لامست التوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ خلال تفضله بترؤس اجتماع مجلس الوزراء أمس الأول، جوانب عديدة في واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية، في سبيل توفير حياة كريمة للمواطن عبر ضخ المزيد من الدعم للقطاع الاقتصادي والمؤسسات المتوسطة والصغيرة والأفراد.

تلك التوجيهات الكريمة من لدن المقام السامي تعبر عن مشهد المتابعة للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وواقع الأفراد والمؤسسات مع بدء التعافي من جائحة كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها بتطلعات نحو غد أكثر ازدهارا.

وكما بدأ العهد المتجدد للنهضة بقيادة جلالته ـ أعزه الله ـ بخطوات تراعي الظروف الاقتصادية والأوضاع المالية للبلاد، وبناء الخطط والبرامج التنموية بالتوازن بين المعطيات المالية والدعم للمشروعات التنموية، فقد جاءت حزمة المبادرات والإجراءات ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، التي تقدر تكلفتها المالية بنحو (130) مليون ريال عُماني التي أقرها مجلس الوزراء، لتؤكد على نهج التوازن بين الوفرة المالية، وتقديم حزم الدعم والتحفيز لمختلف الشرائح والقطاعات، استثمارًا لارتفاع أسعار النفط، والتعافي من الجائحة، حيث انعكس هذا التعافي إيجابيًا عبر حزمة واسعة من المبادرات والإجراءات في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية.

وإضافة إلى تلك المبادرات التي استبشر بها الجميع في هذا الوطن العزيز، فقد أعطى اجتماع مجلس الوزراء الذي ترأسه جلالته ـ أبقاه الله ـ المزيد من الدعم للإعلام العماني ووضع على صدور جميع الصحفيين والإعلاميين في سلطنة عمان وسام شرف يفخرون به، ويباهون به العالم، عندما أشاد جلالتُه -أيّده الله- بالدور الفَعَّال الذي يقوم به الإعلام العُماني والإعلاميون من خلال التوعية بالتوجهات الوطنية ونشر الوعي لمختلف شرائح المجتمع، وحفظ وتوثيق مفردات الثقافة العُمانيـة، حيث أكد جلالته ـ أعزه الله ـ دعمه للإعـلام والإعلاميين لأداء رسالتهم النبيلة بما يحقق المصالح الوطنية العُليا، ويرسخ مفاهيم التسامح والوئام، وذلك برهان واضح على صحة المسار الذي ينتهجه الإعلام العماني في التعاطي مع الأحداث المحلية والعالمية.

كما أن هذه الإشادة السامية للإعلام والإعلاميين تحملنا المسؤولية تجاه هذه المهنة النبيلة، وتضع لنا رؤية واضحة نحو الالتزام بأمانة الكلمة وبالحرية المسؤولة في العمل الإعلامي.

إن الرسالة الإعلامية رسالة نبيلة، وتحمل في مضامينها الكثير من المعاني الإنسانية والوطنية، لذلك كان الإعلام العماني ولا يزال واحدًا من أوجه التنمية التي رافقت مسيرة البناء العمانية العظيمة، ولم تكن هذه الرسالة لتواكب التنمية لولا أنها كانت متزنة وواضحة، تستلهم في رسالتها الطابع العماني المتزن، والهادئ، والمبتعد عن الإثارة والغلو والهدم، متخذة مسارًا يواكب التنمية بالتوعية والكلمة الصادقة.

ويسير الإعلام العماني اليوم على مسار التطور والتقدم في كافة وسائله، دون التفريط في هويته المتزنة التي حافظ عليها، وسيحافظ عليها مستقبلًا؛ لأنها هوية ناصعة البياض تحمل معاني وطنية وثوابت راسخة.

إن كل تلك المبادرات، تضاعف حجم المسؤوليات تجاه الوطن، وتحفز الجميع لمواصلة البناء والتنمية، والحفاظ على المكتسبات.

سهيل النهدي محرر وصحفي من أسرة تحرير ($)