[email protected]

يبدو أن هناك توجها من قبل بنك صحار الدولي لتأسيس كيان مصرفي كبير من خلال اندماج ثلاثي بين بنك صحار الذي يبلغ رأسماله 295.3 مليون ريال عماني وبنك نزوى برأسمال 220 مليون ريال عماني وبنك اتش اس بي سي عمان برأسمال 200 مليون ريال عماني.

لم يقل بنك صحار إنه يرغب في تأسيس كيان مصرفي بهذا الشكل وهذا الطموح؛ غير أن هناك عددا من الإفصاحات أصدرها البنك خلال الأيام الماضية تشير إلى توجه مشابهٍ لذلك، وحتى نفهم الموضوع بشكل أكبر علينا الرجوع أولا إلى إفصاح البنك في 23 نوفمبر 2021 عندما أرسل خطابا إلى بنك نزوى أبدى فيه رغبته في اندماج البنكين ورد بنك نزوى على ذلك بالترحيب، وفي 18 يناير 2022 قال بنك صحار إنه حصل على موافقة مبدئية من البنك المركزي العماني على طلبه المتعلق بالبدء في إجراءات الفحص النافي للجهالة فيما يتعلق بالاندماج المقترح مع بنك نزوى، وفي 16 يونيو 2022 قال بنك صحار: إن مجلس إدارته قرر إرسال رسالة إبداء نية لمجلس إدارة بنك اتش اس بي سي عمان لبحث إمكانية الاندماج بين البنكين في صفقة يتم من خلالها عرض مقابل نقدي وأسهم لمساهمي بنك اتش اس بي سي عمان، ثم عقّب على ذلك بقوله في إفصاح آخر: "يودّ مجلس إدارة بنك صحار الدولي أن يؤكد بأن مقترح الاندماج المعلن عنه مع بنك نزوى لا يزال مستمرا حسب ما تم الإفصاح عنه سابقا، وأن صحار الدولي لا يزال ملتزما بالسير في مقترح الاندماج المذكور ويأمل في الانتهاء من عمليات الفحص النافي للجهالة في أسرع وقت ممكن". ومن جهته قال بنك اتش اس بي سي عمان إنه وافق على "البدء في المناقشات الأولية مع بنك صحار للحصول على المزيد من المعلومات وذلك لدراسة اندماج البنكين".

وعلى الرغم من أنه لا توجد تفاصيل أخرى عن هذا الاندماج وهل سيبدأ أولا باندماج بنك صحار وبنك نزوى ثم باندماج الكيان الجديد مع بنك اتش اس بي سي عمان، إلا أننا نتطلع إلى أن يتحقق هذا الاندماج بهذه الطريقة أو بأي طريقة أفضل منها. فالسوق المصرفية في حاجة إلى وجود كيانات مصرفية كبيرة وقوية قادرة على تمويل مختلف المشروعات في البلاد وتحقيق مكاسب اقتصادية واجتماعية عديدة.

في الوقت الراهن يعتبر بنك مسقط هو أكبر بنك في سلطنة عمان برأسمال يبلغ 375.3 مليون ريال عماني وحجم أصول عند 12.8 مليار ريال عماني وسجل البنك في الربع الأول من العام الجاري أرباحا صافية تقدر بـ 48.2 مليون ريال عماني، في حين يبلغ إجمالي أصول البنوك الثلاثة 8 مليارات ريال عماني وسجلت مجتمعة في الربع الأول من العام الجاري أرباحا صافية عند 17.2 مليون ريال عماني، غير أنه إذا تحقق الاندماج بينها فإنه دون أدنى شك سوف ترتفع الأرباح التي سيحققها الكيان الجديد وفي الوقت نفسه سوف تتراجع المصاريف التشغيلية للبنوك الثلاثة التي ستستفيد من خبراتها المتنوعة مع وجود فرص عديدة للنمو أمام الكيان الجديد، ولعل الإفصاح الذي أصدره بنك صحار الأسبوع الماضي بشأن دعم النمو الاستراتيجي للبنك يشير إلى توجه البنك لتعزيز مكانته وأدائه، فقد قال: إن مجلس إدارته قرر في اجتماع عقده في 15 يونيو الجاري إصدار حقوق أفضلية بمبلغ 160 مليون ريال عماني، وإصدار سندات رأسمال دائمة من الفئة (1) بمبلغ 50 مليون ريال عماني مع خيار الزيادة بمبلغ 25 مليون ريال عماني، ويخضع هذا القرار لموافقة الجهات الرقابية والمساهمين.

وأخيرا فإننا نتطلع إلى أن تؤدي هذه الجهود إلى إنشاء كيان مصرفي جديد يعيد تشكيل مشهد القطاع المصرفي ككل في سلطنة عمان ويساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد.