العلاقات العمانية الألمانية هي علاقات تاريخية تعود إلى القرن الثامن عشر خلال الازدهار التجاري للامبراطورية العمانية خاصة التجارة البحرية في سواحل المحيط الهندي. واتسمت تلك العلاقات بالصداقة والاحترام المتبادل. وفي العصر الحديث بادر البلدان الصديقان إلى إقامة علاقات دبلوماسية في السادس عشر من مايو ١٩٧٢ أي بعد مرور عامين من بداية النهضة العمانية الحديثة التي قادها السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وهذا التاريخ المبكر يعطي مؤشرًا على الاهتمام الألماني بإقامة علاقات تعاون وصداقة في كل المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، حيث افتتحت أول سفارة ألمانية في مسقط عام ١٩٧٦. ومنذ نصف قرن اتسمت تلك العلاقات بالاحترام والتشاور وتنامي العلاقات التجارية والبعثات التعليمية وفي مجال السياحة، حيث يشكل الألمان النسبة الأكبر من السياح القادمين من دول الاتحاد.
وتأتي زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- غدا إلى ألمانيا ولقاؤه مع مستشار ألمانيا أولاف شولتز كتتويج لمسيرة مميزة للعلاقات العمانية الألمانية على مدى نصف قرن، حيث إن هناك تعاونًا وثيقًا بين مسقط وبرلين على صعيد التشاور السياسي من خلال الزيارات المتبادلة وأيضًا وجود اللجنة العمانية الألمانية، وهناك تنام لحجم التجارة والاستثمار بين البلدين في السنوات الأخيرة. ومن هنا تأتي هذه الزيارة السلطانية لجمهورية ألمانيا في ظل متغيرات إقليمية ودولية، وفي ظل تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين خاصة في المجال الاقتصادي وفي مجال الطاقة وأيضًا بحث الأوضاع الإقليمية.
زيارة مهمة
تأتي زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- إلى جمهورية ألمانيا انطلاقًا من تعزيز تلك العلاقة التاريخية بين البلدين الصديقين وأيضًا لانطلاق علاقات اقتصادية أكبر خاصة في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، حيث إن هناك اهتماما ألمانيا وأوروبيا بهذا النوع من الطاقة، وهناك مشاريع استراتيجية في هذا المجال انطلقت في سلطنة عمان لتعزيز واستثمار هذا الجانب في ظل ظروف جيوسياسية تواجه قطاع الطاقة التقليدية في العالم خاصة النفط والغاز، كما أن رؤية سلطنة عمان ٢٠٤٠ انطلقت قبل سنتين وأحد محاورها الطاقة المتجددة، كما أن بلادنا سلطنة عمان مهتمة بقضايا نقل التكنولوجيا الألمانية الأكثر تطورًا في أوروبا والعالم، وهناك قضايا التعليم، حيث توجد في سلطنة عمان الجامعة الألمانية التي تخرج منها عدد كبير من الطلبة خلال السنوات الماضية، وهي الجامعة التي تركز على قضايا التقنية والابتكار وهي أحد محاور رؤية عمان ٢٠٤٠.
ومن هنا فإن زيارة جلالته -حفظه الله- تأتي انطلاقًا من هذه الأهداف الاستراتيجية التي تعزز مسار العلاقات العمانية ـ الألمانية، حيث تعد ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا والرابع عالميا وهناك قواسم مشتركة بين برلين ومسقط فيما يخص الرؤية السياسية المشتركة حول قيم تعزيز السلام والحوار وتعزيز التفاهم الدولي بين الشعوب ونبذ العنف والتسامح والتعاون.
اللقاء في برلين بين جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- والمستشار الألماني أولاف شولتز ومسؤولي البلدين سوف يركز على قضايا الاقتصاد والاستثمار والطاقة، وهي مجالات حيوية تعطيها سلطنة عمان -وفي إطار نهضتها المتجددة- اهتمامًا كبيرًا خاصة وأن سلطنة عمان تدخل في شراكات مهمة فيما يخص الطاقة المتجددة وأيضًا مجال الصناعة، حيث يوجد عدد من المناطق الاقتصادية والصناعية في عدد من محافظات سلطنة عمان، وتأتي منطقة الدقم الاقتصادية من المناطق الاستراتيجية خاصة وأن أحد مشاريع الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر سيكون فيها مع استثمارات أوروبية، كما أن القطاع السياحي في سلطنة عمان يخطو بثبات من خلال التركيز على المشاريع ذات القيمة المضافة، خاصة وأن البنية الأساسية في بلادنا تعد بنية ممتازة على صعيد المطارات والموانئ الحديثة وشبكة الطرق التي تعد من أهم شبكات المواصلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن هنا فإن زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- إلى جمهورية ألمانيا ولقاءه بالمستشار الألماني شولتز وعدد من المسؤولين سوف تكون لها نتائج مثمرة على القطاعات الاقتصادية التي تمت الإشارة إليها خاصة وأن تميز العلاقات العمانية الألمانية والاحترام المتبادل بين البلدين الصديقين يعطي مزيدًا من الزخم لانطلاقة حيوية في المجال الاقتصادي وفي مجال الطاقة المتجددة والمجالات العلمية والثقافية وعلى صعيد نقل التكنولوجيا المتقدمة.
القضايا الإقليمية
القضايا الإقليمية سوف تكون حاضرة خلال لقاء جلالة السلطان هيثم بن طارق والمستشار الألماني شولتز في ظل النظرة المشتركة للبلدين على صعيد ضرورة حل المشكلات من خلال الحوار وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وحتى على صعيد أهمية الرجوع إلى الاتفاق النووي الإيراني الموقع بين طهران والقوى الدولية التي كان للدبلوماسية العمانية دور كبير في تجنيب منطقة الخليج العربي اندلاع حرب كارثية. وتلتقي الرؤية العمانية والألمانية في ضرورة إنهاء التوتر في المنطقة وإقامة السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط وخاصة على صعيد القضية الفلسطينية وضرورة رجوع مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل ترقب جولة الرئيس الأمريكي بايدن إلى إسرائيل وفلسطين المحتلة. وعلى ضوء هذا التوافق في الرؤية السياسية، فإن تلك القضايا الإقليمية سوف تكون محل محادثات القمة العمانية الألمانية. كما أن ألمانيا تقدر دوما دور سلطنة عمان الدبلوماسي الذي يهدف إلى إنهاء التوتر وحل الأزمات لما فيه مصلحة دول المنطقة وشعوبها، كما أن ألمانيا تعد من الدول الأوروبية ذات النهج السياسي الموضوعي. وعلى ضوء ذلك فإن زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- إلى جمهورية ألمانيا ومحادثاته مع أولاف شولتز مستشار ألمانيا سوف تكون لها نتائج مثمرة على مجمل العلاقات العمانية الألمانية وبما يحقق مصالح البلدين الصديقين.
عوض بن سعيد باقوير صحفي وكاتب سياسي
وتأتي زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- غدا إلى ألمانيا ولقاؤه مع مستشار ألمانيا أولاف شولتز كتتويج لمسيرة مميزة للعلاقات العمانية الألمانية على مدى نصف قرن، حيث إن هناك تعاونًا وثيقًا بين مسقط وبرلين على صعيد التشاور السياسي من خلال الزيارات المتبادلة وأيضًا وجود اللجنة العمانية الألمانية، وهناك تنام لحجم التجارة والاستثمار بين البلدين في السنوات الأخيرة. ومن هنا تأتي هذه الزيارة السلطانية لجمهورية ألمانيا في ظل متغيرات إقليمية ودولية، وفي ظل تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين خاصة في المجال الاقتصادي وفي مجال الطاقة وأيضًا بحث الأوضاع الإقليمية.
زيارة مهمة
تأتي زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- إلى جمهورية ألمانيا انطلاقًا من تعزيز تلك العلاقة التاريخية بين البلدين الصديقين وأيضًا لانطلاق علاقات اقتصادية أكبر خاصة في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، حيث إن هناك اهتماما ألمانيا وأوروبيا بهذا النوع من الطاقة، وهناك مشاريع استراتيجية في هذا المجال انطلقت في سلطنة عمان لتعزيز واستثمار هذا الجانب في ظل ظروف جيوسياسية تواجه قطاع الطاقة التقليدية في العالم خاصة النفط والغاز، كما أن رؤية سلطنة عمان ٢٠٤٠ انطلقت قبل سنتين وأحد محاورها الطاقة المتجددة، كما أن بلادنا سلطنة عمان مهتمة بقضايا نقل التكنولوجيا الألمانية الأكثر تطورًا في أوروبا والعالم، وهناك قضايا التعليم، حيث توجد في سلطنة عمان الجامعة الألمانية التي تخرج منها عدد كبير من الطلبة خلال السنوات الماضية، وهي الجامعة التي تركز على قضايا التقنية والابتكار وهي أحد محاور رؤية عمان ٢٠٤٠.
ومن هنا فإن زيارة جلالته -حفظه الله- تأتي انطلاقًا من هذه الأهداف الاستراتيجية التي تعزز مسار العلاقات العمانية ـ الألمانية، حيث تعد ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا والرابع عالميا وهناك قواسم مشتركة بين برلين ومسقط فيما يخص الرؤية السياسية المشتركة حول قيم تعزيز السلام والحوار وتعزيز التفاهم الدولي بين الشعوب ونبذ العنف والتسامح والتعاون.
اللقاء في برلين بين جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- والمستشار الألماني أولاف شولتز ومسؤولي البلدين سوف يركز على قضايا الاقتصاد والاستثمار والطاقة، وهي مجالات حيوية تعطيها سلطنة عمان -وفي إطار نهضتها المتجددة- اهتمامًا كبيرًا خاصة وأن سلطنة عمان تدخل في شراكات مهمة فيما يخص الطاقة المتجددة وأيضًا مجال الصناعة، حيث يوجد عدد من المناطق الاقتصادية والصناعية في عدد من محافظات سلطنة عمان، وتأتي منطقة الدقم الاقتصادية من المناطق الاستراتيجية خاصة وأن أحد مشاريع الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر سيكون فيها مع استثمارات أوروبية، كما أن القطاع السياحي في سلطنة عمان يخطو بثبات من خلال التركيز على المشاريع ذات القيمة المضافة، خاصة وأن البنية الأساسية في بلادنا تعد بنية ممتازة على صعيد المطارات والموانئ الحديثة وشبكة الطرق التي تعد من أهم شبكات المواصلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن هنا فإن زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- إلى جمهورية ألمانيا ولقاءه بالمستشار الألماني شولتز وعدد من المسؤولين سوف تكون لها نتائج مثمرة على القطاعات الاقتصادية التي تمت الإشارة إليها خاصة وأن تميز العلاقات العمانية الألمانية والاحترام المتبادل بين البلدين الصديقين يعطي مزيدًا من الزخم لانطلاقة حيوية في المجال الاقتصادي وفي مجال الطاقة المتجددة والمجالات العلمية والثقافية وعلى صعيد نقل التكنولوجيا المتقدمة.
القضايا الإقليمية
القضايا الإقليمية سوف تكون حاضرة خلال لقاء جلالة السلطان هيثم بن طارق والمستشار الألماني شولتز في ظل النظرة المشتركة للبلدين على صعيد ضرورة حل المشكلات من خلال الحوار وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وحتى على صعيد أهمية الرجوع إلى الاتفاق النووي الإيراني الموقع بين طهران والقوى الدولية التي كان للدبلوماسية العمانية دور كبير في تجنيب منطقة الخليج العربي اندلاع حرب كارثية. وتلتقي الرؤية العمانية والألمانية في ضرورة إنهاء التوتر في المنطقة وإقامة السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط وخاصة على صعيد القضية الفلسطينية وضرورة رجوع مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل ترقب جولة الرئيس الأمريكي بايدن إلى إسرائيل وفلسطين المحتلة. وعلى ضوء هذا التوافق في الرؤية السياسية، فإن تلك القضايا الإقليمية سوف تكون محل محادثات القمة العمانية الألمانية. كما أن ألمانيا تقدر دوما دور سلطنة عمان الدبلوماسي الذي يهدف إلى إنهاء التوتر وحل الأزمات لما فيه مصلحة دول المنطقة وشعوبها، كما أن ألمانيا تعد من الدول الأوروبية ذات النهج السياسي الموضوعي. وعلى ضوء ذلك فإن زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- إلى جمهورية ألمانيا ومحادثاته مع أولاف شولتز مستشار ألمانيا سوف تكون لها نتائج مثمرة على مجمل العلاقات العمانية الألمانية وبما يحقق مصالح البلدين الصديقين.
عوض بن سعيد باقوير صحفي وكاتب سياسي