لا شك أن مسألة الجلوس مع الشباب والتحاور معهم والاستماع إلى أفكارهم وقضاياهم وهمومهم، من الأمور الأساسية التي تستحق الاهتمام الدائم، سواء من خلال الجهات الرسمية الحكومية، أو من مؤسسات المجتمع المدني أو الأهلي في بلادنا، ففي هذا العصر أصبحت الحياة مفتوحة على كل الأبواب، وبلا حواجز أو ممانعة للشباب، بفعل الفضاء الرقمي متعدد الجوانب من التقنيات الأخرى والتي سيزداد تطورها أيضا خلال العقود المقبلة، كما أن التحوّلات الحديثة والمتجددة في عالم اليوم، التي تجري في هذا الفضاء بصورة متسارعة، تحتاج إلى وعي بمعطياتها الإيجابية أو السلبية، ولا مجال للتقليل من أثرها وتأثيرها على المعرفة والاطلاع من الشباب، خاصة الفضاء الرقمي التفاعلي، الذي أصبح مفتوحا للآلاف أو مئات الآلاف للتواصل والتحاور، وغيرها من المزايا التي تتيح قضايا أخرى، لم تخطر على بال العقل الإنساني في هذا العصر، من حيث الاتساع في اقتراب الشعوب من بعضها البعض، بصورة، ومع انتشار الأفكار وتنقلها، بسبب هذا العالم المتعولم، الذي لا مجال فيه للحجب.
ولا شك أن أهم الموضوعات التي تشغل شبابنا اليوم في وطننا العربي، ومنها بلادنا، ألقت بظلالها على أحوال الشباب واستقراره ومستقبله ونظرته، كما أن المجالات الاقتصادية والاجتماعية التي هي عصب حركة الحياة المدنية ترتبط بهذا المسار المعقد، وجيل الشباب محور هذا الجانب المهم، وهذه كلها تؤدي دورها في طرح التساؤلات الشبابية، فيما سيكون عليه حياتهم ومستقبلهم الوظيفي والتعليمي، وما يتبع ذلك من قضايا واحتياجات هذا العصر وتطوراته المهنية والعملية والترفيهية الخ: ففي هذا الفضاء المفتوح يظل الشباب هو محور هذا الفضاء والقابض على تقنياته بكل جدارة ومتابعة، وأصبحت كل مجريات الحياة وقضاياها تُطرح دون موانع تقصيها عن الانتشار والحوار حولها بصورة متزايدة، ولذلك الشباب كعادته كثير الأسئلة وكثير الطموح، وشديد النقد فيما يطرح، وفيما يدور حول مستقبله وما يتطلعون إليه من قضايا تشغلهم، أو ما تحتاج إلى إجابات شافية من جهات الاختصاص.
ولا شك أن التوجيه السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- للمسؤولين في الأجهزة الحكومية من أصحاب المعالي ومكاتب أصحاب السعادة، بالحوار مع الشباب والاستماع إليهم في طرح رؤيتهم للجهات المعنية، خطوة مهمة بل وضرورية، وقد أكد جلالة السلطان -حفظه الله- في أول خطاب (23 فبراير 2020): «إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب، وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمُّس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحقها». فكل جيل له تطلعات ورؤى قد لا تكون متطابقة مع عصور أجيالنا السابقة، فكل جيل له سماته وهمومه، لكن عصرنا الراهن فاق التصوّرات من حيث سعة المعارف العلمية والتكنولوجية وآفاقها المتزايدة، بل وحتى في سعة اطلاعه على المعارف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الراهنة، ولم تعد المعرفة قاصرة على الأجيال الأكبر سنا أو المثقفة، بل إن الأجيال الجديدة التي عمرها في العشرينيات، هي التي تدير هذا الفضاء المعرفي المفتوح، وربما هذا الفضاء أصبح في يد هؤلاء الشباب وهم مَن يمسكون بمفاصل آلياته الحديثة، وربما هو موجه إليهم، فهم أكثر قربا بهذا الفضاء التقني، أكثر مما هو أقرب للأجيال السابقة، وهذا في حد ذاته تحد لكل المؤسسات المعنية الرسمية وغير الرسمية، التي هي معنية بالشباب ورعايتهم وتذليل الصعاب لما يواجهونه في الحاضر والمستقبل.
ونستذكر أن في 2011، كان الحراك الشبابي في العديد من البلدان -كما نتذكر- لم يخرجوا بتأثير من المؤسسات الفكرية أو الثقافية أو السياسية، فهي مجرد هياكل تقليدية ربما فقدت ما كانت عليه قبل نصف قرن -وفاقد الشيء لا يعطيه كما تقول الأمثال- بل التأثير الوحيد، جاء من أنشطة الشباب الذي أدار وسائط الغضب في هذا الفضاء التقني المفتوح لما حدث من تحركات ومسيرات، فاجأت كل المتابعين لهذا الحراك الشبابي، وتم انتشاره كهشيم الرياح، وهذا بلا شك له تأثيره في عصور التقنيات الحديثة -بغض النظر عن تقييم ما جرى في ذلك العام- إنما الذي أقصده أن للشباب حضوره القوي في الفضاء، وأكسبه الكثير من المعلومات والقدرات الفنية لإدارة هذه الوسائط، وأصبح أكثر جرأة في طرح النقد، أصاب في ذلك أم أخطأ، إنما هذا الفضاء له أثره الذي لا يستهان به، ولذلك من المهم أن نحاور شبابنا، وأن نجعلهم يعبّرون عمّا في خلجاتهم من أفكار وتساؤلات وانطباعات وخواطر، حول كل القضايا التي تهمهم وتهم مستقبل بلادهم، وهذه بلا شك مهمة وملحّة لاستجلاء ماذا يريد الشباب؟ وماذا نريد منهم؟ وكل يرمي بدلوه في هذه الحوارات، منها بسط الأمور أمام الشباب، والإجابة على تساؤلاتهم و«هذا مربط الفرس»، كما تقول العرب، لكن أيضا على الشباب أن يفتح قلبه للرأي المقابل، وهذه هي الطريقة المثالية لحصول التقارب في الرأي والرأي المقابل له، دون أن نحرق المراحل، أو نتجاوز الواقع كما هو، ويجب النظر إليه نظرة صحيحة وواقعية.
والكثير من الباحثين العرب اهتموا بجيل الشباب في عصرنا الراهن، وكتبوا أبحاثا جادة ورصينة وواعية، لما ينبغي أن يكون التعامل مع الشباب وكيف أنه شب عن الطريق في المعارف الحديثة ومتابعته لكل جديد في التقنيات والتفاعل معها، وهذه نظرة تستحق التقدير والاهتمام. ففي بحث الشباب العربي بين الهموم الوطنية والطموحات، يرى الكاتبان محمد العجاتي وعمر سمير أن البنية المعرفية للنشطاء الشباب ومقدرتهم على النظم المعرفية الحديثة، أظهرت أن: «جيل الشباب له قدرة عالية على التعامل مع المنجزات المعرفية والتكنولوجية الحديثة، بل وعلى إيجاد استخدامات جديدة لها تخدم مقتضيات الحراك على الأرض في مختلف المجالات، حيث اتسع فضاء الاحتجاج الاجتماعي على ساحة الإنترنت، وساهم في استبدال أدوات الاحتجاج التقليدية بأطر جديدة تسبح في الفضاء المعلوماتي. ويعد الإنترنت هو الوسيلة الثورية لعصر المعلومات». كما أن الظروف والمتغيرات تؤدي دورها في عقليات الشباب ونظرتهم، ولذلك تقول الدكتورة ناهد عز الدين: «إن مرحلة الشباب تُعرف بالمرحلة التي يحدث فيها التغيُّر الكمي والنوعي في ملامح الشخصية، فتختلط فيها الرغبة في تأكيد الذات مع البحث عن دور اجتماعي، مع التمرد على ما سبق إنجازه إلى جانب الإحساس بالمسؤولية والرغبة في مجتمع أكثر مثالية والسعي المستمر نحو التغيير». إن النقطة الجوهرية في حياة الشباب هي النظرة المستقبلية إلى الأمور؛ فهم يعدون أنفسهم في هذه الفترة لحياة أكثر استقرارًا وتحمُّلًا للمسؤولية، بما يُسفر عن تحقيق الاستقلال المادي والفكري وتمهيد الطريق لبناء شخصية المواطن». وتضيف الباحثة ناهد عز الدين في هذا الصدد، مهما تكن الإشكالات التي ربما تظهر من بعضهم، لكن مع ذلك: «يظل الشباب هم الثروة البشرية الأهم، والأداة المحورية للتنمية، وهم قوة العمل، وطاقة الإنتاج الخلاقة المنوطة بإعالة الشرائح الأخرى، وهم أيضًا الغاية المستهدفة في المقام الأول من أي برنامج تنموي أو أي خطة مستقبلية. علاوة على كونهم المحك الرئيس الذي تُقاس فيه درجة النجاح والإنجاز أو درجة التعثر والإخفاق لأية تجربة تنموية. صحيح، أن الشباب العربي لهم خصائصهم التي تميزهم، إلا أنهم في نهاية المطاف جزء من شباب العالم كله». الاستماع للشباب والتحاور الدائم معهم مهمان؛ لأنهما طريقة إيجابية لمعرفة ما يطمحون إليه، وهذا الطموح بلا شك مهم وحافز لهم للإبداع، وعدم إغفال دورهم كقطاع مهم في التنمية المستقبلية، وحتى يشعروا أن المستقبل لهم وبهم، ولذلك الحوار يعطيهم الأمل والحلم الطيب في المستقبل.
ولا شك أن أهم الموضوعات التي تشغل شبابنا اليوم في وطننا العربي، ومنها بلادنا، ألقت بظلالها على أحوال الشباب واستقراره ومستقبله ونظرته، كما أن المجالات الاقتصادية والاجتماعية التي هي عصب حركة الحياة المدنية ترتبط بهذا المسار المعقد، وجيل الشباب محور هذا الجانب المهم، وهذه كلها تؤدي دورها في طرح التساؤلات الشبابية، فيما سيكون عليه حياتهم ومستقبلهم الوظيفي والتعليمي، وما يتبع ذلك من قضايا واحتياجات هذا العصر وتطوراته المهنية والعملية والترفيهية الخ: ففي هذا الفضاء المفتوح يظل الشباب هو محور هذا الفضاء والقابض على تقنياته بكل جدارة ومتابعة، وأصبحت كل مجريات الحياة وقضاياها تُطرح دون موانع تقصيها عن الانتشار والحوار حولها بصورة متزايدة، ولذلك الشباب كعادته كثير الأسئلة وكثير الطموح، وشديد النقد فيما يطرح، وفيما يدور حول مستقبله وما يتطلعون إليه من قضايا تشغلهم، أو ما تحتاج إلى إجابات شافية من جهات الاختصاص.
ولا شك أن التوجيه السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- للمسؤولين في الأجهزة الحكومية من أصحاب المعالي ومكاتب أصحاب السعادة، بالحوار مع الشباب والاستماع إليهم في طرح رؤيتهم للجهات المعنية، خطوة مهمة بل وضرورية، وقد أكد جلالة السلطان -حفظه الله- في أول خطاب (23 فبراير 2020): «إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب، وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمُّس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحقها». فكل جيل له تطلعات ورؤى قد لا تكون متطابقة مع عصور أجيالنا السابقة، فكل جيل له سماته وهمومه، لكن عصرنا الراهن فاق التصوّرات من حيث سعة المعارف العلمية والتكنولوجية وآفاقها المتزايدة، بل وحتى في سعة اطلاعه على المعارف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الراهنة، ولم تعد المعرفة قاصرة على الأجيال الأكبر سنا أو المثقفة، بل إن الأجيال الجديدة التي عمرها في العشرينيات، هي التي تدير هذا الفضاء المعرفي المفتوح، وربما هذا الفضاء أصبح في يد هؤلاء الشباب وهم مَن يمسكون بمفاصل آلياته الحديثة، وربما هو موجه إليهم، فهم أكثر قربا بهذا الفضاء التقني، أكثر مما هو أقرب للأجيال السابقة، وهذا في حد ذاته تحد لكل المؤسسات المعنية الرسمية وغير الرسمية، التي هي معنية بالشباب ورعايتهم وتذليل الصعاب لما يواجهونه في الحاضر والمستقبل.
ونستذكر أن في 2011، كان الحراك الشبابي في العديد من البلدان -كما نتذكر- لم يخرجوا بتأثير من المؤسسات الفكرية أو الثقافية أو السياسية، فهي مجرد هياكل تقليدية ربما فقدت ما كانت عليه قبل نصف قرن -وفاقد الشيء لا يعطيه كما تقول الأمثال- بل التأثير الوحيد، جاء من أنشطة الشباب الذي أدار وسائط الغضب في هذا الفضاء التقني المفتوح لما حدث من تحركات ومسيرات، فاجأت كل المتابعين لهذا الحراك الشبابي، وتم انتشاره كهشيم الرياح، وهذا بلا شك له تأثيره في عصور التقنيات الحديثة -بغض النظر عن تقييم ما جرى في ذلك العام- إنما الذي أقصده أن للشباب حضوره القوي في الفضاء، وأكسبه الكثير من المعلومات والقدرات الفنية لإدارة هذه الوسائط، وأصبح أكثر جرأة في طرح النقد، أصاب في ذلك أم أخطأ، إنما هذا الفضاء له أثره الذي لا يستهان به، ولذلك من المهم أن نحاور شبابنا، وأن نجعلهم يعبّرون عمّا في خلجاتهم من أفكار وتساؤلات وانطباعات وخواطر، حول كل القضايا التي تهمهم وتهم مستقبل بلادهم، وهذه بلا شك مهمة وملحّة لاستجلاء ماذا يريد الشباب؟ وماذا نريد منهم؟ وكل يرمي بدلوه في هذه الحوارات، منها بسط الأمور أمام الشباب، والإجابة على تساؤلاتهم و«هذا مربط الفرس»، كما تقول العرب، لكن أيضا على الشباب أن يفتح قلبه للرأي المقابل، وهذه هي الطريقة المثالية لحصول التقارب في الرأي والرأي المقابل له، دون أن نحرق المراحل، أو نتجاوز الواقع كما هو، ويجب النظر إليه نظرة صحيحة وواقعية.
والكثير من الباحثين العرب اهتموا بجيل الشباب في عصرنا الراهن، وكتبوا أبحاثا جادة ورصينة وواعية، لما ينبغي أن يكون التعامل مع الشباب وكيف أنه شب عن الطريق في المعارف الحديثة ومتابعته لكل جديد في التقنيات والتفاعل معها، وهذه نظرة تستحق التقدير والاهتمام. ففي بحث الشباب العربي بين الهموم الوطنية والطموحات، يرى الكاتبان محمد العجاتي وعمر سمير أن البنية المعرفية للنشطاء الشباب ومقدرتهم على النظم المعرفية الحديثة، أظهرت أن: «جيل الشباب له قدرة عالية على التعامل مع المنجزات المعرفية والتكنولوجية الحديثة، بل وعلى إيجاد استخدامات جديدة لها تخدم مقتضيات الحراك على الأرض في مختلف المجالات، حيث اتسع فضاء الاحتجاج الاجتماعي على ساحة الإنترنت، وساهم في استبدال أدوات الاحتجاج التقليدية بأطر جديدة تسبح في الفضاء المعلوماتي. ويعد الإنترنت هو الوسيلة الثورية لعصر المعلومات». كما أن الظروف والمتغيرات تؤدي دورها في عقليات الشباب ونظرتهم، ولذلك تقول الدكتورة ناهد عز الدين: «إن مرحلة الشباب تُعرف بالمرحلة التي يحدث فيها التغيُّر الكمي والنوعي في ملامح الشخصية، فتختلط فيها الرغبة في تأكيد الذات مع البحث عن دور اجتماعي، مع التمرد على ما سبق إنجازه إلى جانب الإحساس بالمسؤولية والرغبة في مجتمع أكثر مثالية والسعي المستمر نحو التغيير». إن النقطة الجوهرية في حياة الشباب هي النظرة المستقبلية إلى الأمور؛ فهم يعدون أنفسهم في هذه الفترة لحياة أكثر استقرارًا وتحمُّلًا للمسؤولية، بما يُسفر عن تحقيق الاستقلال المادي والفكري وتمهيد الطريق لبناء شخصية المواطن». وتضيف الباحثة ناهد عز الدين في هذا الصدد، مهما تكن الإشكالات التي ربما تظهر من بعضهم، لكن مع ذلك: «يظل الشباب هم الثروة البشرية الأهم، والأداة المحورية للتنمية، وهم قوة العمل، وطاقة الإنتاج الخلاقة المنوطة بإعالة الشرائح الأخرى، وهم أيضًا الغاية المستهدفة في المقام الأول من أي برنامج تنموي أو أي خطة مستقبلية. علاوة على كونهم المحك الرئيس الذي تُقاس فيه درجة النجاح والإنجاز أو درجة التعثر والإخفاق لأية تجربة تنموية. صحيح، أن الشباب العربي لهم خصائصهم التي تميزهم، إلا أنهم في نهاية المطاف جزء من شباب العالم كله». الاستماع للشباب والتحاور الدائم معهم مهمان؛ لأنهما طريقة إيجابية لمعرفة ما يطمحون إليه، وهذا الطموح بلا شك مهم وحافز لهم للإبداع، وعدم إغفال دورهم كقطاع مهم في التنمية المستقبلية، وحتى يشعروا أن المستقبل لهم وبهم، ولذلك الحوار يعطيهم الأمل والحلم الطيب في المستقبل.