يُلقي التقرير الذي نشرته صحيفة " The Sun " البريطانية في الخامس عشر من شهر يونيو الماضي بالمسؤولية على التصوير بطريقة " السيلفي " عن وفاة 330 شخصًا في جميع أنحاء العالم عام 2021 الماضي والذين قضوا بصور مأساوية مختلفة جاءت بين السقوط من مرتفعات شديدة الانحدار أو الغرق أو الصعق بالكهرباء أو الموت دهسًا نتيجة الوقوف على حواف سكك الحديد أو مفارقة الحياة أثناء التحليق بالطائرات وكل ذلك مرده الهوس بالتقاط صور مميزة في أماكن غريبة عادة ما تكون محفوفة بالمخاطر.
ومع التطور المُذهل في تقنيات التصوير الذاتي خاصة عبر الهواتف المحمولة أمسى " سيلفي الموت " مصدر خطر يهدد حياة الكثيرين من عشاق التصوير من فئة المراهقين والشباب من كلا الجنسين. ورغم التنبيهات والتحذيرات والإجراءات التي اتخذتها وتتخذها هيئات الدفاع المدني والجهات المسؤولة عن سلامة مرتادي المواقع السياحية والمواقع الخطرة في العالم ومن بينها سلطنة عُمان إلا أن عدد الوفيات بسبب زيارة هذه المواقع خلال فترات سقوط الأمطار والحالات الجوية والاستثنائية في تصاعد كما أن مآسي التصوير في هذه الأمكنة تتكاثر يومًا بعد يوم.
هذا الأمر حدا بهيئة الدفاع المدني والإسعاف بسلطنة عُمان إلى تحذير العامة بأنه " سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية " اللازمة ضد من يعرّض نفسه والآخرين للخطر بسبب القفز والسباحة في مجاري الأودية وتعمّد عبورها أثناء جريانها والوقوف على المنحدرات والمرتفعات الشاهقة "، لأيًا كانت الأسباب والتي من بينها بلا شك التصوير لأخذ لقطات خاصة مميزة.
ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع هو وفاة أحد شباب العائلة في حادث يبدو أن سببه كان الرغبة في التقاط صورة بطريقة السيلفي هذا الأسبوع في قمةٍ أسفلها منحدر شديد بـ" هاط " في الجبل الشرقي التابع لولاية الحمراء بمحافظة الداخلية وكذلك بسبب مقاطع الفيديو التي لا تتوقف في مجموعات الواتس أب بهاتفي الجوال لأطفال وشباب يقومون بالقفر في مياه الأودية الجارفة بصورة متعمدة وآخرين يعبرون بمركباتهم الأودية وقت نزول الأودية.
حاولت جاهدًا البحث عن أسباب منطقية قد تدفع بالشخص للمجازفة بحياته وبراحة أسرته من أجل التقاط صورة بنسبة عالية قد لا يشاهدها عقب لحظة التصوير " لأنه فارق الحياة.. ؟ لماذا يدفع رجل الدفاع المدني حياته وطمأنينة عائلته ثمنًا لنزوة مجنونة أو تهور أو استهتار من قبل شخص لا يُدرك قيمة الحياة ولا يعي أنه مُسائل عن إزهاق روحه.
ولأن ظاهرة تصوير السيلفي بدأت تؤرق كل الجهات المسؤولة عن حياة الأفراد طالب بعض المختصين بتحديد مناطق يُمنع فيها التقاط الصور بسبب خطورتها ولخفض عدد الوفيات التي قد تنتج عنها، وبالعودة إلى تقرير الصحيفة البريطانية فإن ثلاث دول تصدرت الترتيب في عدد حالات الوفاة الناجمة عن التقاط صور السيلفي جاءت الهند في مقدمتها بـ 176 حالة، ثم الولايات المتحدة الأمريكية بـ 26 حالة وسُجلت روسيا ثالثة بـ19 حالة وفاة، ويشير التقرير إلى أن سكك الحديد كانت من أكثر الأماكن شيوعًا التي يتسبب فيها السيلفي بالوفاة حيث تسببت في وفاة أو إصابة حوالي 62 شخصًا، فيما حُملت المنحدرات المسؤولية عن موت 38 شخصًا وقضى 24 شخصًا بسبب الهوس بالتقاط الصور في مجاري الأنهار والمسطحات المائية.
وللحد من هذه الظاهرة المؤرقة والتي باتت مصدر قلق للكثير من الجهات نصح موقع "ميديكال سيتي هيلث كير الطبي " Medical City Health Care" بأهمية الالتزام ببعض الإرشادات التي اعتبر أنها قد تجنب الأشخاص الإصابات والوفيات نتيجة أخذ الصور بطريقة السيلفي، نصح الموقع المصوِر بأهمية البقاء في حالة تأهب دائم ومعرفة المحيط الذي يوجد به معرفة جيدة قبل التصوير واحترام الحواجز والأسوار التي عادة ما تُوضع بمقربة من الأماكن الخطرة والابتعاد عن الحواف الزلقة في المرتفعات الشاهقة، كما وجه بضرورة اتباع الحدس وعدم المجازفة والحذر عند تسلق الأماكن حتى الثابتة، والنأي عن مواقع وجود الحيوانات البرية القاتلة، وتجنب استخدام البنادق والقنابل اليدوية والأسلحة النارية أثناء التصوير، وعدم ارتياد الأماكن العميقة والبقاء في الأماكن التي يسمح للزوار التواجد فيها، واتباع القواعد والتعليمات المنشورة والتركيز عند التصوير على الطريق أثناء المشي وليس على الكاميرا كما يحصل الآن مع ارتداء الأحذية المخصصة للمشي أو ما يُعرف بالأحذية المرنة.
آخر نقطة
نحتاج إلى " ركنٍ شديدٍ " نتكئ عليه حين الأزمات، نحتاج لأشخاصٍ استثنائيين لا تتكسر أجنحتهم عند هبوب أعتى هجمة ريح، نكون في أمّس الحاجة إلى قلوبٍ عمياء لا تبصر عندما نتعثر، نحتاج بشدة لأرواحِ أحبة تستمتع بالموت لنحيا.
ومع التطور المُذهل في تقنيات التصوير الذاتي خاصة عبر الهواتف المحمولة أمسى " سيلفي الموت " مصدر خطر يهدد حياة الكثيرين من عشاق التصوير من فئة المراهقين والشباب من كلا الجنسين. ورغم التنبيهات والتحذيرات والإجراءات التي اتخذتها وتتخذها هيئات الدفاع المدني والجهات المسؤولة عن سلامة مرتادي المواقع السياحية والمواقع الخطرة في العالم ومن بينها سلطنة عُمان إلا أن عدد الوفيات بسبب زيارة هذه المواقع خلال فترات سقوط الأمطار والحالات الجوية والاستثنائية في تصاعد كما أن مآسي التصوير في هذه الأمكنة تتكاثر يومًا بعد يوم.
هذا الأمر حدا بهيئة الدفاع المدني والإسعاف بسلطنة عُمان إلى تحذير العامة بأنه " سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية " اللازمة ضد من يعرّض نفسه والآخرين للخطر بسبب القفز والسباحة في مجاري الأودية وتعمّد عبورها أثناء جريانها والوقوف على المنحدرات والمرتفعات الشاهقة "، لأيًا كانت الأسباب والتي من بينها بلا شك التصوير لأخذ لقطات خاصة مميزة.
ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع هو وفاة أحد شباب العائلة في حادث يبدو أن سببه كان الرغبة في التقاط صورة بطريقة السيلفي هذا الأسبوع في قمةٍ أسفلها منحدر شديد بـ" هاط " في الجبل الشرقي التابع لولاية الحمراء بمحافظة الداخلية وكذلك بسبب مقاطع الفيديو التي لا تتوقف في مجموعات الواتس أب بهاتفي الجوال لأطفال وشباب يقومون بالقفر في مياه الأودية الجارفة بصورة متعمدة وآخرين يعبرون بمركباتهم الأودية وقت نزول الأودية.
حاولت جاهدًا البحث عن أسباب منطقية قد تدفع بالشخص للمجازفة بحياته وبراحة أسرته من أجل التقاط صورة بنسبة عالية قد لا يشاهدها عقب لحظة التصوير " لأنه فارق الحياة.. ؟ لماذا يدفع رجل الدفاع المدني حياته وطمأنينة عائلته ثمنًا لنزوة مجنونة أو تهور أو استهتار من قبل شخص لا يُدرك قيمة الحياة ولا يعي أنه مُسائل عن إزهاق روحه.
ولأن ظاهرة تصوير السيلفي بدأت تؤرق كل الجهات المسؤولة عن حياة الأفراد طالب بعض المختصين بتحديد مناطق يُمنع فيها التقاط الصور بسبب خطورتها ولخفض عدد الوفيات التي قد تنتج عنها، وبالعودة إلى تقرير الصحيفة البريطانية فإن ثلاث دول تصدرت الترتيب في عدد حالات الوفاة الناجمة عن التقاط صور السيلفي جاءت الهند في مقدمتها بـ 176 حالة، ثم الولايات المتحدة الأمريكية بـ 26 حالة وسُجلت روسيا ثالثة بـ19 حالة وفاة، ويشير التقرير إلى أن سكك الحديد كانت من أكثر الأماكن شيوعًا التي يتسبب فيها السيلفي بالوفاة حيث تسببت في وفاة أو إصابة حوالي 62 شخصًا، فيما حُملت المنحدرات المسؤولية عن موت 38 شخصًا وقضى 24 شخصًا بسبب الهوس بالتقاط الصور في مجاري الأنهار والمسطحات المائية.
وللحد من هذه الظاهرة المؤرقة والتي باتت مصدر قلق للكثير من الجهات نصح موقع "ميديكال سيتي هيلث كير الطبي " Medical City Health Care" بأهمية الالتزام ببعض الإرشادات التي اعتبر أنها قد تجنب الأشخاص الإصابات والوفيات نتيجة أخذ الصور بطريقة السيلفي، نصح الموقع المصوِر بأهمية البقاء في حالة تأهب دائم ومعرفة المحيط الذي يوجد به معرفة جيدة قبل التصوير واحترام الحواجز والأسوار التي عادة ما تُوضع بمقربة من الأماكن الخطرة والابتعاد عن الحواف الزلقة في المرتفعات الشاهقة، كما وجه بضرورة اتباع الحدس وعدم المجازفة والحذر عند تسلق الأماكن حتى الثابتة، والنأي عن مواقع وجود الحيوانات البرية القاتلة، وتجنب استخدام البنادق والقنابل اليدوية والأسلحة النارية أثناء التصوير، وعدم ارتياد الأماكن العميقة والبقاء في الأماكن التي يسمح للزوار التواجد فيها، واتباع القواعد والتعليمات المنشورة والتركيز عند التصوير على الطريق أثناء المشي وليس على الكاميرا كما يحصل الآن مع ارتداء الأحذية المخصصة للمشي أو ما يُعرف بالأحذية المرنة.
آخر نقطة
نحتاج إلى " ركنٍ شديدٍ " نتكئ عليه حين الأزمات، نحتاج لأشخاصٍ استثنائيين لا تتكسر أجنحتهم عند هبوب أعتى هجمة ريح، نكون في أمّس الحاجة إلى قلوبٍ عمياء لا تبصر عندما نتعثر، نحتاج بشدة لأرواحِ أحبة تستمتع بالموت لنحيا.