• د. مريم البادية:




ـ السكري من أكثر الأمراض المزمنة شيوعا في سن الطفولة مع عدم معرفة سبب الإصابة

ـ عدم أخذ جرعات الأنسولين قد يعرّض الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول خلال فترة الصيام لبعض المضاعفات

ـ ضرورة إبلاغ المدرسة بصيام الأطفال المصابين بالسكري مع أهمية وجود جهاز فحص السكر ووجبة خفيفة

يتوق الأطفال المصابون بمرض السكري إلى صيام الشهر الفضيل إلا أن هناك عدة عوامل تحدد مدى قدرة الطفل على الصيام، بعد استشارة الطبيب والحرص على فحص معدل السكر بشكل دوري يوميا مع أخذ جرعات الأنسولين بحسب ما تم الاتفاق عليه مع الطبيب والالتزام بنظام غذائي لتفادي أية مضاعفات خلال فترة الصيام والتي قد تصل إلى الوفاة أو الغيبوبة مع طول فترة الصيام وحر الصيف اللذين يعرّضان الأطفال إلى الجفاف.

والدعوة إلى وجود جهاز فحص السكر ووجبة خفيفة للطفل المريض أثناء وجوده في المدرسة تشتمل على عصير يحتوي على سكر ووجبة خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة مثل البسكويت أو الخبز ووضع قطعة من الحلوى في الجيب لتناولها عند الشعور بالهبوط، ويفضّل إبلاغ ممرض الصحة المدرسية أو المشرف الاجتماعي بأن الطفل صائم.


  • الأكثر شيوعا




**media[1978794]**

وقالت الدكتورة مريم بنت خميس البادية، استشارية أطفال سكري وغدد صماء في المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء بالمستشفى السلطاني: تحدث الإصابة بالسكري من النوع الأول عندما لا ينتج البنكرياس كميات كافية من الأنسولين أو لا ينتجه بشكل كامل، ويكون النوع الأول من داء السكري أكثر شيوعًا عند الأطفال ويقتصر على 5 - 10% من حالات مرض السكري، إذ يعد السكري واحدًا من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في سن الطفولة، ويمكن للإصابة بالسكري من النمط الأول أن تحدث في أي وقت في أثناء الطفولة، حتى في مرحلة الرضاعة، ولكنها عادةً ما تحدث في المرحلة بين 4 - 6 سنوات، أو في المرحلة بين 10 - 14 سنة، والسبب الدقيق في الإصابة بالنوع الأول من داء السكري غير معروف، وعادةً ما يدمر جهاز المناعة بالجسم الذي عادةً ما يكافح الفيروسات والبكتيريا الضارة الخلايا المنتِجة للأنسولين (الجزيرية أو جُزَيرات لانغرهانس) في البنكرياس عن طريق الخطأ، وتتضمن الأسباب المحتملة الأخرى الجينات الوراثية والتعرّض للفيروسات والعوامل البيئية الأخرى، كما يواجه أقارب المصابين بالسكري من النوع الأول خطرًا متزايدًا للإصابة بالسكري، إذ تبلغ نسبة 4 - 8% عند الأشقاء والشقيقات، في حين تكون نسبة الخطر أكبر عند التوائم الحقيقيين وتتراوح بين 30 - 50%، وتبلغ نسبة الخطر حوالي 10% عند الأطفال المولودين لأب مصاب بالسكري من النوع الأول، وحوالي 10% عند الأطفال المولودين لأم مصابة بالسكري من النوع الأول.


  • الجلوكوز




وأشارت إلى أن ارتفاع مستويات السكر في الدم "الجلوكوز في الدم" يسبب مجموعة متنوعة من الأعراض المباشرة، إضافة إلى مضاعفات عديدة على المدى الطويل، ومن هذه الأعراض الشعور بالعطش وكثرة التبول والإرهاق والشعور بالتعب ونقص الوزن وقد تصل إلى مرحلة الحموضة أو الحماض الكيتوني، مشيرة إلى أنه مع حلول الشهر الفضيل يتوق الأطفال المصابون بمرض السكري من النوع الأول إلى الصيام ويريدوا أن يكونوا متساوين مع إخوانهم وأصدقائهم وألا يكونوا مختلفين إلا أن ثمة عوامل عدة تحدد قدرة الطفل على الصيام.


  • استشارة الطبيب




وأكدت أن غالبية الجمعيات الطبية والعالمية تنصح بضرورة عدم صيام مريض السكري من النوع الأول والأفضل ألا يصوم الطفل المصاب إلا بعد سن 12 سنة لما له من خطورة على صحته، ولكن يمكن لبعض الأطفال الصيام بأمان إذا قاموا باتّباع تعليمات الطبيب الاستشاري وممرضة سكري الأطفال، مؤكدة على ضرورة مراجعة الطبيب المعالج قبل دخول شهر رمضان لكي يقوم بتقييم حالة الطفل الصحية وتعديل جرعة الأنسولين، وفحص السكر بانتظام قبل رمضان وأثناء الصيام وذلك عند الاستيقاظ من النوم والساعة العاشرة صباحا والساعة 12 ظهرا وكذلك الساعة الرابعة عصرا وقبل الإفطار وبعده بساعتين وقبل السحور وبعد السحور بساعتين وعند الشعور بأية أعراض انخفاض أو ارتفاع مستوى السكر في الدم، إضافة إلى تقليل المجهود البدني أثناء النهار وخاصة فترة ما بعد الظهر، وتناول غذاء متوازن وحساب كمية الكربوهيدرات المتناولة، ومراجعة مثقفة سكري الأطفال لأخذ التعليمات اللازمة لصيام شهر رمضان.


  • النوع الأول




وأوضحت أن قائمة الأطفال الذين لا يتوجب عليهم الصيام تتضمن الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول غير البالغين وغير الملتزمين بأخذ جرعات الأنسولين، ومرضى السكري حديثي التشخيص أو الذين ما زالوا في "مرحلة العسل"، وكذلك الأطفال الذين يعانون من السكري الهش لصعوبة التحكم بالسكري في هذا النوع، حيث إن المريض يعاني من تقلبات شديدة بين ارتفاع وهبوط في مستوى السكر، إضافة إلى الذين يعانون من حالة اللاشعور أو اللاوعي بالهبوط حيث إن المريض لا يشعر بأعراض الهبوط في السكر، وتكرار الإصابة بالحموضة أو الحماض الكيتوني السكري، وبعض الدراسات أيضا أضافت الأطفال الذين يكون معدل السكر التراكمي لديهم أكثر من 8%.


  • السحور بركة




وأضافت: يجب على جميع المرضى المصابين بالسكري من النوع الأول العلم بأنه ليس هناك طريقة واحدة يستطيع الجميع اتباعها للمحافظة على مستوى السكر في الدم ويتم تحديد نوع الأنسولين المستعمل والجرعات اللازمة، بناءً على حالة المريض الصحية ومقدار ما يتناوله من طعام بين الإفطار والسحور؛ بهدف المحافظة على مستوى سكر في الدم قريبا من حدوده الطبيعية من قِبل الطبيب المعالج، والالتزام بالهدي النبوي في تعجيل الفطور وتأخير السحور "تسحروا فإن في السحور بركة" وبذلك تقلل فترة الصيام ويساعد الطفل على تجنب هبوط مستوى السكر في الدم في نهار رمضان، أما بالنسبة لجرعات الأنسولين فإنه يعتمد على نوعيته مثل الأنسولين طويل المفعول "لانتس" أو الأنسولين الحليبي أو الأنسولين المائي أو سريع المفعول، ويتم تحديد وحساب الجرعات لكل مريض على حدة من قِبل الطبيب المعالج ومثقفة السكري للأطفال قبل رمضان ويتم تعديل الجرعات خلال أيام الشهر الفضيل إذا استدعى الأمر، أما بالنسبة للمرضى الذين يكونون على مضخة الأنسولين فيجب تخفيض جرعات الأنسولين الصباحية وزيادة الجرعات المسائية بعد الإفطار، ولا بد من برمجة المضخة لهذا الشهر الفضيل.


  • جرعة الأنسولين




وحذرت الدكتورة مريم البادية من أن الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول قد يصابون في فترة الصيام ببعض المضاعفات إذا لم يتم الالتزام بأخذ جرعات الأنسولين المتفق عليها وعدم الالتزام بنظام غذائي محدد، وأهم هذه المضاعفات ارتفاع مستوى السكر في الدم لعدم أخذهم جرعة الأنسولين ما يعرّضهم للإصابة بالحماض الكيتوني السكري وهذا الأمر يمثل خطورة قد تصل إلى الوفاة إذا لم يتم علاجه بالسقايات والأنسولين من خلال الوريد، وكذلك أخذ الأنسولين مع عدم تناول الطعام يعرّضهم لهبوط حاد في مستوى السكر في الدم وإذا لم يتم علاجه قد يؤدي إلى الغيبوبة أو حدوث تشنجات، إضافة إلى أن طول فترة الصيام وزيادة حر الصيف يعرضان الأطفال إلى الجفاف.


  • مسؤولية الوالدين




وأوضحت أهمية أن يكون الوالدان والطفل على معرفة تامة بأعراض ارتفاع وهبوط مستوى السكر في الدم وضرورة الإفطار متى استدعى الأمر تفاديا لأي خطورة على صحة الطفل، ففي حالة الشعور بأعراض الهبوط (مثل التعرق، الارتجاف، زيادة دقات القلب، دوران الرأس) أو أن تكون نتيجة سكر الدم أقل من 3.9 مليمول/لتر (70 مليجرام/ديسيلتر" يجب على المريض أن يُفطر أو يُجبر على الإفطار من قِبل أهله حتى في حالة حدوث الهبوط في وقت قريب من موعد الإفطار، إذ إن مواصلة الصيام قد تؤدي إلى حدوث الهبوط الشديد لدرجة الإغماء أو التشنج مع مراعاة إبلاغ الطبيب المعالج وممرضة سكري الأطفال، أما في حالة الشعور بأعراض ارتفاع مستوى السكر في الدم مثل الإرهاق، والإحساس بالجوع والعطش، وآلام في البطن والترجيع أو أن تكون نتيجة مستوى السكر في الدم أكثر من 16.6 مليمول/لتر "300 مليجرام/ديسيلتر" وعند الأطفال أكثر من 15 مليمول/لتر يجب فحص الكيتون في البول، وفي حالة وجوده فإنه يجب على المريض أن يُفطر ويأخذ الجرعة التصحيحية مع شرب كميات كافية من الماء لتلافي الحماض الكيتوني السكري.


  • الصحة المدرسية




وحول الاحتياطات التي يجب اتّباعها في المدرسة للطفل المصاب بالسكري من النوع الأول خلال الشهر الفضيل أكدت الدكتورة مريم البادية أهمية وجود جهاز فحص السكر ووجبة خفيفة له أثناء وجوده في المدرسة تشتمل على عصير يحتوي على سكر ووجبة خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة مثل البسكويت أو الخبز ووضع قطعة من الحلوى في الجيب لتناولها عند الشعور بالهبوط، ويفضل إبلاغ ممرض الصحة المدرسية أو المشرف الاجتماعي بأن الطفل صائم، مع تجنب المجهود البدني أثناء الدوام المدرسي وخاصة فترة بعد الظهر، وفي حالة الشعور بأعراض الهبوط في المدرسة يجب على الطفل أن يُفطر أو يُجبر على الإفطار بتناول العصير والوجبة الخفيفة، أما في حالة نوم الطفل أثناء فترة العصر بعد العودة من المدرسة فيجب فحص السكر قبل النوم ومراقبة أعراض الهبوط لديه.


  • الكربوهيدرات




وعدّدت استشارية أطفال سكري وغدد صماء في المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء مجموعة من النصائح بشأن الأطفال المصابين بالسكري خلال الشهر الفضيل بينها عدم الإفراط في تناول الكربوهيدرات السريعة والأطعمة المشبعة بالدهون، بل يجب على المريض توزيع احتياجه من الكربوهيدرات المعقدة بين وجبة الفطور وعشاء خفيف قبل النوم ووجبة السحور لتجنب ارتفاع السكر، والمواظبة على مراجعة الطبيب، وممرضة سكري الأطفال أثناء شهر رمضان لتنظيم جرعة الأنسولين عند الحاجة عن طريق الالتزام بالمواعيد أو الاتصال بعيادة سكري الأطفال، إضافة إلى تجنب الرياضة قبل الساعات الأخيرة من الإفطار لتلافي الهبوط في مستوى السكر في الدم، متمنين لأطفالنا المصابين بالسكري من النوع الأول صياما آمنا، مع ضرورة الاطلاع على فيديوهات مرض السكري وأبرز التعليمات في حساب الجمعية العمانية لمرض السكري على الانستجرام.