يمثل شهر رمضان للكثيرين نقطة تحول في حياتهم الصحية ، من خلال سعيهم إلى تغيير نمط حياتهم للأفضل ، وتخصيص وقت في شهر رمضان لممارسة رياضة المشي التي يوصي بها الأطباء و المختصون الصحيون .

وفي شهر رمضان الماضي رصدت (عمان) ، العديد من الاشخاص يمارسون رياضة المشي قبل الافطار وبعد صلاة التراويح، لإكتساب اللياقة والمحافظة على الوزن ، ووذلك على جانبي الطرق بالحارات والمناطق فيما يمارس آخرون المشي في المماشي والمتنزهات .

وطالب عدد من الممارسين لرياضة المشي، بتوفير مماش وممرات خاصة لممارسة الرياضة بين المناطق والأحياء السكنية، تكون بعيدة عن مخاطر حوادث السيارات خصوصا وأن هذه الرياضة تشهد اقبالا كبيرا من كافة الاعمار ويفضل الناس ممارستها بشكل يومي نظرا لزيادة الوعي بأهميتها .

أهمية رياضة المشي

وقالت وداد بنت خلفان السيابية إحدى المهتمات برياضة المشي والتسلق الجبلي والمغامرات ومختصة في العلاج النفسي : اقتداء بالفلاسفة يقول ابقراط :" المشي هو أفضل دواء للإنسان"، حيث تعتبر رياضة المشي من ابسط الانشطة البدنية واقلها كلفة، ولا تتطلب من الفرد اي مهارات او خبرات خاصة ، كما انها لا تحتاج إلى استخدام أي من المعدات كباقي الرياضات الأخرى.

وأضافت السيابية قائلة : تعمل رياضة المشي على تحسين اللياقة البدنية والحد من الضغوطات النفسية والتوترات التي يواجهها الفرد في يومه، وأصبح الانسان في هذا العصر في أشد الحاجة للالتفات الى هذا النوع من الأنشطة كوننا في عصر كلما زاد تطور البشرية فيه اصبحت الحركة البدنية قليلة جداً مما يجعل الانسان عرضة للأمراض بأنواعها.

موضحة أنه من الضروري جداً تعزيز رياضة المشي لدى الافراد من خلال تجهيز مماش خاصة ومهيأة حول مساحات معشبة بما يتناسب مع بيئتنا والظروف الصحية لكل مستخدميها .

أرصفة مخصصة

وأكدت السيابية أن وجود الأرصفة تدفع جميع شرائح المجتمع من كبار السن، ومتحدي الاعاقة، والأصحاء أن تكون رياضة المشي لديهم بمثابة روتين يومي يسهم في تحسين الصحة واستعادة النشاط البدني وبالتالي ارتفاع معدلات السعادة وتقليل الضغط النفسي لدى الافراد.

وأوضحت وداد السيابية أن الأرصفة المخصصة للمشي توفر الكثير من الفوائد ويجب تقديرها ووضعها بعين الاعتبار بما فيها الحفاظ على السلامة من حوادث الدهس، واتاحة الفرصة لمحبي رياضة المشي بالتنقل بأريحية اكبر وإيجاد مجتمع واع صحياً.

وأشارت السيابية إلى أن الكثير من الدراسات كشفت عن أن وجود أرصفة خاصة لرياضة المشي تقلل من احتمالية حوادث المشاة بمقدار الضعف مقارنة بالأرصفة التي يرتادها المشاة على جانبي الطريق، كما أن وجود ارصفة خاصة للمشي ومحبي الأنشطة البدنية توفر راحة نفسية للسائقين وتقلل من شعورهم بالقلق اثناء القيادة وخوفهم من احتمالية دهسهم لأي شخص على الطريق.

وبينت أن بعض الأفراد لا يستطيعون المشي بشكل متواصل وتكون لهم حاجة شديدة في اخذ قسط من الراحة بين المسافات التي يقطعونها وهنا تأتي الحاجة الماسة الى أرصفة المشي الخاصة لتوفر مستوى عاليا من الراحة لهؤلاء الناس.

تعزيز الرياضة

وتحدثت وداد السيابية عن تجربتها مع رياضة المشي قائلة : انا من محبي الرياضات البدنية سواء كانت المشي أو المغامرات الجبلية الاخرى او ارتياد النادي الرياضي، وفي الأيام العادية لا أجد احياناً الاماكن المناسبة للمشي وبالتالي اشعر بالقلق من أن اصاب بأي أذى على الطريق اثناء ممارستي لرياضة المشي كذلك لا اشعر بالراحة النفسية مع وجود أصوات مزعجة جداً من المركبات، بينما لو كنت في مكان مخصص أشعر بالرغبة في قطع مسافات طويلة بدون أي كلل أو ملل يؤدي إلى استقرار صحي ونفسي على مدار اليوم.

وفي ختام حديثها اعربت وداد السيابية عن امنياتها بأن تكون سلطنة عمان من أفضل الدول التي تسعى دائماً الى تعزيز الجانب الرياضي والصحي لدى مواطنيها وأن توجه الجهات المختصة اهتماماً لا يقل أهمية عن باقي الرياضات وتنشىء أرصفة خاصة للمشي تشجيعاً للجميع وترفع مستوى وعيهم ودعمهم من أجل حياة اكثر صحة ورفاهية.

من جانبه قال جابر بن حمد الجابري: بدأت في رمضان الماضي ممارسة رياضة المشي، واكتسبت نشاطا بدنيا لا بأس به، واعتزم مواصلة المشي طوال العام ، لما لمسته من فوائد صحية وخسارة بعض الوزن .

واضاف الجابري :أفضل البحث عن مماش خاصة لممارسة المشي ، فأنا من سكان منطقة المعبيلة بولاية السيب، ويوجد بالمنطقة ممشى واحد يربط المعبيلة بالخوض، و يكتظ بممارسي رياضة المشي في رمضان، مشيرا الى اهمية زيادة اعداد المماشي وتشجيع الناس على الرياضة لما لها من فوائد صحية .

أهمية إنشاء مماش

وقالت جوخة بنت علي بن صالح الشماخية: تم في الحي الذي اسكن فيه إنشاء ممشى صحي، وسعدنا بذلك وخلال شهر رمضان ارتاده الكثير من المشاة، رغم أن الإنارة لم تصله بعد، إلا أنهم وجدوه ملاذًا آمنا لبعده عن الشوارع غير المؤهّلة لرياضة المشي.

واضافت الشماخية : إن الرياضة بشتى أنواعها تُعد ضرورة مهمة في حياة الفرد المعاصرة ؛ لما لها من أهمية في بناء الجسم ومنحه النشاط والحيوية، ووقايته من أمراض كثيرة، في مقدمتها أمراض القلب والسكري وزيادة نسبة الدهون، الرياضة بشكل عام تُحقق الصحة الجسدية والنفسية على حدٍ سواء.

واشارت الشماخية أنه عند الحديث عن أهم أنواع الرياضة وأكثرها انتشارًا، سنجد أن رياضة المشي تقع في أعلى الهرم، وهي رياضة قديمة، مارسها الإنسان على مرّ العصور ، بصورة مقصودة وغير مقصودة، حيث إن طبيعة الحياة آنذاك أجبرته على المشي لقضاء متطلباته وتلبية احتياجاته، أما في حياتنا الحديثة برزت أسباب كثيرة جعلت الناس يتجهون لممارسة رياضة المشي ؛ ومن هذه الأسباب نمط الحياة ورفاهية المعيشة، التي جعلت كثيرًا من الناس يركنون إلى الراحة، ويتناولون الوجبات السريعة والأكل غير الصحي بكثرة، كذلك انتشار الوظائف المكتبية، وغيرها من الوظائف التي لا تتطلب من الإنسان بذل جهد بدني يُذكر، مما أدى إلى ظهورالعديد من المشكلات الصحية، كالسمنة وزيادة الوزن وأمراض القلب، ولاسيما انسداد الشرايين الذي انتشر على نطاق واسع، مما اضطر الناس للجوء إلى رياضة المشي ؛ للحفاظ على صحتهم وتقليل حدة الأمراض التي يعانون منها. أناس كثيرون يفضّلون رياضة المشي، ويمارسونها بصورة مستمرة؛ وذلك لسهولة ممارستها، حيث يمكن أن تُمارس في أي مكان، وفي الوقت الذي يُناسب الإنسان نفسه، كما أنها تمنحه راحة نفسية، وتزيد من صفاء ذهنه، أيضًا تتميّز بأنها أقل كلفة مقارنة بأنواع الرياضات الأخرى، التي تحتاج إلى قاعات مغلقة وآلات ومهارات معينة ولباس رياضي محدد ومبالغ مالية، فالانضمام إلى صالة رياضية - على سبيل المثال - يكون بمقابل مادي، فيحدث أحيانا أن يدفع الشخص مبلغًا من المال لكنه لا يواظب على الحضور في الصالة.

وأكدت الشماخية أهمية إنشاء مماش لممارسة رياضة المشي خصوصا في ظل التحضّر الذي نشهده، وازدحام الحياة بالمنشآت، واكتظاظ الشوارع بالسيارات، حيث لم يعد الشارع مكانًا آمنًا لممارسة رياضة المشي، خاصة وأن بعض الأسر تخرج للمشي في وقت الليل، وأحيانا برفقة أطفالها، فبات من حقهم أن يجدوا مكانا مناسبا يمارسون فيه رياضتهم المفضّلة براحة واطمئنان .