نصحت دانة العجمية أخصائية تغذية علاجية باتباع أنماط وعادات غذائية صحية خلال أيام عيد الفطر المبارك وعدم الإفراط في الطعام وتناول اللحوم والحلويات بكثرة منوهة بضرورة اتباع نظام صحي وسليم والاهتمام بنوعية الطعام حتى لا يتأذى الجسم بعد صيام شهر رمضان.

وقالت دانة بنت حسين العجمية أخصائية تغذية علاجية بمستشفى النهضة: عيد الفطر هو فرح المسلمين، بعد أن أتموا عبادة الشهر الفضيل وفيه يقوم الناس بالتحضير لهذه المناسبة من خلال إعداد الحلويات المشهورة في سلطنة عمان للعيد مثل الحلوى العمانية والماهو وحلوى النارجيل وغيرها من الحلويات، وأيضا تتسم الأعياد بكثرة أكل اللحوم خصوصا في مجتمعنا العماني مثل الشواء والمشاكيك والتقلية التي أيضا لها مسميات كثيرة ومختلفة.

وبالتأكيد إن هذه الأطعمة تعبر عن فرحة العيد، لكن لا بد من الانتباه إلى العادات الغذائية في هذا اليوم، لأن التغير المفاجئ في نوعية وتوقيت الطعام قد يؤذي الجسم إذا تم بشكل عشوائي دون تخطيط، وقد يتسبب في حالات عسر هضم أو إسهال أو آلام في المعدة ولذا لابد من اتباع نظام غذائي صحي سليم.

وعن العادات الصحية التي يجب اتباعها بعد الصيام خلال أيام العيد، أوضحت العجمية أن الجسم قد اعتاد خلال شهر رمضان على نظام غذائي محدد ومختلف عن ذلك النظام المتبع طوال العام، حيث إنه خلال فترة الصيام على ما يقارب 14 ساعة يعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار؛ ما يجعله في حالة راحة نهارا، وفي أيام العيد الأولى نبدأ بالرجوع للنظام الغذائي المعتاد لنا، لكن هذا يتطلب التدرج، فيجب علينا التدرج بالرجوع للنظام الغذائي المعتاد ومحاولة تناول الوجبات الرئيسية في أوقات مقاربة لأوقات الإفطار والسحور، ثم يتم تقريب مواعيد الوجبات تدريجيا إلى المواعيد المعتادة خلال السنة.

ولفتت أخصائية التغذية العلاجية إلى أنه ينصح البدء بتناول وجبات خفيفة وقليلة الدسم وقليلة الكمية وسهلة الهضم في أول أيام عيد الفطر وضبط توقيت الوجبات لكي تعتاد المعدة على النظام الغذائي الجديد لما بعد رمضان فينصح بتقسيم الوجبات إلى 4 - 5 وجبات صغيرة خلال اليوم كالبدء بتناول حبة إلى ثلاث حبات من التمر قبل صلاة العيد، ثم الذهاب لأداء الصلاة وتناول إفطار خفيف عبارة عن كوب من الحليب أو اللبن قليل الدسم، مع قطعة من الجبنة البيضاء أو اللبنة القليلة الدسم مع شريحة من التوست أو الخبز الأسمر مع إضافة الخضار وفي وقت «الفوالة» يمكن تناول حبة من الفاكهة مع كمية بسيطة من المكسرات كوجبة خفيفة أما الغداء فيتكون من طبق سلطة خضراء مع القليل من الأرز وقطعة من اللحم أو الدجاج أو السمك المشوي ويمكن تناول قطعة حلوى صغيرة كوجبة خفيفة ثانية في العصر أما العشاء فيمكن أن يتكون من طبق من شوربة الخضار أو تقلية مع خبز عماني وصحن من السلطة الخضراء. وأيضا من العادات الصحية الأخرى، تناول وجبة الفطور حيث إن معظم الناس تتجاهل وجبة الفطور في العيد مما يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة الغداء الذي بدوره يسبب التخمة وزيادة احتمالية الإصابة بعسر الهضم فعلى الشخص وجباتك الرئيسية الثلاث بانتظام في العيد حتى تستمر بها بعد العيد وتحافظ على صحتك.

نظام صحي

وتنصح العجمية إلى ضرورة إضافة الخضروات للوجبات في النظام الغذائي وخاصة في العيد أغلب النظام الغذائي العماني يتركز على البروتين الحيواني من اللحوم والسكريات من الحلويات بالتالي فهو غني بالسعرات الحرارية وفقير بالعناصر الغذائية المفيدة مثل الفيتامينات والمعادن. فإن إضافة الخضروات خصوصا لوجبتي الغداء والعشاء ضروري للمساعدة على الهضم من خلال احتوائها على الألياف والتي أيضا تساعد على الشبع بالتالي تمنعك من تناول كمية كبيرة من الأكل، كما أنها تساعد على أخذ حاجة الجسم من المغذيات المفيدة.

وعلى الشخص أن لا ينسى أخذ كفايته من الماء، وبسبب وفرة الطعام وتناوله باستمرار فهذا يؤدي إلى نسيان شرب الماء. للمياه فوائد عديد ومهمة منها مساعدة الكلى على التخلص من السموم ومنع الجفاف. أيضا شرب المياه يساعد على عملية الشبع ومنع الإفراط في تناول الطعام. لذا يجب تناول ما لا يقل عن 12 كوبا من الماء يوميا. كما في العيد يكثر شرب الشاي والقهوة العمانية، فيجب الإكثار من شرب الماء، والتقليل من شرب الشاي والقهوة لما لذلك من أثر مدر للبول، ورافع للضغط ومانع للاستفادة من امتصاص الحديد من الغذاء.

الزيارات والولائم

وحول أضرار كثرة تناول اللحوم، بينت دانة العجمية أنه يجب تقليل اللحوم الحمراء حيث تعد مصدرا أساسيا للعديد من العناصر الغذائية والمعادن الضرورية للجسم وخصوصا البروتينات، إلا أن الإفراط في تناولها يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الصحية كارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم الشيء الذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

وقالت: ننصح بإزالة جميع الشحوم من اللحوم قبل الطهي فالشحوم تعمل على ارتفاع نسبة الدهون المشبعة في الجسم بالتالي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، الذي يمكن اعتباره علامة حيوية تدل على ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما يجب طهي اللحوم بطرق الطهي الصحية مثل الشواء، مع تفادي القلي لأنه يزيد من محتواها الدهني. وإزالة الأجزاء المحترقة من اللحوم قبل تناولها. نظرا لاحتوائها على بعض المركبات الضارة نتيجة الأدخنة المتصاعدة من الفحم والتصاقها بسطح اللحم وكذلك لاحتراق الدهن المتساقط على الفحم وتصاعد أبخرة أحتراقه على سطح اللحم.

أما عن الزيارات والولائم وضرورة تجنب تناول كميات كبيرة من الأطعمة غير الصحية التي تفوق قدرة الشخص، فأشارت الأخصائية إلى أنه خلال اللقاءات والتجمعات العائلية والاجتماعية يجب أخذ طبق لك وحدك إذ أنه عندما نأكل من الأطباق المشاركة للأسف لا ننتبه إلى كميات الطعام التي نأكلها. كما في التجمعات تكثر أصناف الأطعمة الدهنية المليئة بالأملاح والسكريات فنراعي التقليل من تناول هذه الأغذية، لأن تناول هذه الأطعمة يسبب اضطرابات في مستوى السكر في الدم، وكذلك ارتفاع ضغط الدم مما قد يضر بالصحة العامة خاصة مرضي الضغط والسكري. وتجنب المشروبات الغازية لأنها تزيد من درجة حموضة المعدة وتعمل على اتخامها، ويتم استبدالها بالماء أو بالعصائر الطبيعية.

الحلويات

وحول الإفراط في الحلويات، أكدت أخصائية التغذية العلاجية دانة العجمية أن الحلويات تشكل جزءا خاصا من العيد إلا أنه لا يجب أن ينسى أنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات. ومن أشهر الحلويات العمانية التي غالبا تقدم في العيد مثل الماهو وحلوى النارجيل والحلوى العمانية ويفرط في تناولها إلى إرباك الجهاز الهضمي خصوصا لدى المصابين بداء السكري والسمنة وبارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ومرضى القلب والشرايين. لذلك ينصح بالاعتدال وعدم المبالغة في تناول الحلويات خاصة صباح يوم العيد، للوقاية من اضطرابات الجهاز الهضمي مثل: الغثيان، الإسهال، القيء وعسر الهضم. وكثرة تناول السكريات يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم بالتالي يؤثر على وظائف البنكرياس والقلب والكلى وغيرها من المضار، ومن الأفضل أن تستبدل حلويات العيد بالفاكهة الطازجة؛ التي تحتوي على الفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة والألياف، أو عمل حلويات ذات وصفات صحية وخفيفة تحتوي على الفواكه أو حليب قليل الدسم، وباستخدام كمّيات أقل من الزيوت والسكر، ويمكن تناول تلك الحلويات بين الوجبات باعتدال.

ومن جانب آخر أوضحت العجمية إلى أنه في العيد يقل النشاط الحركي رغم كثرة الزيارات العائلية بسبب الجلوس والتخمة بعد تناول كمية كبيرة من الطعام، لذا على الشخص أن لا يدع الكسل يتغلب عليه ويعمل نشاط بدني ويساعد في أعمال الضيافة ولا تنسى المشي في العصر أو في المساء. للرياضة فوائد كثيرة منها تساعد على عملية الهضم وتعطيك طاقة إيجابية وحيوية بالإضافة إلى الحفاظ على وزنك.