائل الإعلام العربية إلى أن تكون إعلام الصوت الواحد والرأي الواحد.
وعلى سبيل المثال فإن نسبة من يتجنبون التعرض للأخبار تصل إلى 54 بالمائة في دولة تأخذ بالتعددية السياسية والإعلامية، ويتاح فيها للجمهور خيارات إعلامية وإخبارية عديدة يمكن أن ينتقي منها مثل البرازيل، فما بالنا بهذه النسبة في دول عربية لا تعرف ولم تعرف على مدار تاريخها المعاصر أي شكل من أشكال التعددية السياسية أو الإعلامية. لا يمنع ذلك الاتجاه العالمي نحو تجنب التعرض للأخبار أن نشير إلى انخفاض تلك النسبة في بعض الدول الآسيوية مثل اليابان إلى 14 بالمائة، وثباتها تقريبا في دول شمال أوروبا مثل الدنمارك وفنلندا عند حد 20 بالمائة.
على أية حال، إذا سلمنا أن تجنب التعرض للأخبار قد أصبح شائعا في العالم كله، فما أسباب ذلك؟ وفقا للاستبيان قدم الذين يتجنبون التعرض للأخبار مجموعة من الأسباب لسلوكهم هذا. فقد قال 43 بالمائة إنهم لا يعرضون أنفسهم للأخبار لأنها معادة ومكررة، ولا جديد فيها، خاصة السياسية منها. وقال 29 بالمائة إنهم يشعرون بالإرهاق من التعرض للأخبار، لذلك يتجنبونها، ونفس النسبة قالت إنهم يعتقدون أنه لا يمكن الوثوق بالأخبار، فيما أرجع 36 بالمائة، خاصة ممن تقل أعمارهم عن 35 عاما عدم إقبالهم على استهلاك الأخبار إلى أن الأخبار تعكر مزاجهم، بالإضافة إلى زيادة شعورهم بالعجز عن فعل أي شيء، وصعوبة فهم الأخبار، وعدم توافر وقت كاف لديهم للأخبار. وترتفع المخاوف من تأثير الأخبار السلبية على الحالة المزاجية لدى 55 بالمائة من عينة المملكة المتحدة، ولدى 49 بالمائة من عينة الولايات المتحدة الأمريكية.
الظاهرة الثانية المهمة التي تضمنها تقرير رويترز للأخبار الرقمية هذا العام هي نجاح جهود بعض المؤسسات الصحفية الكبيرة في العالم في إقناع الجماهير بأن تدفع مقابل المحتوى الذي تقدمه عبر منصات النشر الإلكترونية المختلفة، خاصة عبر الويب وعبر تطبيقات الهواتف الذكية، سواء من خلال الاشتراك أو العضوية أو تقديم التبرعات، وذلك لتقليل اعتمادها على عائدات الإعلان، التي تستأثر بمعظمها المنصات الكبيرة مثل جوجل وميتا «فيسبوك سابقا». وإلى جانب تلك المؤسسات تحولت مؤسسات صحفية في دول أخرى مثل الأرجنتين وكولومبيا واليابان ونيجيريا وكينيا إلى هذا الأسلوب، وقصرت استخدام محتواها الرقمي على المشتركين فيها. ويبدو هذا النظام ناجحا إلى حد كبير إذا علمنا -وفقا لبيانات التقرير- أن 17 بالمائة ممن تم سؤالهم في الاستبيان العالمي يدفعون بالفعل مقابل الأخبار والمقالات التي يحصلون عليها عبر الإنترنت والتطبيقات الذكية. ويزيد معدل دفع الجمهور للحصول على المحتوى الصحفي الرقمي ليصل إلى41 بالمائة في النرويج، و33 بالمائة في السويد، و19 بالمائة في كل من فنلندا والولايات المتحدة الأمريكية، و18 بالمائة في أستراليا و14 بالمائة في ألمانيا.
ويشير التقرير إلى أن الدفع للحصول على الخدمات الصحفية الرقمية يشهد تركيزا على الصحف الكبرى. ففي الولايات المتحدة الأمريكية يذهب نصف الاشتراكات إلى صحف «نيويورك تايمز»، و«واشنطن بوست»، و«وول ستريت جورنال». وفي فنلندا يدفع نصف المشتركين اشتراكات رقمية في الصحيفة الرسمية «هليسنكن سانومات». ولعل من النتائج المدهشة -حسب وصف التقرير- أن الغالبية العظمى من الذين يدفعون مقابل المحتوى الصحفي الرقمي من كبار السن، ويصل متوسط أعمارهم إلى 47 عاما في جميع البلدان المدروسة. في المقابل تعزف الغالبية العظمى من الشباب الذين نشأوا في بيئة رقمية مجانية، عن الدفع مقابل المحتوى الصحفي الرقمي. ففي المملكة المتحدة يمثل المشتركون من الشباب في هذا المحتوى 8 بالمائة فقط. وترتفع هذه النسبة في الولايات المتحدة لتصل إلى 17 بالمائة. هل تستطيع صحفنا العربية إقناع القراء بالاشتراك الرقمي في خدماتها؟ يحتاج الأمر إلى التجريب، مع التركيز على الفئات الأكثر قدرة على الدفع، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة تقديم خدمات صحفية متميزة وغير نمطية تجبر القراء على الاشتراك فيها ومنافسة الوسائط الإعلامية الأخرى التي تستأثر باهتمام الشباب كالخدمات التلفزيونية وخدمات الفيديو والموسيقى والرياضة المدفوعة.
بقي أن نشير إلى ما أكده تقرير رويترز بشأن الأجهزة الأكثر استخداما عالميا للوصول إلى الأخبار الرقمية والحصول عليها. لا يزال الهاتف الذكي هو الجهاز الرقمي الأكثر أهمية للوصول إلى الأخبار مع اختلافات طفيفة في بلدان العالم المختلفة. ففي النرويج وإسبانيا وفنلندا والمملكة المتحدة أصبح الهاتف الذكي هو الوسيلة الأولى للحصول على الأخبار في الصباح، ومع ذلك ما زال الراديو يمثل جزءا مهما من الروتين الصباحي في إيرلندا، وما تزال قراءة الصحف الصباحية تحظى بشعبية كبيرة في هولندا وفنلندا، ويظل التلفزيون له تأثير رئيسي في الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا، والوسيلة المهيمنة في اليابان.
من المهم لمخططي وواضعي السياسات الإعلامية المستقبلية والأكاديميين وطلاب الإعلام في دولنا العربية أن يراجعوا بدقة مثل هذه التقارير التي يمكن البناء عليها، والاستفادة من التجارب العالمية في التعامل مع الأخبار والصحافة الرقمية، حتى لا نظل أسرى لأفكار متواترة من الماضي، وحتى لا نعيد في كل مرة نخطط فيها اختراع العجلة.
أ.د. حسني نصر كاتب مصري وأستاذ في قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس