- محمد الشيباني: تمسك الشباب العماني بعاداته يتجه للظهور مرة أخرى

تتباين أساليب كل ولاية من ولايات سلطنة عمان في الاحتفال وإحياء الفرحة في نفوس أفراد المجتمع أيام العيد السعيد، وقد مارست كل ولاية أسلوبها في الاحتفال خلال العيد، ولكن هناك اختلافا في تلك العادات بين الماضي والحاضر سردها لنا الوالد محمد بن سيف الشيباني، في جلسته التراثية في حارة الرنز بولاية أدم، واسترجع لنا ذكرياته مع الأساليب القديمة التي مارسها الأجداد للابتهاج بيوم العيد السعيد وكيف تغيرت الكثير من العادات مع مرور الزمن.

عادات الماضي

سرد الشيباني في بداية حديثه عن اجتماع أفراد كل قبيلة من القبائل بولاية أدم وكيف كانوا يخرجون جميعا من الحارات بالشلة والفنون التقليدية بصورة تشرح وتبعث في النفس البهجة حتى يصلون إلى منطقة الرحبة بالولاية وهناك يلتقون بشيوخ قبائل الولاية، وذكر أسماء العديد من المشايخ في تلك الفترة والرجل الذي كان يصلي بهم العيد وهو الشيخ مداد الذي كان قاضيا وواليا على ولاية أدم، حيث يتوقفون في منطقة الرحبة كمحطة تجمع تتيح لهم تبادل التحايا والتهاني بالعيد السعيد ثم يتجهون سويا لمصلى العيد بالولاية لأداء صلاة العيد، وبعد الصلاة كانت تقام عرضة الخيل، حيث تصطف الخيول وتركض 3 إلى 4 أشواط، يشارك جميع أفراد المجتمع في هذه المناشط المبهجة منهم من يشاهدون العرضة ومنهم من يقيمون الفن التقليدي، وبعد انتهاء صلاة العيد والفن التقليدي وتقديم التهاني بالعيد يقوم رئيس الجماعة أو القبيلة بدعوة الناس للتجمع والالتقاء في السبلة لتقديم الحلوى والقهوة وبعد خروجهم من السبلة يتجهون لذبح المواشي.

الجيل الجديد

كل ذلك كان حاضرا منذ ما يقارب 48 عاما، وشرح الشيباني كيف لاحظ اختفاء مثل هذه العادات تدريجيا منذ ما يقارب 15 إلى 20 سنة مضت، حيث تغيرت العادات وقلت ممارسة المجتمع للفنون التقليدية لأسباب كثيرة ذكر أهمها اتجاه الشباب والأجيال الجديدة لاتجاهات أخرى متعددة ومناح أخرى للبهجة في أيام العيد تتحدد أغلبها في حدود العائلة، مع التمسك بعادة الالتقاء في السبلة العمانية، والتي بقيت مغلقة في السنوات الماضية بسبب الجائحة، إلا أن الشيباني يعتقد أن تمسك الشباب العماني بعاداته ما زال موجودا ويتجه للظهور مرة أخرى، مثل عادات ركض الخيل وركض الهجن وفن العازي كلها عادات تبعث في النفس المباهج في يوم العيد للصغير والكبير على حد سواء، حيث يمارس الرجال عاداتهم من الفنون والنساء أيضا كانت تخرج لمشاهدة تلك المناشط والبعض منهن كانت تبيع الحلويات مثل القشاط والسمسم والنارجيل للأطفال في السوق. وقد أشاد الشيباني بالتزام الرجل العماني باللباس التقليدي من الخنجر والمصر والعصا، ولكن الاختلاف كان في حمل البندق أو التفق التي كان يحملها الرجل قديما، وقد اختفى، ولكن اللباس العماني ما زال حاضرا في كل مناسبة وتزيد قوة تمسكه باللباس التقليدي في يوم العيد كونه من أهم أيام العام.

الترابط المجتمعي

وفي مجال التكافل الاجتماعي أشار الشيباني إلى ترابط المجتمع العماني قديما وحديثا، حيث كان الغني ليس بتلك الدرجة من الغنى ولكن كل من منّ الله عليه ورزقه مالا كان يقدم من خيراته للفقراء في العيد سواء كانت المساعدة على شكل نخيل يهب ثمارها للمحتاجين في المجتمع أو أن يزودهم بشيء من اللحم إذا كانوا لا يملكون ذلك يوم العيد، ولكن في الوقت الحاضر لاحظ الشيباني زيادة الترابط الاجتماعي بين الناس، لتوفر المادة بصورة أكبر من القدم، حيث أصبحت هناك جمعيات وفرق خيرية تضع قائمة بأسماء الأسر المحتاجة للمساعدة وتزودهم بحاجات العيد مما تجود به الأيادي السخية لتعم الفرحة جميع القلوب خلال أيام العيد، خصوصا اليتامى، وأشاد بما يقوم به الشباب أيضا في تخصيص مراكز لاستقبال زكاة الفطر من جميع أفراد المجتمع ليتسنى لهم توزيعها على الأفراد المحتاجين داخل المجتمع بشكل منظم.

لم يتحدث كثيرا عن طريقة تجهيز اللحم في العيد، حيث إنها لم تختلف كثيرا وبطرقها المتعددة عن السابق، وطريقة تجهيز الشواء لم تختلف أيضا ولكن العديد يتجه لابتكار طرق جديدة للشواء، حيث قال: كان قديما يوضع الشواء في الظرف المصنوع من الخوص الذي يكنز فيه السح بعد تبليله ونقعه بالماء حتى لا يحترق بعد رميه في حفرة الشواء، وأكد أنهم ما زالوا يستخدمون الظرف حتى وقتهم الحاضر مع تغليف قطع اللحم بورق الموز ليضفي على اللحم طعما فريدا.