في بداية كل موسم.. ترسم جميع الفرق المشاركة بدوري عمانتل أهدافها وخططها سواء بالمنافسة على اللقب أو البقاء في الدوري للموسم المقبل، فهناك أندية كالسيب وظفار والنهضة تدخل الدوري بصفة المنافسة على تحقيق اللقب، بينما تلعب أندية أخرى للتواجد في منطقة الأمان واحتلال أحد مراكز الوسط، فيما تدخل بعضها والهدف هو البقاء فقط، وشهد هذا الموسم منافسة قوية سواء أكان على مستوى الفرق التي تتنافس على لقب الدوري أم الفرق التي تود البقاء في دوري عمانتل للموسم المقبل، ومن ضمن هذه الفرق التي كان هدفها احتلال أحد مراكز وسط الترتيب أو البقاء على حد أقصى بدوري عمانتل الموسم المقبل أندية صحم ونزوى ومسقط، لتتفاجأ جماهير هذه الأندية بهبوطها إلى دوري الدرجة الأولى.

(عمان الرياضي) أجرى تحقيقا حول حيثيات ومسبّبات الهبوط لدوري الدرجة الأولى وفشل هذه الأندية في البقاء بدوري الأضواء.

تخبط الإدارة سبب الهبوط

البداية كانت مع محمد بن إسماعيل الزعابي الناقد والمحلل الرياضي واللاعب السابق في صفوف نادي صحم، حيث أكد أن مشكلة النادي مستمرة منذ ما يزيد عن الثلاثة مواسم سابقة، وأشار إلى أن الفريق كان مهددا بالبقاء في دوري عمانتل طيلة السنوات الماضية، ويرى الزعابي أن المشكلة الأولى في هبوط النادي إلى مصاف دوري الدرجة الأولى هي إدارة الفريق وذلك في عملية اختيار المدرب المناسب لقيادة الفريق، حيث إنه تم استبدال المدرب في خمس مناسبات هذا الموسم. وأشار إلى أن مستوى التعاقدات كان سيئا، سواء فيما يخص اللاعبين المحترفين أو المحليين كما أن عدم وجود هدف واضح للنادي منذ ثلاثة مواسم أسهم في سوء وضع الفريق وهبوطه، مبينا أن الفريق هذا الموسم لم يستطع الفوز في عشرين مباراة مما يدل على التراكمات والمشاكل التي يعاني منها الفريق هذا الموسم.

وأضاف الزعابي: تصريحات الإدارة والوعود التي أطلقتها كانت بدون فعل مع عدم القدرة على انتشال الفريق من تفادي الهبوط، كما علق حول آلية اختيار المدرب واللاعبين أنها خاطئة وأن تغيير المدرب للتغطية على الفشل الإداري فقط، وتابع اللاعب السابق لصحم حديثه: تدني مستوى الفريق الفني هذا الموسم يتعلق أيضا بعدم القدرة على الاحتفاظ باللاعبين المجيدين وذلك بعدم تجديد عقودهم للإبقاء عليهم مثل اللاعب سليمان البريكي وعبدالعزيز الشموسي وعبدالمعين المرزوقي وحسن جوهر، حيث لم يتم جلب البدائل اللازمة وتعويضهم بلاعبين آخرين، وأكد محمد الزعابي أنه كان لزاما على إدارة الفريق بذل مجهود مضاعف لإبقاء الفريق في مصاف دوري الأضواء، مشيرا إلى أن النادي وضعه المالي مثل سائر الأندية المشاركة في الدوري وليس لديه مشاكل مالية كبيرة وأضاف أنه لا يلوم اللاعبين في هبوط الفريق. وختم الزعابي حديثه أن جميع محبي نادي صحم يشعرون بحزن شديد لهبوط النادي ومن التخبطات الإدارية الواضحة، مضيفا: أن النادي وصل لمرحلة يجب تغيير الإدارة وذلك بعد مسيرة امتدت ما يقرب الـ12 عاما، حققت فيها الإدارة عدة إنجازات تذكر وأوصلت النادي لمستويات مبهرة لكن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد تغيير الجهاز الإداري لعدم القدرة على تقديم الإضافة.

فترة إعداد سيئة

بينما قال علي البلوشي الذي أشرف على تدريب نادي نزوى في بداية الموسم: نأسف للوسط الرياضي في نادي نزوى على عودته لدوري الدرجة الأولى وأمنياتنا أن يتدارك مجلس الإدارة الأخطاء التي وقعت خلال الموسمين الماضيين واللذين قضاهما النادي بدوري عمانتل مع وجوب تكاتف الجميع لعودته سريعا لدوري الأضواء. وأكد البلوشي أن الأمر بدأ مع الإعداد لهذا الموسم والذي لم يكن التخطيط فيه بشكل جيد من قبل إدارة الفريق، حيث أشار إلى أنه تم تحديد بدء الإعداد من قبل الإدارة قبل أقل من 3 أسابيع من بداية الموسم وهذا ما لا يتناسب مع فكرة المنافسة أو البقاء في دوري المحترفين ويكاد يكون النادي الوحيد من بين الأندية المشاركة الذي بدأ هذه البداية المتأخرة، أضف إلى ذلك أنه لم يكن هناك أي لاعب قد تم التعاقد معه ليكون ضمن صفوف الفريق وإنما جاءت التعاقدات في وقت ضيق وبشكل سريع سواء اللاعبين المحليين من أبناء الولاية أو من خارج الولاية مع تأخر تسجيلهم في كشوفات قائمة الفريق، وتابع: أنه حتى اللاعبين المحترفين الأجانب لم يكونوا حاضرين حتى نهاية الجولة الخامسة في الدوري وهذا دليل واضح على التأخر الكبير في مرحلة إعداد الفريق والتي تعتبر هي أهم مرحلة والتي لم يتسع فيها الوقت لاختيار وتسجيل اللاعبين المجيدين ناهيك عن الأجور المالية الضعيفة التي اعتمدت نوعا ما والتي تعتبر هي السبب الرئيسي في عدم موافقة اللاعبين المجيدين في سلطنة عمان على الالتحاق بالنادي، معتقدا أن الضائقة والحسابات المالية هي التي جعلت الإدارة تنتهج هذا النهج الذي لم يؤت بثماره في تحقيق الطموح.

ويرى البلوشي أن الجميع بذل جهدا كبيرا لتحقيق نتائج إيجابية لكن النتائج لم تكن مرضية إطلاقا في الدوري، ولكن على النقيض تماما قدم اللاعبون أداء كبيرا في مسابقة كأس جلالة السلطان وكذلك مسابقة كأس أم جي الذي كان الفريق فيها قريبا من تحقيق لقب أحدهما. وأضاف: أنه عندما كان مدربا للنادي في بداية الموسم وقبل فتح باب الانتقالات الشتوية قام بتسليم الإدارة الجديدة تقريرا مفصلا عن حالة الفريق وماهي الخطوات المطلوبة لإنقاذ الفريق في الدوري بما فيها طلب الدعم بتسجيل وتعزيز الفريق ببعض اللاعبين بما فيهم المحترفون الأجانب والمراكز التي كان الفريق بحاجة لها، حيث تم ذلك بعد فترة الانتقال بعد الجولة الثامنة أو التاسعة تقريبا والتي قامت الإدارة فيها بالتعاقد مع المدرب يعقوب الصباحي الذي يكن له كل التقدير والاحترام لتكملة المرحلة المتبقية من الدوري، مشيرا إلى أنه بالفعل تم تعزيز الفريق ببعض اللاعبين لكن للأسف لم يسعف ذلك الفريق في تفادي الهبوط إلى الدرجة الأولى.

وتابع البلوشي حديثه: العائق المادي كان له الأثر النفسي الكبير فيما آلت إليه الأمور بالنادي، حيث أتت بعض تصريحات اللاعبين الذين لم يستلموا أجورهم لأكثر من شهرين، وكان من المفترض من إدارة النادي البحث عن حل لهذه المعضلة وإبقاء الفريق متماسكا. وتمنى البلوشي بعد هبوط النادي رسميا أن يقف أبناء الولاية لمساندة النادي ودعمه جنبا إلى جنب مع مجلس الإدارة والذي يتوجب عليه الرسم والتخطيط وتلافي الأخطاء التي وقعت في الماضي مع العمل على عودة النادي للمكان الذي يستحقه.

غياب الأهداف

أما يعقوب الصباحي مدرب نادي نزوى الذي استلم دفة قيادة الفريق في وضع صعب مع ضيق الوقت لتدارك موقف هبوط الفريق قال: هناك عدة أسباب كانت كفيلة بهبوط الفريق إلى مصاف دوري الدرجة الأولى، في مقدمتها عدم وضع هدف واضح من مشاركة الفريق قبل بدء انطلاقة الموسم. وأضاف: وقت تغيير الإدارة واستلام إدارة جديدة لم يكن وقتا مناسبا، مما ترك أثرا كبيرا في مشوار الفريق هذا الموسم، وأشار الصباحي إلى وجود ظروف مالية صعبة في النادي مع ضعف العناصر الموجودة بالفريق وعدم حصد النقاط من الدور الأول.

أما عن أبرز ملامح نقاط ضعف الفريق هذا الموسم فقال: الفريق كان يحتاج إلى التدعيم بعناصر جديدة مع عدم وجود لاعبي الخبرة بالفريق، وكذلك فإن اللاعبين الأجانب في الفريق لم يكونوا بالمستوى المأمول، وتابع: إن ارتباط عدد من اللاعبين بالفرق العسكرية وعدم الحضور للتدريبات، أدى لإرهاقهم، كما أشار إلى أن تعدد الإصابات بين لاعبي الفريق وانقطاع بعض اللاعبين عن أداء التدريبات من ضمن نقاط ضعف الفريق هذا الموسم مع عدم إغفال خسارة بعض المباريات التي كان الفريق فيها الأقرب إلى حصد نقاطها وكذلك عدم قدرته في المحافظة على التقدم.

وأشار الصباحي إلى أن الجهازين الإداري والفني يتحملان إخفاق النادي في البقاء بدوري الأضواء، بما فيهم هو، على الرغم من الظروف التي كان يمر بها الفريق وقبوله مهمة قيادة تدريب الفريق في هذا الوقت الصعب. ووجه يعقوب الشكر لكل من وقف وساند الفريق خلال المرحلة الماضية وكذلك كل من سانده ووقف بجانبه عند توليه تدريب النادي، مبينا أن هبوط النادي ليس نهاية المطاف فهناك فرق كبيرة هبطت حتى في أقوى المسابقات العالمية، مؤكدا أنه على إدارة النادي التخطيط ووضع الأهداف للمرحلة القادمة، والنادي قادر على الرجوع لدوري عمانتل إذا توفرت له عوامل النجاح وأن هناك الكثير من المكتسبات لدى الفريق يجب المحافظة عليها والبناء عليها للمرحلة القادمة.

عدم الاستقرار الفني

من جانبه تحدث هيثم العلوي أحد مدربي نادي مسقط هذا الموسم عن أسباب تدهور أداء الفريق وهبوطه لمصاف أندية الدرجة الأولى فقال: عدم استقرار الجهازين الإداري والفني يعتبر أبرز أسباب الإخفاق، حيث إنه على الصعيد الإداري كانت هناك استقالة مجلس الإدارة وتم تسيير أمور النادي عن طريق لجنة مؤقتة مرورا بانتخاب إدارة جديدة بنفس العناصر التي كانت موجودة سابقا مع دخول بعض الأعضاء الجدد مبينا أن ذلك سبب مشاكل كثيرة للنادي ولم يكن هناك توازن في الفريق.

وأشار العلوي إلى أن عدم استقرار الجهاز الفني للنادي هذا الموسم سبب تخبطات كبيرة في تنظيم شكل الفريق وهويته مع تغييرات خطط اللعب حسب أسلوب كل مدرب، وذكر العلوي أن حسين الحضري أمسك زمام قيادة تدريب النادي في بداية الموسم لخمس مباريات ليتم الاستغناء عنه بعدها لسوء النتائج، متابعا: أنه بعد ذلك أوكلت له مهمة قيادة دفة النادي في ثماني مباريات قبل أن توكل المهمة للمدرب أحمد سعيد الغيلاني وهذا يعتبر سببا مباشرا في عدم القدرة على إيجاد استقرار فني للفريق. وأضاف العلوي: إن الفريق يمتلك عناصر جيدة في صفوفه لكن التغييرات الكثيرة في الجهازين الفني والإداري تسببت في هبوط مستوى اللاعبين، موضحا أنه إذا كنت تريد البقاء والاستمرار في دوري عمانتل، يجب عليك حصد النقاط من المنافسين القريبين منك في سلم الترتيب.

واكد العلوي أن استعدادات الفريق قبل انطلاق الموسم كانت ضعيفة ولم تكن بالشكل المطلوب، مبينا، أن التعاقدات مع اللاعبين الأجانب لم تكن بالصورة المناسبة كذلك، ويرى العلوي أن الأجانب الذين كانوا متواجدين في بداية الموسم لم يقدموا الإضافة للفريق طيلة هذا الموسم وأن اللاعبين المحليين أفضل منهم أداء. كما تطرق للحديث عن معاناة الفريق ماليا مبينا أنهم وصلوا لمرحلة عدم دفع رواتب اللاعبين لخمسة أشهر وبدون حوافز للاعبين، مؤكدا أن محبي نادي مسقط كانت قلوبهم مع الفريق والحزن كان كبيرا بعد هبوط الفريق ولم يستوعبوا الصدمة برؤية الفريق يهبط إلى دوري الدرجة الأولى.