يتسمرون على نواصي الطرق ينتظرون المشترين لبضاعتهم، أملا في بيع ما يعرضون، متحملين ومتحملات درجة الحرارة العالية بالذات في منتصف النهار في حواضر المدن وفي أغلب محافظات سلطنة عمان، وأيضا نسب الرطوبة العالية الحارقة والخانقة التي يكاد ينعدم معها التنفس.

ساعات طويلة من النهار وهم يحاولون بيع أغلب ما يعرضونه تأمينًا لمورد يسد احتياجاتهم وتعففا عن مد اليد لطلب العون من الآخرين، تأمينا للقمة العيش لأسرهم، وهناك العديد من الأسر التي لا تتمكن من تأمين مستلزمات حياتها اليومية.

هذه الفئة من البائعين لابد من إيجاد حل جذري لها وعمليّ في الوقت ذاته، فهم لم يلجؤوا إلى هذه المهنة إلا لأنهم فقدوا كل السبل لتأمين معيشتهم اليومية التي أصبحت تحتاج إلى المزيد من الجهد والمكابدة والتغلب على التحديات والتي منها سياط الشمس الحارقة.

هذه الفئة من أهلنا تحتاج إلى المساعدة في تخفيف معاناة الحر اليومية التي يكابدونها، يحتاجون منا أن نقدم لهم الأماكن المناسبة والأكشاك المتنقلة والغرف المبردة من خلال المحافظات ممثلة في بلدياتها التي عليها أن تتعاون مع القطاع الخاص الذي يمكن أن يدعم هذه الفئات وتوفير تصاريح البيع وتخفيض الرسوم عليهم، وكل ما يمكنهم فعله لتحقيق غايتهم، بل يحتاجون إلى أبعد من ذلك من تسهيلات مالية على شكل قروض ينقلهم من الأماكن المفتوحة إلى أماكن بيع منظمة ونظيفة دون أن تتعرض بضاعتهم إلى التلف من شدة حرارة الطقس، وبذلك نستطيع أن نوجد فرص عمل لهم يضاعفون من خلالها تجارتهم البسيطة.

كما علينا تحجيم وجود القوى العاملة الوافدة التي تنافسهم في أرزاقهم وأن نشعرهم أن هناك من يقف معهم ويساندهم ويؤمن متطلباتهم ورعاية المؤسسات الحكومية لهم.

لدينا الكثير ما نقدمه لهم من خلال توفير مصادر دخل ثابتة ومستمرة، وعلينا أن نغير من صورة أماكن البيع لهذه الفئة التي أصبحت مزعجة وغير آمنة لبضائعهم خاصة الفواكه والخضار، وأن نجمل المدن والمحافظات بدون وجود الباعة المتجولين الذين يفترشون الطرقات بصورة غير آمنة على حياتهم.

وكذا علينا التقليل من انتشارهم وتزايد أعدادهم في الطرقات من خلال إيجاد آلية قادرة على توجيههم إلى مسارات أخرى، فبعضهم يملكون مؤهلات وخبرات يمكن أن يستفاد منها ومن هم دون ذلك فهم أحوج للدعم والتنظيم.